الفارق بيننا وبين أولئك الذين يعيشون في الضفة الغربية وغزة هو أنهم يعيشون المعاناة بأنواعها على مدار الساعة بينما نجلس نحن في المدرجات نشاهد ما يجري لهم وعليهم ونهتف ونشجع وكأننا نتابع مباراة في كرة القدم. غاية ما نفعله هو أننا نترحم على الذين يقتلون ونحتسبهم عند الله سبحانه شهداء وندعو للجرحى بالشفاء العاجل ونصفق لأي عملية استشهادية أو صاروخ يتم إطلاقه على إسرائيل. الفارق أننا هنا جالسون وأيدينا في الماء البارد ونرفض أي تحرك وأي مبادرة وكل قول وكل مقترح يمكن أن يخرج الفلسطينيين من معاناتهم، متدثرين بشعارات لم يعد لها قيمة عملية على أرض الواقع. والفارق هو أن الفلسطينيين الذين هناك يضحون بكل شيء ونحن نبحث في جيوبنا عن أصغر عملة عندما يأتي النداء لجمع التبرعات لمساعدة أسر الذين استشهدوا ولدعم «القضية».
هذا هو حالهم، وهذا هو حالنا، ولأننا نرفض التعامل مع الواقع ومعطياته لذا فإن معاناة الفلسطينيين تزداد وتستمر، ونستمر نحن مستمتعين بما تكسبه أيدينا من لذة الماء البارد الذي هي فيه منذ سنين طويلة. من هنا فإن كل دعوة منا للفلسطينيين ليستمروا في النهج نفسه واعتبار كل من يحاول أن يفكر في طريقة لإنهاء معاناتهم أو تخفيفها خائناً للقضية يمكن اعتبارها مشاركة في زيادة معاناة الفلسطينيين.
هذا كلام موجع، نعم ولكنه الواقع الذي لا يستطيع أحد أن يكذبه. نحن -جمهور العرب والمسلمين- نتفرج على ما يجري للفلسطينيين ونقف معهم بقلوبنا وبعواطفنا لكننا في واقع الأمر لا نفعل لهم شيئاً مفيداً بل إننا نرفض كل تحرك من السياسيين ونعتبره خيانة وبيعاً للقضية ولا نتحمس إلا لأولئك الذين يتاجرون فيها ويرفعون الشعارات الرنانة ويدعون إلى تحريرها حتى وهم لم يطلقوا بعد أربعين سنة من رفعهم لتلك الشعارات وذاك الصراخ رصاصة واحدة أو صاروخاً في اتجاه إسرائيل. بعد كل المعاناة التي عاشها الفلسطينيون، وبعد كل السنين التي وقفنا فيها إلى جانبهم بالكلام وبالشعارات، ولأن الواقع يفرض أموراً لا مفر من التعامل معها، لذا صار علينا أن نقلب الأمر ونفكر في طرق أخرى لتحرير هذا الشعب وجعله يعيش كما تعيش شعوب العالم.
من يتحرر من التفكير الذي اعتاد عليه ويعمد إلى قراءة ما يجري من أحوال وتطورات في المنطقة وفي العالم ويقرر أن يتعامل مع الواقع لن يتأخر عن القول بأننا بنهجنا الذي لانزال فيه نشارك في أذى هذا الشعب ونساهم في تأخيره عن الالتحاق بركب الحياة.
الطبيعي هو أن نعمل مع الشعب الفلسطيني على تحرير فلسطين وطرد العدو الصهيوني منها ونساهم في استعادة هذا الشعب لكامل حقوقه، لكن الواقع يفرض أموراً لا تعجبنا ولكننا لا نجد مفراً من التعامل معه وقبولها. هذا يعني أننا أمام أمرين أحلاهما مر، مواصلة السير في نفس النهج رغم أن كل الشواهد والمعطيات تؤكد أنه لن يوصل إلى النهاية المبتغاة ويزيد من خسائر الفلسطينيين، أو تغيير النهج والتعامل مع الواقع وتقديم ما يلزم من تنازلات نعرف أنها بطعم السم.
التعامل مع القضية الفلسطينية وما يجري لإخوتنا في الأراضي المحتلة بعواطفنا لن يفيد في شيء، ولأننا غير قادرين على تقديم مفيد للذين يخسرون أبناءهم في كل يوم هناك ويعانون لذا لا مفر من إعمال العقل بالتعامل مع الواقع وما يفرضه وبترك الأمر للسياسيين في الدول العربية والإسلامية الذين من الطبيعي أن تكون مواقفهم ونظرتهم للأمور قد تغيرت بسبب تغير المعطيات على أرض الواقع، ولأنهم يدركون أن كثيراً مما كان يتم به دعم القضية الفلسطينية لم يعد متوفراً.
هذا هو حالهم، وهذا هو حالنا، ولأننا نرفض التعامل مع الواقع ومعطياته لذا فإن معاناة الفلسطينيين تزداد وتستمر، ونستمر نحن مستمتعين بما تكسبه أيدينا من لذة الماء البارد الذي هي فيه منذ سنين طويلة. من هنا فإن كل دعوة منا للفلسطينيين ليستمروا في النهج نفسه واعتبار كل من يحاول أن يفكر في طريقة لإنهاء معاناتهم أو تخفيفها خائناً للقضية يمكن اعتبارها مشاركة في زيادة معاناة الفلسطينيين.
هذا كلام موجع، نعم ولكنه الواقع الذي لا يستطيع أحد أن يكذبه. نحن -جمهور العرب والمسلمين- نتفرج على ما يجري للفلسطينيين ونقف معهم بقلوبنا وبعواطفنا لكننا في واقع الأمر لا نفعل لهم شيئاً مفيداً بل إننا نرفض كل تحرك من السياسيين ونعتبره خيانة وبيعاً للقضية ولا نتحمس إلا لأولئك الذين يتاجرون فيها ويرفعون الشعارات الرنانة ويدعون إلى تحريرها حتى وهم لم يطلقوا بعد أربعين سنة من رفعهم لتلك الشعارات وذاك الصراخ رصاصة واحدة أو صاروخاً في اتجاه إسرائيل. بعد كل المعاناة التي عاشها الفلسطينيون، وبعد كل السنين التي وقفنا فيها إلى جانبهم بالكلام وبالشعارات، ولأن الواقع يفرض أموراً لا مفر من التعامل معها، لذا صار علينا أن نقلب الأمر ونفكر في طرق أخرى لتحرير هذا الشعب وجعله يعيش كما تعيش شعوب العالم.
من يتحرر من التفكير الذي اعتاد عليه ويعمد إلى قراءة ما يجري من أحوال وتطورات في المنطقة وفي العالم ويقرر أن يتعامل مع الواقع لن يتأخر عن القول بأننا بنهجنا الذي لانزال فيه نشارك في أذى هذا الشعب ونساهم في تأخيره عن الالتحاق بركب الحياة.
الطبيعي هو أن نعمل مع الشعب الفلسطيني على تحرير فلسطين وطرد العدو الصهيوني منها ونساهم في استعادة هذا الشعب لكامل حقوقه، لكن الواقع يفرض أموراً لا تعجبنا ولكننا لا نجد مفراً من التعامل معه وقبولها. هذا يعني أننا أمام أمرين أحلاهما مر، مواصلة السير في نفس النهج رغم أن كل الشواهد والمعطيات تؤكد أنه لن يوصل إلى النهاية المبتغاة ويزيد من خسائر الفلسطينيين، أو تغيير النهج والتعامل مع الواقع وتقديم ما يلزم من تنازلات نعرف أنها بطعم السم.
التعامل مع القضية الفلسطينية وما يجري لإخوتنا في الأراضي المحتلة بعواطفنا لن يفيد في شيء، ولأننا غير قادرين على تقديم مفيد للذين يخسرون أبناءهم في كل يوم هناك ويعانون لذا لا مفر من إعمال العقل بالتعامل مع الواقع وما يفرضه وبترك الأمر للسياسيين في الدول العربية والإسلامية الذين من الطبيعي أن تكون مواقفهم ونظرتهم للأمور قد تغيرت بسبب تغير المعطيات على أرض الواقع، ولأنهم يدركون أن كثيراً مما كان يتم به دعم القضية الفلسطينية لم يعد متوفراً.