أرسل لي أحد الزملاء العاملين في خدمة بيت الله خبرا مفاده أن «73% من واردات لباس الإحرام إلى المملكة العربية السعودية غير مطابقة للمواصفات»، حسب ما نشرته دراسة صادرة عن مركز البحوث والدراسات التابعة للهيئة السعودية للمواصفات.

وأنا أقرأ الخبر دار في بالي العديد من التساؤلات أهمها، لماذا لا تنشئ المملكة العربية السعودية مصانع لصناعة الإحرامات، وسجادات الصلاة، وغيرها من الأمور المتعلقة بالحجيج، حيث إن من شأن هذه الصناعات أن تنشط القطاع الاقتصادي من جانب، بالإضافة إلى تقليل نسب البطالة من خلال توظيف السعوديين في هذه المصانع. أو على أقل تقدير إنشاء مصانع سعودية في الدول الموردة إذا كانت التكلفة أقل وبهذا تضمن سلامة الاشتراطات وتضمن الاستثمار الناجح والمستدام، فكل سنة يتوافد على المملكة العربية السعودية الملايين من الحجيج والمعتمرين، مما يعني استمرارية الطلب والاستهلاك.

هذا الموضوع يقودني لتساؤل آخر، وهو الاستثمار في مجال الطاقة وتحلية المياه تحديداً، فبحسب الإحصائيات فإن دول الخليج تعتبر من أكثر المناطق في العالم استخداماً للطاقة في مجال تحلية المياه ومع ذلك فان دول الخليج تفتقر لتملكها لشركة عالمية لتحلية المياه، أو أي مبتكرات في هذا المجال.

فبحكم الخبرات التراكمية لدول الخليج في استخدام الطاقة في مجال تحلية المياه، فإنها بلا شك تملك خبرات تراكمية تمكنها من الابتكار في هذا الجانب والاستثمار الأمثل فيه.

لا أدعي بأنني أفهم في الاستثمار، ولكني أفقه بأن احتياجات السوق هي المحرك الرئيس من وراء نجاح أي استثمار، فما دام هناك طلب فستتحقق الاستدامة في الربح. وهذا ما أقصده بأننا أولى بالاستثمار فيما نستهلكه، وأعتقد بأن المجال خصب جداً، والمقومات متوفرة لنكون دولاً مصدرة بدلاً من مستوردة فقط.

وأعتقد أن التكامل الاقتصادي يجب أن يتجسد بصورة أكبر بين دول الخليج، لكي نكون قوى اقتصادية لها وزنها في العالم.

* رأيي المتواضع:

نأكل أكلاً مستورداً، ونلبس لبساً مستورداً، ونستخدم مواد بناء مستوردة، وأصبحنا نصلي على سجادة صلاة مستوردة، ونرتدي إحراماً مستورداً لإقامة شعائرنا الدينية.

لطالما أقمنا ندوات ومؤتمرات وتحدثنا عن خطورة واقعنا من ناحية الأمن الغذائي والمائي والبيئي، والإجابة مازالت غير منطقية وغير مرضية.

أفما آن الأوان لنكون شركاء في إنتاج ما نستهلك؟