* أعيادنا الوطنية بدأت بالعرس الديمقراطي الناجح
* سلسلة أعيادنا البحرينية الوطنية بدأت منذ 14 ديسمبر
* يوم الشرطة البحرينية يوم العرفان لجهود أمنية استمرت لأكثر من 253 عاماً
* شرطة البحرين درع الخليج العربي الأول وفي مقدمة صفوف من دافعوا عن عروبة البحرين
* الربيع العربي المدمر كان المحك الأكبر لإثبات الكفاءات الأمنية
* ما قدمته شرطة البحرين خلال 2011 نسخة مكررة مما تم قبل أكثر من 253 سنة
* الهمم القتالية العالية والكفاءات الأمنية الشجاعة تدحر الأطماع الفارسية
* شرطة البحرين دحرت المخططات الفارسية في الخليج العربي وأفشلت مخططات الاختراق
* لا أعياد وطنية بلا أمن ولا يمكن الوصول إلى المباهج الوطنية دون الوقوف عند يوم الشرطة
* عيدنا الوطني تزامن مع إنجاز بحريني عالمي نحتفي فيه بتكريم المنظمة الدولية لمكافحة العنف والإدمان وزير الداخلية
* المشروع الإصلاحي اهتم ببناء المواطن البحريني كشريك أساسي في صناعة القرارات
* اللحمة البحرينية الوطنية عادت والشعب يعيش عيداً وطنياً هانئاً
* المواطن سبق مؤسسات المجتمع بتزيين منزله والأحياء السكنية
* يوم الشهيد البحريني يظل حاضراً في قلب أعيادنا الوطنية
كل سنة ونحن نمر على محطة أفراحنا الوطنية الجميلة ونعايش اليوم عيدنا الوطني السابع والأربعين لانضمام مملكة البحرين إلى الأمم المتحدة كدولة كاملة العضوية، وذكرى قيام الدولة البحرينية الحديثة في عهد المؤسس أحمد الفاتح كدولة عربية مسلمة عام 1783 ميلادية، والذكرى التاسعة عشرة لتسلم جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله ورعاه مقاليد الحكم، نستلهم أجمل معاني الحب والوفاء والولاء لهذه الأرض الحبيبة والقيادة الرشيدة العزيزة وشعب مملكة البحرين العربي الأبي، وتكون هناك فرحة بحرينية جديدة تضاف إلى سلسلة أفراحنا الوطنية الجميلة.
هذه السنة عشنا عرساً ديمقراطياً ناجحاً قبل موسم أعيادنا الوطنية المجيدة، تمثل في النجاح الكبير للانتخابات، وإحراز أعلى نسبة تصويت في تاريخ تجربتنا الديمقراطية الرائدة، وهذا مكسب كبير أمام كل حملات التشويه والدعوات إلى المقاطعة التي انطلقت من مواقع وحسابات إلكترونية تديرها جهات معادية ومشبوهة تستهدف البحرين ونجاحاتها في مجالات الحريات والديمقراطية والمكاسب التنموية، كما عكست تجربتنا الديمقراطية تلك وعي المواطن البحريني وعدم التفاته نحو الدعوات المغرضة ومقاطعته لكل الشائعات التي تستهدف إفشال مشروعنا الإصلاحي الكبير الرائد على مستوى المنطقة، فقد أثبتت النتيجة التي خرجت بها انتخابات مملكة البحرين الأخيرة مدى الإرادة الوطنية والالتفاف الشعبي الكبير حول القيادة الرشيدة واتجاهات الرأي العام البحريني الراغبة في دعم المسيرة الإصلاحية ومنابر الشعب، ولتعزيز مبادئ الحريات وحقوق الإنسان وحقوق المواطنة.
سلسلة أعيادنا البحرينية الوطنية تبدأ بالأصل منذ تاريخ 14 ديسمبر، وهو يوم نستحضر فيه تاريخ الشرطة البحرينية الممتد لأكثر من 253 عاماً، ونحتفي بجهودهم المضنية وتضحياتهم النفسية في سبيل حفظ أمن واستقرار مملكة البحرين وما قدمته شرطة البحرين طيلة السنوات الماضية، فشرطة البحرين كانوا درع الخليج العربي الأول وفي مقدمة صفوف من دافعوا عن عروبة وشرعية مملكة البحرين خلال أكبر أزمة أمنية تمر بها على المستوى العالمي وتستهدف تحويل مملكة البحرين إلى نسخة مما يتم ويجري في سوريا والعراق واليمن ولبنان من حروب وصراعات طائفية متطرفة وإدخالها ضمن مخطط دول الربيع العربي، حين تآمرت دول كبرى وجهات مشبوهة معادية لاختطاف شرعية البحرين وإسقاط نظامها واستبدال هوية شعبها الخليجي العربي الحر، فالربيع العربي المدمر كان المحك وأكبر دليل على ما تزخر به البحرين من كفاءات أمنية عظيمة وجبارة على المستوى العربي حافظت على استقرار البحرين وتصدت لكل العصابات الإرهابية التي حاولت هدم الأمن والأمان فيها وتحويلها إلى أرض تصدر الإرهاب إلى داخل دول الخليج العربي المجاورة لها.
ففي كل مناسبة وطنية سعيدة نمر بها لا بد أن ندرك أنها جاءت ومرت بفضل من الله سبحانه وتعالى ثم إخلاص جنود البحرين البواسل في تأمين الأمن والاستقرار في مناطقنا وحماية أرضنا من أطماع أعدائنا وأجندتهم ومخططاتهم الخبيثة التي تستهدف شق الصف البحريني، فحتى نجاح تجربتنا الانتخابية الماضية جاء بفضل من الله سبحانه ثم نتيجة نجاح الترتيبات الأمنية والإجراءات الوقائية التي قامت بها الجهات الأمنية لدينا في سبيل سير العملية الانتخابية في كافة مناطق البحرين بسلاسة، وفي ظل أجواء وطنية رائعة تتسم بالأمن والاستقرار واليسر، حيث أعدت خطط أمنية شاملة وكاملة في كافة محافظات مملكة البحرين بالتعاون مع مختلف الجهات ذات العلاقة، وجرى ترتيب حركة سير المرور عند مراكز الاقتراع وحراسة وحماية كافة المرافق الانتخابية، مما دفع العديد من الدول الإشادة بنجاح هذا الموسم الديمقراطي الذي يعكس ويرسخ أن مملكة البحرين ستظل دائماً واحة أمن وأمان واستقرار، والمواطن البحريني يؤدي واجبه الديمقراطي بكل حرية وشفافية وبإرادته دون إملاءات أو ضغوطات أو تسييس، بعكس ما تشيعه وسائل الإعلام ودكاكين حقوق الإنسان المشبوهة.
إن ما قدمه شرطة البحرين خلال أكبر أزمة أمنية تمر بها مملكة البحرين في عام 2011 إنما هو نسخة مكررة مما تم قبل أكثر من مائتين وثلاث وخمسين سنة تقريباً، حيث اضطرب الأمن في البحرين ودخل الشيخ أحمد بن محمد الفاتح بقوته الأمنية إلى داخل البحرين في عام 1783 مع الخاصة من رجاله قلعة المنامة، والتي أصبحت فيما بعد قلعة الشرطة والتي تدعى اليوم قلعة وزارة الداخلية، حيث عادت البحرين وقتها إلى الحكم العربي المتوارث حتى الوقت الحاضر بعد أن كانت في تلك الفترة تحت الاحتلال الفارسي، ومنذ ذلك الوقت جاء تأسيس الشرطة في مملكة البحرين حيث حررت البحرين في تلك السنين من الاحتلال الفارسي غير الشرعي، ولاتزال الهمم القتالية العالية والكفاءات الأمنية الشجاعة والمتميزة المدافعة عن عروبة البحرين ضد الأطماع الفارسية تزخر بها مملكة البحرين إلى يومنا هذا.
إن يوم الشرطة البحرينية الذي جاء بمبادرة من وزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة في عام 2007 ليتزامن مع سلسلة أعيادنا الوطنية المجيدة وذكرى تولي جلالة الملك حفظه الله ورعاه مقاليد الحكم، يأتي في سبيل استحضار هذا التاريخ البحريني المشرف لشرطة البحرين الذين دحروا المخططات الفارسية في منطقة الخليج العربي وقضوا على أن تكون مملكة البحرين بلداً تابعاً للمد الصفوي بقيادة أحمد الفاتح رحمه الله، فمنذ تلك السنين والبحرين ولله الحمد صامدة كقوة أمنية وحصن حصين لمن يود اختطافها من عمقها الخليجي والعربي، وإن تضحيات رجال الأمن البواسل المتواصلة منذ تلك السنين واستشهادهم في سبيل الدفاع عن عروبة وسيادة مملكة البحرين خير دليل على مدى التفاني والحرص أن تبقى البحرين بلداً عربياً شامخاً مهما كلف الأمر ومهما كان الثمن، بل حتى الاضطرابات الأمنية المحيطة بها جاهدت شرطة البحرين من أن تتسرب إلى داخل سفينة البحرين التنموية وتعطل سيرها وحراكها، فقد تحولت البحرين إلى قلعة أمنية حصينة متكاملة خلال أزمة البحرين الأمنية، لمنع تسرب أي عصابات إرهابية على المستوى الإقليمي خلال عواصف الربيع العربي المدمر التي طالت دولاً عديدة وهزت أنظمة وقيادات عربية، فلا عيد وطنياً بلا أمن، ولا يمكن أن نصل إلى هذه المباهج الوطنية الجميلة والتلاحم الشعبي الجميل مع قيادة البحرين دون أن نقف عند ذكرى يوم الشرطة البحرينية وإنجازاتهم الكبيرة عبر السنين.
إن يوم الشرطة البحرينية عيد وطني آخر للبحرين يذكرنا بأهمية تحقيق الشراكة المجتمعية مع مختلف الجهات الأمنية في مملكة البحرين، وهو أيضاً مشروع أمني رائد وعظيم هندسه معالي وزير الداخلية حفظه الله ورعاه، في أن يكون كل مواطن بحريني هو رجل أمن بطريقة وأخرى ومتعاوناً مع شرطة البحرين في حفظ وصون استقرار البحرين في كافة المناطق، وأن يكون الشريك الأول مع رجال الأمن في تعزيز كل ما من شأنه أن يدعم أمن البحرين ويحبط مخططات الجهات المعادية لقيادة وشعب البحرين.
لذا لم يكن مستغرباً أن يأتي عيدنا الوطني السابع والأربعون تزامناً مع إنجاز بحريني عالمي جديد نحتفي فيه ويضاف إلى سلسلة نجاحاتنا الوطنية حينما كرمت المنظمة الدولية لمكافحة العنف والإدمان معالي وزير الداخلية بجائزة شخصية العام 2018، وذلك لما حققه برنامج «معاً» لمكافحة العنف والإدمان، والذي عملت وزارة الداخلية البحرينية على تطوير العديد من جوانبه، واهتمت خلاله بحماية الشباب وطلبة المدارس، والحرص على غرس المبادئ الوطنية فيهم، وترسيخ قيم المواطنة والانتماء، وإرشادهم وتحصينهم عن كافة مظاهر العنف والسلوكيات الخاطئة، فهذا التكريم العالمي الذي جاء من منظمة عالمية اعتراف عالمي جديد بالجهود الكبيرة التي تتفوق فيها مملكة البحرين من حيث الأفكار الأمنية والمشاريع الرائدة على مستوى المنطقة، في سبيل إبقاء البحرين بلداً شامخاً آمناً والحفاظ على شعبه من كافة المظاهر التي تزعزع أمنه واستقراره وتضر به.
تسعة عشر عاماً منذ تولي جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله ورعاه مقاليد الحكم والبحرين قد تحولت من إمارة وبلد إلى مملكة رائدة على مستوى المنطقة، مملكة ديمقراطية خليجية بمشاريعها الإصلاحية الكبيرة التي تنافس كبار الدول الديمقراطية في العالم، فشعب البحرين لم يكن ليتعرف على أوجه الحريات ومبادئ حقوق الإنسان والمواطنة ويعايش الأجواء الانتخابية والديمقراطية، لولا هذا المشروع الديمقراطي الرائد الذي فتح أبواباً تنموية عديدة في مختلف قطاعات الدولة، كما من اللافت أن هذا المشروع اهتم ببناء البحريني المواطن من خلال جعله شريكاً أساسياً في صناعة القرارات البحرينية التاريخية والسياسية والتنموية بدلاً من أن تنفرد بها السلطة التنفيذية، أي حكومة مملكة البحرين، من خلال افتتاح مجالس الشعب المنتخبة والمعينة المتمثلة في مجلسي النواب والشورى، وكذلك المجالس البلدية، إلى جانب المجالس الطلابية في الجامعات والمدارس، كما أسس هذا المشروع قوة للمجتمع المدني في مملكة البحرين متمثلاً في مؤسسات المجتمع المدني من جمعيات سياسية وحقوقية واجتماعية، ومراكز شبابية، وسلطات مجتمعية، والتي تعتبر في الدول الديمقراطية العظمى والكبرى في العالم وجهاً من أوجه التمدن والتحضر والتطور، حيث تلعب مؤسسات المجتمع المدني دوراً يضاهي حراك مؤسسات الدولة الرسمية، وتعكس هذه المؤسسات مدى الانفتاح والحريات التي تحظى به الدولة، فهي واجهة المواطن الأولى في كبار الدول الديمقراطية التي تعكس مدى المكاسب الديمقراطية التي يتمتع بها المواطن في بلده.
ما الذي يتميز به عيدنا الوطني البحريني اليوم؟ هذا سؤال قد نطرحه اليوم ونحن نعايش مظاهر يومنا الوطني في سنة خلت -ولله الحمد- من الأعمال الإرهابية الخطيرة التي عبثت سنين طويلة ومنذ أزمة مملكة البحرين الأمنية 2011 بأمننا واستقرارنا، وكم أعياد وطنية مرت بنا وقد أفسدت بعض جوانبها الأعمال الإرهابية والتفجيرات والتخريب التي يحاول فيها أعداء البحرين تعطيل مظاهر احتفالاتنا الوطنية، وكم من دماء طاهرة سالت وأريقت لأجل إفساد أفراحنا الوطنية وتحويلها إلى أحزان وأتراح، فلله الحمد، مرت علينا هذه السنة ونحن في نعمة الأمن والأمان، وذلك أكبر مكسب نعايشه اليوم وندرك كم هو غالٍ وثمين أمام ما عايشناه سابقاً، فهذه المحطة البحرينية التي نمر بها اليوم تؤكد لنا أن الأمن والأمان هما ركيزة أفراحنا الوطنية المجيدة وبدونهما لا نستطيع أن نواصل مسيرة الإنجازات والتنمية، فمظاهر العيد الوطني بالأصل هي تاريخ يؤكد وفاء وإخلاص الشعب البحريني وحبه لهذه الأرض وعشقه وتمسكه بقيادتها الحكيمة.
شعب البحرين الذي جابه الكثير من المخاطر والمآسي اليوم يعيش عيداً وطنياً هانئاً بعيداً عما عايشه في تلك السنين الماضية من تفجيرات وتخريبات طالت المناطق السكنية الآمنة ومنعته من أن يعايش عيداً وطنياً بلا خسائر، خاصة الخسائر البشرية المتمثلة في إراقة دماء رجال الأمن البواسل، رحم الله شهداءهم وأشفى مرضاهم والمصابين منهم، إن اللحمة الوطنية الجميلة التي نشاهدها اليوم بين مختلف الأديان والطوائف والمذاهب في مملكة البحرين خاصة بين المذهب السني والشيعي حيث نرى عودة المشاهد الوطنية الجميلة التي فقدناها في عام 2011 وما تبعتها من أعوام حاولت فيها جهات مغرضة شق صف الوحدة البحرينية، تجلت في مظاهر الفرح والحب والولاء والاحتفالات في كافة مناطق البحرين الآمنة والتي تحتفي باليوم الوطني وتعايشه وتهتم بإظهار مباهجه من خلال دفع الجميع صغاراً كانوا أو كباراً للاحتفاء والتوشح باللون الأحمر والأبيض، لون علم البحرين، وتنظيم الاحتفالات الشعبية والمهرجانات التي تتزين بصور قيادة البحرين ورموزها الوطنية، تعكس الرغبة في التغني بحب الوطن والاعتزاز بالانتماء له ولقيادته الرشيدة، فقد بات الاحتفال بالبحرين مسؤولية وطنية مشتركة تتسابق فيها مختلف مؤسسات المجتمع المدني في البحرين، ويتقدمهم المواطن البحريني الذي سبقهم بالاحتفال من خلال إشاعة مظاهر العيد الوطني، عن طريق تزيين البيوت في الأحياء والفرجان بالأعلام والإضاءات والشعارات التي تحمل كلمات الحب والوفاء للبحرين وقيادتها، فمن المحال أن يمر أحدهم اليوم في إحدى المناطق السكنية في مملكة البحرين ولا يجد المنازل وقد زينت بمبادرة من المواطنين أنفسهم في سبيل استكمال سلسلة أفراحنا الوطنية.
ولعل يوم الشهيد البحريني الذي يوافق 17 من ديسمبر كل عام، وتزامناً مع ذكرى تولي جلالة الملك حفظه الله ورعاه مقاليد الحكم، هو عيد وطني آخر نستحضر فيه التضحيات النفيسة لشهدائنا الأبرار من وزارة الداخلية وقوة دفاع البحرين والحرس الوطني ممن تفانوا لآخر اللحظات من أجل الدفاع عن البحرين وعروبة اليمن الشقيق، فهذا اليوم هو يوم الاعتزاز بشهداء البحرين -رحمهم الله- والاعتراف بمآثرهم الطيبة، وهم سيظلون في القلب دائماً وذكراهم حاضرة ومتربعة في قلب أعيادنا الوطنية.
* سلسلة أعيادنا البحرينية الوطنية بدأت منذ 14 ديسمبر
* يوم الشرطة البحرينية يوم العرفان لجهود أمنية استمرت لأكثر من 253 عاماً
* شرطة البحرين درع الخليج العربي الأول وفي مقدمة صفوف من دافعوا عن عروبة البحرين
* الربيع العربي المدمر كان المحك الأكبر لإثبات الكفاءات الأمنية
* ما قدمته شرطة البحرين خلال 2011 نسخة مكررة مما تم قبل أكثر من 253 سنة
* الهمم القتالية العالية والكفاءات الأمنية الشجاعة تدحر الأطماع الفارسية
* شرطة البحرين دحرت المخططات الفارسية في الخليج العربي وأفشلت مخططات الاختراق
* لا أعياد وطنية بلا أمن ولا يمكن الوصول إلى المباهج الوطنية دون الوقوف عند يوم الشرطة
* عيدنا الوطني تزامن مع إنجاز بحريني عالمي نحتفي فيه بتكريم المنظمة الدولية لمكافحة العنف والإدمان وزير الداخلية
* المشروع الإصلاحي اهتم ببناء المواطن البحريني كشريك أساسي في صناعة القرارات
* اللحمة البحرينية الوطنية عادت والشعب يعيش عيداً وطنياً هانئاً
* المواطن سبق مؤسسات المجتمع بتزيين منزله والأحياء السكنية
* يوم الشهيد البحريني يظل حاضراً في قلب أعيادنا الوطنية
كل سنة ونحن نمر على محطة أفراحنا الوطنية الجميلة ونعايش اليوم عيدنا الوطني السابع والأربعين لانضمام مملكة البحرين إلى الأمم المتحدة كدولة كاملة العضوية، وذكرى قيام الدولة البحرينية الحديثة في عهد المؤسس أحمد الفاتح كدولة عربية مسلمة عام 1783 ميلادية، والذكرى التاسعة عشرة لتسلم جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله ورعاه مقاليد الحكم، نستلهم أجمل معاني الحب والوفاء والولاء لهذه الأرض الحبيبة والقيادة الرشيدة العزيزة وشعب مملكة البحرين العربي الأبي، وتكون هناك فرحة بحرينية جديدة تضاف إلى سلسلة أفراحنا الوطنية الجميلة.
هذه السنة عشنا عرساً ديمقراطياً ناجحاً قبل موسم أعيادنا الوطنية المجيدة، تمثل في النجاح الكبير للانتخابات، وإحراز أعلى نسبة تصويت في تاريخ تجربتنا الديمقراطية الرائدة، وهذا مكسب كبير أمام كل حملات التشويه والدعوات إلى المقاطعة التي انطلقت من مواقع وحسابات إلكترونية تديرها جهات معادية ومشبوهة تستهدف البحرين ونجاحاتها في مجالات الحريات والديمقراطية والمكاسب التنموية، كما عكست تجربتنا الديمقراطية تلك وعي المواطن البحريني وعدم التفاته نحو الدعوات المغرضة ومقاطعته لكل الشائعات التي تستهدف إفشال مشروعنا الإصلاحي الكبير الرائد على مستوى المنطقة، فقد أثبتت النتيجة التي خرجت بها انتخابات مملكة البحرين الأخيرة مدى الإرادة الوطنية والالتفاف الشعبي الكبير حول القيادة الرشيدة واتجاهات الرأي العام البحريني الراغبة في دعم المسيرة الإصلاحية ومنابر الشعب، ولتعزيز مبادئ الحريات وحقوق الإنسان وحقوق المواطنة.
سلسلة أعيادنا البحرينية الوطنية تبدأ بالأصل منذ تاريخ 14 ديسمبر، وهو يوم نستحضر فيه تاريخ الشرطة البحرينية الممتد لأكثر من 253 عاماً، ونحتفي بجهودهم المضنية وتضحياتهم النفسية في سبيل حفظ أمن واستقرار مملكة البحرين وما قدمته شرطة البحرين طيلة السنوات الماضية، فشرطة البحرين كانوا درع الخليج العربي الأول وفي مقدمة صفوف من دافعوا عن عروبة وشرعية مملكة البحرين خلال أكبر أزمة أمنية تمر بها على المستوى العالمي وتستهدف تحويل مملكة البحرين إلى نسخة مما يتم ويجري في سوريا والعراق واليمن ولبنان من حروب وصراعات طائفية متطرفة وإدخالها ضمن مخطط دول الربيع العربي، حين تآمرت دول كبرى وجهات مشبوهة معادية لاختطاف شرعية البحرين وإسقاط نظامها واستبدال هوية شعبها الخليجي العربي الحر، فالربيع العربي المدمر كان المحك وأكبر دليل على ما تزخر به البحرين من كفاءات أمنية عظيمة وجبارة على المستوى العربي حافظت على استقرار البحرين وتصدت لكل العصابات الإرهابية التي حاولت هدم الأمن والأمان فيها وتحويلها إلى أرض تصدر الإرهاب إلى داخل دول الخليج العربي المجاورة لها.
ففي كل مناسبة وطنية سعيدة نمر بها لا بد أن ندرك أنها جاءت ومرت بفضل من الله سبحانه وتعالى ثم إخلاص جنود البحرين البواسل في تأمين الأمن والاستقرار في مناطقنا وحماية أرضنا من أطماع أعدائنا وأجندتهم ومخططاتهم الخبيثة التي تستهدف شق الصف البحريني، فحتى نجاح تجربتنا الانتخابية الماضية جاء بفضل من الله سبحانه ثم نتيجة نجاح الترتيبات الأمنية والإجراءات الوقائية التي قامت بها الجهات الأمنية لدينا في سبيل سير العملية الانتخابية في كافة مناطق البحرين بسلاسة، وفي ظل أجواء وطنية رائعة تتسم بالأمن والاستقرار واليسر، حيث أعدت خطط أمنية شاملة وكاملة في كافة محافظات مملكة البحرين بالتعاون مع مختلف الجهات ذات العلاقة، وجرى ترتيب حركة سير المرور عند مراكز الاقتراع وحراسة وحماية كافة المرافق الانتخابية، مما دفع العديد من الدول الإشادة بنجاح هذا الموسم الديمقراطي الذي يعكس ويرسخ أن مملكة البحرين ستظل دائماً واحة أمن وأمان واستقرار، والمواطن البحريني يؤدي واجبه الديمقراطي بكل حرية وشفافية وبإرادته دون إملاءات أو ضغوطات أو تسييس، بعكس ما تشيعه وسائل الإعلام ودكاكين حقوق الإنسان المشبوهة.
إن ما قدمه شرطة البحرين خلال أكبر أزمة أمنية تمر بها مملكة البحرين في عام 2011 إنما هو نسخة مكررة مما تم قبل أكثر من مائتين وثلاث وخمسين سنة تقريباً، حيث اضطرب الأمن في البحرين ودخل الشيخ أحمد بن محمد الفاتح بقوته الأمنية إلى داخل البحرين في عام 1783 مع الخاصة من رجاله قلعة المنامة، والتي أصبحت فيما بعد قلعة الشرطة والتي تدعى اليوم قلعة وزارة الداخلية، حيث عادت البحرين وقتها إلى الحكم العربي المتوارث حتى الوقت الحاضر بعد أن كانت في تلك الفترة تحت الاحتلال الفارسي، ومنذ ذلك الوقت جاء تأسيس الشرطة في مملكة البحرين حيث حررت البحرين في تلك السنين من الاحتلال الفارسي غير الشرعي، ولاتزال الهمم القتالية العالية والكفاءات الأمنية الشجاعة والمتميزة المدافعة عن عروبة البحرين ضد الأطماع الفارسية تزخر بها مملكة البحرين إلى يومنا هذا.
إن يوم الشرطة البحرينية الذي جاء بمبادرة من وزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة في عام 2007 ليتزامن مع سلسلة أعيادنا الوطنية المجيدة وذكرى تولي جلالة الملك حفظه الله ورعاه مقاليد الحكم، يأتي في سبيل استحضار هذا التاريخ البحريني المشرف لشرطة البحرين الذين دحروا المخططات الفارسية في منطقة الخليج العربي وقضوا على أن تكون مملكة البحرين بلداً تابعاً للمد الصفوي بقيادة أحمد الفاتح رحمه الله، فمنذ تلك السنين والبحرين ولله الحمد صامدة كقوة أمنية وحصن حصين لمن يود اختطافها من عمقها الخليجي والعربي، وإن تضحيات رجال الأمن البواسل المتواصلة منذ تلك السنين واستشهادهم في سبيل الدفاع عن عروبة وسيادة مملكة البحرين خير دليل على مدى التفاني والحرص أن تبقى البحرين بلداً عربياً شامخاً مهما كلف الأمر ومهما كان الثمن، بل حتى الاضطرابات الأمنية المحيطة بها جاهدت شرطة البحرين من أن تتسرب إلى داخل سفينة البحرين التنموية وتعطل سيرها وحراكها، فقد تحولت البحرين إلى قلعة أمنية حصينة متكاملة خلال أزمة البحرين الأمنية، لمنع تسرب أي عصابات إرهابية على المستوى الإقليمي خلال عواصف الربيع العربي المدمر التي طالت دولاً عديدة وهزت أنظمة وقيادات عربية، فلا عيد وطنياً بلا أمن، ولا يمكن أن نصل إلى هذه المباهج الوطنية الجميلة والتلاحم الشعبي الجميل مع قيادة البحرين دون أن نقف عند ذكرى يوم الشرطة البحرينية وإنجازاتهم الكبيرة عبر السنين.
إن يوم الشرطة البحرينية عيد وطني آخر للبحرين يذكرنا بأهمية تحقيق الشراكة المجتمعية مع مختلف الجهات الأمنية في مملكة البحرين، وهو أيضاً مشروع أمني رائد وعظيم هندسه معالي وزير الداخلية حفظه الله ورعاه، في أن يكون كل مواطن بحريني هو رجل أمن بطريقة وأخرى ومتعاوناً مع شرطة البحرين في حفظ وصون استقرار البحرين في كافة المناطق، وأن يكون الشريك الأول مع رجال الأمن في تعزيز كل ما من شأنه أن يدعم أمن البحرين ويحبط مخططات الجهات المعادية لقيادة وشعب البحرين.
لذا لم يكن مستغرباً أن يأتي عيدنا الوطني السابع والأربعون تزامناً مع إنجاز بحريني عالمي جديد نحتفي فيه ويضاف إلى سلسلة نجاحاتنا الوطنية حينما كرمت المنظمة الدولية لمكافحة العنف والإدمان معالي وزير الداخلية بجائزة شخصية العام 2018، وذلك لما حققه برنامج «معاً» لمكافحة العنف والإدمان، والذي عملت وزارة الداخلية البحرينية على تطوير العديد من جوانبه، واهتمت خلاله بحماية الشباب وطلبة المدارس، والحرص على غرس المبادئ الوطنية فيهم، وترسيخ قيم المواطنة والانتماء، وإرشادهم وتحصينهم عن كافة مظاهر العنف والسلوكيات الخاطئة، فهذا التكريم العالمي الذي جاء من منظمة عالمية اعتراف عالمي جديد بالجهود الكبيرة التي تتفوق فيها مملكة البحرين من حيث الأفكار الأمنية والمشاريع الرائدة على مستوى المنطقة، في سبيل إبقاء البحرين بلداً شامخاً آمناً والحفاظ على شعبه من كافة المظاهر التي تزعزع أمنه واستقراره وتضر به.
تسعة عشر عاماً منذ تولي جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله ورعاه مقاليد الحكم والبحرين قد تحولت من إمارة وبلد إلى مملكة رائدة على مستوى المنطقة، مملكة ديمقراطية خليجية بمشاريعها الإصلاحية الكبيرة التي تنافس كبار الدول الديمقراطية في العالم، فشعب البحرين لم يكن ليتعرف على أوجه الحريات ومبادئ حقوق الإنسان والمواطنة ويعايش الأجواء الانتخابية والديمقراطية، لولا هذا المشروع الديمقراطي الرائد الذي فتح أبواباً تنموية عديدة في مختلف قطاعات الدولة، كما من اللافت أن هذا المشروع اهتم ببناء البحريني المواطن من خلال جعله شريكاً أساسياً في صناعة القرارات البحرينية التاريخية والسياسية والتنموية بدلاً من أن تنفرد بها السلطة التنفيذية، أي حكومة مملكة البحرين، من خلال افتتاح مجالس الشعب المنتخبة والمعينة المتمثلة في مجلسي النواب والشورى، وكذلك المجالس البلدية، إلى جانب المجالس الطلابية في الجامعات والمدارس، كما أسس هذا المشروع قوة للمجتمع المدني في مملكة البحرين متمثلاً في مؤسسات المجتمع المدني من جمعيات سياسية وحقوقية واجتماعية، ومراكز شبابية، وسلطات مجتمعية، والتي تعتبر في الدول الديمقراطية العظمى والكبرى في العالم وجهاً من أوجه التمدن والتحضر والتطور، حيث تلعب مؤسسات المجتمع المدني دوراً يضاهي حراك مؤسسات الدولة الرسمية، وتعكس هذه المؤسسات مدى الانفتاح والحريات التي تحظى به الدولة، فهي واجهة المواطن الأولى في كبار الدول الديمقراطية التي تعكس مدى المكاسب الديمقراطية التي يتمتع بها المواطن في بلده.
ما الذي يتميز به عيدنا الوطني البحريني اليوم؟ هذا سؤال قد نطرحه اليوم ونحن نعايش مظاهر يومنا الوطني في سنة خلت -ولله الحمد- من الأعمال الإرهابية الخطيرة التي عبثت سنين طويلة ومنذ أزمة مملكة البحرين الأمنية 2011 بأمننا واستقرارنا، وكم أعياد وطنية مرت بنا وقد أفسدت بعض جوانبها الأعمال الإرهابية والتفجيرات والتخريب التي يحاول فيها أعداء البحرين تعطيل مظاهر احتفالاتنا الوطنية، وكم من دماء طاهرة سالت وأريقت لأجل إفساد أفراحنا الوطنية وتحويلها إلى أحزان وأتراح، فلله الحمد، مرت علينا هذه السنة ونحن في نعمة الأمن والأمان، وذلك أكبر مكسب نعايشه اليوم وندرك كم هو غالٍ وثمين أمام ما عايشناه سابقاً، فهذه المحطة البحرينية التي نمر بها اليوم تؤكد لنا أن الأمن والأمان هما ركيزة أفراحنا الوطنية المجيدة وبدونهما لا نستطيع أن نواصل مسيرة الإنجازات والتنمية، فمظاهر العيد الوطني بالأصل هي تاريخ يؤكد وفاء وإخلاص الشعب البحريني وحبه لهذه الأرض وعشقه وتمسكه بقيادتها الحكيمة.
شعب البحرين الذي جابه الكثير من المخاطر والمآسي اليوم يعيش عيداً وطنياً هانئاً بعيداً عما عايشه في تلك السنين الماضية من تفجيرات وتخريبات طالت المناطق السكنية الآمنة ومنعته من أن يعايش عيداً وطنياً بلا خسائر، خاصة الخسائر البشرية المتمثلة في إراقة دماء رجال الأمن البواسل، رحم الله شهداءهم وأشفى مرضاهم والمصابين منهم، إن اللحمة الوطنية الجميلة التي نشاهدها اليوم بين مختلف الأديان والطوائف والمذاهب في مملكة البحرين خاصة بين المذهب السني والشيعي حيث نرى عودة المشاهد الوطنية الجميلة التي فقدناها في عام 2011 وما تبعتها من أعوام حاولت فيها جهات مغرضة شق صف الوحدة البحرينية، تجلت في مظاهر الفرح والحب والولاء والاحتفالات في كافة مناطق البحرين الآمنة والتي تحتفي باليوم الوطني وتعايشه وتهتم بإظهار مباهجه من خلال دفع الجميع صغاراً كانوا أو كباراً للاحتفاء والتوشح باللون الأحمر والأبيض، لون علم البحرين، وتنظيم الاحتفالات الشعبية والمهرجانات التي تتزين بصور قيادة البحرين ورموزها الوطنية، تعكس الرغبة في التغني بحب الوطن والاعتزاز بالانتماء له ولقيادته الرشيدة، فقد بات الاحتفال بالبحرين مسؤولية وطنية مشتركة تتسابق فيها مختلف مؤسسات المجتمع المدني في البحرين، ويتقدمهم المواطن البحريني الذي سبقهم بالاحتفال من خلال إشاعة مظاهر العيد الوطني، عن طريق تزيين البيوت في الأحياء والفرجان بالأعلام والإضاءات والشعارات التي تحمل كلمات الحب والوفاء للبحرين وقيادتها، فمن المحال أن يمر أحدهم اليوم في إحدى المناطق السكنية في مملكة البحرين ولا يجد المنازل وقد زينت بمبادرة من المواطنين أنفسهم في سبيل استكمال سلسلة أفراحنا الوطنية.
ولعل يوم الشهيد البحريني الذي يوافق 17 من ديسمبر كل عام، وتزامناً مع ذكرى تولي جلالة الملك حفظه الله ورعاه مقاليد الحكم، هو عيد وطني آخر نستحضر فيه التضحيات النفيسة لشهدائنا الأبرار من وزارة الداخلية وقوة دفاع البحرين والحرس الوطني ممن تفانوا لآخر اللحظات من أجل الدفاع عن البحرين وعروبة اليمن الشقيق، فهذا اليوم هو يوم الاعتزاز بشهداء البحرين -رحمهم الله- والاعتراف بمآثرهم الطيبة، وهم سيظلون في القلب دائماً وذكراهم حاضرة ومتربعة في قلب أعيادنا الوطنية.