لصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، رئيس الوزراء الموقر، حفظه الله ورعاه، عمل دؤوب بارز ومتواصل منذ أن كان في مقتبل عمره المديد المملوء بالعطاء لهذا الوطن الغالي والمواطنين، عمل كل خطوة فيه إضافة جديدة وتقدمية للترقي والحضارة، وكسب المواطن مكسباً يرفع شأنه معيشة واستقراراً وأمناً واتصالاً بالعالم، ووضع القوانين التي تجعل البلاد ذات جذب لرجال المال والأعمال والمؤسسات التي تفيد البلاد اقتصادياً، مما أدى إلى توسع وتنوع الوظائف لاستيعاب الأيدي الوطنية العاملة، وأيضاً ذات الكفاءات العلمية العالية، وهذا واضح جداً، إذ نرى أن مخرجات التعليم التي تبحث عن عمل يستوعبها السوق، وإذا كان هناك عدد لم يوفق في المجال المتخصص فيه، فنسبة البطالة قليلة جداً في البحرين بالنسبة لدول العالم.

ولابد أن أشير هنا إلى وزارة العمل والتنمية الاجتماعية التي لا تألو جهداً في تنفيذ خططها وبرامجها التدريبية الصانعة لوظائف وأعمال لا يستهان بها، وتشكر عليها، ولا أنسى دور «تمكين» لبرامجها المساندة لكل مواطن ليصبح صاحب عمل.

صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة حفظه الله ورعاه شهد نهضة البلاد منذ البداية، سموه مؤسس الإدارات الحكومية كلها ورأس كل منها قبل الاستقلال، ومؤسس الوزارات من بعد الاستقلال، وزارات ذات شأن، وتم اختيار كل وزير بناء على مقاييس علمية تخصصية، وكل الوزارات أدت تكليفاتها بجدارة، وكل وزير منهم ملأ الكرسي الذي شغله، لذلك سارت الحكومة سيراً حثيثاً، وأعطت عطاءً لا ينقطع حتى وصلنا إلى ما نحن نراه ونشهده من أداء حكومي، قليل عليه أن نصفه بالممتاز، وإذا توجد درجة تسلسلية لسلم التصنيف أعلى من الممتاز، وكل الحكومات التي تم تشكيلها برئاسة سموه لتولي شؤون البلاد، تستحقها بكل جدارة.

في غابر الزمان، كان أهل البحرين يقولون إن أرض البحرين لا تتحمل أكثر من طابقين، هذا بقياسهم القديم، ومواد البناء المستعملة من حجر وطين ورمل بحري وبري، وأسقف مصنوعة من الدنجل والمنكرور والبامبو ولا أثر للحديد والأسمنت في منازل ذلك الزمان، لكن الآن مواد البناء وقياس تحمل الأرض التي ستنشأ على أي عمارة أو برج، ومواد البناء المستعملة حديثاً، تغيرت تغيراً كبيراً، ولا يمكن إجراء مقارنة بين السابق والحاضر المعاش.

وزارة الأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني، لا مانع لديها من أن يبني من شاء برجاً أو عمارة بأي ارتفاع، وذلك وفق قوانين البناء والتخطيط العمراني في كل منطقة.

لا تتعجب إن كنت في العاصمة المنامة، وإذا زرت برج شركة الفنادق الوطنية الواقع في المنطقة الدبلوماسية المكون من 29 طابقا ستندهش وحقك ان تقول لست في بلادي البحرين؟

كانت لي ولأسرتي حاجة لإنهائها في هذا البرج في الطابق الثامن عشر والمتواجد فيه قسم التأشيرات للحكومة البريطانية الصديقة.

وأثناء الانتظار، لاحت لي إطلالة إلى الشمال من هذا البرج، رأيت ما زادني إيماناً بأن حكومة البحرين برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر حفظه الله ورعاه، وبمساندة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد، نائب القائد الأعلى، النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء حفظه الله ورعاه، يعملان بصمت وجد واجتهاد لخير بلادنا لما حباهما الله تعالى به من بعد نظر، وسياسة اقتصادية قل أن يوجد لها مثيلاً.

في هذا البرج رأيت أمامي من بعيد مدينة جديدة تسر الناظرين، أبراج ومولات وفنادق وعمارات متعددة الأغراض تخدم اقتصادنا، كل ما كنت أراه والعجب يكتنفني ويسيطر على سمعي وبصري، كل ما أراه كأنه سفن تمخر عباب البحر وهي سابحة فيه، تحيط بها ممرات مائية يغلب عليها اللون الأزرق، وفي هذه الممرات المائية، عبارات تنقل الزوار والسواح من ضفة إلى ضفة.

وطرحت علي ابنتي الكبرى فكرة تناول الغداء في مكان مما أشاهد من بعد، وفعلاً ذهبنا وأخذنا نتريض بالمشي على الساحل الأزرق، ثم دخلنا مطعم من تلك المطاعم وتناولنا وجبتنا، ومازلت أنا في غياب، وأسأل نفسي أصحيح أنا في المنامة؟

اللهم احفظ حكامنا الملهمين، بقيادة مليكنا، حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المفدى، حفظه الله ورعاه، وصاحب السمو الملكي، الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، رئيس الوزراء الموقر، وصاحب السمو الملكي، الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد، نائب القائد الأعلى، النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وجميع أعضاء حكومتنا الموقرة، والشعب الوفي الذي ساند حكامه في سياساتهم، وفق المشروع الإصلاحي، لحضرة صاحب الجلالة، عاهل البلاد المفدى، ودامت البحرين بأمجادها.

* مؤسس نادي اللؤلؤ وعضو بلدي سابق وناشط اجتماعي