حتى لحظة كتابة هذا المقال لم يعرف بعد ما إذا كانت قطر جادة في الاستجابة لدعوة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود عاهل المملكة العربية السعودية للمشاركة في قمة مجلس التعاون التي ستعقد اليوم في الرياض، ولا مستوى التمثيل فيها، لكن الرد على هذا جاء مبكراً من معالي الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة وزير الخارجية الذي قال لصحيفة «الشرق الأوسط» إن «التمثيل القطري في القمة لا يهمنا، وجوده من عدمه سيان» مبيناً أن «الأزمة مع قطر وصلت إلى نقطة بعيدة جداً لم نرها من قبل، ولا أعرف كيف ستعود قطر عن ذلك، فقد التزمت مع أعداء المنطقة مثل إيران، كما أبعدت نفسها عن دول المجلس، فهذه الأمور لا تعطي أي إشارة إلى أن قطر ستبقى ضمن دول المجلس، ولكن نحن واقعيون في التعامل مع هذا الموضوع ولا نضيع وقتاً أكثر مما ضاع»، وهذا يعني باختصار أن موقف السعودية والإمارات لا يخرج عن هذا، ويعني أنه لم يعد مهماً مستوى التمثيل القطري ولا حتى مشاركتها في القمة.

الأمر مؤلم ولكنه للأسف واقع لم يعد ممكناً إلا التعامل معه، فقطر باعت الأخوة و«الرفجة» وصاحبت الغرباء الذين تعلم جيداً أنهم لا يقدمون لها شيئاً من دون مقابل ويسعون إلى إيجاد موطئ قدم لهم في دول الخليج العربي بما فيها قطر، وهذا ما شرحه معالي وزير الخارجية عن استعانة قطر بالقوات الأجنبية حيث قال إنها «أكبر تهديد وضعته الدوحة لتهديد دول المجلس».

الحال التي صارت فيه قطر وصار فيه مجلس التعاون يدفع بقوة إلى القول بأن القمة المقرر عقدها اليوم في الرياض لن توفر حلاً للأزمة التي تسببت فيها الدوحة بتغريدها خارج السرب وبدعمها وتمويلها للإرهاب وحماية الإرهابيين، ولن تخرج بما تتمناه شعوب دول المجلس، فالأزمة مع قطر كما قال معالي الوزير «وصلت إلى نقطة بعيدة جداً لم نرها من قبل، وقطر أحرقت كل سفن العودة» مبيناً أن قطر «التزمت مع أعداء المنطقة مثل إيران، كما أبعدت نفسها عن دول المجلس... فهذه الأمور لا تعطي أي إشارة إلى أن قطر ستبقى ضمن دول المجلس». أما الرد على هذه الحال فاختصره الوزير بقوله «ولكن نحن واقعيون في التعامل مع هذا الموضوع ولا نضيع وقتاً أكثر مما ضاع»، ما يؤكد أن أمر قطر وموقفها لم يعد مهماً لدول المجلس وأن قطر التي مارست كل أشكال السلبية في السنتين الأخيرتين على وجه الخصوص لا يرجى منها أي خير.

مرة أخرى مؤلم هذا الذي وصل إليه حال قطر وحال مجلس التعاون، ولكن لأنه واقع، ولأنه لم يعد ممكناً تغيير هذا الواقع بقرار وبتعهد قطري جديد و«حب خشوم»، لذا فإنه من غير المتوقع أن تسفر القمة هذه عن قرارات تؤدي إلى عودة قطر إلى الحضن الخليجي وإلى حيث يجب أن تكون، أياً كان مستوى التمثيل القطري.

الشرخ كان كبيراً واتسع بالممارسات والمواقف السالبة لقطر وبمحاولات إيران الاستفادة من الذي حصل، والغالب أنه سيزداد اتساعاً بعدم استجابة قطر للقرارات التي ستصدر اليوم عن القمة، ومشاركة قطر في القمة لو حصلت هو للقول بأنها ليست السبب في تفرق الجمع، من دون أن تنتبه إلى أنها وضعت شروطاً لعودة الأمور إلى سابق عهدها بدل أن تستجيب هي لشروط الدول الأربع التي اتخذت قراراً بمقاطعتها أملاً في أن تعود إلى رشدها.

ومع هذا يظل الأمل في أن تخرج القمة بما يوفر أسباباً للتفاؤل بقرب انتهاء أزمة قطر.