«يا مسلمي العالم اتحدوا».. كان هذا الشعار الذي أطلقه السلطان عبدالحميد الثاني في آخر مرحلة من مراحل زوال الدولة العثمانية، لتلفظ من عقبه الدولة أنفاسها فقُسّمت الإمبراطورية وقامت الجمهورية. قبل أسبوعين، وفي تقرير مثير نشرته مجلة «فورين بوليسي»، تظهر تركيا وكأنها الكاسب الأكبر لنجاحها في اللعب على الحبلين بالتمحور مع إيران وروسيا، يأتي هذا رغم عضوية تركيا في حلف شمال الأطلسي. ويمكن القول أن معظم ذلك يعود إلى وصول رجب طيب أردوغان إلى سدة الرئاسة التركية عام 2014، فقد كان وصوله مؤشراً على تحول أنقرة إلى دولة معادية للغرب أكثر من أي وقت مضى، وهو ما يعني انحراف تركيا عن حلف الناتو، وتقاربها مع روسيا وإيران. لم يقتصر الأمر على هذا فحسب، بل صارت تركيا منافساً لدول الخليج العربية أكثر منها حليفاً لها، منشأ ذلك الرغبة الأردوغانية في تزعم العالم الإسلامي السني. أما المفارقة.. فإنه تركيا تسعى دون هوادة للوصول إلى زعامة العالم الإسلامي السني، دون أن توقف التمدد الإيراني أو التهديد الإسرائيلي أو العدوان الروسي على السنة في سوريا. بلا شك.. فإن كل هذه المسائل قد كانت مبعثاً للتوتر بين تركيا ودول الخليج العربية وخاصة السعودية، أما ما فاقم هذه التوترات: انضمام أنقرة إلى طهران، وقضية خاشقجي، والأزمة مع قطر.
لقد تمثلت استفادة أنقرة من الأحداث في استغلالها لأخطاء الكبار، فإعلان ترامب عن استراتيجية الابتعاد عن هدف القضاء على «داعش» في سوريا، إلى هدف احتواء إيران، خلق منفذاً لتركيا للدخول ولتحل محل واشنطن. وسبب التحول الأمريكي كامن في فشل القريبين منها في الشرق الأوسط نحو دول الخليج العربية وتركيا وإسرائيل في عزل طهران، الأمر الذي أدى إلى انجراف تركيا نحو إيران وروسيا. من جهة أخرى، تعمل روسيا على توسيع الدائرة حول مركزها بغية التخلص من الأخطار التي تهدده، ودفاعاً عن مصالح روسيا القومية، حرص الروس على عدم القتال على حدودهم، ونقلوا المعركة إلى أبعد من الحدود المباشرة. أما طهران فهي تحارب العالم بميليشياتها الشيعية في كل مكان -كما عهدناها. ولأن تركيا تحذو حذوهم، بات السؤال مشروعاً حول إذا ما كانت هذه مرحلة التمدد بالنسبة لتركيا، أم أنها المرحلة الأخيرة من مراحل الأردوغانية! إذ بقي أن يرفع أردوغان شعار «يا مسلمي العالم اتحدوا»، ثم تلفظ جمهوريته أنفاسها.
* اختلاج النبض:
ما يزعجنا في الخليج العربي، ظهور إيران وروسيا وتركيا ككتلة متماسكة، والمزعج أكثر أن كل واحدة منهم لها أهداف واضحة ومعلنة منذ مائة عام، فروسيا تريد الوصول للمياه الدافئة، وإيران تريد عالماً شيعياً تحكمه، أما تركيا فتريد قيادة المسلمين السنة.
لقد تمثلت استفادة أنقرة من الأحداث في استغلالها لأخطاء الكبار، فإعلان ترامب عن استراتيجية الابتعاد عن هدف القضاء على «داعش» في سوريا، إلى هدف احتواء إيران، خلق منفذاً لتركيا للدخول ولتحل محل واشنطن. وسبب التحول الأمريكي كامن في فشل القريبين منها في الشرق الأوسط نحو دول الخليج العربية وتركيا وإسرائيل في عزل طهران، الأمر الذي أدى إلى انجراف تركيا نحو إيران وروسيا. من جهة أخرى، تعمل روسيا على توسيع الدائرة حول مركزها بغية التخلص من الأخطار التي تهدده، ودفاعاً عن مصالح روسيا القومية، حرص الروس على عدم القتال على حدودهم، ونقلوا المعركة إلى أبعد من الحدود المباشرة. أما طهران فهي تحارب العالم بميليشياتها الشيعية في كل مكان -كما عهدناها. ولأن تركيا تحذو حذوهم، بات السؤال مشروعاً حول إذا ما كانت هذه مرحلة التمدد بالنسبة لتركيا، أم أنها المرحلة الأخيرة من مراحل الأردوغانية! إذ بقي أن يرفع أردوغان شعار «يا مسلمي العالم اتحدوا»، ثم تلفظ جمهوريته أنفاسها.
* اختلاج النبض:
ما يزعجنا في الخليج العربي، ظهور إيران وروسيا وتركيا ككتلة متماسكة، والمزعج أكثر أن كل واحدة منهم لها أهداف واضحة ومعلنة منذ مائة عام، فروسيا تريد الوصول للمياه الدافئة، وإيران تريد عالماً شيعياً تحكمه، أما تركيا فتريد قيادة المسلمين السنة.