نشرت مؤسسات إعلامية أنباءً متضاربة بشأن إعلان إيراني وشيك بخروج طهران من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين طهران ومجموعة 5+1 الذي انسحبت منه واشنطن في مايو المنصرم. وجاء في الخبر أن إيران تعتزم الانسحاب على خلفية ما أسمته «عدم وفاء الاتحاد الأوروبي والدول الأوروبية الخمس بتعهداتها في هذا الاتفاق وقيامها بفرض عقوبات واتخاذ سلوك عدائي ضد جمهورية إيران الإسلامية»، وأضاف الخبر أن الخروج من هذا الاتفاق سيأتي من أجل حفاظ طهران على مصالحها الوطنية ومكاسبها النووية.
يدعو هذا الخبر إلى تفنيده في مجموعة من النقاط الهامة، وهي كالتالي:
أولاً: إن صدقت هذه الأنباء، فإن خروج إيران من الاتفاق النووي يعني تهاويه، في البداية من خلال سقوط الحجر الأمريكي من لعبة الاتفاق ثم من خلال الموقف الأوروبي على خلفية قضية الدنمارك واتخاذها لعقوبات دبلوماسية بحق طهران مؤخراً.
ثانياً: إن إيران استخدمت ما يجري ذريعة للعودة لنشاطها النووي في فسحة لحين النظر في موضوعها وربما التفاوض معها من قبل أطراف الاتفاق، ويبدو أن مسألة الأخبار غير المؤكدة عن انسحابها ما هي إلاَّ بالونة اختبار أطلقتها إيران عن نفسها لقياس ردود الفعل الدولية وتداعيات القرار قبل اتخاذه بشكل رسمي.
ثالثاً: يبدو أن طهران تتوقع بسلوكها هذا الضغط على المجتمع الدولي والأوروبي، خاصة في مسألة العقوبات الدبلوماسية الأخيرة التي أقرها الاتحاد الأوروبي ضدها، ولضمان طهران تراجع الاتحاد الأوروبي عن قراراته الأخيرة لجأت إلى أسلوبها الطفولي الأحمق الذي هو أقرب ما يكون للمثل المصري الشعبي القائل «ضربني وبكى.. سبقني واشتكى»، مهددة بأسلوب غير مباشر إلى تهديد الدول الأوروبية بشأن مصالحها المتحققة من الاتفاق النووي.
رابعاً: كلنا نعلم أن إيران تكتوي حالياً بنار العقوبات الأمريكية، وقد بدا ذلك جلياً في ميزانيتها الجديدة لهذا العام والتي أثارت احتجاجات وما زال من المرتقب ظهور احتجاجات أخرى بشأنها في الداخل الإيراني، وها هي الآن أمام عقوبات دبلوماسية أوروبية. وخروجها من الاتفاق النووي يعني مزيداً من الغرق الاقتصادي إلا إن كانت قد اختارت الغرق من أجل الموت السريع وعدم المقاومة لانهيارها الاقتصادي الذي بات ينعكس على الشعب بوضوح، ما يعني بداية نهايتها وانطلاق ثورة شعبية حقيقية بعد أن يضيق الشعب ذرعاً ولا يبقى لديه ما يخسره في صراع البقاء الذي يعيشه في الداخل الإيراني حتى كادت أن تنعدم أهم مقومات الحياة لديه.
* اختلاج النبض:
يبدو لي أن القرار الإيراني إن صح فهو قرار أحمق بامتياز، وما هو إلاّ ذريعة لمضي طهران قدماً في نشاطها النووي بعد سنوات وجدت نفسها مكبلة بهذا الشأن، رغم كثير من الشكوك حول تكبيلها من الأساس في هذا المجال، ولكن يبدو أن إيران آثرت «اللعب ع المكشوف» واستكمال نشاطها النووي.
{{ article.visit_count }}
يدعو هذا الخبر إلى تفنيده في مجموعة من النقاط الهامة، وهي كالتالي:
أولاً: إن صدقت هذه الأنباء، فإن خروج إيران من الاتفاق النووي يعني تهاويه، في البداية من خلال سقوط الحجر الأمريكي من لعبة الاتفاق ثم من خلال الموقف الأوروبي على خلفية قضية الدنمارك واتخاذها لعقوبات دبلوماسية بحق طهران مؤخراً.
ثانياً: إن إيران استخدمت ما يجري ذريعة للعودة لنشاطها النووي في فسحة لحين النظر في موضوعها وربما التفاوض معها من قبل أطراف الاتفاق، ويبدو أن مسألة الأخبار غير المؤكدة عن انسحابها ما هي إلاَّ بالونة اختبار أطلقتها إيران عن نفسها لقياس ردود الفعل الدولية وتداعيات القرار قبل اتخاذه بشكل رسمي.
ثالثاً: يبدو أن طهران تتوقع بسلوكها هذا الضغط على المجتمع الدولي والأوروبي، خاصة في مسألة العقوبات الدبلوماسية الأخيرة التي أقرها الاتحاد الأوروبي ضدها، ولضمان طهران تراجع الاتحاد الأوروبي عن قراراته الأخيرة لجأت إلى أسلوبها الطفولي الأحمق الذي هو أقرب ما يكون للمثل المصري الشعبي القائل «ضربني وبكى.. سبقني واشتكى»، مهددة بأسلوب غير مباشر إلى تهديد الدول الأوروبية بشأن مصالحها المتحققة من الاتفاق النووي.
رابعاً: كلنا نعلم أن إيران تكتوي حالياً بنار العقوبات الأمريكية، وقد بدا ذلك جلياً في ميزانيتها الجديدة لهذا العام والتي أثارت احتجاجات وما زال من المرتقب ظهور احتجاجات أخرى بشأنها في الداخل الإيراني، وها هي الآن أمام عقوبات دبلوماسية أوروبية. وخروجها من الاتفاق النووي يعني مزيداً من الغرق الاقتصادي إلا إن كانت قد اختارت الغرق من أجل الموت السريع وعدم المقاومة لانهيارها الاقتصادي الذي بات ينعكس على الشعب بوضوح، ما يعني بداية نهايتها وانطلاق ثورة شعبية حقيقية بعد أن يضيق الشعب ذرعاً ولا يبقى لديه ما يخسره في صراع البقاء الذي يعيشه في الداخل الإيراني حتى كادت أن تنعدم أهم مقومات الحياة لديه.
* اختلاج النبض:
يبدو لي أن القرار الإيراني إن صح فهو قرار أحمق بامتياز، وما هو إلاّ ذريعة لمضي طهران قدماً في نشاطها النووي بعد سنوات وجدت نفسها مكبلة بهذا الشأن، رغم كثير من الشكوك حول تكبيلها من الأساس في هذا المجال، ولكن يبدو أن إيران آثرت «اللعب ع المكشوف» واستكمال نشاطها النووي.