بعد أربعين سنة من ترديد النظام المختطف للثورة الإيرانية والمسيطر على السلطة في إيران عبارة «الموت لأمريكا.. الموت لإسرائيل» يأتي وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ليقول «إننا أبداً لم نقل إننا نريد تدمير إسرائيل»! وبعد أن صار العالم كله يعرف أن أساس مشاكل المنطقة هو إيران بسبب سياساتها القائمة على إصرارها على التدخل في الشؤون الداخلية لجيرانها يأتي ظريف ليقول إن السعودية هي سبب كل ذلك وإنها «تسعى إلى إلحاق الأذي بإيران» وإنها «حين فشلت اتهمت إيران بأنها تنتهج سياسة توسعية»!
ظريف خلص من خلال مزاعمه إلى أن «الوضع الفوضوي» في المنطقة ناجم عن السياسات التي تنتهجها السعودية.. وإسرائيل، وإن إيران على عكس ما يشاع عنها «تسعى دائما إلى التعاون مع جميع دول الخليج»!
ما قاله وزير الخارجية الإيراني لإحدى المجلات الفرنسية أخيراً يستدعي الكثير من علامات التعجب، فكل ما قاله في تلك المقابلة يجعل المتلقي يتعجب ويندهش لأنه باختصار قدم الحقائق معكوسة. فإيران لم تسعَ ولا تسعى إلى التعاون مع دول الخليج العربي، والسعودية لم تسعً ولا تسعى إلى إضعاف إيران، وإيران وليست السعودية هي سبب «مشكلة منطقتنا». أما قوله بأن السعودية والإمارات تصرفان على الأسلحة أكثر مما تصرفه إيران فيستدعي الكثير من الضحك لأن العالم كله يرى كيف أن الحكم في إيران اختار تجويع الشعب الإيراني مقابل تطوير ترسانته وصواريخه التي يهدد بها جيرانه في كل حين. النظام الإيراني يعمد إلى إيهام الشعب الإيراني بأن إيران مهددة وأن السعودية تريد أن تقضي عليها وأن السعودية تحاول الحصول على دعم الولايات المتحدة وبريطانيا للقضاء عليها أوعلى الدفع بها إلى الهامش، وأنه لهذا تعمل إيران على تطوير أسلحتها كي تكون مستعدة لصد أي هجوم عليها. لكن لأن الشعب الإيراني لم يعد يقبل بهذه المبررات بل لم يعد يثق في النظام الإيراني ولا يصدق مسؤوليه لذا لم يجد أمامه غير الضحك من الذي قاله ظريف، خصوصاً وأنه يرى فعل السعودية وسعيها إلى تطوير حياة شعبها والمنطقة. إن الـ16 مليار دولار التي قال ظريف إنها مجمل ما أنفقته إيران في عام واحد على التسلح يمكن أن تغير حال الشعب الإيراني إلى أحسن حال، ولو أن النظام الإيراني خصص هذا المبلغ لتطوير حياة الإنسان الإيراني لأكل من فوقه ومن تحته ولغفر الشعب الإيراني له ولملاليه كل أخطائهم، لكنه للأسف لم يفعل، والأكيد أن هذا الرقم يقل كثيرا عن الرقم الحقيقي الذي خصصه هذا النظام لحماية نفسه. ما صار الشعب الإيراني يعرفه جيداً هو أن النظام المسيطر على السلطة في إيران يستمد حياته من إيهام الشعب بأن إيران مهددة وأن السعودية وإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا تعد العدة لمهاجمتها والسيطرة عليها وتدميرها كي يخلو الجو للسعودية فتكون هي القائد الأوحد للمنطقة.
كل ما قاله ظريف وما يعمل مسؤولو النظام الإيراني على ترويجه عن السعودية غير صحيح، وهم يتعمدونه كي يبرروا عملية حرمان المواطنين الإيرانيين من ثروتهم والقول بأنها تصرف على الاستعداد لمواجهة أي اعتداء على إيران.
السعودية ليست ضد الشعب الإيراني، ولا أحد يريد إنزال الهزيمة بإيران، وما تريده السعودية ودول المنطقة من النظام الإيراني واضح ويتلخص في عدم التدخل في شؤونها الداخلية والتوقف عن ترديد فكرة تصدير الثورة. ولو أن النظام الإيراني اختار هذا الطريق لتوفرت له الظروف التي تعينه على الارتقاء بالشعب الإيراني ولتمكن من إغلاق أبواب يأتيه منها الريح. لا بأس أن يقول ظريف مثل ذلك القول لكن أحداً لا يمكن أن يصدقه، فالواقع يدحضه.
ظريف خلص من خلال مزاعمه إلى أن «الوضع الفوضوي» في المنطقة ناجم عن السياسات التي تنتهجها السعودية.. وإسرائيل، وإن إيران على عكس ما يشاع عنها «تسعى دائما إلى التعاون مع جميع دول الخليج»!
ما قاله وزير الخارجية الإيراني لإحدى المجلات الفرنسية أخيراً يستدعي الكثير من علامات التعجب، فكل ما قاله في تلك المقابلة يجعل المتلقي يتعجب ويندهش لأنه باختصار قدم الحقائق معكوسة. فإيران لم تسعَ ولا تسعى إلى التعاون مع دول الخليج العربي، والسعودية لم تسعً ولا تسعى إلى إضعاف إيران، وإيران وليست السعودية هي سبب «مشكلة منطقتنا». أما قوله بأن السعودية والإمارات تصرفان على الأسلحة أكثر مما تصرفه إيران فيستدعي الكثير من الضحك لأن العالم كله يرى كيف أن الحكم في إيران اختار تجويع الشعب الإيراني مقابل تطوير ترسانته وصواريخه التي يهدد بها جيرانه في كل حين. النظام الإيراني يعمد إلى إيهام الشعب الإيراني بأن إيران مهددة وأن السعودية تريد أن تقضي عليها وأن السعودية تحاول الحصول على دعم الولايات المتحدة وبريطانيا للقضاء عليها أوعلى الدفع بها إلى الهامش، وأنه لهذا تعمل إيران على تطوير أسلحتها كي تكون مستعدة لصد أي هجوم عليها. لكن لأن الشعب الإيراني لم يعد يقبل بهذه المبررات بل لم يعد يثق في النظام الإيراني ولا يصدق مسؤوليه لذا لم يجد أمامه غير الضحك من الذي قاله ظريف، خصوصاً وأنه يرى فعل السعودية وسعيها إلى تطوير حياة شعبها والمنطقة. إن الـ16 مليار دولار التي قال ظريف إنها مجمل ما أنفقته إيران في عام واحد على التسلح يمكن أن تغير حال الشعب الإيراني إلى أحسن حال، ولو أن النظام الإيراني خصص هذا المبلغ لتطوير حياة الإنسان الإيراني لأكل من فوقه ومن تحته ولغفر الشعب الإيراني له ولملاليه كل أخطائهم، لكنه للأسف لم يفعل، والأكيد أن هذا الرقم يقل كثيرا عن الرقم الحقيقي الذي خصصه هذا النظام لحماية نفسه. ما صار الشعب الإيراني يعرفه جيداً هو أن النظام المسيطر على السلطة في إيران يستمد حياته من إيهام الشعب بأن إيران مهددة وأن السعودية وإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا تعد العدة لمهاجمتها والسيطرة عليها وتدميرها كي يخلو الجو للسعودية فتكون هي القائد الأوحد للمنطقة.
كل ما قاله ظريف وما يعمل مسؤولو النظام الإيراني على ترويجه عن السعودية غير صحيح، وهم يتعمدونه كي يبرروا عملية حرمان المواطنين الإيرانيين من ثروتهم والقول بأنها تصرف على الاستعداد لمواجهة أي اعتداء على إيران.
السعودية ليست ضد الشعب الإيراني، ولا أحد يريد إنزال الهزيمة بإيران، وما تريده السعودية ودول المنطقة من النظام الإيراني واضح ويتلخص في عدم التدخل في شؤونها الداخلية والتوقف عن ترديد فكرة تصدير الثورة. ولو أن النظام الإيراني اختار هذا الطريق لتوفرت له الظروف التي تعينه على الارتقاء بالشعب الإيراني ولتمكن من إغلاق أبواب يأتيه منها الريح. لا بأس أن يقول ظريف مثل ذلك القول لكن أحداً لا يمكن أن يصدقه، فالواقع يدحضه.