طبيعتنا كبحرينيين تجعلنا من هواة البحر. هذا في الدم، دون نقاش أو جدال.
لذلك، أستغرب أحياناً من آخرين لا يحبون البحر، أو لا يأكلون السمك وثمار البحر، وهناك أمثلة من أصدقاء، خاصة ممن هم في مناطق شهيرة بالبحر والصيد مثل الحد والزلاق وغيرهم.
حين كنا صغاراً، كبرنا على موروثات جميلة من بلادنا، على رأسها علاقتنا مع البحر، أو بالأصح علاقة حضارات دلمون وتايلوس وأوال والبحرين مع البحر، وكيف أن «أرض الخلود» ارتبطت بمياه البحرين، وكيف أن أجدادنا صنعوا من البحر حضارة، وامتدت علاقتهم به وازدهرت.
كنا نرى في البحر خليلاً وأنيساً، كنا نستمتع بممارسة الصيد، كهواة من على شطآن البحرين، هذه الشطآن التي اختفت اليوم، فباتت مناطق كثيرة منها مغلقة بمشاريع، وبعضها ممنوع الصيد فيها. حتى لدرجة بت فيها أتندر بأننا أرخبيل جزر يحيط بنا البحر من كل اتجاه، ومع ذلك لا يمكننا ممارسة الصيد من على شواطئنا إلا في نقاط قليلة جداً.
ومع ذلك، تواجهنا اليوم مشكلة، فإن أردت اختبار البحر، من منطلق الصيد على شاطئه، فستدرك أن الزمان تغير، ولم يعد ذاك الزمان القديم الذي تجد فيه الخير الوفير، حتى وأنت تمارس الصيد كهواية.
هل تصدقون بأنني عبرت جسر الملك فهد ذات يوم، وذهبت للكورنيش القريب منه، والذي بموازاته يمكنك أن ترى البحرين على مرمى البصر، وقمت مع مجموعة أصدقاء بممارسة الصيد! كورنيش طويل مفتوح للناس، تمارس رياضة المشي فيه، أو تجلس على عشبه، وعلى امتداده يسمح بالصيد!
لأترك الحديث عن الصيد والبحر كهواية، فالواقع أكبر من ممارسة هواية، إذ اليوم بسبب عمليات الدفان هناك شح في حجم الأسماك، وممارسة الصيد بطرق خاطئة وجائرة تسببت في تدمير مصائد عديدة شهيرة للأسماك، أو ما نسميها بـ«مرابي السمك»، ومؤخراً كشفت تقارير متلفزة أجراها تلفزيون البحرين عن حجم الضرر الذي بات يضرب ثروتنا السمكية، بالأخص ما يتعلق بعمليات الصيد الجائرة، وممارسة أسلوب «الكراف» لصيد الروبيان، هذا النوع من الصيد الخطير الذي يدمر قاع البحر، ويأخذ معه خلال عمليات «كشط» أرضية البحر «مرابي السمك» والشعب المرجانية ويحول الأرض وكأنها أرض قاحلة في الصحراء.
تابعت التقارير التي بثت باهتمام، وتابعت آراء البحارة البحرينيين المحترفين، وهناك ألم كبير يصدر عنهم، ففي البحرين تعودنا بأن البحر يسع للجميع، وأن البحر هو مصدر رزق لأي شخص يعشقه ويحبه، فهو يسع لك ويسع لغيرك.
لكن الكارثة تحصل حين يسود نوع من الطمع والجشع، وهذا أمر يجب قوله، إذ سعي بعض المشتغلين في البحر من تجار للكسب الوفير، ولصيد كميات كبيرة من الروبيان والأسماك، واستخدام العمالة الآسيوية في ذلك، تسبب لنا بمصيبة في ثروتنا البحرية، فقلت المصائد، وقل مخزون الأسماك، وتدمرت المرابي، وارتفع السعر في السوق، وتضرر البحارة المحليون بالأخص من كانوا يقنعون بالقليل ويعملون دون طمع أو جشع.
الحكومة اليوم مسؤولة من خلال أجهزتها المعنية بأن تحمي ثروتنا البحرية، وأن تحمي حقوق المشتغلين في البحر، ممن يلتزمون بالقوانين ولا يخالفونها، وممن يعملون لأجل الكسب اليومي والعيش بكرامة، لا ممن يريدون التكسب الجشع من وراء البحر، بحيث يأخذون ما يريدون ويدمرون الباقي على الآخرين.
نحن بلاد البحر، واسم بلادنا مكون من بحرين اثنين، حرام الذي يحصل لبحرنا.
لذلك، أستغرب أحياناً من آخرين لا يحبون البحر، أو لا يأكلون السمك وثمار البحر، وهناك أمثلة من أصدقاء، خاصة ممن هم في مناطق شهيرة بالبحر والصيد مثل الحد والزلاق وغيرهم.
حين كنا صغاراً، كبرنا على موروثات جميلة من بلادنا، على رأسها علاقتنا مع البحر، أو بالأصح علاقة حضارات دلمون وتايلوس وأوال والبحرين مع البحر، وكيف أن «أرض الخلود» ارتبطت بمياه البحرين، وكيف أن أجدادنا صنعوا من البحر حضارة، وامتدت علاقتهم به وازدهرت.
كنا نرى في البحر خليلاً وأنيساً، كنا نستمتع بممارسة الصيد، كهواة من على شطآن البحرين، هذه الشطآن التي اختفت اليوم، فباتت مناطق كثيرة منها مغلقة بمشاريع، وبعضها ممنوع الصيد فيها. حتى لدرجة بت فيها أتندر بأننا أرخبيل جزر يحيط بنا البحر من كل اتجاه، ومع ذلك لا يمكننا ممارسة الصيد من على شواطئنا إلا في نقاط قليلة جداً.
ومع ذلك، تواجهنا اليوم مشكلة، فإن أردت اختبار البحر، من منطلق الصيد على شاطئه، فستدرك أن الزمان تغير، ولم يعد ذاك الزمان القديم الذي تجد فيه الخير الوفير، حتى وأنت تمارس الصيد كهواية.
هل تصدقون بأنني عبرت جسر الملك فهد ذات يوم، وذهبت للكورنيش القريب منه، والذي بموازاته يمكنك أن ترى البحرين على مرمى البصر، وقمت مع مجموعة أصدقاء بممارسة الصيد! كورنيش طويل مفتوح للناس، تمارس رياضة المشي فيه، أو تجلس على عشبه، وعلى امتداده يسمح بالصيد!
لأترك الحديث عن الصيد والبحر كهواية، فالواقع أكبر من ممارسة هواية، إذ اليوم بسبب عمليات الدفان هناك شح في حجم الأسماك، وممارسة الصيد بطرق خاطئة وجائرة تسببت في تدمير مصائد عديدة شهيرة للأسماك، أو ما نسميها بـ«مرابي السمك»، ومؤخراً كشفت تقارير متلفزة أجراها تلفزيون البحرين عن حجم الضرر الذي بات يضرب ثروتنا السمكية، بالأخص ما يتعلق بعمليات الصيد الجائرة، وممارسة أسلوب «الكراف» لصيد الروبيان، هذا النوع من الصيد الخطير الذي يدمر قاع البحر، ويأخذ معه خلال عمليات «كشط» أرضية البحر «مرابي السمك» والشعب المرجانية ويحول الأرض وكأنها أرض قاحلة في الصحراء.
تابعت التقارير التي بثت باهتمام، وتابعت آراء البحارة البحرينيين المحترفين، وهناك ألم كبير يصدر عنهم، ففي البحرين تعودنا بأن البحر يسع للجميع، وأن البحر هو مصدر رزق لأي شخص يعشقه ويحبه، فهو يسع لك ويسع لغيرك.
لكن الكارثة تحصل حين يسود نوع من الطمع والجشع، وهذا أمر يجب قوله، إذ سعي بعض المشتغلين في البحر من تجار للكسب الوفير، ولصيد كميات كبيرة من الروبيان والأسماك، واستخدام العمالة الآسيوية في ذلك، تسبب لنا بمصيبة في ثروتنا البحرية، فقلت المصائد، وقل مخزون الأسماك، وتدمرت المرابي، وارتفع السعر في السوق، وتضرر البحارة المحليون بالأخص من كانوا يقنعون بالقليل ويعملون دون طمع أو جشع.
الحكومة اليوم مسؤولة من خلال أجهزتها المعنية بأن تحمي ثروتنا البحرية، وأن تحمي حقوق المشتغلين في البحر، ممن يلتزمون بالقوانين ولا يخالفونها، وممن يعملون لأجل الكسب اليومي والعيش بكرامة، لا ممن يريدون التكسب الجشع من وراء البحر، بحيث يأخذون ما يريدون ويدمرون الباقي على الآخرين.
نحن بلاد البحر، واسم بلادنا مكون من بحرين اثنين، حرام الذي يحصل لبحرنا.