ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية الأسبوع المنصرم أن فريق الأمن القومي في البيت الأبيض بقيادة مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون، طلب من وزارة الدفاع في سبتمبر 2018 تزويده بخيارات لمهاجمة إيران، وذلك بعد إطلاق مسلحين متحالفين مع طهران ثلاث قذائف على المنطقة الخضراء في بغداد حيث مقر السفارة الأمريكية. ونقف على هذا لنفنده في ثلاثة محاور رئيسية.
النقطة الأولى، إن كان مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون سيعيد الإجراء مرة أخرى، بمعنى هل سيهاجم طهران لمثل هذه الأسباب؟! لن نجيب على هذا السؤال، وإنما سنترك الحكم للقارئ بعد تذكيره أن بولتون من صقور الحزب الجمهوري المتشددين، ومن داعمي إسرائيل وغرماء طهران، وكان لـ»بولتون» دور في إلغاء قرار الأمم المتحدة الذي ساوى بين الصهيونية والعنصرية ،وقد تولى - وهو بهذا النوع من القناعات- عدة مناصب في عهد إدارتي رونالد ريغان وجورج بوش الأب، ثم عمل في إدارة جورج بوش الابن «2001-2009». دعم بولتون أيضاً قرار غزو العراق بقوة «2003»، وقد شاهدنا قسوته ومواقفة المتشددة حينما أصبح سفيراً لواشنطن لدى الأمم المتحدة «2005». يتبنى بولتون – كما هو معروف – استراتيجية الحروب الوقائية لحماية الأمن القومي الأمريكي، ويدعو لاستخدام القوة العسكرية ضد كوريا الشمالية وإيران، وهو صاحب مقولة »القصف هو السبيل الوحيد لإيقاف النووي الإيراني». ويتبنى مواقف متشددة ضد روسيا، ويعارض انضمام أمريكا للمحكمة الجنائية الدولية لتكون في حل من أية التزام.
أما النقطة الثانية، أنه لم يتم مشاورتنا في دول الخليج، ونحن الأقرب ليس لمساعدة واشنطن بالقواعد والإمداد بل بتلقي الضربة الانتقامية الإيرانية رداً على الهجوم الأمريكي الذي كاد أن ينفذه جون بولتون. والانتقام الإيراني ليس من نسج خيالنا وليس من الخوف من طهران غير المتزنة، بل لأن إيران قد أعلنت على لسان كل مسؤول لديها أنها في حالة تعرضها لهجم فسيكون الرد بضرب تل أبيب وضرب المصالح الأمريكية في الخليج.
أما النقطة الثالثة، تكمن في آلية اتخاذ قرارات الحرب في أمريكا، فقد اعتقدنا أنهم أعقل من مجانين طهران والعراق ودول العدوان الأخرى القريبة من الخليج، لكننا نكتشف أن ما كاد أن يحدث يقرب واشنطن من نفس آلية اتخاذ قرار الحرب، فما حدث أمر تافه ويتكرر دوماً، حيث يتم قصف المنطقة الخضراء مراراً من «داعش» ومن ميليشيات موالية لإيران، والقصف الذي أزعج بولتون لم يوقع ضحايا ولا أضراراً..!! صحيح أن الطلب الذي قدمه فريق الرئيس الأمريكي للأمن القومي بقيادة جون بولتون أثار قلقاً عميقاً بين مسؤولي البنتاغون ووزارة الخارجية، لكن المخيف هو أن الصحيفة تقول إن وزارة الدفاع قد استجابت لطلب بولتون لكن لم يعرف ما إذا كانت الخيارات لقصف إيران قدمت أيضاً للبيت الأبيض، أو أن الرئيس دونالد ترامب علم بها.
* اختلاج النبض:
نرحب بشدة بتعامل ترامب مع طهران، لكن نرفض أن تكون قيام الحرب بذريعة مثلما حدث، وبدون إبلاغ شركاء واشنطن في الخليج.
{{ article.visit_count }}
النقطة الأولى، إن كان مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون سيعيد الإجراء مرة أخرى، بمعنى هل سيهاجم طهران لمثل هذه الأسباب؟! لن نجيب على هذا السؤال، وإنما سنترك الحكم للقارئ بعد تذكيره أن بولتون من صقور الحزب الجمهوري المتشددين، ومن داعمي إسرائيل وغرماء طهران، وكان لـ»بولتون» دور في إلغاء قرار الأمم المتحدة الذي ساوى بين الصهيونية والعنصرية ،وقد تولى - وهو بهذا النوع من القناعات- عدة مناصب في عهد إدارتي رونالد ريغان وجورج بوش الأب، ثم عمل في إدارة جورج بوش الابن «2001-2009». دعم بولتون أيضاً قرار غزو العراق بقوة «2003»، وقد شاهدنا قسوته ومواقفة المتشددة حينما أصبح سفيراً لواشنطن لدى الأمم المتحدة «2005». يتبنى بولتون – كما هو معروف – استراتيجية الحروب الوقائية لحماية الأمن القومي الأمريكي، ويدعو لاستخدام القوة العسكرية ضد كوريا الشمالية وإيران، وهو صاحب مقولة »القصف هو السبيل الوحيد لإيقاف النووي الإيراني». ويتبنى مواقف متشددة ضد روسيا، ويعارض انضمام أمريكا للمحكمة الجنائية الدولية لتكون في حل من أية التزام.
أما النقطة الثانية، أنه لم يتم مشاورتنا في دول الخليج، ونحن الأقرب ليس لمساعدة واشنطن بالقواعد والإمداد بل بتلقي الضربة الانتقامية الإيرانية رداً على الهجوم الأمريكي الذي كاد أن ينفذه جون بولتون. والانتقام الإيراني ليس من نسج خيالنا وليس من الخوف من طهران غير المتزنة، بل لأن إيران قد أعلنت على لسان كل مسؤول لديها أنها في حالة تعرضها لهجم فسيكون الرد بضرب تل أبيب وضرب المصالح الأمريكية في الخليج.
أما النقطة الثالثة، تكمن في آلية اتخاذ قرارات الحرب في أمريكا، فقد اعتقدنا أنهم أعقل من مجانين طهران والعراق ودول العدوان الأخرى القريبة من الخليج، لكننا نكتشف أن ما كاد أن يحدث يقرب واشنطن من نفس آلية اتخاذ قرار الحرب، فما حدث أمر تافه ويتكرر دوماً، حيث يتم قصف المنطقة الخضراء مراراً من «داعش» ومن ميليشيات موالية لإيران، والقصف الذي أزعج بولتون لم يوقع ضحايا ولا أضراراً..!! صحيح أن الطلب الذي قدمه فريق الرئيس الأمريكي للأمن القومي بقيادة جون بولتون أثار قلقاً عميقاً بين مسؤولي البنتاغون ووزارة الخارجية، لكن المخيف هو أن الصحيفة تقول إن وزارة الدفاع قد استجابت لطلب بولتون لكن لم يعرف ما إذا كانت الخيارات لقصف إيران قدمت أيضاً للبيت الأبيض، أو أن الرئيس دونالد ترامب علم بها.
* اختلاج النبض:
نرحب بشدة بتعامل ترامب مع طهران، لكن نرفض أن تكون قيام الحرب بذريعة مثلما حدث، وبدون إبلاغ شركاء واشنطن في الخليج.