تقول الرواية هنا إن موظفة الصرافة لدى بنك «نورث كميونتي» لاحظت شيئاً لافتاً في هيئة اللص الملثم الذي يحكم قبضته عليها، فالحذاء الذي يرتديه مميز من حيث اللون والنوعية وهو مشابه تماماً لحذاء شخص عمل لدى البنك لفترة وجيزة قبل عدة أشهر.
ولأن الموظفة كانت معجبة بالحذاء الجلدي الأزرق الذي ارتداه ذلك الموظف لعدة مرات فلم تنسه على الإطلاق. وبعد الانتهاء من عملية السطو «الناجحة» قامت الموظفة بإبلاغ الشرطة بتلك الملاحظة التي اعتقدت أنها غير ذات أهمية، وفي غضون ساعات كان المدعو «مارك لوف» البالغ تسعة عشر ربيعاً قيد الاعتقال، إذ اعترف على الفور بقيامه بالسطو المسلح على البنك.
هذه الواقعة الحقيقية تبين كيف يمكن للصوص أن يرتكبوا أخطاء صغيرة جداً قد لا يظنون بأنها ستكون السبب في الإيقاع بهم في لحظات هم يقومون بالسطو والسرقة بعد إحكام العملية ووضع الخطة المثالية.
قصة أخرى تبين «غباء» اللصوص تقول بأن لصاً «كثير النسيان» قام بالسطو على منزل ثم تمكن من سرقة جهاز تلفاز والخروج دون الوقوع في قبضة الشرطة. غير أن سذاجة هذا اللص قادت رجال الشرطة إلى اعتقاله بعد عودته إلى نفس المنزل بعد مضي ساعات بحثاً عن جهاز التحكم عن بعد الذي نسيه.
هاتان قصتان منقولتان من الشبكة العنكبوتية، تبين كيف يكون اللصوص هم السبب في اكتشافهم وافتضاح أمرهم بعد السرقات التي يقومون بها، إما عبر ارتكاب الأخطاء غير المحسوبة أو عبر السذاجة والغباء.
الإسقاطات على وضعنا تدفعنا للحديث عمن حاولوا ارتكاب أكبر جريمة «سرقة» في تاريخ البحرين، وفشلوا فيها فشلاً كبيراً وواضحاً، بدليل أن المسروقات مازالت في موقعها ولم تصادر أو «تباع» لمن سيشتري هذه البضاعة من اللصوص.
اللصوص الذين لدينا حاولوا سرقة أغلى شيء لدينا، حاولوا سرقة «بلد» بأكمله، وللأسف كانت سرقة ليست معنية بهم بقدر ما هي سرقة نووا القيام بها لأجل آخرين، هم من كانوا يخططون لمثل هذه السرقات على امتداد عقود، ويستخدمون لصوصاً في الداخل بوعود منحهم جزءاً من الغنيمة.
الأخطاء المفصلية في عملية السرقة كشفت نوايا اللصوص بسهولة، إذ هؤلاء كانوا يرفعون أعلام البحرين دلالة على أن ما يحصل يمثل إرادة فئات تنتمي بقوة لهذه الأرض ولديها ولاء وإخلاص عميقان لها، لكنهم كحال اللص صاحب الحذاء الأزرق نسوا أن الشعب البحريني المخلص لديه ذاكرة كحال الموظفة العاملة في البنك، لم ينس الأعلام الصفراء التابعة لحزب الله التي رفعوها مراراً وتكراراً في مسيرات وتظاهرات، لم ينسوا صور الرموز الإيرانيين الذين كانوا يرفعونها فوق رؤوسهم، لم ينسوا صور وأخبار اجتماعات أعضاء حزب الله البحريني «الفرع» بأمين عام الحزب «الأصل» في معقله بجنوب لبنان، بل لم ينسوا جملة «خادمكم» الشهيرة التي وجهها أحد أعضائهم لمسؤول إيراني، وبعدها يأتي هذا الفلان ليتحدث عن الوطنية والهوية البحرينية.
هذه النوعية من الأخطاء التي وقع فيها اللصوص كثيرة جداً، خاصة حين ادعوا أن حراكهم سلمي ومطرز بالورود فإذا بالورود تتحول إلى سكاكين، وإذا بالسلمية تتحول إلى زجاجات مولوتوف.
أما فيما يتعلق بسذاجة اللص، فهو كما حصل في أحد المواقف، إذ رغم ادعاء المتحدث الرسمي فيهم بأنه «يحب» السنة وبقية المواطنين، إلا أنه قام في خطابه بالتهكم والاستهزاء بمكونات في هذا الوطن وخصوصاً من تحصلوا على الجنسية البحرينية، في وقت لا يجرؤ على الحديث فيه بخطاب عنصري تقسيمي طائفي حينما يتحدث في بريطانيا مثلاً التي تمنح الجنسية للمقيم العامل فيها لأكثر من خمسة أعوام، ولا يمكنه الحديث بنفس اللهجة مع الأمريكان الذين يجرمون مجرد ذكر العبارات العنصرية وتحقير من يصنف على أنه «مواطن».
بل إحدى السقطات لأحد السراق، حينما يخرج ويصرخ ويدعي أن الحراك سلمي، لكنه في أحد التجمعات الأخيرة يثبت أنه في مقدوره التحكم بمن يمارسون هواية رمي المولوتوف، حينما يقول «المولوتوف لا يخدمنا اليوم»! أي ما معناه أنه كان يخدمكم في وقت سابق! خاصة وأنكم لا تدينون الإرهاب الصادر عن أتباعكم بحرف يتيم.
عموماً، أكبر الأخطاء التي قام بها زعيم عصابة «سارقي الوطن» حينما كان يحاول استمالة ممثلي المكونات الأخرى، فإذا به يفاجأ بدخول قوات درع الجزيرة، ليصرخ حينها لا شعورياً كاشفاً عن نوايا «السرقة الصريحة» وكاشفاً هوية من يحرك اللصوص بالداخل بأنه سيلجأ بالتالي إلى حبيبة قلبه «إيران»!
السرقات متنوعة ومتعددة، وكلها أمور تجر على صاحبها «العار»، لكن أي عار أكبر من عار «سرقة وطن» وتسليمه للغريب؟!
{{ article.visit_count }}
ولأن الموظفة كانت معجبة بالحذاء الجلدي الأزرق الذي ارتداه ذلك الموظف لعدة مرات فلم تنسه على الإطلاق. وبعد الانتهاء من عملية السطو «الناجحة» قامت الموظفة بإبلاغ الشرطة بتلك الملاحظة التي اعتقدت أنها غير ذات أهمية، وفي غضون ساعات كان المدعو «مارك لوف» البالغ تسعة عشر ربيعاً قيد الاعتقال، إذ اعترف على الفور بقيامه بالسطو المسلح على البنك.
هذه الواقعة الحقيقية تبين كيف يمكن للصوص أن يرتكبوا أخطاء صغيرة جداً قد لا يظنون بأنها ستكون السبب في الإيقاع بهم في لحظات هم يقومون بالسطو والسرقة بعد إحكام العملية ووضع الخطة المثالية.
قصة أخرى تبين «غباء» اللصوص تقول بأن لصاً «كثير النسيان» قام بالسطو على منزل ثم تمكن من سرقة جهاز تلفاز والخروج دون الوقوع في قبضة الشرطة. غير أن سذاجة هذا اللص قادت رجال الشرطة إلى اعتقاله بعد عودته إلى نفس المنزل بعد مضي ساعات بحثاً عن جهاز التحكم عن بعد الذي نسيه.
هاتان قصتان منقولتان من الشبكة العنكبوتية، تبين كيف يكون اللصوص هم السبب في اكتشافهم وافتضاح أمرهم بعد السرقات التي يقومون بها، إما عبر ارتكاب الأخطاء غير المحسوبة أو عبر السذاجة والغباء.
الإسقاطات على وضعنا تدفعنا للحديث عمن حاولوا ارتكاب أكبر جريمة «سرقة» في تاريخ البحرين، وفشلوا فيها فشلاً كبيراً وواضحاً، بدليل أن المسروقات مازالت في موقعها ولم تصادر أو «تباع» لمن سيشتري هذه البضاعة من اللصوص.
اللصوص الذين لدينا حاولوا سرقة أغلى شيء لدينا، حاولوا سرقة «بلد» بأكمله، وللأسف كانت سرقة ليست معنية بهم بقدر ما هي سرقة نووا القيام بها لأجل آخرين، هم من كانوا يخططون لمثل هذه السرقات على امتداد عقود، ويستخدمون لصوصاً في الداخل بوعود منحهم جزءاً من الغنيمة.
الأخطاء المفصلية في عملية السرقة كشفت نوايا اللصوص بسهولة، إذ هؤلاء كانوا يرفعون أعلام البحرين دلالة على أن ما يحصل يمثل إرادة فئات تنتمي بقوة لهذه الأرض ولديها ولاء وإخلاص عميقان لها، لكنهم كحال اللص صاحب الحذاء الأزرق نسوا أن الشعب البحريني المخلص لديه ذاكرة كحال الموظفة العاملة في البنك، لم ينس الأعلام الصفراء التابعة لحزب الله التي رفعوها مراراً وتكراراً في مسيرات وتظاهرات، لم ينسوا صور الرموز الإيرانيين الذين كانوا يرفعونها فوق رؤوسهم، لم ينسوا صور وأخبار اجتماعات أعضاء حزب الله البحريني «الفرع» بأمين عام الحزب «الأصل» في معقله بجنوب لبنان، بل لم ينسوا جملة «خادمكم» الشهيرة التي وجهها أحد أعضائهم لمسؤول إيراني، وبعدها يأتي هذا الفلان ليتحدث عن الوطنية والهوية البحرينية.
هذه النوعية من الأخطاء التي وقع فيها اللصوص كثيرة جداً، خاصة حين ادعوا أن حراكهم سلمي ومطرز بالورود فإذا بالورود تتحول إلى سكاكين، وإذا بالسلمية تتحول إلى زجاجات مولوتوف.
أما فيما يتعلق بسذاجة اللص، فهو كما حصل في أحد المواقف، إذ رغم ادعاء المتحدث الرسمي فيهم بأنه «يحب» السنة وبقية المواطنين، إلا أنه قام في خطابه بالتهكم والاستهزاء بمكونات في هذا الوطن وخصوصاً من تحصلوا على الجنسية البحرينية، في وقت لا يجرؤ على الحديث فيه بخطاب عنصري تقسيمي طائفي حينما يتحدث في بريطانيا مثلاً التي تمنح الجنسية للمقيم العامل فيها لأكثر من خمسة أعوام، ولا يمكنه الحديث بنفس اللهجة مع الأمريكان الذين يجرمون مجرد ذكر العبارات العنصرية وتحقير من يصنف على أنه «مواطن».
بل إحدى السقطات لأحد السراق، حينما يخرج ويصرخ ويدعي أن الحراك سلمي، لكنه في أحد التجمعات الأخيرة يثبت أنه في مقدوره التحكم بمن يمارسون هواية رمي المولوتوف، حينما يقول «المولوتوف لا يخدمنا اليوم»! أي ما معناه أنه كان يخدمكم في وقت سابق! خاصة وأنكم لا تدينون الإرهاب الصادر عن أتباعكم بحرف يتيم.
عموماً، أكبر الأخطاء التي قام بها زعيم عصابة «سارقي الوطن» حينما كان يحاول استمالة ممثلي المكونات الأخرى، فإذا به يفاجأ بدخول قوات درع الجزيرة، ليصرخ حينها لا شعورياً كاشفاً عن نوايا «السرقة الصريحة» وكاشفاً هوية من يحرك اللصوص بالداخل بأنه سيلجأ بالتالي إلى حبيبة قلبه «إيران»!
السرقات متنوعة ومتعددة، وكلها أمور تجر على صاحبها «العار»، لكن أي عار أكبر من عار «سرقة وطن» وتسليمه للغريب؟!