ليس بين العرب والمسلمين من لا تعني له القضية الفلسطينية شيئاً، فهي القضية المركزية وهي المحطة التي لا يمكن تجاوزها. وليس بين الدول العربية والإسلامية دولة لا تهتم بهذه القضية أو تعتبرها منتهية، فالقضية الفلسطينية هي الأساس الذي لا يمكن تجاوزه، ليس عاطفياً فقط ولكن واقعاً ومنطقاً. إن تم حلها حلت كثيراً من مشكلات المنطقة وتحقق السلام المنشود، وإن لم يتم حلها تفاقمت مشكلات المنطقة وتعقدت وصار صعباً تحقيق السلام، حيث السلام مرتبط بإعادة الحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني.
هذه حقيقة لا يمكن تجاوزها، ولكن في المقابل تتوفر اليوم حقيقة أخرى لا يمكن تجاوزها وغض الطرف عنها أيضاً، وهي أن إسرائيل صارت واقعاً لا يمكن إنكاره ولا يمكن التعامل معها بسيوف العاطفة، وأنها حققت الكثير من التقدم العلمي الذي تحتاجه المنطقة ويحتاجه العالم. من هنا فإن اتخاذ قرار بالاستمرار في الموقف السالب من إسرائيل قرار لا يأخذ معطيات الواقع في الاعتبار، تماماً مثلما أن اتخاذ قرار بتجاوز القضية الفلسطينية قرار لا يأخذ معطيات الواقع في الاعتبار، حيث الواقع يفرض أموراً ويفرض قرارات.
الجميع مع القضية الفلسطينية، والجميع آثر التريث طويلاً حتى يتم التوصل إلى حل نهائي لها، والجميع ملتزم بهذا القرار أو التوجه، لكن لأن الأحوال غير عادية بسبب الخلافات الفلسطينية الفلسطينية ولأن الحياة لا يمكن أن تتوقف عند نقطة معينة، لذا صارت جل الدول العربية والإسلامية، إن لم يكن كلها تفكر في أمور لم تكن تفكر فيها من قبل ولم تكن الظروف تسمح بالتفكير فيها. ليس فقط لأن الدول مصالح ولكن لأن القضية الفلسطينية تعقدت ووصلت حداً أن اعتبر البعض عدم حلها سبباً في تخلف الأمة.
لا يوجد في الأفق حل لهذه القضية خصوصاً مع استمرار الفلسطينيين في خلافاتهم المؤذية للقضية، هذه حقيقة مؤلمة، والحقيقة الأخرى هي أن إسرائيل اليوم واقع لا يمكن تجاوزه، وهذه حقيقة مؤلمة أيضاً، أما الحقيقة الثالثة فهي أن العقل والمنطق يدفعان إلى تهميش العاطفة قليلاً والعمل على تطوير المنطقة ودولها والسعي إلى السلام من باب آخر غير الباب المعتاد، فليس للسلام باب واحد فقط.
هذا يدفع إلى طرح سؤال لا مفر من طرحه وهو ألا يفضي قرار وقف التعامل مع إسرائيل بعواطفنا والبدء في إنهاء حالة العداء معها أو قرار بدء التعامل معها في بعض المجالات إلى فتح باب لحل القضية الفلسطينية؟ المنطق يقول بأن إسرائيل تكون ناقصة عقل لو أنها أصرت على السير في طريق معاداة الفلسطينيين والعرب والمسلمين وعدم إرجاع ما سلبته منهم والقبول بشروط السلام، فما يمكن أن تحصل عليه من إقامة علاقات مع الدول العربية، ودول الخليج العربي على وجه الخصوص كثير، وهو بالتأكيد يعوضها عن كل ما تعتبره خسائر. والمنطق يقول أيضاً إن الدخول في المرحلة الجديدة يمكن أن يفضي سريعاً إلى السلام، والسبب هو أن ما سيربط بين إسرائيل والدول العربية والخليجية هو الاقتصاد، وليس من ديدن الدول التفريط في مثل هذا المكسب المهم، فالاقتصاد حياة.
ليس هذا الحديث دعوة للتطبيع مع إسرائيل ولكن للنظر إلى الأمور بواقعية بغية إيجاد باب يفضي إلى حل القضية الفلسطينية وتثبيت حالة السلام المنشود وتفرغ الجميع للإسهام في تطوير الحياة والحضارة الإنسانية. إن هدفاً كهذا تبنته بعض الدول العربية والخليجية يستحق العمل من أجله والدفاع عنه، ويستوجب من الذين يتاجرون بالقضية الفلسطينية ويستغلون عواطف الأمتين العربية والإسلامية التوقف عن المضي في هذا السلوك.
{{ article.visit_count }}
هذه حقيقة لا يمكن تجاوزها، ولكن في المقابل تتوفر اليوم حقيقة أخرى لا يمكن تجاوزها وغض الطرف عنها أيضاً، وهي أن إسرائيل صارت واقعاً لا يمكن إنكاره ولا يمكن التعامل معها بسيوف العاطفة، وأنها حققت الكثير من التقدم العلمي الذي تحتاجه المنطقة ويحتاجه العالم. من هنا فإن اتخاذ قرار بالاستمرار في الموقف السالب من إسرائيل قرار لا يأخذ معطيات الواقع في الاعتبار، تماماً مثلما أن اتخاذ قرار بتجاوز القضية الفلسطينية قرار لا يأخذ معطيات الواقع في الاعتبار، حيث الواقع يفرض أموراً ويفرض قرارات.
الجميع مع القضية الفلسطينية، والجميع آثر التريث طويلاً حتى يتم التوصل إلى حل نهائي لها، والجميع ملتزم بهذا القرار أو التوجه، لكن لأن الأحوال غير عادية بسبب الخلافات الفلسطينية الفلسطينية ولأن الحياة لا يمكن أن تتوقف عند نقطة معينة، لذا صارت جل الدول العربية والإسلامية، إن لم يكن كلها تفكر في أمور لم تكن تفكر فيها من قبل ولم تكن الظروف تسمح بالتفكير فيها. ليس فقط لأن الدول مصالح ولكن لأن القضية الفلسطينية تعقدت ووصلت حداً أن اعتبر البعض عدم حلها سبباً في تخلف الأمة.
لا يوجد في الأفق حل لهذه القضية خصوصاً مع استمرار الفلسطينيين في خلافاتهم المؤذية للقضية، هذه حقيقة مؤلمة، والحقيقة الأخرى هي أن إسرائيل اليوم واقع لا يمكن تجاوزه، وهذه حقيقة مؤلمة أيضاً، أما الحقيقة الثالثة فهي أن العقل والمنطق يدفعان إلى تهميش العاطفة قليلاً والعمل على تطوير المنطقة ودولها والسعي إلى السلام من باب آخر غير الباب المعتاد، فليس للسلام باب واحد فقط.
هذا يدفع إلى طرح سؤال لا مفر من طرحه وهو ألا يفضي قرار وقف التعامل مع إسرائيل بعواطفنا والبدء في إنهاء حالة العداء معها أو قرار بدء التعامل معها في بعض المجالات إلى فتح باب لحل القضية الفلسطينية؟ المنطق يقول بأن إسرائيل تكون ناقصة عقل لو أنها أصرت على السير في طريق معاداة الفلسطينيين والعرب والمسلمين وعدم إرجاع ما سلبته منهم والقبول بشروط السلام، فما يمكن أن تحصل عليه من إقامة علاقات مع الدول العربية، ودول الخليج العربي على وجه الخصوص كثير، وهو بالتأكيد يعوضها عن كل ما تعتبره خسائر. والمنطق يقول أيضاً إن الدخول في المرحلة الجديدة يمكن أن يفضي سريعاً إلى السلام، والسبب هو أن ما سيربط بين إسرائيل والدول العربية والخليجية هو الاقتصاد، وليس من ديدن الدول التفريط في مثل هذا المكسب المهم، فالاقتصاد حياة.
ليس هذا الحديث دعوة للتطبيع مع إسرائيل ولكن للنظر إلى الأمور بواقعية بغية إيجاد باب يفضي إلى حل القضية الفلسطينية وتثبيت حالة السلام المنشود وتفرغ الجميع للإسهام في تطوير الحياة والحضارة الإنسانية. إن هدفاً كهذا تبنته بعض الدول العربية والخليجية يستحق العمل من أجله والدفاع عنه، ويستوجب من الذين يتاجرون بالقضية الفلسطينية ويستغلون عواطف الأمتين العربية والإسلامية التوقف عن المضي في هذا السلوك.