لعلها تكون أكثر الانتخابات النيابية إثارة، هذه التي أسدل الستار على منافساتها فجر أمس، وذلك بناء على إفرازاتها.
أهم نقطة لافتة هنا، أن العملية برمتها كشفت عن وجود رغبة شعبية كبيرة لـ«التغيير»، وتجربة وجوه وطاقات جديدة، كان للشباب منهم نصيب الأسد، وكان للمرأة البحرينية أيضاً حضورها القوي.
دراسة الأرقام بحد ذاتها عملية تبعث على الاهتمام، لما تكشفه من أمور كثيرة.
رغم وجود تباينات في مشاعر ومواقف الشارع البحريني من أداء المجالس النيابية، إلا أن المشاركة الانتخابية هذه المرة وصلت لرقم قياسي من ناحية الكتلة الناخبة، فالحديث عن نسبة تقارب في وصولها لنسبة 70٪، وكذلك الإقبال الكبير في جولة الإعادة، أمر يبين أن هناك إيماناً بـ«الكيان» والذي نعني به مجلس النواب، وأنه أحد الأدوات الهامة واللازمة في مسيرة العمل الديمقراطي، وهذا ما كنا نؤكد عليه دائماً، الكيان يقوى ويتعزز حينما تختار من تراه أقوى وأفضل، وعليه نأمل أن تكون اختيارات شعب البحرين في محلها، وتحقق له تطلعاته المنشودة.
إرادة التغيير بانت واضحة جداً، فثلاثة فقط من نواب برلمان 2014 نجحوا في الاحتفاظ بكراسيهم، وبحسب ما يتردد عن النواب الثلاثة، سواء اتفق معهم أو اختلف كثير من الناخبين، فإن ما ساعدهم على النجاح مجدداً، هو وجودهم الدائم والمستمر على الأرض في مناطقهم الانتخابية، وهو الأمر الذي يبين أهمية استمرار التواصل بين النائب والناخب.
أربعة نواب في مجالس سبقت مجلس 2014، عادوا مجدداً للبرلمان، وهي مسألة تحتاج إلى بحث، إذ هل كانت الخيارات التي جاءت بدلاً عنهم في مجلس 2018 بعيدة عن تحقيق الطموح، أم أنها الرغبة في إعادة تجربة من كانت له بصماته ومواقفه وأعماله؟! هنا الناخب وحده من يمكنه الإجابة.
وصول 6 سيدات بنجاح للبرلمان، اثنتان منهما من الجولة الأولى، أمر أيضاً يؤكد الحضور القوي للمرأة، ويعيد للذهن كيف قاتلت المرأة البحرينية منذ الانتخابات الأولى في عام 2002 حتى الآن لكسب ثقة الناخب، وإثبات أنها ليست بأقل من نظيرها الرجل، فبعد نائبة واحدة تمثلت بلطيفة القعود قبل عقد من الزمان، الآن للمرأة نصيب كبير، بل وهاهي تعلن رغبتها التنافس على رئاسة المجلس بعد أربعة فصول من ترؤس الرجال له، من خلال ما عبرت عنه النائبة فوزية زينل، والسؤال هنا: ما المانع، من أن تكون امراة ذات كفاءة وخبرة رئيسة للمجلس النيابي، وللمجلس الوطني في حال اجتماع غرفتيه؟!
أيضاً النقطة اللافتة، نجاح عدد من المترشحين الإعلاميين في الوصول لمجلس النواب «فوزية زينل، عمار البناي، محمد عيسى، زينب عبدالأمير، وأيضاً الناشط الإعلامي عمار عباس»، أمر يبين أن هناك رغبة مجتمعية في إعطاء الإعلاميين فرصة لإثبات قدرتهم على إيصال صوت الناخب وتحقيق تطلعاتهم. وهنا الرسالة التي نوجهها كإعلاميين يعرفون قوة الإعلام، لزملائنا الإعلاميين الذين تحولوا لنواب يمثلون الناس، بأنكم خدمتم الناس وأوصلتم نبضهم وعبرتم عن مواقفهم من خلال منابركم الإعلامية، واليوم عليكم مسؤولية نثق بقدرتكم أن تكونوا أهلاً لها، بإيصال نبضهم نيابياً.
عرس انتخابي رائع، الفائزة الأولى فيه البحرين، والمتألق فيه هو المشروع الإصلاحي لجلالة الملك حمد حفظه الله، فيه بان حب المواطنين لبلادهم، وثقتهم بأن الطريق الذي نمضي فيه عبر الممارسة الديمقراطية وتعزيز مؤسساتنا الدستورية، هو الطريق الصحيح للتغيير والإصلاح والتطوير.
كل من فاز في الانتخابات النيابية والبلدية يستحق التهنئة والشكر والثناء، ونتمنى أن يكونوا على قدر مسؤولية ثقة الناس بهم، وألا ينسوا بأن المجتمع والإعلام والجميع سيراقبهم وسيقيس أداءهم وسيسجل مواقفهم، بأمل أن يكونوا نخبة قوية، تخوض التحديات المستقبلية الصعبة وتنجح فيها. ومن لم يحالفه الحظ في الوصول، أنتم تستحقون الشكر الجزيل أيضاً، لإيمانكم بالمشروع الإصلاحي، ولسعيكم لتمثيل وخدمة الناس، نأمل أن تكونوا عناصر فاعلة مجتمعياً، تسهمون في البناء والعطاء، فالوطنية لا تقترن بمنصب رسمي أو شعبوي انتخابي، هي مرتبطة بولاء الإنسان وحبه لوطنه، وهو ما يدفعه للعمل والعطاء أينما كان، وكيفما كان، فالبلد هي الرابحة أولاً وأخيراً.
{{ article.visit_count }}
أهم نقطة لافتة هنا، أن العملية برمتها كشفت عن وجود رغبة شعبية كبيرة لـ«التغيير»، وتجربة وجوه وطاقات جديدة، كان للشباب منهم نصيب الأسد، وكان للمرأة البحرينية أيضاً حضورها القوي.
دراسة الأرقام بحد ذاتها عملية تبعث على الاهتمام، لما تكشفه من أمور كثيرة.
رغم وجود تباينات في مشاعر ومواقف الشارع البحريني من أداء المجالس النيابية، إلا أن المشاركة الانتخابية هذه المرة وصلت لرقم قياسي من ناحية الكتلة الناخبة، فالحديث عن نسبة تقارب في وصولها لنسبة 70٪، وكذلك الإقبال الكبير في جولة الإعادة، أمر يبين أن هناك إيماناً بـ«الكيان» والذي نعني به مجلس النواب، وأنه أحد الأدوات الهامة واللازمة في مسيرة العمل الديمقراطي، وهذا ما كنا نؤكد عليه دائماً، الكيان يقوى ويتعزز حينما تختار من تراه أقوى وأفضل، وعليه نأمل أن تكون اختيارات شعب البحرين في محلها، وتحقق له تطلعاته المنشودة.
إرادة التغيير بانت واضحة جداً، فثلاثة فقط من نواب برلمان 2014 نجحوا في الاحتفاظ بكراسيهم، وبحسب ما يتردد عن النواب الثلاثة، سواء اتفق معهم أو اختلف كثير من الناخبين، فإن ما ساعدهم على النجاح مجدداً، هو وجودهم الدائم والمستمر على الأرض في مناطقهم الانتخابية، وهو الأمر الذي يبين أهمية استمرار التواصل بين النائب والناخب.
أربعة نواب في مجالس سبقت مجلس 2014، عادوا مجدداً للبرلمان، وهي مسألة تحتاج إلى بحث، إذ هل كانت الخيارات التي جاءت بدلاً عنهم في مجلس 2018 بعيدة عن تحقيق الطموح، أم أنها الرغبة في إعادة تجربة من كانت له بصماته ومواقفه وأعماله؟! هنا الناخب وحده من يمكنه الإجابة.
وصول 6 سيدات بنجاح للبرلمان، اثنتان منهما من الجولة الأولى، أمر أيضاً يؤكد الحضور القوي للمرأة، ويعيد للذهن كيف قاتلت المرأة البحرينية منذ الانتخابات الأولى في عام 2002 حتى الآن لكسب ثقة الناخب، وإثبات أنها ليست بأقل من نظيرها الرجل، فبعد نائبة واحدة تمثلت بلطيفة القعود قبل عقد من الزمان، الآن للمرأة نصيب كبير، بل وهاهي تعلن رغبتها التنافس على رئاسة المجلس بعد أربعة فصول من ترؤس الرجال له، من خلال ما عبرت عنه النائبة فوزية زينل، والسؤال هنا: ما المانع، من أن تكون امراة ذات كفاءة وخبرة رئيسة للمجلس النيابي، وللمجلس الوطني في حال اجتماع غرفتيه؟!
أيضاً النقطة اللافتة، نجاح عدد من المترشحين الإعلاميين في الوصول لمجلس النواب «فوزية زينل، عمار البناي، محمد عيسى، زينب عبدالأمير، وأيضاً الناشط الإعلامي عمار عباس»، أمر يبين أن هناك رغبة مجتمعية في إعطاء الإعلاميين فرصة لإثبات قدرتهم على إيصال صوت الناخب وتحقيق تطلعاتهم. وهنا الرسالة التي نوجهها كإعلاميين يعرفون قوة الإعلام، لزملائنا الإعلاميين الذين تحولوا لنواب يمثلون الناس، بأنكم خدمتم الناس وأوصلتم نبضهم وعبرتم عن مواقفهم من خلال منابركم الإعلامية، واليوم عليكم مسؤولية نثق بقدرتكم أن تكونوا أهلاً لها، بإيصال نبضهم نيابياً.
عرس انتخابي رائع، الفائزة الأولى فيه البحرين، والمتألق فيه هو المشروع الإصلاحي لجلالة الملك حمد حفظه الله، فيه بان حب المواطنين لبلادهم، وثقتهم بأن الطريق الذي نمضي فيه عبر الممارسة الديمقراطية وتعزيز مؤسساتنا الدستورية، هو الطريق الصحيح للتغيير والإصلاح والتطوير.
كل من فاز في الانتخابات النيابية والبلدية يستحق التهنئة والشكر والثناء، ونتمنى أن يكونوا على قدر مسؤولية ثقة الناس بهم، وألا ينسوا بأن المجتمع والإعلام والجميع سيراقبهم وسيقيس أداءهم وسيسجل مواقفهم، بأمل أن يكونوا نخبة قوية، تخوض التحديات المستقبلية الصعبة وتنجح فيها. ومن لم يحالفه الحظ في الوصول، أنتم تستحقون الشكر الجزيل أيضاً، لإيمانكم بالمشروع الإصلاحي، ولسعيكم لتمثيل وخدمة الناس، نأمل أن تكونوا عناصر فاعلة مجتمعياً، تسهمون في البناء والعطاء، فالوطنية لا تقترن بمنصب رسمي أو شعبوي انتخابي، هي مرتبطة بولاء الإنسان وحبه لوطنه، وهو ما يدفعه للعمل والعطاء أينما كان، وكيفما كان، فالبلد هي الرابحة أولاً وأخيراً.