هذا أبشع أسلوب يجعلني أغضب، بل ويدفع كثيرون ممن يعتبرون البحرين كما الدم الذي يسري في عروقهم أن يغضبوا ويعبروا عن استيائهم، حينما يخرج شخص ما أو مجموعة لتزايد على الآخرين باسم «الوطنية»، بل لتحاول أن تنسف مواقفك الوطنية، وتصورك على أنك ضد الوطن، فقط لأنك تنتقد الأخطاء فيه.
هذا نمط مخجل بات يسود لدينا هذه الأيام، نمط «يخلط» بصورة مخيفة ما بين «الانتقاد البناء» لأجل الوطن، وما بين «الانقلاب» على الوطن والتشهير به والتقول عليه.
من يحاول أن يزايد على المخلصين من أبناء البحرين في وطنيتهم، هؤلاء عليهم إعادة حساباتهم، فليست الوطنية أن تتحول إلى «مخادع» أو «منافق» تجمل كل أمر قبيح أو خاطئ، ليس من حب الوطن أن تحاول «تزوير» الحقائق، فتسعى لطمس صوت الناس، أو تشويه رؤاهم، أو إخفاء الواقع وإبداله بخيالات غير صحيحة، بل هذه الممارسة هي الأشبه بـ«الخيانة» الصريحة بحق الوطن.
كلما أرى ممارسات هدفها هذا الشيء، أي تخويف المواطن من ممارسة حقه في النقد وحرية التعبير، أتذكر «ضماناتنا» القوية والرئيسة، التي منها نستمد قوتنا في بناء الوطن من خلال محاربة الظواهر الخاطئة، وأعني هنا دعم رمزنا الأول جلالة الملك حمد حفظه الله، ملكنا الذي يقدر الصحافة الوطنية والذي يطلب منها أن تساهم بقوة في مشروعه الإصلاحي من خلال نقدها البناء، وإيصال صوت الناس، وكذلك الدعم القوي من صاحب السمو الملكي، الأمير خليفة بن سلمان، رئيس الوزراء، حفظه الله، الذي قال «انتقدوا خليفة بن سلمان لكن لا تسيئوا للوطن»، أتذكر بأننا نمارس حقنا الوطني وظهرنا القوي رموزنا حفظهم الله.
أعود للقول، بأن الوطنية وحب الوطن ليست ادعاء، وليست تتم بالمزايدات، هي أفعال قبل أن تكون أقوالاً، هي إيمان في القلب، ومبادئ وثوابت، هي دافع يحركك للعمل من أجل الوطن قبل كل شيء، لا من أجل نفسك، ولا من أجل أن تنتقص من الآخرين، فالوطن يسع للجميع، كلاً بتنوعه واختلافه، حتى من خان الوطن يوماً، يحن قلب الوطن عليه ويمنحه الفرص تلو الفرص ليصحح مساره ويعود أدراجه.
بالتالي حينما ننظر لمن ينتقدون، ومن يعبرون بحرية عن آرائهم، ومن يدعون لـ «الإصلاح» والإصلاح هو أساس مشروعنا الإصلاحي، حينما ينظر لهم بأنهم أصحاب تأزيم وفوضى، بل وكارهون للوطن، فإننا نرتكب جريمة كبرى بحق ضميرنا الوطني، حينما نظن أن خنق الأصوات وتضييق سقف الحريات هو ما سيحفظ لنا الوطن، وهو ما سيغير النظرة السلبية إن وجدت تجاهها.
لا تعملوا بمنطق مقلوب، فما دمر المنظومات إلا أولئك الذين وجدوا في النقد والدعوة لإعادة ترتيب الحسابات وإصلاح المعطوب، رأوا فيه فعلاً يماثل «الخيانة»، ولم يفهموه بشكله الصحيح على أنه حرص وحب لأن نرى الوطن في أجمل صوره، في أفضل حالاته، يحقق المزيد من المكتسبات، يتحول لمجتمع تسود فيه الفضيلة، يخدم أبناءه، ويجعلهم يلتفون أكثر حوله، يثقون بمنظوماته وعدالته، يرون الفساد محارباً فيه، وأصحاب الأجندات والمصالح الشخصية لا موقع لهم من الإعراب فيه.
من يحب الوطن لا يجب أن يسكت ويغض النظر عما يسيء إليه، من ممارسات خاطئة، ومن فساد واستهتار مسؤولين، ومن ظلم أفراد، ومن انحراف في العمل يحيدنا عن أهدافنا الوطنية.
من يحب الوطن هو من يمتلك «الغيرة» عليه، بحيث لا يقبل بأن تمس البحرين، بل ذرة تراب منها، أي إساءة أو تطاول أو تشويه، بسبب فعل فاعل.
أنتقد الخطأ، لأنني أحب أن أرى بلدي الغالية «صح»، ومليون «صح».
هذا نمط مخجل بات يسود لدينا هذه الأيام، نمط «يخلط» بصورة مخيفة ما بين «الانتقاد البناء» لأجل الوطن، وما بين «الانقلاب» على الوطن والتشهير به والتقول عليه.
من يحاول أن يزايد على المخلصين من أبناء البحرين في وطنيتهم، هؤلاء عليهم إعادة حساباتهم، فليست الوطنية أن تتحول إلى «مخادع» أو «منافق» تجمل كل أمر قبيح أو خاطئ، ليس من حب الوطن أن تحاول «تزوير» الحقائق، فتسعى لطمس صوت الناس، أو تشويه رؤاهم، أو إخفاء الواقع وإبداله بخيالات غير صحيحة، بل هذه الممارسة هي الأشبه بـ«الخيانة» الصريحة بحق الوطن.
كلما أرى ممارسات هدفها هذا الشيء، أي تخويف المواطن من ممارسة حقه في النقد وحرية التعبير، أتذكر «ضماناتنا» القوية والرئيسة، التي منها نستمد قوتنا في بناء الوطن من خلال محاربة الظواهر الخاطئة، وأعني هنا دعم رمزنا الأول جلالة الملك حمد حفظه الله، ملكنا الذي يقدر الصحافة الوطنية والذي يطلب منها أن تساهم بقوة في مشروعه الإصلاحي من خلال نقدها البناء، وإيصال صوت الناس، وكذلك الدعم القوي من صاحب السمو الملكي، الأمير خليفة بن سلمان، رئيس الوزراء، حفظه الله، الذي قال «انتقدوا خليفة بن سلمان لكن لا تسيئوا للوطن»، أتذكر بأننا نمارس حقنا الوطني وظهرنا القوي رموزنا حفظهم الله.
أعود للقول، بأن الوطنية وحب الوطن ليست ادعاء، وليست تتم بالمزايدات، هي أفعال قبل أن تكون أقوالاً، هي إيمان في القلب، ومبادئ وثوابت، هي دافع يحركك للعمل من أجل الوطن قبل كل شيء، لا من أجل نفسك، ولا من أجل أن تنتقص من الآخرين، فالوطن يسع للجميع، كلاً بتنوعه واختلافه، حتى من خان الوطن يوماً، يحن قلب الوطن عليه ويمنحه الفرص تلو الفرص ليصحح مساره ويعود أدراجه.
بالتالي حينما ننظر لمن ينتقدون، ومن يعبرون بحرية عن آرائهم، ومن يدعون لـ «الإصلاح» والإصلاح هو أساس مشروعنا الإصلاحي، حينما ينظر لهم بأنهم أصحاب تأزيم وفوضى، بل وكارهون للوطن، فإننا نرتكب جريمة كبرى بحق ضميرنا الوطني، حينما نظن أن خنق الأصوات وتضييق سقف الحريات هو ما سيحفظ لنا الوطن، وهو ما سيغير النظرة السلبية إن وجدت تجاهها.
لا تعملوا بمنطق مقلوب، فما دمر المنظومات إلا أولئك الذين وجدوا في النقد والدعوة لإعادة ترتيب الحسابات وإصلاح المعطوب، رأوا فيه فعلاً يماثل «الخيانة»، ولم يفهموه بشكله الصحيح على أنه حرص وحب لأن نرى الوطن في أجمل صوره، في أفضل حالاته، يحقق المزيد من المكتسبات، يتحول لمجتمع تسود فيه الفضيلة، يخدم أبناءه، ويجعلهم يلتفون أكثر حوله، يثقون بمنظوماته وعدالته، يرون الفساد محارباً فيه، وأصحاب الأجندات والمصالح الشخصية لا موقع لهم من الإعراب فيه.
من يحب الوطن لا يجب أن يسكت ويغض النظر عما يسيء إليه، من ممارسات خاطئة، ومن فساد واستهتار مسؤولين، ومن ظلم أفراد، ومن انحراف في العمل يحيدنا عن أهدافنا الوطنية.
من يحب الوطن هو من يمتلك «الغيرة» عليه، بحيث لا يقبل بأن تمس البحرين، بل ذرة تراب منها، أي إساءة أو تطاول أو تشويه، بسبب فعل فاعل.
أنتقد الخطأ، لأنني أحب أن أرى بلدي الغالية «صح»، ومليون «صح».