يسير الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وخلفه آلة إعلامية كبيرة تنشر فكره عبر القوة الناعمة التركية التي بدأت بالوسيم «مهند» قبل عقدين، ليسلمنا إلى وسيم آخر وآخر وآخر، حيث يقول بعضهم ما معناه أن تركيا أردوغان دولة جميع من يعيشون في هذه المنطقة بالشرق الأوسط مهما كانت أعراقهم أو معتقداتهم. وهذا معيار جديد لأردوغان حيث أصبحت «تركيا وطن أهالي المنطقة» حيث ستكون هذه الفكرة بمثابة السد المنيع لسياسات الغرب الرامية إلى تقسيم تركيا وجرها إلى الاقتتال الداخلي على غرار سوريا والعراق.
ونعني بما أسلفنا من قول أن الإعلام الأردوغاني بات يشرعن توسع تركيا في جوارها العربي من أجل منع تعرضها للتقسيم، فتركيا حين تكون كبيرة يصعب على الغرب تقسيمها أو كما يحسبها التجار ورجال الأعمال، لندع تركيا تتوسع كما كان حالها إمبراطورية عثمانية، وإذا هاجمها الغرب فستعطيهم جزءاً من بلد عربي هنا وجزءاً من بلد عربي تحت وصايتها هناك، بالضبط كما تخلت بعد الحرب العالمية الأولى عن الشام والعراق لبريطانيا، وعن بعض بلدان المغرب لفرنسا. كل ذلك لتبقى تركيا سليمة..!!
دوافع تركيا للقيام بمثل هذا كثيرة، أهمها حماية الإسلام، فيوماً بيوم تظهر الأزمات في المنطقة، والتي بدأت مع الاحتلال الأمريكي لأفغانستان عقب هجمات 11 سبتمبر، وبعدها ألحق الغرب بالعالم الإسلامي دماراً هائلًا ومآسيَ إنسانية كبيرة في عقدين، وعلى الأخص سوريا والعراق، ومن المفارقة أنها نفس الدول التي ضحت بها الإمبراطورية العثمانية 1918 لتحمي نفسها قبل مائة عام بالضبط.!!
أما المغريات في نظرية أردوغان الجديدة «تركيا وطن أهالي المنطقة»، وتقوم على أن الغرب عادة يشعل اقتتالاً هنا وهناك، مستغلاً الانقسام والفصل العرقي والمذهبي على غرار ما يحدث في العراق وسوريا. لكن «وطن أهالي المنطقة» القادم، لن يحصل على النتيجة المأمولة لعدة أسباب هامة، يأتي في طليعتها أن الدولة المأمولة ليست دولة مبنية على أساس عرقي، بل مبنية على إخوة ووحدة وتمازج العناصر الرئيسية المكونة لشعبها. لقد قال أردوغان في كلمته الأخيرة باجتماع الكتلة النيابية لحزبه: تركيا ليست حامية لمواطنيها داخل الحدود، وإخوتها خارج الحدود فحسب، بل هي بلدهم، ووطنهم. فقفزت آلته الإعلامية لتفسر ما قاله أو أراد إيصاله ولا يريد أن يتحمله، ووجدت في عبارة «داخل وخارج الحدود» ما يمثل معياراً لمرحلة جديدة. الجمهورية التركية هي في الوقت نفسه دولة ووطن التركمان والعرب والأكراد الذين يعيشون خارج حدودها. فهي دولة جميع من يعيشون في هذه المنطقة مهما كانت أعراقهم أو معتقداتهم.
* اختلاج النبض:
المرحلة الثانية من الأردوغانية تقوم على إنتاج نسخة مما كان قبل قرن، فتركيا قلب العالم الإسلامي، والعرب إضافات يمكن التخلي عنها كفدية لمنع الوصول إلى القلب وهي إسطنبول.
ونعني بما أسلفنا من قول أن الإعلام الأردوغاني بات يشرعن توسع تركيا في جوارها العربي من أجل منع تعرضها للتقسيم، فتركيا حين تكون كبيرة يصعب على الغرب تقسيمها أو كما يحسبها التجار ورجال الأعمال، لندع تركيا تتوسع كما كان حالها إمبراطورية عثمانية، وإذا هاجمها الغرب فستعطيهم جزءاً من بلد عربي هنا وجزءاً من بلد عربي تحت وصايتها هناك، بالضبط كما تخلت بعد الحرب العالمية الأولى عن الشام والعراق لبريطانيا، وعن بعض بلدان المغرب لفرنسا. كل ذلك لتبقى تركيا سليمة..!!
دوافع تركيا للقيام بمثل هذا كثيرة، أهمها حماية الإسلام، فيوماً بيوم تظهر الأزمات في المنطقة، والتي بدأت مع الاحتلال الأمريكي لأفغانستان عقب هجمات 11 سبتمبر، وبعدها ألحق الغرب بالعالم الإسلامي دماراً هائلًا ومآسيَ إنسانية كبيرة في عقدين، وعلى الأخص سوريا والعراق، ومن المفارقة أنها نفس الدول التي ضحت بها الإمبراطورية العثمانية 1918 لتحمي نفسها قبل مائة عام بالضبط.!!
أما المغريات في نظرية أردوغان الجديدة «تركيا وطن أهالي المنطقة»، وتقوم على أن الغرب عادة يشعل اقتتالاً هنا وهناك، مستغلاً الانقسام والفصل العرقي والمذهبي على غرار ما يحدث في العراق وسوريا. لكن «وطن أهالي المنطقة» القادم، لن يحصل على النتيجة المأمولة لعدة أسباب هامة، يأتي في طليعتها أن الدولة المأمولة ليست دولة مبنية على أساس عرقي، بل مبنية على إخوة ووحدة وتمازج العناصر الرئيسية المكونة لشعبها. لقد قال أردوغان في كلمته الأخيرة باجتماع الكتلة النيابية لحزبه: تركيا ليست حامية لمواطنيها داخل الحدود، وإخوتها خارج الحدود فحسب، بل هي بلدهم، ووطنهم. فقفزت آلته الإعلامية لتفسر ما قاله أو أراد إيصاله ولا يريد أن يتحمله، ووجدت في عبارة «داخل وخارج الحدود» ما يمثل معياراً لمرحلة جديدة. الجمهورية التركية هي في الوقت نفسه دولة ووطن التركمان والعرب والأكراد الذين يعيشون خارج حدودها. فهي دولة جميع من يعيشون في هذه المنطقة مهما كانت أعراقهم أو معتقداتهم.
* اختلاج النبض:
المرحلة الثانية من الأردوغانية تقوم على إنتاج نسخة مما كان قبل قرن، فتركيا قلب العالم الإسلامي، والعرب إضافات يمكن التخلي عنها كفدية لمنع الوصول إلى القلب وهي إسطنبول.