لا أخفي إعجابي بسمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة الذي بات يجمع بين قوتين في آن واحد ولكن بأوجه متعددة، يمكن القول إنه من الصعب جداً أن تجدها في شخص واحد في زمننا هذا، رغم أن تاريخ العرب القديم قد جمع مكارم عديدة في رموز وأبطال خلدهم التاريخ، وهو ما يجعلني أعلم علم اليقين أن ناصر بن حمد سيكون من الخالدين في سير العرب وشرفاء الأقوام، ليس لكونه ابن جلالة الملك المفدى رغم أنه شرف عظيم، وليس لانتمائه لصفوة المجتمع البحريني وعائلة الحكم فيه، وإنما لما جمعه سموه من مكارم وسمات مدعاة للفخر ومثيرة للإعجاب. ورغم أن الموازنة ما بين ضربين مختلفين من القوة أمر صعب في كثير من الأحيان، لما يميز بينهما من بون شاسع، إلاَّ أن سموه كان الأقدر والأكفأ على تطويع تلك القوى للجمع فيما بينها في قلب رجل واحد هو «ناصر بن حمد».

مقال اليوم ليس وليد اللحظة، ولم تتبلور فكرته في أجواء المناسبات الوطنية المجيدة في ديسمبر المشرق الذي ألهمنا في حب الوطن ورموزه الكثير، وإنما كنت أقلبه في ذهني لفترة من الزمن، وكنت أضيف فيه إلى رصيد ناصر بن حمد ما أضافه لمعرفتنا من جوانب متعددة من شخصيته تبعث على الذهول، فمازلت أذكر جيداً لقاءاته الشبابية وبطولاته الرياضية، وصولاته وجولاته من الفروسية إلى بطولة الرجل الحديدي، ومازلت أذكر كيف كان مفوهاً منذ حداثة سنه، وكيف اعتلى المنابر في محافل محلية وإقليمية ودولية وترك فيها بصمته المميزة بعمق فكره وجزالة تعبيره، الأمر الذي يجرني أيضاً إلى موهبته في الشعر وكيف ألقى بشباك تأثيره على معجبيه بكلمات من نور تخترق القلوب، إلى جانب ذلك فهو ممثل جلالة الملك للأعمال الخيرية، وله إسهامات واضحة وبصمات لا تنسى في هذا المجال، وتاريخ المؤسسة الخيرية الملكية وسمعة البحرين في الأعمال الخيرية بالداخل والخارج يشهدان بذلك.

وما بين هذا وذاك.. نجد سموه يعود إلى جوهر الأصالة البحرينية بإحياء موروثها الشعبي مركزاً على البحر، بعدما أرسى جذوره العميقة في الفروسية والشعر على خطى أهل البادية، ليكوّن ذلك المزيج الأنيق من خصوصية البيئة البحرينية ومكارم أهلها. عندما نفند ما ذهبنا إليه في السطور السابقة، نجد أن ناصر بن حمد إنما هو رجل القوة الناعمة البحرينية بامتياز، ولكن الوقوف ملياً على شخصيته العسكرية الفذة وعقليته المستنيرة في الجانب العسكري يثير الدهشة حول رجل جمع بين النقيضين ووفق بينهما.

* اختلاج النبض:

لم أرد أن أتكلف في كتابة مقالي هذا، فإنما هو نوع من البوح بما جال في خاطري لفترة ليست بقصيرة من الزمن، ولأن الحديث عن شيخ الشباب الذي جالس الشباب ببساطة وحيوية وعفوية، أردت أن يكون ما أكتبه عنه أيضاً عفوياً وبسيطاً، وهو ما دفعني للبدء بالإعجاب بسموه والانتهاء به دون تحفظ. حفظك الله للبحرين عزاً يا فخر الشباب.