خلال تصفحي حساباتي في وسائل التواصل الاجتماعي، وأثناء اطلاعي على ما ينشره بعض الأصدقاء والأقارب الذين أتابعهم، لفت انتباههم «بوست» نشره أحد الأصدقاء الأعزاء، مادة وكأنها «إعلان تحذيري»، يحذر فيه هذا الشخص من أحد المترشحين.
عند قراءة ما تم نشره، تكتشف عدة أمور، كالتالي:
* «البوست» نشره أحد الناخبين عن مترشح للانتخابات النيابية الحالية.
* المترشح كان هو نائب منطقة هذا الناخب لأربعة أعوام.
* هذا الناخب منح المرشح صوته قبل أربع سنوات، والمرشح أصبح نائباً في البرلمان.
* ما نشره الناخب وكأنه تحذير للآخرين بألا يصوتوا لهذا المترشح، لأنه سيخذلهم كما خذله.
لعلنا تابعنا العديد من مواقف الناس بشأن النواب السابقين، ومنهم مترشحون حاليون، خلال التجارب السابقة المعنية بالفصول التشريعية التي عشنا فصولها، هذه المواقف كان لسان حالها يقول بأن هناك «خذلان» من بعض الناخبين، وبالأخص من وعد الناس بوعود لا تنتهي، وأخذ «يفرخ» التصريحات اليومية والتي تتضمن استراتيجيات ضخمة، حتى الحكومة قد تعجز عن تحقيقها، وفي النهاية عند وصول هؤلاء المرشحين للبرلمان، اختفوا مثل «فص الملح».
لعل التحذير الذي نشر في وسائل التواصل، يأتي بطريقة مبتكرة أو غير اعتيادية، لكنني أراها طريقة تعبير ذكية للناخبين عن آرائهم، وعن مواقفهم إزاء النواب الذين وصلوا بفضل أصوات الناس، ومن ثم نسوا الناس.
قد يستاء المترشحون من نواب سابقين من هكذا انتقادات، لكن الحق يقال بأن ميزان العدالة يفرض بألا يستاء المترشح الذي كان نائبا سابقا من ردة فعل الناس الذين صوتوا له، إن هو قدم لهم أداء سيئا طوال أربعة أعوام، لم يكن على قدر وعوده، والأخطر إن هو تغير ولبس جلدا آخر. وهنا يمكن التأكيد على أن بعض المترشحين الذين تحولوا إلى نواب، تحولوا أيضاً إلى أشخاص آخرين، فجأة اختفوا من أمام الناس، بعد أن كانوا يصولون ويجولون في أحياء الدائرة وشوارعها ويطرقون أبواب أهلها، وبعضهم بات لا يرد على أحد، بل لا يعير أحداً اهتماماً.
ولأن بقاء الحال من المحال، فبعد أربعة أعوام، حتى من تحول إلى نائب بريش «طاووس» سيعود إلى الأرض، وسيركض وراء الناس، وسيحاول خطب ودهم، وسيحاول أن يعيد نفس سيناريو الوعود والتصريحات، والهدف أصواتهم طبعاً، وهنا تكون الكارثة لو نجحت مثل هذه الأمثلة من المترشحين في الوصول مجدداً للبرلمان.
من كتب التعليق الذي أشير إليه، كتب تعليقاً آخر مفاده، «أن تخدعني مرة فعيب عليك، لكن إن خدعتني للمرة الثانية، فعيب علي أنا».
وطبعاً هذه المقولة تصدق، بالتالي كنا نقول في استحقاقات نيابية سابقة، من منطلق نصح الناخبين وتوعيتهم، بأنك إن كنت مستاء من أداء نائبك السابق، وإن كان ممن يبدلون جلودهم، وممن ينقلبون على وعودهم وشعاراتهم، والأخطر ممن ينقلبون على الناس ويتنكرون لهم، فإن هؤلاء لا يجب التصويت لهم مجدداً، لأن هدفهم ليس الناس، بل هدف بعضهم وجاهة الكرسي، وآخرين هدفهم الحصانة البرلمانية، وغيرهم هدفه استخدام البرلمان ليكون جسراً له ليصل لمحطات أخرى، سواء في مجلس الشورى أو تقلد مناصب وغيرها من الأمور التي يفتح لها المنصب النيابي الأبواب.
لا تنخدعوا بمن يملأ الصحافة والإعلام اليوم بتصريحات رنانة وكلمات ثقيلة ضخمة، لأن الكلام «ببلاش» وسهل جدا، وبعضهم لا يتعب نفسه حتى في الكتابة، فقط مبلغ بسيط تتعاقد فيه مع شركة علاقات عامة، أو حتى فرد له في الكتابة الخبرية ليكتب لك المعلقات السبع كلها، المعيار هنا هو بالعمل والإنجاز والتواصل المستمر مع الناس والتمسك بتحقيق البرنامج الإنتخابي والوعود لو كنا نتحدث عن نائب سابق، ولو كنا نتحدث عن مترشح جديد، فالمعيار أخلاقياته ومبادئه وتاريخه وسمعته الطيبة.
«الأفخاخ» الانتخابية كثيرة، فلا تكونوا فريسة سهلة، لكل من «يعطيكم من طرف اللسان حلاوة، ومن ثم يروغ منك كما يروغ الثعلب».
{{ article.visit_count }}
عند قراءة ما تم نشره، تكتشف عدة أمور، كالتالي:
* «البوست» نشره أحد الناخبين عن مترشح للانتخابات النيابية الحالية.
* المترشح كان هو نائب منطقة هذا الناخب لأربعة أعوام.
* هذا الناخب منح المرشح صوته قبل أربع سنوات، والمرشح أصبح نائباً في البرلمان.
* ما نشره الناخب وكأنه تحذير للآخرين بألا يصوتوا لهذا المترشح، لأنه سيخذلهم كما خذله.
لعلنا تابعنا العديد من مواقف الناس بشأن النواب السابقين، ومنهم مترشحون حاليون، خلال التجارب السابقة المعنية بالفصول التشريعية التي عشنا فصولها، هذه المواقف كان لسان حالها يقول بأن هناك «خذلان» من بعض الناخبين، وبالأخص من وعد الناس بوعود لا تنتهي، وأخذ «يفرخ» التصريحات اليومية والتي تتضمن استراتيجيات ضخمة، حتى الحكومة قد تعجز عن تحقيقها، وفي النهاية عند وصول هؤلاء المرشحين للبرلمان، اختفوا مثل «فص الملح».
لعل التحذير الذي نشر في وسائل التواصل، يأتي بطريقة مبتكرة أو غير اعتيادية، لكنني أراها طريقة تعبير ذكية للناخبين عن آرائهم، وعن مواقفهم إزاء النواب الذين وصلوا بفضل أصوات الناس، ومن ثم نسوا الناس.
قد يستاء المترشحون من نواب سابقين من هكذا انتقادات، لكن الحق يقال بأن ميزان العدالة يفرض بألا يستاء المترشح الذي كان نائبا سابقا من ردة فعل الناس الذين صوتوا له، إن هو قدم لهم أداء سيئا طوال أربعة أعوام، لم يكن على قدر وعوده، والأخطر إن هو تغير ولبس جلدا آخر. وهنا يمكن التأكيد على أن بعض المترشحين الذين تحولوا إلى نواب، تحولوا أيضاً إلى أشخاص آخرين، فجأة اختفوا من أمام الناس، بعد أن كانوا يصولون ويجولون في أحياء الدائرة وشوارعها ويطرقون أبواب أهلها، وبعضهم بات لا يرد على أحد، بل لا يعير أحداً اهتماماً.
ولأن بقاء الحال من المحال، فبعد أربعة أعوام، حتى من تحول إلى نائب بريش «طاووس» سيعود إلى الأرض، وسيركض وراء الناس، وسيحاول خطب ودهم، وسيحاول أن يعيد نفس سيناريو الوعود والتصريحات، والهدف أصواتهم طبعاً، وهنا تكون الكارثة لو نجحت مثل هذه الأمثلة من المترشحين في الوصول مجدداً للبرلمان.
من كتب التعليق الذي أشير إليه، كتب تعليقاً آخر مفاده، «أن تخدعني مرة فعيب عليك، لكن إن خدعتني للمرة الثانية، فعيب علي أنا».
وطبعاً هذه المقولة تصدق، بالتالي كنا نقول في استحقاقات نيابية سابقة، من منطلق نصح الناخبين وتوعيتهم، بأنك إن كنت مستاء من أداء نائبك السابق، وإن كان ممن يبدلون جلودهم، وممن ينقلبون على وعودهم وشعاراتهم، والأخطر ممن ينقلبون على الناس ويتنكرون لهم، فإن هؤلاء لا يجب التصويت لهم مجدداً، لأن هدفهم ليس الناس، بل هدف بعضهم وجاهة الكرسي، وآخرين هدفهم الحصانة البرلمانية، وغيرهم هدفه استخدام البرلمان ليكون جسراً له ليصل لمحطات أخرى، سواء في مجلس الشورى أو تقلد مناصب وغيرها من الأمور التي يفتح لها المنصب النيابي الأبواب.
لا تنخدعوا بمن يملأ الصحافة والإعلام اليوم بتصريحات رنانة وكلمات ثقيلة ضخمة، لأن الكلام «ببلاش» وسهل جدا، وبعضهم لا يتعب نفسه حتى في الكتابة، فقط مبلغ بسيط تتعاقد فيه مع شركة علاقات عامة، أو حتى فرد له في الكتابة الخبرية ليكتب لك المعلقات السبع كلها، المعيار هنا هو بالعمل والإنجاز والتواصل المستمر مع الناس والتمسك بتحقيق البرنامج الإنتخابي والوعود لو كنا نتحدث عن نائب سابق، ولو كنا نتحدث عن مترشح جديد، فالمعيار أخلاقياته ومبادئه وتاريخه وسمعته الطيبة.
«الأفخاخ» الانتخابية كثيرة، فلا تكونوا فريسة سهلة، لكل من «يعطيكم من طرف اللسان حلاوة، ومن ثم يروغ منك كما يروغ الثعلب».