العنوان أعلاه، الأصل فيه هو حديث شريف لرسولنا صلوات الله عليه وتسليمه، يقول فيه: «إن من الناس مفاتيح للخير، مغاليق للشر، وإن من الناس مفاتيح للشر مغاليق للخير، فطوبى لمن جعل الله مفاتيح الخير على يديه، وويل لمن جعل الله مفاتيح الشر على يديه».
أقول جازماً هنا، أنه بإمكاني الوقوف عند الحديث الشريف دون أيما إسهام، فالمغزى مفهموم، والمضمون واضح، والرسالة بالتأكيد وصلت.
لكن التفصيل هنا لازم، إذ كما بين رسولنا الكريم، تصادفنا في حياتنا حالات عديدة لبشر، بعضهم تراه فتقول بأنه «نعمة» من الله تمشي على الأرض، به يصلح أحوال بشر، ويصحح أخطاء عمل، وينصر به حقوق مظلومين، وبعضهم تراه فتقول بعد أن تتعوذ من الشيطان الرجيم، بأنه بالفعل «نقمة» أنزلت على الأرض، لتعيث فيها فساداً، ولترهق فيها الناس إكباراً وإزعاجاً.
نصيحة رسولنا هنا واضحة تماماً، أنت يا فرد عليك أن تعمل كي تكون «مفتاح» خير ولا أن تكون «مغلاق» شر.
لو جئنا لنحسبها بطريقة «النسبة والتناسب» من واقع مشاهداتنا اليومية، في المجتمع وفي مواقع العمل، ولو قسناها على مستوى مسؤولين وأصحاب قرار في قطاعات هنا وهناك، ترى كم نسبة «المفاتيح» مقابل نسبة «المغاليق»؟!
كم مسؤولاً كان سبباً في إسعاد موظفيه، في الدفاع عن حقوقهم، في منحهم الأجواء العملية الصحية لهم ليبدعوا ويعملوا ويتطوروا؟! فكان «مفتاح» خير عليهم، بوجوده يشعرون بالإيجابية والعدالة والإنصاف، ويتمنون أن يظل على رأسهم مسؤولاً إلى الأبد.
في المقابل، كم مسؤولاً كان سبباً في تعاسة موظفيه، يلعب في حقوقهم وينتهكها، يحول لهم بيئة العمل لأشبه ما تكون بالجحيم، يكسرهم يدمرهم ويحطم طموحاتهم ومعنوياتهم؟! فكان «مغلاق» خير ومفتح شر عليهم، بوجوده يشعرون بالأسى والضيم والضيق والغبن، تضيع معه الحقوق، ويسود الظلم ولا تقوم للعدل قائمة، فيتمنون زواله من مكانه، وقد يصل البعض من فرط ما عايشوه من استبداد، قد يصلون للدعاء عليه وتمني زواله!
مشاهدات عديدة يمكن أن تسجل في هذا السياق، إذ كم شخصاً كان بيده تسهيل أمور آخرين، وهو يعلم بذلك، فقام بتصعيبها بدل تسهيلها؟! كم شخصاً يعرف تماماً أنه قادر على مد يد العون للآخرين، لكنه مد يد الأذى لهم بدل ذلك؟! كم شخصاً بات يتلذذ باللعب على جراح الآخرين؟!
لست أبالغ هنا، فهناك أمثلة كثيرة من هذه الشاكلة، هؤلاء الذين لم يتمثلوا يوماً بالحديث الشريف «حب لأخيك ما تحبه لنفسك»، أو لم يقوموا يوماً بتسهيل دروب الآخرين، لا يعرفون الحديث القائل: «إماطة الأذى عن الطريق صدقة» لأنهم هم أنفسهم «أذى» في طريق العباد.
لكن في المقابل هناك «مفاتيح» للخير، أناس قد يمتلكون أقوى الأدوات الإدارية في مواقعهم، قد يمتلكون النفوذ القوي في أوساط المجتمع، لكن مع ذلك، لا يردون إنساناً ينشدهم المساعدة، بل هم من يبادرون للبحث عن الناس لمساعدتهم، هم من يحاولون إيجاد المفاتيح التي تصنع الخير، هم من تجد الناس تلهج بالدعاء لهم وتشكرهم، لأنهم يعملون وهدفهم مساعدة الناس، ونشر الخير ليعم، ويكرهون أي شر أو أذى يطال الناس.
الخلاصة، عليك بأن تكون حريصاً دائماً على الخير، وأن تسعى فيه، أن تكون «مفتاحاً» للخير «مغلاقاً» للشر، لأننا لو تمثلنا جميعنا بهذه الصفة الحميدة، فإننا سنصل بإذن الله لوقت ننهي فيه سطوة «المغاليق» الواقفين عثرات في دروب الناس، وسنبدلهم بإذن الله بأناس همهم صناعة الخير وخدمة المجتمع.
{{ article.visit_count }}
أقول جازماً هنا، أنه بإمكاني الوقوف عند الحديث الشريف دون أيما إسهام، فالمغزى مفهموم، والمضمون واضح، والرسالة بالتأكيد وصلت.
لكن التفصيل هنا لازم، إذ كما بين رسولنا الكريم، تصادفنا في حياتنا حالات عديدة لبشر، بعضهم تراه فتقول بأنه «نعمة» من الله تمشي على الأرض، به يصلح أحوال بشر، ويصحح أخطاء عمل، وينصر به حقوق مظلومين، وبعضهم تراه فتقول بعد أن تتعوذ من الشيطان الرجيم، بأنه بالفعل «نقمة» أنزلت على الأرض، لتعيث فيها فساداً، ولترهق فيها الناس إكباراً وإزعاجاً.
نصيحة رسولنا هنا واضحة تماماً، أنت يا فرد عليك أن تعمل كي تكون «مفتاح» خير ولا أن تكون «مغلاق» شر.
لو جئنا لنحسبها بطريقة «النسبة والتناسب» من واقع مشاهداتنا اليومية، في المجتمع وفي مواقع العمل، ولو قسناها على مستوى مسؤولين وأصحاب قرار في قطاعات هنا وهناك، ترى كم نسبة «المفاتيح» مقابل نسبة «المغاليق»؟!
كم مسؤولاً كان سبباً في إسعاد موظفيه، في الدفاع عن حقوقهم، في منحهم الأجواء العملية الصحية لهم ليبدعوا ويعملوا ويتطوروا؟! فكان «مفتاح» خير عليهم، بوجوده يشعرون بالإيجابية والعدالة والإنصاف، ويتمنون أن يظل على رأسهم مسؤولاً إلى الأبد.
في المقابل، كم مسؤولاً كان سبباً في تعاسة موظفيه، يلعب في حقوقهم وينتهكها، يحول لهم بيئة العمل لأشبه ما تكون بالجحيم، يكسرهم يدمرهم ويحطم طموحاتهم ومعنوياتهم؟! فكان «مغلاق» خير ومفتح شر عليهم، بوجوده يشعرون بالأسى والضيم والضيق والغبن، تضيع معه الحقوق، ويسود الظلم ولا تقوم للعدل قائمة، فيتمنون زواله من مكانه، وقد يصل البعض من فرط ما عايشوه من استبداد، قد يصلون للدعاء عليه وتمني زواله!
مشاهدات عديدة يمكن أن تسجل في هذا السياق، إذ كم شخصاً كان بيده تسهيل أمور آخرين، وهو يعلم بذلك، فقام بتصعيبها بدل تسهيلها؟! كم شخصاً يعرف تماماً أنه قادر على مد يد العون للآخرين، لكنه مد يد الأذى لهم بدل ذلك؟! كم شخصاً بات يتلذذ باللعب على جراح الآخرين؟!
لست أبالغ هنا، فهناك أمثلة كثيرة من هذه الشاكلة، هؤلاء الذين لم يتمثلوا يوماً بالحديث الشريف «حب لأخيك ما تحبه لنفسك»، أو لم يقوموا يوماً بتسهيل دروب الآخرين، لا يعرفون الحديث القائل: «إماطة الأذى عن الطريق صدقة» لأنهم هم أنفسهم «أذى» في طريق العباد.
لكن في المقابل هناك «مفاتيح» للخير، أناس قد يمتلكون أقوى الأدوات الإدارية في مواقعهم، قد يمتلكون النفوذ القوي في أوساط المجتمع، لكن مع ذلك، لا يردون إنساناً ينشدهم المساعدة، بل هم من يبادرون للبحث عن الناس لمساعدتهم، هم من يحاولون إيجاد المفاتيح التي تصنع الخير، هم من تجد الناس تلهج بالدعاء لهم وتشكرهم، لأنهم يعملون وهدفهم مساعدة الناس، ونشر الخير ليعم، ويكرهون أي شر أو أذى يطال الناس.
الخلاصة، عليك بأن تكون حريصاً دائماً على الخير، وأن تسعى فيه، أن تكون «مفتاحاً» للخير «مغلاقاً» للشر، لأننا لو تمثلنا جميعنا بهذه الصفة الحميدة، فإننا سنصل بإذن الله لوقت ننهي فيه سطوة «المغاليق» الواقفين عثرات في دروب الناس، وسنبدلهم بإذن الله بأناس همهم صناعة الخير وخدمة المجتمع.