هناك وصف دارج لدينا، حين يتحدث أناس فيما بينهم عن أشخاص غالباً يكونون قد وصلوا لمناصب أو مراتب وظيفية عليا، بأن هذا الشخص قد «وصل»!
قد يفهم من الوصف، بفهم المفردة اللغوية المباشرة، أن فلاناً أو علاناً وصل لهذه المرتبة الوظيفية، لكن القصد الحقيقي يختلف جداً، فما يقصده كثيرون بأن فلاناً أو علاناً وصلوا لموقع، معه لا يهمهم أو يضيرهم أي شيء، بالتالي مهما فعلوا ومهما عملوا بأساليب غير سليمة، ومهما أخفقوا فإن هذا لا يؤثر فيهم، فهم قد «وصلوا»!!!
بصراحة، أجده وصفاً خاطئاً، وطرحاً مخجلاً أن يتداول في دولة مؤسسات وقانون، لكن أعلم تماماً بأنه سيرد علي بسهولة، وأنني أنا من أحلم بمثاليات خيالية، لأن الواقع يقول العكس تماماً، فالواصلون لا يهمهم لو قامت الدنيا ولم تقعد، فهم «خلااااص» وصلوا.
لكن لحظة، هذا انطباع يتعاظم، يكشف عن ظاهرة لابد وأن تحارب، وهي معنية بفكر وقناعة المسؤول من جهة، وبطريقة تقويم ومتابعة الحكومة للمسؤولين فيها باختلاف وتنوع مناصبهم.
لا يعني أن فلاناً وصل لموقع ومنصب رفيع في الحكومة، أنه غير مسائل وغير «مهدد» قانونياً إن أخفق أو فشل أو أفسد إدارياً ومالياً، ففكرة «الوصول» هنا ليست معنية بأن هذا الشخص وصل لمرحلة يمكنه فيها أن يفعل ما يشاء دون أن يكترث أو يهتم، فيكون بالتالي مهملاً، غير مبال، متعالياً على الناس ويحول موقعه لعزبة خاصة يحكمها بمزاجه وقانونه الشخصي، لأنه ببساطة سيقول لنفسه «ماذا سيفعلون، سيغيرونني؟ سيقيلونني؟ طيب أنا أمنت نفسي!». وهنا نكتب ذلك دون مبالغة، فالبعض بالفعل تفكيرهم وفق هذا النمط، بالتالي ينصب عمله على نفسه، لا على العمل العام المكلف به.
يفترض أن من يصل للمواقع العليا تكون نسبة المسؤولية لديه عالية، أن يكون مستشعراً لتهديد التغيير بسبب خذلانه للطموحات والثقة استشعاراً، دائماً يكون له هاجساً ملازماً يدفعه للعمل بضمير.
لذلك نقول دائماً بأن المنظومات الإدارية القوية، هي التي تراقب وتحاسب كبار مسؤوليها بشكل مستمر، هي التي تجعلهم تحت الضغط والتهديد «المهني»، بحيث يدركون أن الاستمرارية والبقاء للأفضل في العمل والعطاء وصاحب الكفاءة. إذ لا تتوقع الاهتمام التام والالتزام المطلق والعمل المخلص للوطن وأهله من مسؤول مؤمن بأنه مهما فعل من أخطاء وكوارث فإنه لن يحاسب، وإن حصل وتبدل، فإنه سيخرج بابتسامة عريضة، لأنه «وصل» وأنتم عليكم التعامل مع ما خلفه من فوضى وتراكم للفشل، بأسلوب «أنا ومن بعدي الطوفان»!
يحرص الموظف البسيط على الالتزام بوقت الدوام ويتجنب التأخير، غالباً لأنه يريد تجنب الإنذارات الإدارية، أو الخصم من الراتب، وفي حالات قليلة، لأن لديه ضميراً حياً ولأنه مؤمن بأهمية العمل.
هذا مثال بسيط على وجود الوعي الداخلي أولاً، وثانياً على ضرورة وجود الضوابط والصرامة في عمليات الالتزام والانضباط والإنتاجية والعمل وتحقيق الأهداف.
لا بد وأن يكون هناك «تهديد قانوني إداري رقابي» يستشعر المسؤول تأثيره، يحوله لدافع ومحفز له على العمل والعطاء بضمير. لكن إن ترك بعضهم يفعل ما يشاء، خاصة ممن لا يكترثون لمصلحة الوطن. الناس بقدر ما يكترثون للكرسي والمنصب ومزاياه، هنا فإننا نرسخ الكلمة ونجعلها واقعاً أليماً، بأن فلاناً وعلاناً بالفعل «وصل»، ولا عزاء في المقابل للوطن ومصلحته.
قد يفهم من الوصف، بفهم المفردة اللغوية المباشرة، أن فلاناً أو علاناً وصل لهذه المرتبة الوظيفية، لكن القصد الحقيقي يختلف جداً، فما يقصده كثيرون بأن فلاناً أو علاناً وصلوا لموقع، معه لا يهمهم أو يضيرهم أي شيء، بالتالي مهما فعلوا ومهما عملوا بأساليب غير سليمة، ومهما أخفقوا فإن هذا لا يؤثر فيهم، فهم قد «وصلوا»!!!
بصراحة، أجده وصفاً خاطئاً، وطرحاً مخجلاً أن يتداول في دولة مؤسسات وقانون، لكن أعلم تماماً بأنه سيرد علي بسهولة، وأنني أنا من أحلم بمثاليات خيالية، لأن الواقع يقول العكس تماماً، فالواصلون لا يهمهم لو قامت الدنيا ولم تقعد، فهم «خلااااص» وصلوا.
لكن لحظة، هذا انطباع يتعاظم، يكشف عن ظاهرة لابد وأن تحارب، وهي معنية بفكر وقناعة المسؤول من جهة، وبطريقة تقويم ومتابعة الحكومة للمسؤولين فيها باختلاف وتنوع مناصبهم.
لا يعني أن فلاناً وصل لموقع ومنصب رفيع في الحكومة، أنه غير مسائل وغير «مهدد» قانونياً إن أخفق أو فشل أو أفسد إدارياً ومالياً، ففكرة «الوصول» هنا ليست معنية بأن هذا الشخص وصل لمرحلة يمكنه فيها أن يفعل ما يشاء دون أن يكترث أو يهتم، فيكون بالتالي مهملاً، غير مبال، متعالياً على الناس ويحول موقعه لعزبة خاصة يحكمها بمزاجه وقانونه الشخصي، لأنه ببساطة سيقول لنفسه «ماذا سيفعلون، سيغيرونني؟ سيقيلونني؟ طيب أنا أمنت نفسي!». وهنا نكتب ذلك دون مبالغة، فالبعض بالفعل تفكيرهم وفق هذا النمط، بالتالي ينصب عمله على نفسه، لا على العمل العام المكلف به.
يفترض أن من يصل للمواقع العليا تكون نسبة المسؤولية لديه عالية، أن يكون مستشعراً لتهديد التغيير بسبب خذلانه للطموحات والثقة استشعاراً، دائماً يكون له هاجساً ملازماً يدفعه للعمل بضمير.
لذلك نقول دائماً بأن المنظومات الإدارية القوية، هي التي تراقب وتحاسب كبار مسؤوليها بشكل مستمر، هي التي تجعلهم تحت الضغط والتهديد «المهني»، بحيث يدركون أن الاستمرارية والبقاء للأفضل في العمل والعطاء وصاحب الكفاءة. إذ لا تتوقع الاهتمام التام والالتزام المطلق والعمل المخلص للوطن وأهله من مسؤول مؤمن بأنه مهما فعل من أخطاء وكوارث فإنه لن يحاسب، وإن حصل وتبدل، فإنه سيخرج بابتسامة عريضة، لأنه «وصل» وأنتم عليكم التعامل مع ما خلفه من فوضى وتراكم للفشل، بأسلوب «أنا ومن بعدي الطوفان»!
يحرص الموظف البسيط على الالتزام بوقت الدوام ويتجنب التأخير، غالباً لأنه يريد تجنب الإنذارات الإدارية، أو الخصم من الراتب، وفي حالات قليلة، لأن لديه ضميراً حياً ولأنه مؤمن بأهمية العمل.
هذا مثال بسيط على وجود الوعي الداخلي أولاً، وثانياً على ضرورة وجود الضوابط والصرامة في عمليات الالتزام والانضباط والإنتاجية والعمل وتحقيق الأهداف.
لا بد وأن يكون هناك «تهديد قانوني إداري رقابي» يستشعر المسؤول تأثيره، يحوله لدافع ومحفز له على العمل والعطاء بضمير. لكن إن ترك بعضهم يفعل ما يشاء، خاصة ممن لا يكترثون لمصلحة الوطن. الناس بقدر ما يكترثون للكرسي والمنصب ومزاياه، هنا فإننا نرسخ الكلمة ونجعلها واقعاً أليماً، بأن فلاناً وعلاناً بالفعل «وصل»، ولا عزاء في المقابل للوطن ومصلحته.