ومضت الذكرى الثامنة لثورة 2011، التي حفظت في العقل الجمعي العربي البوعزيزي الذي أحرق نفسه، فأوقد التغيير في العالم العربي وأسقط أنظمة، بل ونشر الدمار في أجزاء من العالم العربي، هكذا هي ثورات الربيع العربي، التي عادت لتأكل نفسها رغم تسميتها بـ«الربيع».
لقد شهدت الذكرى شحناً للأجواء السياسية في تونس، رغم سعي صناع القرار لاحتواء المناسبة، غير أن الثورات معدية، وقد كان من مؤشرات الغضب البارزة في تونس بدء ظهور سترات حمراء وأخرى بيضاء مستلهمة من حركة السترات الصفراء في فرنسا، بعضها حزبي نقابي وبعضها ينادي بمطالب اجتماعية لا تحمل أي نفس حزبي، ومن الجدير ذكره أن من مفجرات الغضب التونسي مناقشة البرلمان هناك لمشروع قانون الموازنة العامة لعام 2019، والخوف من تدخل البنك الدولي والتوصية بضريبة على الوقود كما فعل الفرنسي ماكرون، مما دفع الاتحاد العام التونسي للشغل –الذي يعد أكبر تجمع نقابي– إلى التهديد بإضراب عام لتحقيق مطالبه التي ألبسها ثوباً اجتماعياً.
أما مؤشرات الغضب القادم، فمنها سعي بعض السياسيين لتفجير الوضع على خلفية أحقاد سياسية للإطاحة برئيس الوزراء يوسف الشاهد، وهناك من يعمل على الترويج لكونها ثورة مستحقة من شأنها تصحيح المسار، بينما ينادي بها آخرون بغية إكمال مسار ثورة يناير 2011 التي لم تحقق أهدافها. بعض العقلاء دعوا إلى التريث على سبيل التشكيك في إمكانية احتمال تونس لثورة ثانية، تقتل ما تبقى من ديمقراطية تونس خضراء الساق حتى اللحظة.
إن المنشغلين باقتباس التجربة الفرنسية، أرادوا أن يزيلوا الاحتقان بأسماء مقلدة على الماركة الفرنسية، مثل السترات الحمراء أو البيضاء، بل وعمدوا لربطها بالثورة التونسية الأصلية بإحراق سيارة شرطة في سيدي بوزيد مهد الثورة التونسية 2011 التي مات فيها البوعزيزي، ما دفع الشرطة إلى تفريقهم بالغاز المسيل للدموع.
* اختلاج النبض:
لقد أضرم البوعزيزي النار في نفسه لأن الشرطية فادية حمدي صفعته أمام الملأ وقالت له بفرنسية استعلائية متغطرسة «Dégage»، أي ارحل. فأشعل انتفاضة شعبية أسقطت حكام دول أخرى، ثم أضرم 50 مواطناً عربياً النار في أنفسهم لكنهم لم يصلوا لنفس النتيجة، ورددوا نفس الكلمة «ارحل» غير أنه لم يرحل أحد. أما الآن فتقلد تونس بسترات حمراء وبيضاء السترات الصفراء الفرنسية، فهل تنجح ثورتهم المقلدة لماركة فرنسية؟!! أم أن تونس بحاجة إلى ثورة أصيلة ولأسباب وجيهة؟!
لقد شهدت الذكرى شحناً للأجواء السياسية في تونس، رغم سعي صناع القرار لاحتواء المناسبة، غير أن الثورات معدية، وقد كان من مؤشرات الغضب البارزة في تونس بدء ظهور سترات حمراء وأخرى بيضاء مستلهمة من حركة السترات الصفراء في فرنسا، بعضها حزبي نقابي وبعضها ينادي بمطالب اجتماعية لا تحمل أي نفس حزبي، ومن الجدير ذكره أن من مفجرات الغضب التونسي مناقشة البرلمان هناك لمشروع قانون الموازنة العامة لعام 2019، والخوف من تدخل البنك الدولي والتوصية بضريبة على الوقود كما فعل الفرنسي ماكرون، مما دفع الاتحاد العام التونسي للشغل –الذي يعد أكبر تجمع نقابي– إلى التهديد بإضراب عام لتحقيق مطالبه التي ألبسها ثوباً اجتماعياً.
أما مؤشرات الغضب القادم، فمنها سعي بعض السياسيين لتفجير الوضع على خلفية أحقاد سياسية للإطاحة برئيس الوزراء يوسف الشاهد، وهناك من يعمل على الترويج لكونها ثورة مستحقة من شأنها تصحيح المسار، بينما ينادي بها آخرون بغية إكمال مسار ثورة يناير 2011 التي لم تحقق أهدافها. بعض العقلاء دعوا إلى التريث على سبيل التشكيك في إمكانية احتمال تونس لثورة ثانية، تقتل ما تبقى من ديمقراطية تونس خضراء الساق حتى اللحظة.
إن المنشغلين باقتباس التجربة الفرنسية، أرادوا أن يزيلوا الاحتقان بأسماء مقلدة على الماركة الفرنسية، مثل السترات الحمراء أو البيضاء، بل وعمدوا لربطها بالثورة التونسية الأصلية بإحراق سيارة شرطة في سيدي بوزيد مهد الثورة التونسية 2011 التي مات فيها البوعزيزي، ما دفع الشرطة إلى تفريقهم بالغاز المسيل للدموع.
* اختلاج النبض:
لقد أضرم البوعزيزي النار في نفسه لأن الشرطية فادية حمدي صفعته أمام الملأ وقالت له بفرنسية استعلائية متغطرسة «Dégage»، أي ارحل. فأشعل انتفاضة شعبية أسقطت حكام دول أخرى، ثم أضرم 50 مواطناً عربياً النار في أنفسهم لكنهم لم يصلوا لنفس النتيجة، ورددوا نفس الكلمة «ارحل» غير أنه لم يرحل أحد. أما الآن فتقلد تونس بسترات حمراء وبيضاء السترات الصفراء الفرنسية، فهل تنجح ثورتهم المقلدة لماركة فرنسية؟!! أم أن تونس بحاجة إلى ثورة أصيلة ولأسباب وجيهة؟!