استمعت كغيري للإعلامية الكويتية فجر السعيد وهي تبرر ما قالته في مقابلة أجرتها معها قناة إسرائيلية أخيراً واعتبر دعوة مباشرة للتطبيع مع الكيان الصهيوني، لكنني لم أجد فيه ولا في المقابلة ما يقلق وما يمكن اعتباره تجاوزاً وتآمراً على القضية الفلسطينية. والأكيد أن كثيرين غيري توصلوا إلى ما توصلت إليه. ما قالته كان واضحاً وملخصه «أنك يا إسرائيل يا من تقولي بأنك تريدين السلام وتعملين من أجله، لو أنك فعلاً تريدين السلام وتريدين التصالح فعجلي بإعادة الحقوق إلى الفلسطينيين لأنه من غير هذا لا يمكن أن يتحقق السلام ولا يمكنك أن تجدي القبول من العالمين العربي والإسلامي»، وهذا كلام عاقل، قاله ويقوله كثيرون، وسبق أن كتبت العديد من المقالات التي تصب في هذا الاتجاه.
هذا يعني أن السعيد لم تدعُ إلى تصفية القضية الفلسطينية ولكن إلى التعجيل بإيجاد حل عادل لها كي تحصل إسرائيل في المقابل على الأمن والأمان الذي تنشده، فلا استقرار من دون أمن وأمان، ولا أمن وأمان من دون إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية. بمعنى أنه من دون هذا لا يمكن لإسرائيل أن تحصل على التطبيع الفعلي والحقيقي مع الدول العربية والإسلامية.
ما قالته الإعلامية فجر السعيد يصنف في باب الكلام العاقل ولا يرفضه إلا المنقادون لعواطفهم ولا يحكمون عقولهم وأولئك الذين يتاجرون في القضية الفلسطينية. وما قالته لا يمكن أن يصنف في باب الاستسلام ولا التحريض على القضية الفلسطينية. أما لو كانت القصة قصة قبولها إجراء قناة إسرائيلية مقابلة معها فالرد عليه هو بأنها لم ترتكب جريمة وأنها ليست أول من قبل بهذا وأنه لو تم تصنيف كل من يقبل بهذا الأمر تصنيفاً سالباً لصعب العد على العادين. وللمعلومة فإن الكثير من الفضائيات العربية تستضيف يومياً العديد من المسؤولين والمحللين الإسرائيليين الذين يدلون بدلوهم ويعبرون عن مواقفهم الشخصية ومواقف إسرائيل.
القضية الفلسطينية هي القضية المركزية ولا يمكن أن تضعف أو تتأثر بقبول هذا الشخص أو تلك الجهة الاستجابة لرغبة قناة إسرائيلية إجراء مقابلة معها، كما لا يمكن أن تضعف أو تتأثر بدعوة هذا أو ذاك للتطبيع مع إسرائيل. يكفي دليلاً على هذا المصالحة التي تمت منذ سنوات طويلة بين مصر وإسرائيل وبين الأردن وإسرائيل والعلاقة القوية التي تربط بين إسرائيل وبعض الدول العربية والإسلامية، إذ رغم كل هذا إلا أن القضية الفلسطينية ظلت خارج التأثر وظلت هي الأساس الذي لا يمكن تجاوزه، وظلت هي القضية التي إن لم تحل لا يمكن لإسرائيل أن تظفر بالأمن والأمان والاستقرار ولا يمكن للدول العربية والإسلامية أن تستقر.
كل من هاجم وتهجم على الإعلامية الكويتية فجر السعيد ظلمها، فهي لم تقل غير ما قاله ويقوله الكثيرون، وهي لم تدعو إلى تصفية القضية الفلسطينية، عدا أنها لم تقم بزيارة إلى إسرائيل كي يقال إنها طبعت معها. ما قالته فجر السعيد يدخل في باب المنطقي من القول ويعبر عن التفكير الواقعي، وهو دعوة إلى تحكيم العقل بدلا عن الاستسلام للعاطفة، فإسرائيل اليوم دولة لها وجود وكيان على أرض الواقع وهي – للأسف – دولة متقدمة وتعتمد النهج العلمي ومتفوقة في مختلف العلوم، وإقامة علاقات معها مسألة يعود نفعها على كل دولة تطبع معها. لكن لأن الدول العربية والإسلامية في المجمل تحترم قراراتها وتلتزم بالمواثيق لذا فإنها تشترط لتحقق ذلك أن تتجاوب إسرائيل مع دعوات السلام وتعمل بصدق لإيجاد حل للقضية الفلسطينية، فمن دونه لا سلام ولا استقرار، وهذه باختصار ووضوح رسالة الإعلامية فجر السعيد.
{{ article.visit_count }}
هذا يعني أن السعيد لم تدعُ إلى تصفية القضية الفلسطينية ولكن إلى التعجيل بإيجاد حل عادل لها كي تحصل إسرائيل في المقابل على الأمن والأمان الذي تنشده، فلا استقرار من دون أمن وأمان، ولا أمن وأمان من دون إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية. بمعنى أنه من دون هذا لا يمكن لإسرائيل أن تحصل على التطبيع الفعلي والحقيقي مع الدول العربية والإسلامية.
ما قالته الإعلامية فجر السعيد يصنف في باب الكلام العاقل ولا يرفضه إلا المنقادون لعواطفهم ولا يحكمون عقولهم وأولئك الذين يتاجرون في القضية الفلسطينية. وما قالته لا يمكن أن يصنف في باب الاستسلام ولا التحريض على القضية الفلسطينية. أما لو كانت القصة قصة قبولها إجراء قناة إسرائيلية مقابلة معها فالرد عليه هو بأنها لم ترتكب جريمة وأنها ليست أول من قبل بهذا وأنه لو تم تصنيف كل من يقبل بهذا الأمر تصنيفاً سالباً لصعب العد على العادين. وللمعلومة فإن الكثير من الفضائيات العربية تستضيف يومياً العديد من المسؤولين والمحللين الإسرائيليين الذين يدلون بدلوهم ويعبرون عن مواقفهم الشخصية ومواقف إسرائيل.
القضية الفلسطينية هي القضية المركزية ولا يمكن أن تضعف أو تتأثر بقبول هذا الشخص أو تلك الجهة الاستجابة لرغبة قناة إسرائيلية إجراء مقابلة معها، كما لا يمكن أن تضعف أو تتأثر بدعوة هذا أو ذاك للتطبيع مع إسرائيل. يكفي دليلاً على هذا المصالحة التي تمت منذ سنوات طويلة بين مصر وإسرائيل وبين الأردن وإسرائيل والعلاقة القوية التي تربط بين إسرائيل وبعض الدول العربية والإسلامية، إذ رغم كل هذا إلا أن القضية الفلسطينية ظلت خارج التأثر وظلت هي الأساس الذي لا يمكن تجاوزه، وظلت هي القضية التي إن لم تحل لا يمكن لإسرائيل أن تظفر بالأمن والأمان والاستقرار ولا يمكن للدول العربية والإسلامية أن تستقر.
كل من هاجم وتهجم على الإعلامية الكويتية فجر السعيد ظلمها، فهي لم تقل غير ما قاله ويقوله الكثيرون، وهي لم تدعو إلى تصفية القضية الفلسطينية، عدا أنها لم تقم بزيارة إلى إسرائيل كي يقال إنها طبعت معها. ما قالته فجر السعيد يدخل في باب المنطقي من القول ويعبر عن التفكير الواقعي، وهو دعوة إلى تحكيم العقل بدلا عن الاستسلام للعاطفة، فإسرائيل اليوم دولة لها وجود وكيان على أرض الواقع وهي – للأسف – دولة متقدمة وتعتمد النهج العلمي ومتفوقة في مختلف العلوم، وإقامة علاقات معها مسألة يعود نفعها على كل دولة تطبع معها. لكن لأن الدول العربية والإسلامية في المجمل تحترم قراراتها وتلتزم بالمواثيق لذا فإنها تشترط لتحقق ذلك أن تتجاوب إسرائيل مع دعوات السلام وتعمل بصدق لإيجاد حل للقضية الفلسطينية، فمن دونه لا سلام ولا استقرار، وهذه باختصار ووضوح رسالة الإعلامية فجر السعيد.