عندما يقول مسؤول خليجي إن إسرائيل دولة ومن حقها أن تدافع عن نفسها مثلما أن من حق الدول الأخرى الدفاع عن نفسها فإن عاقلاً لا يمكن أن يقول بأن هذا المسؤول يدعو إلى الاعتراف بإسرائيل والتطبيع معها، فالمسؤول لم يخرج بهذا القول من الملة ولم يكفر. كل ما يكون قد فعله المسؤول بهذا الحديث هو أنه تحدث بصراحة وبواقعية، حيث الواقع يؤكد أن إسرائيل اليوم – شئنا أم أبينا – دولة وأنه مثلما أن للدول الأخرى الحق في الدفاع عن نفسها وحماية شعوبها فإن لإسرائيل أيضا الحق في الدفاع عن نفسها وحماية شعبها. غير هذا الكلام يدخل في باب الهروب من الواقع والضحك على النفس وعلى ذقون الشعوب العربية والإسلامية. هذا مؤلم ولكنه الحقيقة والواقع.
عندما يعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن اكتشاف أنفاق شمال الأراضي المحتلة ويقول إن «حزب الله» هو الذي قام بحفرها ليسهل عليه ضرب إسرائيل، ثم يأتي مسؤول خليجي ويقول ما معناه بأن قيام هذا الحزب بحفر الأنفاق عبر حدود لبنان هو «تهديد صريح لاستقرار لبنان» كون هذا الحزب مشاركاً في الحكم ومحسوباً عليه في كل الأحوال، فالأكيد أنه يرمي إلى الالتفات إلى هذه المسألة والتعامل معها بواقعية لأن إسرائيل لن تقبل بهذا الأمر ولأنه من حقها أن تدافع عن نفسها وتحمي شعبها وقد ترتكب بناء على هذا حماقات يتضرر منها شعب لبنان والشعوب العربية والإسلامية كافة، ولهذا أيضا صار السؤال الذي ملخصه «من يتحمل المسؤولية حين تأخذ الدول المجاورة على عاتقها مهمة التخلص من هذا الخطر الذي يهددها؟» ويقصد بذلك إسرائيل على وجه الخصوص، سؤالاً مهماً ويستدعي الاستنفار وليس التخوين ووصف السائل والقائل بصفات سالبة.
مشكلتنا كعرب ومسلمين هي أننا لا نزال نتعامل مع الوقائع بعواطفنا وليس بما يتطلبه الموقف، ومشكلتنا أننا لا نمنع أنفسنا من اتهام كل من يتحدث بواقعية بخيانة القضية وبيعها وبالدعوة الصريحة إلى التطبيع مع إسرائيل. في حال الأنفاق فإن الواقع يقول بأن إسرائيل لن تقبل بهذا الأمر ولن تسكت عنه مهما حصل، ولأنه من حقها أن تواجه هذا الأمر، ولأن هذا الأمر منطقي رغم كل شيء، لذا فإن العالم كله سيقف إلى جانب إسرائيل، وعليه فإن ضربة لبنان – لو حدثت – تكون ضائعة حيث العالم سيقف إلى جانب إسرائيل من منطلق أنها دولة وأن من حقها أن تدافع عن نفسها وتحمي شعبها.
هذا ما سعى المسؤول الخليجي - الذي تناول البعض حديثه بشكل سالب - إلى بيانه وتنبيه لبنان والعرب والمسلمين له، وهو بهذا يستحق الشكر والتقدير وليس التهجم عليه واتهامه بأنه منحاز إلى إسرائيل ويدعو إلى التطبيع معها وأنه يمهد لزيارة مسؤول إسرائيلي كبير إلى بلاده.
الهروب من الواقع يغرقنا ويضعفنا، وعدم تعاملنا مع الواقع بواقعية وعدم مواجهتنا الحقيقة يشبه القول الشعبي بأن «الأحوال طيبة واحنه بخير» بينما الحقيقة هي عكس ذلك تماماً. هروبنا من الواقع يضر بنا وبقضايانا وأولها القضية الفلسطينية، والتعامل مع الأمور بعواطفنا يؤدي إلى النتيجة نفسها، والأفضل من تأييد ما يقوم به «حزب الله» والذي يؤدي دونما شك إلى زيادة التوتر وفتح أبواب المواجهة مع إسرائيل في وقت يقول فيه الواقع بأن المنتصر فيها هي إسرائيل، الأفضل هو التنبيه والقول بأن واقع الحال يقول بأن إسرائيل اليوم دولة وأنه بما أن من حقها أن تدافع عن نفسها وتحمي شعبها لذا فإنها ستعمد إلى إيذاء لبنان، وهذا الإيذاء سيضر أيضاً بالقضية الفلسطينية وسيضعف مواقف كل الدول العربية والإسلامية.
عندما يعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن اكتشاف أنفاق شمال الأراضي المحتلة ويقول إن «حزب الله» هو الذي قام بحفرها ليسهل عليه ضرب إسرائيل، ثم يأتي مسؤول خليجي ويقول ما معناه بأن قيام هذا الحزب بحفر الأنفاق عبر حدود لبنان هو «تهديد صريح لاستقرار لبنان» كون هذا الحزب مشاركاً في الحكم ومحسوباً عليه في كل الأحوال، فالأكيد أنه يرمي إلى الالتفات إلى هذه المسألة والتعامل معها بواقعية لأن إسرائيل لن تقبل بهذا الأمر ولأنه من حقها أن تدافع عن نفسها وتحمي شعبها وقد ترتكب بناء على هذا حماقات يتضرر منها شعب لبنان والشعوب العربية والإسلامية كافة، ولهذا أيضا صار السؤال الذي ملخصه «من يتحمل المسؤولية حين تأخذ الدول المجاورة على عاتقها مهمة التخلص من هذا الخطر الذي يهددها؟» ويقصد بذلك إسرائيل على وجه الخصوص، سؤالاً مهماً ويستدعي الاستنفار وليس التخوين ووصف السائل والقائل بصفات سالبة.
مشكلتنا كعرب ومسلمين هي أننا لا نزال نتعامل مع الوقائع بعواطفنا وليس بما يتطلبه الموقف، ومشكلتنا أننا لا نمنع أنفسنا من اتهام كل من يتحدث بواقعية بخيانة القضية وبيعها وبالدعوة الصريحة إلى التطبيع مع إسرائيل. في حال الأنفاق فإن الواقع يقول بأن إسرائيل لن تقبل بهذا الأمر ولن تسكت عنه مهما حصل، ولأنه من حقها أن تواجه هذا الأمر، ولأن هذا الأمر منطقي رغم كل شيء، لذا فإن العالم كله سيقف إلى جانب إسرائيل، وعليه فإن ضربة لبنان – لو حدثت – تكون ضائعة حيث العالم سيقف إلى جانب إسرائيل من منطلق أنها دولة وأن من حقها أن تدافع عن نفسها وتحمي شعبها.
هذا ما سعى المسؤول الخليجي - الذي تناول البعض حديثه بشكل سالب - إلى بيانه وتنبيه لبنان والعرب والمسلمين له، وهو بهذا يستحق الشكر والتقدير وليس التهجم عليه واتهامه بأنه منحاز إلى إسرائيل ويدعو إلى التطبيع معها وأنه يمهد لزيارة مسؤول إسرائيلي كبير إلى بلاده.
الهروب من الواقع يغرقنا ويضعفنا، وعدم تعاملنا مع الواقع بواقعية وعدم مواجهتنا الحقيقة يشبه القول الشعبي بأن «الأحوال طيبة واحنه بخير» بينما الحقيقة هي عكس ذلك تماماً. هروبنا من الواقع يضر بنا وبقضايانا وأولها القضية الفلسطينية، والتعامل مع الأمور بعواطفنا يؤدي إلى النتيجة نفسها، والأفضل من تأييد ما يقوم به «حزب الله» والذي يؤدي دونما شك إلى زيادة التوتر وفتح أبواب المواجهة مع إسرائيل في وقت يقول فيه الواقع بأن المنتصر فيها هي إسرائيل، الأفضل هو التنبيه والقول بأن واقع الحال يقول بأن إسرائيل اليوم دولة وأنه بما أن من حقها أن تدافع عن نفسها وتحمي شعبها لذا فإنها ستعمد إلى إيذاء لبنان، وهذا الإيذاء سيضر أيضاً بالقضية الفلسطينية وسيضعف مواقف كل الدول العربية والإسلامية.
