من الأمور التي لفتت الانتباه في انتخابات 2018 التنافس على مقعد بلدي «الدائرة السادسة لمحافظة المحرق» بين شاب وخاله، حيث استمر فاضل العود في منافسة خاله علي النصوح لشغل هذا المقعد الذي كان يشغله النصوح في الدورة السابقة. ورغم أنه يفترض أن يكون هذا الأمر عادياً على اعتبار أن الترشح لشغل مقعد بلدي أو نيابي حق لكل مواطن تتوفر فيه شروط الترشح إلا أن البعض اعتبره غريباً ومثيراً، فأن يتنافس الخال وابن الأخت على المقعد أمر لفت الانتباه ودفع إلى الكثير من التساؤلات التي منها كيف ستكون العلاقة بين المرشحين بعد الانتخابات خصوصاً إن لم يكن الفوز حليف الخال؟
للمعلومة فإن شيئاً أكبر من هذا وأكثر غرابة حصل في انتخابات المجلس الوطني في العام 1973، فعندما رشح الشيخ محمد صالح العباسي رحمه الله نفسه لشغل مقعد في المجلس عمل ابنه عبدالله «الصحافي» وهو الأكبر بين إخوته على الترويج لمنافسيه وبذل جهداً واضحاً في إقناع الناخبين بعدم انتخاب والده. كان يقول بأن هذا والده وله عليه حقوق كثيرة وما يفعله لا يدخل في باب التطاول عليه أو عقوق الوالدين، فالأمر متعلق بالسياسة وبمستقبل الوطن. كان عبدالله يؤمن بأن مستقبل البحرين يمكن أن يبنى بشكل أفضل بعيداً عن رجال الدين، لهذا اتخذ موقفه ذاك وباشر العمل، وكان له ما سعى إليه.
مثل هذه الثقافة هي التي ينبغي أن تنتشر في هذا الوطن، وهي أساس مهم، فالديمقراطية تتجاوز العلاقات المجتمعية والخواطر وتدفع المواطنين إلى التفكير في مصلحة الوطن قبل أي شيء، ولأن الوطن يهم هذا مثلما أنه يهم ذاك لذا فإن من حق هذا وذاك التقدم لخدمته عبر بوابة المجالس النيابية والبلدية، ولهذا أيضاً ينبغي ألا يكون غريباً أمر منافسة ابن الأخت لخاله، ومنافسة الأخ لأخيه، ومنافسة الابن لأبيه، فمصلحة الوطن فوق كل مصلحة، والقانون يتيح لكل من تنطبق عليه شروط الترشح لشغل هذه المقاعد التقدم لشغلها والدخول في منافسة مع الآخرين.
المسألة هنا ليست مسألة التنافس على الأرزاق فهي بيد الله سبحانه وتعالى، والأكيد أن وصول هذا المترشح للمقعد النيابي أو البلدي لا يعني انقطاع الرزق عن الآخر الذي نافسه، فلا أحد يأخذ رزقاً مكتوباً لغيره. المسألة هي أن التنافس بين المواطنين لشغل هذا المقعد أو ذاك دافعه خدمة الوطن، أما الصناديق فتحدد من رآه الناخبون الأكثر ملاءمة لشغله، والواضح في حال تنافس العود والنصوح هو أن الناخبين ارتأوا تشجيع الشباب وإعطاءهم الفرصة كي يثبتوا قدراتهم فاختاروا العود، وهذا بالتأكيد لا يعني أن منافسه دون القدرة على العطاء وتحقيق ما يطمح إليه الأهالي.
هذا هو حال الديمقراطية، لهذا فإن العلاقة بين المترشحين، الفائز والخاسر لا يمكن أن تتأثر، ففي حال العود والنصوح يظل الخاسر خال الفائز ويظل الفائز ابن أخت الخاسر، ويظل الاثنان يعملان لخدمة الوطن والمواطنين، وفي هذا يكون الاثنان فائزين، فأي فوز أكبر من الفوز بخدمة الوطن؟
لا أعرف إن كانت هناك حالات أخرى لمنافسات من هذا القبيل حصلت في الانتخابات في البحرين -باستثناء حالة العباسي- لكنني أراها أموراً عادية وينبغي أن تكون كذلك ويتقبلها الجميع، فمثل هذا الأمر مؤشر على تطور المجتمع وتأكيد على أن الديمقراطية أسلوب حياة ينبغي أن نشجعه ونعمل على تطويره وألا نقبل عنه بديلاً.
الوضع الطبيعي في حالة العود والنصوح هو أن يستفيد العود من خبرة النصوح وتجربته، ويستفيد النصوح من حماس ونشاط العود.
للمعلومة فإن شيئاً أكبر من هذا وأكثر غرابة حصل في انتخابات المجلس الوطني في العام 1973، فعندما رشح الشيخ محمد صالح العباسي رحمه الله نفسه لشغل مقعد في المجلس عمل ابنه عبدالله «الصحافي» وهو الأكبر بين إخوته على الترويج لمنافسيه وبذل جهداً واضحاً في إقناع الناخبين بعدم انتخاب والده. كان يقول بأن هذا والده وله عليه حقوق كثيرة وما يفعله لا يدخل في باب التطاول عليه أو عقوق الوالدين، فالأمر متعلق بالسياسة وبمستقبل الوطن. كان عبدالله يؤمن بأن مستقبل البحرين يمكن أن يبنى بشكل أفضل بعيداً عن رجال الدين، لهذا اتخذ موقفه ذاك وباشر العمل، وكان له ما سعى إليه.
مثل هذه الثقافة هي التي ينبغي أن تنتشر في هذا الوطن، وهي أساس مهم، فالديمقراطية تتجاوز العلاقات المجتمعية والخواطر وتدفع المواطنين إلى التفكير في مصلحة الوطن قبل أي شيء، ولأن الوطن يهم هذا مثلما أنه يهم ذاك لذا فإن من حق هذا وذاك التقدم لخدمته عبر بوابة المجالس النيابية والبلدية، ولهذا أيضاً ينبغي ألا يكون غريباً أمر منافسة ابن الأخت لخاله، ومنافسة الأخ لأخيه، ومنافسة الابن لأبيه، فمصلحة الوطن فوق كل مصلحة، والقانون يتيح لكل من تنطبق عليه شروط الترشح لشغل هذه المقاعد التقدم لشغلها والدخول في منافسة مع الآخرين.
المسألة هنا ليست مسألة التنافس على الأرزاق فهي بيد الله سبحانه وتعالى، والأكيد أن وصول هذا المترشح للمقعد النيابي أو البلدي لا يعني انقطاع الرزق عن الآخر الذي نافسه، فلا أحد يأخذ رزقاً مكتوباً لغيره. المسألة هي أن التنافس بين المواطنين لشغل هذا المقعد أو ذاك دافعه خدمة الوطن، أما الصناديق فتحدد من رآه الناخبون الأكثر ملاءمة لشغله، والواضح في حال تنافس العود والنصوح هو أن الناخبين ارتأوا تشجيع الشباب وإعطاءهم الفرصة كي يثبتوا قدراتهم فاختاروا العود، وهذا بالتأكيد لا يعني أن منافسه دون القدرة على العطاء وتحقيق ما يطمح إليه الأهالي.
هذا هو حال الديمقراطية، لهذا فإن العلاقة بين المترشحين، الفائز والخاسر لا يمكن أن تتأثر، ففي حال العود والنصوح يظل الخاسر خال الفائز ويظل الفائز ابن أخت الخاسر، ويظل الاثنان يعملان لخدمة الوطن والمواطنين، وفي هذا يكون الاثنان فائزين، فأي فوز أكبر من الفوز بخدمة الوطن؟
لا أعرف إن كانت هناك حالات أخرى لمنافسات من هذا القبيل حصلت في الانتخابات في البحرين -باستثناء حالة العباسي- لكنني أراها أموراً عادية وينبغي أن تكون كذلك ويتقبلها الجميع، فمثل هذا الأمر مؤشر على تطور المجتمع وتأكيد على أن الديمقراطية أسلوب حياة ينبغي أن نشجعه ونعمل على تطويره وألا نقبل عنه بديلاً.
الوضع الطبيعي في حالة العود والنصوح هو أن يستفيد العود من خبرة النصوح وتجربته، ويستفيد النصوح من حماس ونشاط العود.