بالتأكيد الغالبية مر عليهم هذا المثل الشهير، لكنني أجزم بأن كثيراً منهم لا يعرفون أصله، وبحسب الروايات المتناقلة فإن قصة المثل هي كالتالي:
«كان هناك فلاح يملك مجموعة من الخيول الأصيلة. وكان الفلاح يدرب خيوله يومياً، فيفتح لها الإسطبلات، ويطلق لها العنان في أرجاء المزرعة. وكان لهذا الفلاح بقرة يسميها «شقراء» عزيزة على قلبه، وكلما أطلق الخيل انطلقت البقرة رافعة ذيلها راكضة بأقصى سرعتها والفلاح مندهش من فعلها. وكان كلما انطلقت الخيول، انطلقت البقرة، ليصرخ الفلاح: مع الخيل يا شقراء».
طبعاً هذه العبارة أصبحت مضرب الأمثال لمن يحاول تقليد كل شيء يفعله البشر، أو يتخندق معهم في اتجاه معين، دون أن يعمل عقله، وكما نقول بالبحريني «معاهم معاهم، عليهم عليهم».
تذكرت المثل وأنا أستمع لمقطع متداول عبر وسائل التواصل الاجتماعي لشخص يحاول أن يقدم نصيحة للمجتمع، مبعثها تزايد الشائعات، وتناقل كثير من الأخبار والمعلومات غير الدقيقة، والتي بعضها يسيء للبشر عبر الخوض في سمعتهم وحياتهم وأعراضهم، وبعضها يروج لقصص غير واقعية، ومعلومات مضروبة، تسهم بدورها في خلق جو متوتر في الأوساط المجتمعية، وتسبب موجات من الاستياء والذي قد يتحول لما أشبه بالنمط الذي يسود المجتمع، والمؤسف في قضايا غير حقيقية على الإطلاق، أبعادها وتداعياتها خطيرة جداً، ولربما تفكك أسر.
لا تكن مثل «شقراء» التي ركضت مع الخيل دون أن تعرف لماذا تركض، أو دون أن تستوعب أنها ليست بخيل يماثل من يركضون، فتخوض في أمور لا تعرف أبعادها، ولا تدرك تفاصيلها، ولا تنتبه لأهدافها.
لا تكن مثل «الإمعة» الذي يغيب عقله، ويقتل المنطق والفكر لديه، فيأخذ بما يمضي ويخوض فيه الناس، حتى لو كانت أموراً سيئة متدنية في أخلاقها وأهدافها، فتكن محشوراً معهم، مثل «شقراء» الراكضة مع الخيل.
الله سبحانه وتعالي كرم بني آدم بالعقل والبصيرة، دعاه لأن يحكم عقله، وأن يتفكر ويتدبر، وألا يسلم ناصيته وأمره هكذا طواعية دون إدراك، لأن من يفعل ذلك هو من ينجح الآخرون في التحكم فيه واستغلاله وتحويله لأداة، وهو من يوقع نفسه في المصائب، لأنه يمضي كما الأعمى، ويخوض في المستنقعات دون أن يستوعب بأنه يلطخ نفسه وثيابه، وينسحب وزره وإثمه وسمعته السيئة على عائلته وأهله.
كن صاحب رأي، كن صاحب قناعة، وشخصاً يزن الأمور، حينما يقف عندها ويبحث عن مقاصدها وعن دقائق التفاصيل فيها، فيمحصها ويتأكد من كونها أموراً حقيقية أو مغلوطة، والأهم، يدرك بأن لها أهمية للمجتمع الذي يعيش فيه، أم أن لها ضرراً ووقعها يكون مؤسفاً على أفراد أو شرائح فيه.
لا تكن شخصاً يمكن أن يستغل بسهولة، تنطلي عليك الأمور بسرعة، فتقع في مطب الخوض في أعراض الناس وسمعتهم بنقل معلومات مغلوطة هنا وهناك، وحتى لو كانت معلومات صحيحة، ليس من الطبيعة البشرية السوية «أكل لحوم الآخرين» فقط لأن فلاناً يفعل، أو علاناً ينشر ويرسل، أو جماعة هنا تبيح هذا الكلام، أو جماعة هناك تخوض فيه.
كانت بقرة تظن في نفسها خيلاً فذهبت تسابق الخيول، فأضحت مضرب الأمثال لمن يخوض في الأمور لمجرد أنه رأى الناس تخوض فيها، لا تكن كـ«شقراء» لا رأي لها ولا قرار، كن صاحب رأي وموقف وحكمة، ولا تخض في المستنقعات الموحلة حتى لو رأيت جماعات من البشر تغطس فيها وتشرب من مائها الموحل.
«كان هناك فلاح يملك مجموعة من الخيول الأصيلة. وكان الفلاح يدرب خيوله يومياً، فيفتح لها الإسطبلات، ويطلق لها العنان في أرجاء المزرعة. وكان لهذا الفلاح بقرة يسميها «شقراء» عزيزة على قلبه، وكلما أطلق الخيل انطلقت البقرة رافعة ذيلها راكضة بأقصى سرعتها والفلاح مندهش من فعلها. وكان كلما انطلقت الخيول، انطلقت البقرة، ليصرخ الفلاح: مع الخيل يا شقراء».
طبعاً هذه العبارة أصبحت مضرب الأمثال لمن يحاول تقليد كل شيء يفعله البشر، أو يتخندق معهم في اتجاه معين، دون أن يعمل عقله، وكما نقول بالبحريني «معاهم معاهم، عليهم عليهم».
تذكرت المثل وأنا أستمع لمقطع متداول عبر وسائل التواصل الاجتماعي لشخص يحاول أن يقدم نصيحة للمجتمع، مبعثها تزايد الشائعات، وتناقل كثير من الأخبار والمعلومات غير الدقيقة، والتي بعضها يسيء للبشر عبر الخوض في سمعتهم وحياتهم وأعراضهم، وبعضها يروج لقصص غير واقعية، ومعلومات مضروبة، تسهم بدورها في خلق جو متوتر في الأوساط المجتمعية، وتسبب موجات من الاستياء والذي قد يتحول لما أشبه بالنمط الذي يسود المجتمع، والمؤسف في قضايا غير حقيقية على الإطلاق، أبعادها وتداعياتها خطيرة جداً، ولربما تفكك أسر.
لا تكن مثل «شقراء» التي ركضت مع الخيل دون أن تعرف لماذا تركض، أو دون أن تستوعب أنها ليست بخيل يماثل من يركضون، فتخوض في أمور لا تعرف أبعادها، ولا تدرك تفاصيلها، ولا تنتبه لأهدافها.
لا تكن مثل «الإمعة» الذي يغيب عقله، ويقتل المنطق والفكر لديه، فيأخذ بما يمضي ويخوض فيه الناس، حتى لو كانت أموراً سيئة متدنية في أخلاقها وأهدافها، فتكن محشوراً معهم، مثل «شقراء» الراكضة مع الخيل.
الله سبحانه وتعالي كرم بني آدم بالعقل والبصيرة، دعاه لأن يحكم عقله، وأن يتفكر ويتدبر، وألا يسلم ناصيته وأمره هكذا طواعية دون إدراك، لأن من يفعل ذلك هو من ينجح الآخرون في التحكم فيه واستغلاله وتحويله لأداة، وهو من يوقع نفسه في المصائب، لأنه يمضي كما الأعمى، ويخوض في المستنقعات دون أن يستوعب بأنه يلطخ نفسه وثيابه، وينسحب وزره وإثمه وسمعته السيئة على عائلته وأهله.
كن صاحب رأي، كن صاحب قناعة، وشخصاً يزن الأمور، حينما يقف عندها ويبحث عن مقاصدها وعن دقائق التفاصيل فيها، فيمحصها ويتأكد من كونها أموراً حقيقية أو مغلوطة، والأهم، يدرك بأن لها أهمية للمجتمع الذي يعيش فيه، أم أن لها ضرراً ووقعها يكون مؤسفاً على أفراد أو شرائح فيه.
لا تكن شخصاً يمكن أن يستغل بسهولة، تنطلي عليك الأمور بسرعة، فتقع في مطب الخوض في أعراض الناس وسمعتهم بنقل معلومات مغلوطة هنا وهناك، وحتى لو كانت معلومات صحيحة، ليس من الطبيعة البشرية السوية «أكل لحوم الآخرين» فقط لأن فلاناً يفعل، أو علاناً ينشر ويرسل، أو جماعة هنا تبيح هذا الكلام، أو جماعة هناك تخوض فيه.
كانت بقرة تظن في نفسها خيلاً فذهبت تسابق الخيول، فأضحت مضرب الأمثال لمن يخوض في الأمور لمجرد أنه رأى الناس تخوض فيها، لا تكن كـ«شقراء» لا رأي لها ولا قرار، كن صاحب رأي وموقف وحكمة، ولا تخض في المستنقعات الموحلة حتى لو رأيت جماعات من البشر تغطس فيها وتشرب من مائها الموحل.