كما في نظم الدول التابعة لموسكو، قامت جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية أو اليمن الجنوبي «1967» كدولة اشتراكية بنظام الحزب الواحد. وقد شبهت أهمية اليمن الجنوبي بالنسبة للاتحاد السوفيتي، علاقة ودعم السوفيت للرئيس الكوبي فيدل كاسترو، فقد كانت دول الخليج العربية والسعودية الشقيقة خاصة مثل الولايات المتحدة، فقد تم استخدام اليمن الجنوبي للضغط على الدول الخليجية الموالية لأمريكا. غير أن الخلل في العلاقة بين عدن وموسكو تمثل في أن خط المكتب الدولي بالحزب الشيوعي السوفيتي حيال اليمن الديمقراطي أقوى من خط وزارة الخارجية السوفيتية، فانعكس التضارب في المسارين على السياسة السوفيتية هناك. لكن قيام اليمن الديمقراطية الشعبية في فترة الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي أدى إلى سقوطها بسقوط السوفيت.
نأتي إلى الاهتمامات الروسية الحديثة بجنوب اليمن، فقد برزت عبر مؤشرات وأطماع كثيرة، منها ما قاله السفير الروسي في اليمن «فلاديمير ديدوشكين» للمراسلين قبل شهر، أن جنوب اليمن منطقة مهمة في البلاد يجب تمثيلها «كما يجب» في تسوية سلمية محتملة. وإذا عدنا للوراء قليلاً، فقد أبدت وزارة الخارجية الروسية رسمياً اهتمامها بالتوسط لوقف المواجهة بين الانفصاليين في جنوب اليمن والرئيس هادي في مطلع العام الجاري، عقب هجوم عسكري شنّته القوات الموالية لهادي ضد احتلال المجلس الانتقالي الجنوبي لمدينة عدن، عاصمة الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً. يضاف أيضاً إلى المؤشرات السابقة، احتفاظ موسكو بسفارة لها في العاصمة صنعاء التي يحتلها الحوثيون، حتى أواخر العام 2017.
تلك هي المؤشرات التي عملنا على رصدها، أما الأطماع الروسية فليست وليدة اللحظة، إذ نجح المعزول علي عبدالله صالح من كسب رضا موسكو وتعهّد بالسماح لروسيا ببناء قاعدة بحرية في البحر الأحمر. وكانت العلاقة طيبة بين الطرفين ما جعل موسكو ترسل فريقاً من الأطباء لمعالجة صالح خلال إصابته بوعكة صحية في أكتوبر 2017. كما تبرز الأطماع الروسية في اهتمام موسكو بإنشاء قاعدة عسكرية على مقربة من مضيق باب المندب والذي يربط بدوره البحر الأحمر بخليج عدن، فذلك هدف استراتيجي روسي بعيد المدى في اليمن. وقد دعا القائد السابق لسلاح البحرية الروسي فليكس غروموف إلى إنشاء قاعدة بحرية روسية على مقربة من الطرقات التجارية في خليج عدن في أغسطس 2017.
* اختلاج النبض:
لقد وصف معهد الدراسات الشرقية في موسكو جزيرة سقطرى بأنها المكان المثالي لبناء قاعدة روسية في اليمن. مع الأصداء الإيجابية لأعضاء المجلس الانتقالي الجنوبي إزاء تصريحات «ديدوشكين» عندما دافع عن حق الجنوبيين في تمثيل «كما يجب» في أي تسوية سلمية محتملة، هل تعود الحرب الباردة للخليج من عدن؟!!
نأتي إلى الاهتمامات الروسية الحديثة بجنوب اليمن، فقد برزت عبر مؤشرات وأطماع كثيرة، منها ما قاله السفير الروسي في اليمن «فلاديمير ديدوشكين» للمراسلين قبل شهر، أن جنوب اليمن منطقة مهمة في البلاد يجب تمثيلها «كما يجب» في تسوية سلمية محتملة. وإذا عدنا للوراء قليلاً، فقد أبدت وزارة الخارجية الروسية رسمياً اهتمامها بالتوسط لوقف المواجهة بين الانفصاليين في جنوب اليمن والرئيس هادي في مطلع العام الجاري، عقب هجوم عسكري شنّته القوات الموالية لهادي ضد احتلال المجلس الانتقالي الجنوبي لمدينة عدن، عاصمة الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً. يضاف أيضاً إلى المؤشرات السابقة، احتفاظ موسكو بسفارة لها في العاصمة صنعاء التي يحتلها الحوثيون، حتى أواخر العام 2017.
تلك هي المؤشرات التي عملنا على رصدها، أما الأطماع الروسية فليست وليدة اللحظة، إذ نجح المعزول علي عبدالله صالح من كسب رضا موسكو وتعهّد بالسماح لروسيا ببناء قاعدة بحرية في البحر الأحمر. وكانت العلاقة طيبة بين الطرفين ما جعل موسكو ترسل فريقاً من الأطباء لمعالجة صالح خلال إصابته بوعكة صحية في أكتوبر 2017. كما تبرز الأطماع الروسية في اهتمام موسكو بإنشاء قاعدة عسكرية على مقربة من مضيق باب المندب والذي يربط بدوره البحر الأحمر بخليج عدن، فذلك هدف استراتيجي روسي بعيد المدى في اليمن. وقد دعا القائد السابق لسلاح البحرية الروسي فليكس غروموف إلى إنشاء قاعدة بحرية روسية على مقربة من الطرقات التجارية في خليج عدن في أغسطس 2017.
* اختلاج النبض:
لقد وصف معهد الدراسات الشرقية في موسكو جزيرة سقطرى بأنها المكان المثالي لبناء قاعدة روسية في اليمن. مع الأصداء الإيجابية لأعضاء المجلس الانتقالي الجنوبي إزاء تصريحات «ديدوشكين» عندما دافع عن حق الجنوبيين في تمثيل «كما يجب» في أي تسوية سلمية محتملة، هل تعود الحرب الباردة للخليج من عدن؟!!