عندما يقول وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو «إن العام 2018 شهد تحييد 1746 إرهابياً، منهم 107 من القياديين، واستسلام 519 إرهابياً لقوات الأمن التركي.. وتنفيذ 130640 عملية أمنية في الداخل.. واعتقال 750239 شخصاً لأنشطة تتعلق بالإرهاب، منهم 19185 على صلة مع حزب العمال الكردستاني و3000 على علاقة مع «داعش».. إلى جانب ما يزيد على 52000 على صلة بالمعارض غولن»، عندما يقول هذا فإنه يعلن من دون أن ينتبه إلى أن العلة هي في النظام التركي وليست في الشعب الذي استناداً إلى الأرقام التي وفرها يعاني كثيراً، فمن غير المعقول أن يمارس كل هذا العدد «الإرهاب» وهو حاصل على كل حقوقه وليست لديه مشكلة مع النظام!
وعلى افتراض أن الأرقام التي وفرها الوزير التركي صحيحة - وهذا مشكوك فيه لأنها في الغالب أكثر بكثير - فإن التفسير المنطقي لهذا هو أن الشعب التركي ضج من نظامه الذي أدخله في متاهات ولم يجد رئيسه وسيلة ليشغل بها الأتراك والعالم سوى الدخول في قصة خاشقجي ودفعها لتسيطر على الأخبار.
معاناة النظام التركي لا تقل عن معاناة النظام الإيراني، وكلا النظامين يعمل ليل نهار على حماية نفسه من شعبه الذي وصل إلى الحد الذي ليس أمامه سوى العمل بقوة والمواجهة. إن الأعداد التي تملأ السجون في تركيا وفي إيران تكفي للقول بأن هذين الشعبين يعانيان كثيراً وأنه ليس أمامهما سوى العمل لإسقاطهما. ولأن النظامين يدركان أن الشعبين التركي والإيراني يضجان من سلوكهما لذا يلجآن إلى التهويل من أمور صغيرة ويدفعان الإعلام للتركيز عليها، ومثال ذلك قصة خاشقجي التي عمد النظام الإيراني أيضاً إلى محاولة الاستفادة منها وتوظيفها للإساءة إلى المملكة العربية السعودية.
المثير في الأمر أن النظام القطري وبدل أن يعمل على حل مشكلته بالتواصل مع الدول التي اتخذت قراراً بمقاطعته ريثما يعود إلى رشده اختار الاحتماء بهذين النظامين اللذين يعانيان من لفظ شعبيهما لهما، فالنظام الذي لا يجد أمامه سوى اعتقال أكثر من 52 ألف مواطن يعني أنه مرفوض من الشعب وأن الشعب يريد تغييره بأي وسيلة، والنظام الذي لا يجد أمامه سوى إيداع مواطنيه في السجون وإشهار مقصلة الإعدام في وجوههم في كل حين يعني أنه مرفوض من الشعب وأن الشعب يريد التخلص منه بأي ثمن. لهذا فإن لجوء النظام القطري إلى هذين النظامين لحمايته يعني أنه متماهٍ فيهما وأنه قرر القبول بأن يكون مصيره هو نفس مصيرهما، ويعني أيضاً أنه يمارس الأساليب نفسها مع شعبه الذي ذاق الأمرين وأجبر على قول ما لا يؤمن به والتعبير عن غير الذي هو في نفسه.
أما الذي لا تعرفه الأنظمة الثلاثة المسيطرة على الحكم في تركيا وإيران وقطر فهو أن شعوبها ستستمر في التعبير عن نفسها وستعمل كل ما يمكن عمله بغية التحرر منها وأنها أول الشعوب التي لا يمكن أن تنطلي عليها قصص من مثل قصة خاشقجي التي تعتقد هذه الأنظمة أنها فرصة لصرف الانتباه عنها وعن الذي تعمله في الشعوب الثلاثة وسبباً لتغطية تحركاتها المشبوهة دوماً.
سيستمر النظام التركي في اعتقال وإهانة كل من يحاول أن يعبر عن رفضه لما يحدث في تركيا، وسيستمر النظام الإيراني في القيام بالفعل نفسه، والأمر نفسه سيستمر فيه النظام القطري الذي لم يكتف بمسايرة هذين النظامين ولكنه أتى بالجنود الأتراك والحرس الثوري الإيراني أملاً في حماية نفسه وتهديد جيرانه.
كل هذا يحدث اليوم على أرض الواقع، وكله يعطي الدول التي تدرك خطورة هذا وأولها الدول المقاطعة لقطر الحق في حماية نفسها.
وعلى افتراض أن الأرقام التي وفرها الوزير التركي صحيحة - وهذا مشكوك فيه لأنها في الغالب أكثر بكثير - فإن التفسير المنطقي لهذا هو أن الشعب التركي ضج من نظامه الذي أدخله في متاهات ولم يجد رئيسه وسيلة ليشغل بها الأتراك والعالم سوى الدخول في قصة خاشقجي ودفعها لتسيطر على الأخبار.
معاناة النظام التركي لا تقل عن معاناة النظام الإيراني، وكلا النظامين يعمل ليل نهار على حماية نفسه من شعبه الذي وصل إلى الحد الذي ليس أمامه سوى العمل بقوة والمواجهة. إن الأعداد التي تملأ السجون في تركيا وفي إيران تكفي للقول بأن هذين الشعبين يعانيان كثيراً وأنه ليس أمامهما سوى العمل لإسقاطهما. ولأن النظامين يدركان أن الشعبين التركي والإيراني يضجان من سلوكهما لذا يلجآن إلى التهويل من أمور صغيرة ويدفعان الإعلام للتركيز عليها، ومثال ذلك قصة خاشقجي التي عمد النظام الإيراني أيضاً إلى محاولة الاستفادة منها وتوظيفها للإساءة إلى المملكة العربية السعودية.
المثير في الأمر أن النظام القطري وبدل أن يعمل على حل مشكلته بالتواصل مع الدول التي اتخذت قراراً بمقاطعته ريثما يعود إلى رشده اختار الاحتماء بهذين النظامين اللذين يعانيان من لفظ شعبيهما لهما، فالنظام الذي لا يجد أمامه سوى اعتقال أكثر من 52 ألف مواطن يعني أنه مرفوض من الشعب وأن الشعب يريد تغييره بأي وسيلة، والنظام الذي لا يجد أمامه سوى إيداع مواطنيه في السجون وإشهار مقصلة الإعدام في وجوههم في كل حين يعني أنه مرفوض من الشعب وأن الشعب يريد التخلص منه بأي ثمن. لهذا فإن لجوء النظام القطري إلى هذين النظامين لحمايته يعني أنه متماهٍ فيهما وأنه قرر القبول بأن يكون مصيره هو نفس مصيرهما، ويعني أيضاً أنه يمارس الأساليب نفسها مع شعبه الذي ذاق الأمرين وأجبر على قول ما لا يؤمن به والتعبير عن غير الذي هو في نفسه.
أما الذي لا تعرفه الأنظمة الثلاثة المسيطرة على الحكم في تركيا وإيران وقطر فهو أن شعوبها ستستمر في التعبير عن نفسها وستعمل كل ما يمكن عمله بغية التحرر منها وأنها أول الشعوب التي لا يمكن أن تنطلي عليها قصص من مثل قصة خاشقجي التي تعتقد هذه الأنظمة أنها فرصة لصرف الانتباه عنها وعن الذي تعمله في الشعوب الثلاثة وسبباً لتغطية تحركاتها المشبوهة دوماً.
سيستمر النظام التركي في اعتقال وإهانة كل من يحاول أن يعبر عن رفضه لما يحدث في تركيا، وسيستمر النظام الإيراني في القيام بالفعل نفسه، والأمر نفسه سيستمر فيه النظام القطري الذي لم يكتف بمسايرة هذين النظامين ولكنه أتى بالجنود الأتراك والحرس الثوري الإيراني أملاً في حماية نفسه وتهديد جيرانه.
كل هذا يحدث اليوم على أرض الواقع، وكله يعطي الدول التي تدرك خطورة هذا وأولها الدول المقاطعة لقطر الحق في حماية نفسها.