لو قمنا بجولة سريعة على شعارات المترشحين للمجلس النيابي، سنجد أن هناك شعاراً يتكرر باستمرار، ويكاد يجمع عليه جميع المترشحين، وأعني هنا شعار «تحسين مستوى المعيشة».
هو شعار يلامس الناخب مباشرة، بل ويجعله يتحرك من مكانه ويتحفز، لما له من تأثير يفهمه المواطن تلقائياً، ترجمته تتمثل بأن حاله سيتغير بشكل إيجابي، وسيكون مغايراً عن حاله السابق.
لكنه كشعار أشك بأن أغلب المترشحين يعرفون كيف يحققونه، وأن كثيراً منهم يطرحونه لأجل الطرح والتسويق الإعلامي، وليس وفق معرفة ودراية بالطرق التي يمكنهم من خلالها تحقيقه.
أصلاً لو جئنا لنسأل كثيراً من النواب عن فهمهم للشعار أولاً، كيف تُعرف هذا الشعار، وماذا تعني فيه؟! هل تعني زيادة رواتب؟ أو تقليل رسوم؟ أو إلغاء ضرائب؟ أو إرجاع لأسعار المحروقات للسابق، بل تخفيضها؟ أو تقديم حزمة من الخدمات المجانية التي تسهل حياة المواطن؟
وإن كانت إجابة المترشح بـ«نعم»، أعني هذا كله، أي الأسئلة التي طرحناها أعلاه، فلا يظنن حينها المترشح بأنه «نفذ بجلده» من مغزى السؤال حول هذا الشعار «المطاطي» و«الخيالي» في نفس الوقت، إذ لأن ما يفترض أن يعقب هذا السؤال وما يحمله من تفاصيل تشرح الملامح والأجزاء المكونة لمفهوم «تحسين مستوى المعيشة»، عليه كمترشح أن «يشرح» للناس وبـ«التفصيل الممل»، كيف سينفذ شعار «تحسين مستوى المعيشة».
نعم، كيف ستحقق ذلك؟! فهذا الشعار من «أخطر» الشعارات، وهو شعار يقف عنده الناس بشكل جدي، ومن شأنهم أن يمسكون أي مترشح خلال مناقشة برنامجه الانتخابي، ويصلون بتساؤلاتهم له لمستوى «الشرشحة» و«البهدلة»، وقد يخلصون حتى لوصفه بـ«الكذاب» و«المخادع»!
تقول لي يا مترشح، يا من تريد صوتي، بأنك ستحسن من مستوى معيشتي؟! طيب، «هذه قعدة»، وتفضل اشرح لي كيف ستزيد رواتب البشر في ظل وجود أوضاع إاقتصادية صعبة؟! هل بالفعل أنت مقتنع بقدرتك على فعل ذلك؟! طيب، كيف؟! هل ستصرخ، وسـ«تلعلع» في المجلس، وستصرح في الصحافة، وستخرج بمقاطع فيديو في «السوشال ميديا»، وبعدها ستقول «سويت إللي علي»؟! رواتب الناس تزيد بشكل سنوي من خلال الزيادة السنوية، وحتى هذه الزيادة طالها اللغط ذات فترة، حتى ظن الناس بأنها ستقف. وعليه فالمترشح يجب أن يدرك بأنه لن يستطيع رفع رواتب الناس، بل واجبه اليوم أقلها حماية زياداتهم السنوية.
طيب، ستحسن مستوانا المعيشية؟! هل يمكنك إرجاع سعر النفط لما كان عليه سابقاً؟! الإجابة «لا». هل يمكنك وقف ضريبة القيمة المضافة؟! الإجابة «لا»، سابقيكم لم ينجحوا في إلغاء ضريبة الـ1٪ المعنية بالتعطل، أقلها حاولوا إلغاءها!
أيضاً، هل ستجعل حق السكن مجانياً مثلاً للناس، بحيث ما يحصلون عليه من خدمات إسكانية تكون بلا مقابل، وجزء من حقوق المواطنة؟! طبعاً هذا مستحيل، بالتالي لا مجال للادعاء بتحسين المعيشة في ملف الإسكان من قبل المترشحين. ستقللون مدد الانتظار مثلاً؟! الحكومة قامت بهذه الخطوة مشكورة واستفاد منها كثير من الناس.
ما أريد بيانه هنا، بأن أخطر ما يعانيه الناس من هذه الحملات الانتخابية، حينما يظن المترشح بأنه قادر على تسويق أي شعار، وكتابة أي شيء، وأن دوره الآن في الحملة الانتخابية يتمثل بـ«تفريخ» الشعارات دون توقف، يأتي بهذا الشعار فيلصقه في هذا الإعلان على الشارع، أو يأتي بذاك الشعار فيركبه على «البوست» اليومي له في «الإنستغرام» و«التويتر». بأسلوب «خذوه فغلوه»، طيب كيف ستحققون هذا الكلام كله؟! ما هي الآليات التي ستتبعونها؟! ولماذا أنتم بالذات ستنجحون فيما فشل فيه سابقيكم من نواب استخدموا نفس الشعارات؟!
لا تظلموا الناس وأنفسكم بإيراد شعارات لا يمكنكم تحقيقها، وبعضها يصعب عليكم تحقيق أجزاء منها، خاصة شعار «تحسين مستوى المعيشة»، إذ هذا ليس شعاراً انتخابياً أصلاً، بل هو شعار لتحقيقه يمكن أن تبني الحكومة نفسها بكافة أجهزتها برنامج عمل ضخماً ليصل لنسبة متقدمة وليست تامة حتى في رفع المستوى.
كونوا واقعيين، فقد كتبناها سابقاً، بأن كثيراً من الشعارات حرقت أصحابها، حينما ظنوا أنهم سيدغدغون مشاعر الناس، وسيوهمونهم بأن لديهم «خاتم سليمان» و«عصا موسى»!
هو شعار يلامس الناخب مباشرة، بل ويجعله يتحرك من مكانه ويتحفز، لما له من تأثير يفهمه المواطن تلقائياً، ترجمته تتمثل بأن حاله سيتغير بشكل إيجابي، وسيكون مغايراً عن حاله السابق.
لكنه كشعار أشك بأن أغلب المترشحين يعرفون كيف يحققونه، وأن كثيراً منهم يطرحونه لأجل الطرح والتسويق الإعلامي، وليس وفق معرفة ودراية بالطرق التي يمكنهم من خلالها تحقيقه.
أصلاً لو جئنا لنسأل كثيراً من النواب عن فهمهم للشعار أولاً، كيف تُعرف هذا الشعار، وماذا تعني فيه؟! هل تعني زيادة رواتب؟ أو تقليل رسوم؟ أو إلغاء ضرائب؟ أو إرجاع لأسعار المحروقات للسابق، بل تخفيضها؟ أو تقديم حزمة من الخدمات المجانية التي تسهل حياة المواطن؟
وإن كانت إجابة المترشح بـ«نعم»، أعني هذا كله، أي الأسئلة التي طرحناها أعلاه، فلا يظنن حينها المترشح بأنه «نفذ بجلده» من مغزى السؤال حول هذا الشعار «المطاطي» و«الخيالي» في نفس الوقت، إذ لأن ما يفترض أن يعقب هذا السؤال وما يحمله من تفاصيل تشرح الملامح والأجزاء المكونة لمفهوم «تحسين مستوى المعيشة»، عليه كمترشح أن «يشرح» للناس وبـ«التفصيل الممل»، كيف سينفذ شعار «تحسين مستوى المعيشة».
نعم، كيف ستحقق ذلك؟! فهذا الشعار من «أخطر» الشعارات، وهو شعار يقف عنده الناس بشكل جدي، ومن شأنهم أن يمسكون أي مترشح خلال مناقشة برنامجه الانتخابي، ويصلون بتساؤلاتهم له لمستوى «الشرشحة» و«البهدلة»، وقد يخلصون حتى لوصفه بـ«الكذاب» و«المخادع»!
تقول لي يا مترشح، يا من تريد صوتي، بأنك ستحسن من مستوى معيشتي؟! طيب، «هذه قعدة»، وتفضل اشرح لي كيف ستزيد رواتب البشر في ظل وجود أوضاع إاقتصادية صعبة؟! هل بالفعل أنت مقتنع بقدرتك على فعل ذلك؟! طيب، كيف؟! هل ستصرخ، وسـ«تلعلع» في المجلس، وستصرح في الصحافة، وستخرج بمقاطع فيديو في «السوشال ميديا»، وبعدها ستقول «سويت إللي علي»؟! رواتب الناس تزيد بشكل سنوي من خلال الزيادة السنوية، وحتى هذه الزيادة طالها اللغط ذات فترة، حتى ظن الناس بأنها ستقف. وعليه فالمترشح يجب أن يدرك بأنه لن يستطيع رفع رواتب الناس، بل واجبه اليوم أقلها حماية زياداتهم السنوية.
طيب، ستحسن مستوانا المعيشية؟! هل يمكنك إرجاع سعر النفط لما كان عليه سابقاً؟! الإجابة «لا». هل يمكنك وقف ضريبة القيمة المضافة؟! الإجابة «لا»، سابقيكم لم ينجحوا في إلغاء ضريبة الـ1٪ المعنية بالتعطل، أقلها حاولوا إلغاءها!
أيضاً، هل ستجعل حق السكن مجانياً مثلاً للناس، بحيث ما يحصلون عليه من خدمات إسكانية تكون بلا مقابل، وجزء من حقوق المواطنة؟! طبعاً هذا مستحيل، بالتالي لا مجال للادعاء بتحسين المعيشة في ملف الإسكان من قبل المترشحين. ستقللون مدد الانتظار مثلاً؟! الحكومة قامت بهذه الخطوة مشكورة واستفاد منها كثير من الناس.
ما أريد بيانه هنا، بأن أخطر ما يعانيه الناس من هذه الحملات الانتخابية، حينما يظن المترشح بأنه قادر على تسويق أي شعار، وكتابة أي شيء، وأن دوره الآن في الحملة الانتخابية يتمثل بـ«تفريخ» الشعارات دون توقف، يأتي بهذا الشعار فيلصقه في هذا الإعلان على الشارع، أو يأتي بذاك الشعار فيركبه على «البوست» اليومي له في «الإنستغرام» و«التويتر». بأسلوب «خذوه فغلوه»، طيب كيف ستحققون هذا الكلام كله؟! ما هي الآليات التي ستتبعونها؟! ولماذا أنتم بالذات ستنجحون فيما فشل فيه سابقيكم من نواب استخدموا نفس الشعارات؟!
لا تظلموا الناس وأنفسكم بإيراد شعارات لا يمكنكم تحقيقها، وبعضها يصعب عليكم تحقيق أجزاء منها، خاصة شعار «تحسين مستوى المعيشة»، إذ هذا ليس شعاراً انتخابياً أصلاً، بل هو شعار لتحقيقه يمكن أن تبني الحكومة نفسها بكافة أجهزتها برنامج عمل ضخماً ليصل لنسبة متقدمة وليست تامة حتى في رفع المستوى.
كونوا واقعيين، فقد كتبناها سابقاً، بأن كثيراً من الشعارات حرقت أصحابها، حينما ظنوا أنهم سيدغدغون مشاعر الناس، وسيوهمونهم بأن لديهم «خاتم سليمان» و«عصا موسى»!