شباب اليوم رجال الغد وعدة المستقبل وهم من نرى فيهم الخير الكثير لبلدانهم وأوطانهم، إلا أنه من المؤسف انضمام بعض الشباب للجماعات ذات الفكر المنحرف والمتطرف والذي يقودهم إلى الفكر الإرهابي والعنف المتجذر وصولاً إلى المنظمات الإرهابية التي أبوابها مشرعة لهم، حيث تخترقهم من خلال مجالات متعددة وبحسب رغبتهم، منها ما يرتبط بأساليب اجتماعية أو سياسية أوعوامل فكرية أوعقائدية أو في بعض الأحيان تكون اقتصادية.

ومن الشرائح المستهدفة الطبقة غير المتعلمة والتي يسيطر عليها الجهل والفراغ وخصوصاً العاطلة عن العمل والفقيرة مادياً وذهنياً، والتي من السهل غسل مخها بأرخص وأبخس الأثمان والروايات التي تدفع الشباب إلى الفكر الضال، وتروج لهم بهدف تحقيق الذات وإشباع الاحتياجات سواءً كانت الضروريات منها أو الكماليات، والتي قد يصعب على الفقير أو العاطل الحصول عليها، وهذه الأمور تجر الشاب أو الشابة للانحراف سواء الفكري منها أو العملي أو تجعلهم ينخرطون في جهات ذات تطرف غير مرغوب فيها عند الأسوياء، وهي بدورها تقوم بإشباع رغباتهم وحاجاتهم المادية مقابل تنفيذ بعض العمليات الإرهابية. ومن هنا نركز على العمل في زرع القيم الأخلاقية والوازع الديني المعتدل الذي يميل إلى الوسطية، وعندما يغيب عامل القيمة الاجتماعية ترى ظهور الأصوات النشاز التي يسمعها المؤثر عليه وكأنها أصوات لا يعلى عليها حيث يوجد ضالته فيها، وعندها تبدأ التنظيمات برسم الخطط الجديدة له لكي ينفذها علماً بأنه لا يعي بأنها تتعارض مع قيم المجتمع الذي تربى فيه من تنشئة اجتماعية وضبط اجتماعي وقيم دينية وأخلاقية مبنية على الاعتدال، وهذا ما يجعل مكانته تلاقي قبولاً سريعاً.

وتبقى العوامل التي تدفع الأفراد للانضمام للجماعات غير المرغوب فيها هو الإحساس بالاضطهاد وأن حقوقهم مسلوبة في المجتمع، فإن ذلك يساعدهم في الوقوع في شباك من يصطادهم، ومن هنا تكون الفرصة مواتية لأفراد التنظيمات المتطرفة لاحتواء مثل هؤلاء، واستغلال هذه الدوافع والاستمرار في تضخيمها، ونجد أيضاً أن الفهم الخاطئ بأصول العقيدة وقواعدها والجهل بمقاصد الشريعة عاملاً مساعداً على تطرف الشباب، فالجهل بأصول الدين الصحيحة من أهم أسباب التطرف، وأن الغلو في الدين وتفسير النصوص الشرعية على غير حقيقتها سيؤدي إلى ظهور فكر منحرف وهو الذي يخلط بين التطرف والاجتهاد في الفتاوى غير الصحيحة.

بالإضافة إلى ما سبق من عوامل نجد عامل الانفتاح الإعلامي والتواصل الاجتماعي له تأثير كبير وسهل في دفع الشباب للانتماء للتنظيمات المتطرفة والإرهابية بشكل مباشر وغير مباشر، حيث تستفيد هذه التنظيمات من الوسائل المتعددة والمفتوحة لتبث أفكارها وسمومها والترويج لها لتجنيد أكبر عدد ممكن من الشباب خاصة ممن توافرت لديهم الدوافع التي تساعد على الانتماء لها حيث يستخدم المغرر بهم شبكة الإنترنت في نقل الرسائل والتعليمات التنظيمية ولهم مواقع دعائية على الشبكات العنكبوتية ومواقع التواصل الاجتماعي تنطق بأسمائهم وتدعو لأفكارهم، تجند الأعضاء والأنصار الجدد لهم، حفظ الله شبابنا الأخيار من شر الأشرار وكيد الفجار.