هنا أساس مهم ينبغي ممن يختار «السياسة» ميداناً أن يضعه دائماً في الحسبان. «المعارضة» التي تعتقد أن من حقها أن تعمل ما تريد ضد الحكومة وأن تكافح من أجل السيطرة على السلطة عليها أن تعتقد أيضاً بأن من حق الحكومة أن تدافع عن نفسها و«تكافح» من أجل منع من يريد الاستيلاء على السلطة من تحقيق مراده.
ليس من المنطق أن تسمح لنفسك بالعمل على إنزال الهزيمة بالحكومة لتتسلم السلطة وتدير البلاد وتستكثر على الحكومة الدفاع عن نفسها. من هنا فإن عبارة أن «الحكومة تريد إضعاف المعارضة أو إنزال الهزيمة بها» إن قيلت فإنها تعبر عن قلة فهم قائلها واعتقاده بأن على الحكومة أن تقف مكتوفة اليدين وتتبسم وهي ترى الآخرين ينزعون السلطة منها. هذا الفهم الخاطئ والناقص هو المسيطر للأسف على أولئك الذين يعتبرون أنفسهم «معارضة» و«مناضلين» و«في ثورة»، وهذا يعني أنهم لا يرون في الدائرة إلا أنفسهم، ويعني أنهم يعانون من مشكلة كبيرة.
بغض النظر عن التفاصيل فإن من حق أولئك أن يسعوا إلى تسلم السلطة وأن يعملوا وهم في ذلك السعي على إضعاف الحكومة وإنزال الهزيمة بها ولا بأس لو «استعانوا بصديق»، لكن في المقابل فإن من حق السلطة أن تدافع عن نفسها ومن حق الحكومة أن تقوم بكل ما يمكنها وتبذل كل ما تستطيعه من جهد لمنع أولئك من تحقيق مرادهم، لأنها من دون هذا الجهد لا تستطيع أن تستمر ويتمكن كل من يرمي إلى تسلم السلطة من تسلمها والاحتفال بـ «النصر المؤزر».
بناء على هذا الأساس تعمل الحكومة وتعمل السلطة، وبناء على هذا الأساس أيضاً يفترض من أولئك أن يتفهموا ويتوقفوا عن ترديد الكلام الخالي من كل معنى والذي ملخصه أن «الحكومة تريد إضعافنا والقضاء علينا» حيث الحكومة تعمل ذلك أيضاً من أجل المواطنين المسئولة عنهم ومن أجل الوطن وهي في كل الأحوال تمارس حقها وتعمل الواجب الذي عليها تجاه من هي مسؤولة عنهم.
عندما تختار المواجهة والعمل ضد السلطة – في أي مكان – فعليك أن تحتمل كل ما قد يأتيك منها، إذ من حقها أن تحمي نفسها وتدافع عمن هي مسؤولة عنهم وعن الوطن. توقعك أن تكون السلطة سلبية أو أن تسمح لك بفعل ما تريد بما في ذلك إزالتها وإقامة حكم جديد خطأ عليك أن تراجع نفسك بشأنه في التو والحال، وتوقعك أن تسلمك السلطة نفسها وتبارك لك الحكومة بهذه المناسبة خطأً آخر عليك أن تراجع نفسك بشأنه فوراً. لا يوجد سلطة في العالم ولا حكومة تقبل بهذا. مثل هذا الأمر لا يتحقق إلا في أحلام اليقظة.
بناء على هذا الأساس وهذا التفصيل يمكن التأكيد بأن العالم لا يلتفت إلى كل ما يصدر عن أولئك الذين اختاروا العمل ضد السلطة بغية تسلمها، ولسان حال العالم في مثل هذه الأحوال يقول بأن عليك أن تحتمل ما يأتيك فأنت الذي اخترت أن تكون في هذا الموقع وهذا الظرف. وبناء على كل هذا ينبغي من أولئك الذين يعتبرون أنفسهم «معارضة ومناضلين وفي ثورة» أن يتوقفوا عن الذي يقومون به حاليا فلا أحد يسمعهم ولا يمكنهم أن يحصلوا ممن يصله صوتهم سوى العبارات المعبرة عن التعاطف والتي تنتهي بدعوة «ربنا يعينك».
لا بأس أن تمارس حقك في محاولة تسلم السلطة وإضعاف الحكومة وفعل كل ما تريد فعله، لكن عليك أن تعلم أن من حق السلطة أن تدافع عن نفسها ومن حق الحكومة أن تحمي السلطة والوطن وكل من هي مسؤولة عنه.
هذا أساس مهم ينبغي ألا يغيب عنهم.
ليس من المنطق أن تسمح لنفسك بالعمل على إنزال الهزيمة بالحكومة لتتسلم السلطة وتدير البلاد وتستكثر على الحكومة الدفاع عن نفسها. من هنا فإن عبارة أن «الحكومة تريد إضعاف المعارضة أو إنزال الهزيمة بها» إن قيلت فإنها تعبر عن قلة فهم قائلها واعتقاده بأن على الحكومة أن تقف مكتوفة اليدين وتتبسم وهي ترى الآخرين ينزعون السلطة منها. هذا الفهم الخاطئ والناقص هو المسيطر للأسف على أولئك الذين يعتبرون أنفسهم «معارضة» و«مناضلين» و«في ثورة»، وهذا يعني أنهم لا يرون في الدائرة إلا أنفسهم، ويعني أنهم يعانون من مشكلة كبيرة.
بغض النظر عن التفاصيل فإن من حق أولئك أن يسعوا إلى تسلم السلطة وأن يعملوا وهم في ذلك السعي على إضعاف الحكومة وإنزال الهزيمة بها ولا بأس لو «استعانوا بصديق»، لكن في المقابل فإن من حق السلطة أن تدافع عن نفسها ومن حق الحكومة أن تقوم بكل ما يمكنها وتبذل كل ما تستطيعه من جهد لمنع أولئك من تحقيق مرادهم، لأنها من دون هذا الجهد لا تستطيع أن تستمر ويتمكن كل من يرمي إلى تسلم السلطة من تسلمها والاحتفال بـ «النصر المؤزر».
بناء على هذا الأساس تعمل الحكومة وتعمل السلطة، وبناء على هذا الأساس أيضاً يفترض من أولئك أن يتفهموا ويتوقفوا عن ترديد الكلام الخالي من كل معنى والذي ملخصه أن «الحكومة تريد إضعافنا والقضاء علينا» حيث الحكومة تعمل ذلك أيضاً من أجل المواطنين المسئولة عنهم ومن أجل الوطن وهي في كل الأحوال تمارس حقها وتعمل الواجب الذي عليها تجاه من هي مسؤولة عنهم.
عندما تختار المواجهة والعمل ضد السلطة – في أي مكان – فعليك أن تحتمل كل ما قد يأتيك منها، إذ من حقها أن تحمي نفسها وتدافع عمن هي مسؤولة عنهم وعن الوطن. توقعك أن تكون السلطة سلبية أو أن تسمح لك بفعل ما تريد بما في ذلك إزالتها وإقامة حكم جديد خطأ عليك أن تراجع نفسك بشأنه في التو والحال، وتوقعك أن تسلمك السلطة نفسها وتبارك لك الحكومة بهذه المناسبة خطأً آخر عليك أن تراجع نفسك بشأنه فوراً. لا يوجد سلطة في العالم ولا حكومة تقبل بهذا. مثل هذا الأمر لا يتحقق إلا في أحلام اليقظة.
بناء على هذا الأساس وهذا التفصيل يمكن التأكيد بأن العالم لا يلتفت إلى كل ما يصدر عن أولئك الذين اختاروا العمل ضد السلطة بغية تسلمها، ولسان حال العالم في مثل هذه الأحوال يقول بأن عليك أن تحتمل ما يأتيك فأنت الذي اخترت أن تكون في هذا الموقع وهذا الظرف. وبناء على كل هذا ينبغي من أولئك الذين يعتبرون أنفسهم «معارضة ومناضلين وفي ثورة» أن يتوقفوا عن الذي يقومون به حاليا فلا أحد يسمعهم ولا يمكنهم أن يحصلوا ممن يصله صوتهم سوى العبارات المعبرة عن التعاطف والتي تنتهي بدعوة «ربنا يعينك».
لا بأس أن تمارس حقك في محاولة تسلم السلطة وإضعاف الحكومة وفعل كل ما تريد فعله، لكن عليك أن تعلم أن من حق السلطة أن تدافع عن نفسها ومن حق الحكومة أن تحمي السلطة والوطن وكل من هي مسؤولة عنه.
هذا أساس مهم ينبغي ألا يغيب عنهم.