أولئك الذين خسروا حياتهم، وأولئك الذين قضوا أو يقضون عقوبة السجن وتضرر مستقبلهم، وأهاليهم الذين عانوا بسبب ذلك وتألموا كثيراً وارتبكت حياتهم، جميعهم في ذمة الذين «زهزهوا» لهم وأوهموهم بأن الاستيلاء على السلطة في البحرين ليس إلا صبر ساعة وأن تحركهم سيسفر في التو والحال عن ذلك. جميع أولئك في ذمة مريدي السوء الذين من المثير أنهم لا يزالون «يزهزهون» لمن لا يزال قابلاً «للتزهزه»، فلا يزال الأمل معلقاً على النظام الإيراني حتى وهم يشهدون ضعفه يوماً في إثر يوم بسبب العقوبات الدولية التي هزت أركان اقتصاده وبسبب تنامي المعارضة في الداخل الإيراني وتمكنها من الانتصار في الكثير من الميادين.
ما حدث لأولئك سببه مريدو السوء، لولاهم ولولا «خيلهم ورجلهم» لما حدث لهم شيء من ذلك ولاستمروا في عطائهم لوطنهم ولعيالهم وأهلهم. مريدو السوء هم الذين أدخلوهم في الدوامة التي أفضت بهم إلى السجون وإلى النهايات الصعبة وأفلتت مستقبلهم من أيديهم، ولهذا فإنهم جميعا في ذمة مريدي السوء، خصوصاً وأن هؤلاء لا يستطيعون تخليصهم مما صاروا فيه، بل لا يستطيعون تخليص أنفسهم، فإساءاتهم للوطن كثيرة وكبيرة، وإصلاح ما تسببوا فيه ليس هيناً.
مريدو السوء يتحملون وزر كل ذلك، وهم مسؤولون عن كل آهة صدرت وتصدر عن أهالي الذين خسروا حياتهم وأهالي الذين ينفذون الأحكام التي صدرت بحقهم، والأكيد أن أهالي هؤلاء وهؤلاء لن يغفروا لمريدي السوء في الداخل والخارج ما فعلوه بعيالهم وبهم وتسببهم في إرباك حياتهم بل تحطيمها.
مشكلة أغلب الأهالي الذين تضرروا بسبب مريدي السوء أنهم يفضلون السكوت على المصارحة والمواجهة، ولو أنهم صارحوا وواجهوا لتغيرت أمور كثيرة ولكنهم لا يفعلون لأسباب قد يكون منها خشيتهم من تعرضهم للأذى بسبب المكان أو العلاقات المجتمعية، لكنهم في كل الأحوال غير راضين عن الذي حصل ويحصل لأبنائهم، والأكيد أنهم يرفضونه. لهذا فإن سكوتهم ليس دليلا على رضاهم، وليس دليلا على تأييدهم لمريدي السوء والشعارات التي يرفعونها.
أهالي الذين خسروا أرواحهم والذين ينفذون عقوبة السجن بسبب تورطهم في أعمال مخلة بالأمن ومضرة بالوطن ليس لهم حيلة وليس أمامهم إلا الصبر، لكنهم لو حصلوا على الفرصة والجرأة للتعبير عن موقفهم الحقيقي لصدم منه مريدو السوء ولعرفوا مقدار الأذى الذي تسببوا به لهم ولعلهم راجعوا أنفسهم وتأكد لهم بأن ما فعلوه ويفعلونه لا يضر إلا بهؤلاء وأولئك وأنهم إنما يضيعون مستقبل شباب إنقاد لهم بسبب عدم إدراكه لما يجري من حوله.
طبعا هذا لا يعني تبرئة ساحة الأهالي وعدم تحميلهم جزءاً من المسؤولية، إذ لولا سلبيتهم وتهاونهم وربما انخداعهم هم أيضا لما تورط أبناؤهم فيما تورطوا فيه، وفي كل الأحوال هم يتحملون جزءاً من المسؤولية كونهم المسؤولين عن أبنائهم والمفروض أن لهم عليهم حكما وإن كانوا كباراً.
مريدو السوء ومن يقف من ورائهم يدعمهم ويمولهم جنوا على الشباب وأهاليهم، والمنطق يقضي بأن يراجعوا أنفسهم ويعملوا على التخفيف عن الأهالي ويسعوا إلى تخليص المتورطين مما هم فيه. أما كيف يفعلوا ذلك فالأكيد أنهم يعرفون، وملخصه التوقف أولاً عن ممارساتهم السالبة والعمل على إيجاد قناة اتصال مع الحكم والاعتذار عما بدر منهم من أخطاء وتجاوزات. ولأن هذا هو أقل ما يمكن عمله لأهالي المتورطين في تلك القضايا وللمتورطين الذين لابد أنهم اليوم نادمون على ما فعلوه، لذا فإن على مريدي السوء القيام بكل ذلك، فليس بعيداً ذلك اليوم الذي لا يجد فيه الأهالي الذين خسروا أبناءهم غير الانقلاب عليهم.
{{ article.visit_count }}
ما حدث لأولئك سببه مريدو السوء، لولاهم ولولا «خيلهم ورجلهم» لما حدث لهم شيء من ذلك ولاستمروا في عطائهم لوطنهم ولعيالهم وأهلهم. مريدو السوء هم الذين أدخلوهم في الدوامة التي أفضت بهم إلى السجون وإلى النهايات الصعبة وأفلتت مستقبلهم من أيديهم، ولهذا فإنهم جميعا في ذمة مريدي السوء، خصوصاً وأن هؤلاء لا يستطيعون تخليصهم مما صاروا فيه، بل لا يستطيعون تخليص أنفسهم، فإساءاتهم للوطن كثيرة وكبيرة، وإصلاح ما تسببوا فيه ليس هيناً.
مريدو السوء يتحملون وزر كل ذلك، وهم مسؤولون عن كل آهة صدرت وتصدر عن أهالي الذين خسروا حياتهم وأهالي الذين ينفذون الأحكام التي صدرت بحقهم، والأكيد أن أهالي هؤلاء وهؤلاء لن يغفروا لمريدي السوء في الداخل والخارج ما فعلوه بعيالهم وبهم وتسببهم في إرباك حياتهم بل تحطيمها.
مشكلة أغلب الأهالي الذين تضرروا بسبب مريدي السوء أنهم يفضلون السكوت على المصارحة والمواجهة، ولو أنهم صارحوا وواجهوا لتغيرت أمور كثيرة ولكنهم لا يفعلون لأسباب قد يكون منها خشيتهم من تعرضهم للأذى بسبب المكان أو العلاقات المجتمعية، لكنهم في كل الأحوال غير راضين عن الذي حصل ويحصل لأبنائهم، والأكيد أنهم يرفضونه. لهذا فإن سكوتهم ليس دليلا على رضاهم، وليس دليلا على تأييدهم لمريدي السوء والشعارات التي يرفعونها.
أهالي الذين خسروا أرواحهم والذين ينفذون عقوبة السجن بسبب تورطهم في أعمال مخلة بالأمن ومضرة بالوطن ليس لهم حيلة وليس أمامهم إلا الصبر، لكنهم لو حصلوا على الفرصة والجرأة للتعبير عن موقفهم الحقيقي لصدم منه مريدو السوء ولعرفوا مقدار الأذى الذي تسببوا به لهم ولعلهم راجعوا أنفسهم وتأكد لهم بأن ما فعلوه ويفعلونه لا يضر إلا بهؤلاء وأولئك وأنهم إنما يضيعون مستقبل شباب إنقاد لهم بسبب عدم إدراكه لما يجري من حوله.
طبعا هذا لا يعني تبرئة ساحة الأهالي وعدم تحميلهم جزءاً من المسؤولية، إذ لولا سلبيتهم وتهاونهم وربما انخداعهم هم أيضا لما تورط أبناؤهم فيما تورطوا فيه، وفي كل الأحوال هم يتحملون جزءاً من المسؤولية كونهم المسؤولين عن أبنائهم والمفروض أن لهم عليهم حكما وإن كانوا كباراً.
مريدو السوء ومن يقف من ورائهم يدعمهم ويمولهم جنوا على الشباب وأهاليهم، والمنطق يقضي بأن يراجعوا أنفسهم ويعملوا على التخفيف عن الأهالي ويسعوا إلى تخليص المتورطين مما هم فيه. أما كيف يفعلوا ذلك فالأكيد أنهم يعرفون، وملخصه التوقف أولاً عن ممارساتهم السالبة والعمل على إيجاد قناة اتصال مع الحكم والاعتذار عما بدر منهم من أخطاء وتجاوزات. ولأن هذا هو أقل ما يمكن عمله لأهالي المتورطين في تلك القضايا وللمتورطين الذين لابد أنهم اليوم نادمون على ما فعلوه، لذا فإن على مريدي السوء القيام بكل ذلك، فليس بعيداً ذلك اليوم الذي لا يجد فيه الأهالي الذين خسروا أبناءهم غير الانقلاب عليهم.