قناعتي أن الدولة التي تقول إنها قررت أو أنها بصدد اتخاذ قرار بوقف تصدير الأسلحة إلى هذه البلاد أو تلك تضحك على الآخرين، فالمنطق يؤكد أنه ما من دولة في العالم تصنع الأسلحة إلا وتريد أن تبيعها لتستفيد من الأموال التي تأتي من هذا الطريق في التنمية، ولأن صفقات بيع الأسلحة بملايين الدولارات بل بالمليارات لذا ليس من العقل التفريط فيها، ففي ذلك ضرب لاقتصاد تلك الدولة وسبب لقيام مواطنيها بثورة ضدها.
الدعوة غير المنطقية التي تبناها البعض وتحمست لها الدول التي تتخذ من الشقيقة الكبرى موقفاً سالباً وملخصها عدم بيع الأسلحة على اختلافها للسعودية تحت ذرائع مختلفة وجدت صدى زائفاً حيث الحقيقة هي أن الدول التي أعلنت أنها اتخذت قراراً بوقف بيع الأسلحة للسعودية أو أنها بصدد اتخاذ مثل هذا القرار قالت ذلك بغية تحقيق أمور معينة منها «جبر خواطر» الذين اعتبروا أنفسهم متضررين من مواقف السعودية ونشاطها لكنها في واقع الأمر لن تترجم تلك القرارات إلى واقع لأنها المتضررة منها قبل السعودية.
الوحيد الذي كان صادقاً وجريئاً في هذا الأمر هو الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي قال ما معناه بأنه من غير المعقول أن أقبل بأن تخسر الولايات المتحدة 110 مليارات دولار بسبب ما جرى على الصحافي جمال خاشقجي في تركيا وإن كان يعمل ويقيم في أمريكا ولسنا راضين عن الطريقة التي لقي فيها حتفه.
الدول التي قالت إنها بصدد اتخاذ قرار بوقف بيع الأسلحة للسعودية تعلم جيداً بأنها هي الخاسرة، فالسعودية بإمكانها أن تحصل على ما تحتاج من أسلحة من دول أخرى، عدا أن هناك ألف طريقة وطريقة يمكنها من خلالها الحصول على ما تريد. لهذا فإن الدعوة إلى منع تزويد السعودية بالأسلحة مصيرها الفشل، فليس بين الدول المصنعة للأسلحة من تقبل على نفسها بالخسارة خاصة وأن السعودية -وكل دولة تصير في نفس ظروفها- لن تنسى مثل هذا الأمر و»ستذخره» وهذا أمر تعلمه تلك الدول جيداً ومتيقنة منه.
السعودية تمتلك المال، وبالمال يمكنها شراء الأسلحة التي تنقصها من أي مكان، فباعة الأسلحة كثر، والدول المصنعة للأسلحة تعتمد في اقتصادها كثيراً على هذه الصناعة، لهذا فإن الدعوة فشلت، وهكذا سيكون مصير كل دعوة مماثلة.
عندما اشتدت الحرب العراقية الإيرانية وأثير موضوع احتياج إيران لمزيد من الأسلحة وطرح السؤال عما ستفعل لو أنها لم تحصل على حاجتها من الأسلحة من الدول المصنعة لها قال مرشدها حينذاك بأنه يمكن أن يشتريها من الشيطان، في إشارة إلى إسرائيل. وهكذا تفعل كل دولة تحتاج إلى الأسلحة لو كانت غير مصنعة لها أو أنها لا تصنع أنواعاً معينة تحتاجها، وهكذا تفعل كل دولة تمتلك من المال ما يكفيها لذلك.
الدول التي أعلنت عن وقف بيع الأسلحة للسعودية مثل النرويج وألمانيا، والدول التي قد تتخذ قراراً مماثلاً، كلها لا تقول الحقيقة، وفي الغالب تقول ذلك من أجل التهدئة وجبر الخواطر ليس إلا، فعقلها يمنعها من المضي في طريق الخسارة، ويمنعها من قبول أن ترى دولاً أخرى تستغل الفرصة فتستفيد بينما هي تخسر.
بيع الأسلحة يأتي بالأموال الكثيرة، والتوقف عن بيعها لهذه الدولة أو تلك ولهذا السبب أو ذاك يتسبب في الخسارة ويدفع الدول المتضررة من هكذا قرار إلى اتخاذ موقف سالب تتضرر منه عاجلاً وآجلاً، فليس من المنطق أن تتعامل الدولة المتضررة من مثل هذا القرار مع الدولة التي منعت عنها الأسلحة بالكيفية نفسها التي تتعامل فيها مع الدولة التي لم تنهج النهج السالب.
{{ article.visit_count }}
الدعوة غير المنطقية التي تبناها البعض وتحمست لها الدول التي تتخذ من الشقيقة الكبرى موقفاً سالباً وملخصها عدم بيع الأسلحة على اختلافها للسعودية تحت ذرائع مختلفة وجدت صدى زائفاً حيث الحقيقة هي أن الدول التي أعلنت أنها اتخذت قراراً بوقف بيع الأسلحة للسعودية أو أنها بصدد اتخاذ مثل هذا القرار قالت ذلك بغية تحقيق أمور معينة منها «جبر خواطر» الذين اعتبروا أنفسهم متضررين من مواقف السعودية ونشاطها لكنها في واقع الأمر لن تترجم تلك القرارات إلى واقع لأنها المتضررة منها قبل السعودية.
الوحيد الذي كان صادقاً وجريئاً في هذا الأمر هو الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي قال ما معناه بأنه من غير المعقول أن أقبل بأن تخسر الولايات المتحدة 110 مليارات دولار بسبب ما جرى على الصحافي جمال خاشقجي في تركيا وإن كان يعمل ويقيم في أمريكا ولسنا راضين عن الطريقة التي لقي فيها حتفه.
الدول التي قالت إنها بصدد اتخاذ قرار بوقف بيع الأسلحة للسعودية تعلم جيداً بأنها هي الخاسرة، فالسعودية بإمكانها أن تحصل على ما تحتاج من أسلحة من دول أخرى، عدا أن هناك ألف طريقة وطريقة يمكنها من خلالها الحصول على ما تريد. لهذا فإن الدعوة إلى منع تزويد السعودية بالأسلحة مصيرها الفشل، فليس بين الدول المصنعة للأسلحة من تقبل على نفسها بالخسارة خاصة وأن السعودية -وكل دولة تصير في نفس ظروفها- لن تنسى مثل هذا الأمر و»ستذخره» وهذا أمر تعلمه تلك الدول جيداً ومتيقنة منه.
السعودية تمتلك المال، وبالمال يمكنها شراء الأسلحة التي تنقصها من أي مكان، فباعة الأسلحة كثر، والدول المصنعة للأسلحة تعتمد في اقتصادها كثيراً على هذه الصناعة، لهذا فإن الدعوة فشلت، وهكذا سيكون مصير كل دعوة مماثلة.
عندما اشتدت الحرب العراقية الإيرانية وأثير موضوع احتياج إيران لمزيد من الأسلحة وطرح السؤال عما ستفعل لو أنها لم تحصل على حاجتها من الأسلحة من الدول المصنعة لها قال مرشدها حينذاك بأنه يمكن أن يشتريها من الشيطان، في إشارة إلى إسرائيل. وهكذا تفعل كل دولة تحتاج إلى الأسلحة لو كانت غير مصنعة لها أو أنها لا تصنع أنواعاً معينة تحتاجها، وهكذا تفعل كل دولة تمتلك من المال ما يكفيها لذلك.
الدول التي أعلنت عن وقف بيع الأسلحة للسعودية مثل النرويج وألمانيا، والدول التي قد تتخذ قراراً مماثلاً، كلها لا تقول الحقيقة، وفي الغالب تقول ذلك من أجل التهدئة وجبر الخواطر ليس إلا، فعقلها يمنعها من المضي في طريق الخسارة، ويمنعها من قبول أن ترى دولاً أخرى تستغل الفرصة فتستفيد بينما هي تخسر.
بيع الأسلحة يأتي بالأموال الكثيرة، والتوقف عن بيعها لهذه الدولة أو تلك ولهذا السبب أو ذاك يتسبب في الخسارة ويدفع الدول المتضررة من هكذا قرار إلى اتخاذ موقف سالب تتضرر منه عاجلاً وآجلاً، فليس من المنطق أن تتعامل الدولة المتضررة من مثل هذا القرار مع الدولة التي منعت عنها الأسلحة بالكيفية نفسها التي تتعامل فيها مع الدولة التي لم تنهج النهج السالب.