لا يجوز أن نمجد طاغية حتى ولو كان هتلر الذي حرق اليهود، لكن ما يجري من صراع فرنسي إيطالي في ليبيا جعلنا نتذكر الطاغية وكيف كانت شوارع باريس وروما ملاعب لصبية الاستخبارات الليبية يقتلون الأمريكان ويغتالون الإرهابيين ويعبث أولاد القذافي أنفسهم بباريس وروما ليل نهار.
في البداية لم نفهم لماذا استدعت وزارة الخارجية الفرنسية سفيرة إيطاليا للاحتجاج على ما يصدر من إيطاليا من تصريحات ضد الحكومة الفرنسية وقدمت لها قائمة طويلة منها: دعم حكومة روما لتحرك «السترات الصفراء» ضد سياسة ماكرون واتهامه بالحكم «ضد شعبه»، ووصلت إلى قول نائب رئيس الحكومة الإيطالية أنا قريب جداً وبكل جوارحي من الشعب الفرنسي، الملايين من الرجال والنساء الذين يعيشون في فرنسا مع حكومة سيئة جداً ورئيس جمهورية بالغ السوء. كما ضمت قائمة الاتهامات -اتهام روما لباريس بجعل أفريقيا أكثر فقراً، ومفاقمة أزمة الهجرة. وطالبت الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات ضد الدول التي تقف وراء مأساة المهاجرين في البحر المتوسط بدءاً بفرنسا التي «تدفعهم للرحيل» من أفريقيا، وهي فرنسا التي بسبب طبعها استعمرت 14 دولة أفريقية، تمنع نموها وتساهم في رحيل لاجئين. وإذا أرادت أوروبا التحلي بالشجاعة فإنه عليها أن تواجه مسألة إزالة الاستعمار من أفريقيا.
هذه مظاهر الصراع الفرنسي الإيطالي، ليس السبب الخوف على رفاهية المواطن الفرنسي أو حياة الأفريقي المعرض للخطر، بل الأسباب طمع الدولتين وتنافسهما في نفط ليبيا، فاحتياطيات النفط في ليبيا هي الأكبر في قارة أفريقيا وتحتل المرتبة التاسعة بين عشر دول لديها أكبر احتياطيات نفطية مؤكدة لبلدٍ في العالم، فقد قامت فرنسا بخطوات عملية عبر ملف مكافحة الإرهاب في ليبيا، وقدمت دعماً عسكرياً لحفتر بموجبه حقق نجاحات لافتة في درنة والهلال النفطي. فما كان من روما إلا أن انخرطت في حوارات مباشرة وغير مباشرة مع قوى سياسية وكتائب مسلحة في طرابلس مناوئة لحفتر. وتطور التنافس فقامت روما بوضع العراقيل أمام ما تطرحه باريس من أفكار لإنجاح الحوار الليبي-الليبي، ففرنسا كما تقول إيطاليا لا ترغب في تهدئة الأوضاع في ليبيا التي يمزقها العنف بسبب مصالحها في قطاع الطاقة.
لقد كان من المفروض أن تجري الانتخابات الليبية في خريف 2018، لكن اعتراض روما وباريس وتحركات المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة أدت إلى تأجيلها ربما لربيع 2019، وربما لا تعقد أصلاً.
* اختلاج النبض:
كما تتحكم إيران وتركيا وأمريكا وروسيا في مستقبل العراق وسوريا السياسي والاقتصادي، تتحكم إيطاليا وفرنسا في مستقبل الاستقرار في ليبيا.
في البداية لم نفهم لماذا استدعت وزارة الخارجية الفرنسية سفيرة إيطاليا للاحتجاج على ما يصدر من إيطاليا من تصريحات ضد الحكومة الفرنسية وقدمت لها قائمة طويلة منها: دعم حكومة روما لتحرك «السترات الصفراء» ضد سياسة ماكرون واتهامه بالحكم «ضد شعبه»، ووصلت إلى قول نائب رئيس الحكومة الإيطالية أنا قريب جداً وبكل جوارحي من الشعب الفرنسي، الملايين من الرجال والنساء الذين يعيشون في فرنسا مع حكومة سيئة جداً ورئيس جمهورية بالغ السوء. كما ضمت قائمة الاتهامات -اتهام روما لباريس بجعل أفريقيا أكثر فقراً، ومفاقمة أزمة الهجرة. وطالبت الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات ضد الدول التي تقف وراء مأساة المهاجرين في البحر المتوسط بدءاً بفرنسا التي «تدفعهم للرحيل» من أفريقيا، وهي فرنسا التي بسبب طبعها استعمرت 14 دولة أفريقية، تمنع نموها وتساهم في رحيل لاجئين. وإذا أرادت أوروبا التحلي بالشجاعة فإنه عليها أن تواجه مسألة إزالة الاستعمار من أفريقيا.
هذه مظاهر الصراع الفرنسي الإيطالي، ليس السبب الخوف على رفاهية المواطن الفرنسي أو حياة الأفريقي المعرض للخطر، بل الأسباب طمع الدولتين وتنافسهما في نفط ليبيا، فاحتياطيات النفط في ليبيا هي الأكبر في قارة أفريقيا وتحتل المرتبة التاسعة بين عشر دول لديها أكبر احتياطيات نفطية مؤكدة لبلدٍ في العالم، فقد قامت فرنسا بخطوات عملية عبر ملف مكافحة الإرهاب في ليبيا، وقدمت دعماً عسكرياً لحفتر بموجبه حقق نجاحات لافتة في درنة والهلال النفطي. فما كان من روما إلا أن انخرطت في حوارات مباشرة وغير مباشرة مع قوى سياسية وكتائب مسلحة في طرابلس مناوئة لحفتر. وتطور التنافس فقامت روما بوضع العراقيل أمام ما تطرحه باريس من أفكار لإنجاح الحوار الليبي-الليبي، ففرنسا كما تقول إيطاليا لا ترغب في تهدئة الأوضاع في ليبيا التي يمزقها العنف بسبب مصالحها في قطاع الطاقة.
لقد كان من المفروض أن تجري الانتخابات الليبية في خريف 2018، لكن اعتراض روما وباريس وتحركات المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة أدت إلى تأجيلها ربما لربيع 2019، وربما لا تعقد أصلاً.
* اختلاج النبض:
كما تتحكم إيران وتركيا وأمريكا وروسيا في مستقبل العراق وسوريا السياسي والاقتصادي، تتحكم إيطاليا وفرنسا في مستقبل الاستقرار في ليبيا.