لن يجد مريدو السوء للبحرين أفضل من موضوع ضريبة القيمة المضافة ليشحنوا به البسطاء الذين هم في الغالب دون استيعاب أسباب وظروف الاتجاه إلى فرض هذه الضريبة وأهميتها وليتهجموا به على الحكومة، فليس أفضل من هكذا موضوع لنشر فكرة أن الحكومة تضع يدها في جيب المواطن وتشاركه في مكسبه.ورغم أن مريدي السوء يعرفون جيداً الأسباب والظروف التي أدت إلى السير في طريق هذه الضريبة، ورغم أنهم يعلمون أن السير في هذا الطريق هو الخيار الأنسب في مثل هذه الظروف، ورغم أنهم يعلمون أهمية هذه الضريبة وعدم تأثيرها على ذوي الدخل المحدود بالشكل الذي يقومون بتصويره وترويجه، إلا أنهم يعمدون إلى توظيف هذا الملف بغية الإساءة إلى الحكومة وإلى البحرين، وإلى كل ما فعلته وتفعله المملكة لمواطنيها.مريدو السوء يتجاوزون عن ذكر والإشارة إلى المواد والخدمات المعفاة من الضريبة والتي تضمن بها الحكومة عدم تضرر معيشة المواطن ذي الدخل المحدود، ويتجاوزون عن كل التسهيلات والخدمات التي يحصل عليها المواطنون إجمالاً وذوو الدخل المحدود على وجه الخصوص، ويهملون الإشارة إلى كل إيجابي قامت وتقوم به الحكومة بغية إظهارها في صورة الوحش الذي يريد أن يأكل أخضر المواطن ويابسه.هذا الذي يقوم به مريدو السوء المدعومون بقوة من إعلام السوء المتمثل في الفضائيات «السوسة»، الإيرانية وغير الإيرانية، لا يمكن أن يؤثر على المواطن البحريني الذي صار يعرف ما يراد له وما يسعى إليه هؤلاء وأولئك، فما لقيه منهم كثير ولا ينسى، وما يراه منهم يجعله يسأل نفسه وبإلحاح عن الغاية من هذا الذي يفعلونه، ففي مثل هذا الوضع الذي تمر به المنطقة وتمر به البلاد يستوجب -منطقاً- أن يقفوا إلى جانب الحكومة يدعمونها ويشاركون في تخليص البلاد مما تعاني منه لأن هذه المشاركة سيعود نتاجها على المواطنين إجمالاً وعلى ذوي الدخل المحدود على وجه الخصوص.ما يفعله مريدو السوء حالياً فيما يخص ضريبة القيمة المضافة لا يضيف شيئاً إلى جيب ذوي الدخل المحدود ولا ينفع الوطن، فنتاجه محصور في الإساءة إلى الحكومة وإلى البحرين، ذلك أن جيب هذا المواطن لا يدخله شيء إن حصر أولئك دورهم في انتقاد الحكومة والتأليب ضد قرار ضريبة القيمة المضافة، فالكلام لا يمنع خروج الفلس من جيب المواطن ولا يسمح بدخول أي فلس إليه. المواطن لا يريد كلاماً «مأكولاً خيره» ولا يقبل بأن يستغل مريدو السوء وضعه الجديد في الإساءة إلى الوطن.لو كان أولئك صادقين ويهمهم المواطن وجيبه كما يدعون لعجلوا باتخاذ القرارات التي يمكن أن تفتح لهم باب العودة إلى حيث ينبغي أن يكونوا ولعملوا من أجله، فما يقومون به حالياً لا ينفع المواطن ولا ينفع جيبه لأنه ليس إلا «هذربانا» ولأن المواطن يعرف الغاية والهدف منه جيداً.طريقة تفكير مريدي السوء -أو أياً كان الاسم الذي يحبون أن يطلقوه على أنفسهم- لا تنتج مفيداً للمواطن، ما ينفع المواطن يعرفونه جيداً -أو يفترض أنهم يعرفونه جيداً- وهو التوقف عن ممارسة كل هذا الذي يمارسونه حالياً وأن ينشغلوا بدلاً عنه بإيجاد طريقة يصلحون بها أوضاعهم وقناة اتصال مع الحكومة ينتج عنها ما يأملونه من خير لكل المواطنين.ليس أسهل من انتقاد الحكومة، وليس أسهل من نشر وترويج الأفكار السالبة عنها، لكن كل هذا لا يخدم المواطن الذي يدعي مريدو السوء أنهم يريدون مصلحته. لو كان مريدو السوء يهمهم هذا المواطن فإن عليهم أن يشمروا عن سواعدهم ويتركوا ما هم منشغلون به حالياً ولا يفيد ويعملوا من أجل الوطن والمواطن.