إن كان البعض يظن أن مسألة إرضاء الغرب عملية سهلة فهو مخطئ، وفي نفس الوقت إن كان يظن أن مسألة إرضاء الغرب «غاية» قصوى فهو مخطئ أيضا!
المجتمع الدولي وقوى المجتمع المدني والناس في كل مكان في هذا العالم لهم آراؤهم الخاصة ونظرتهم لأي مسألة كانت، وهم يبنون كل ذلك على ما يتوافر لهم من معلومات وعلى ما يصلون إليه من معرفة بالشأن الذي يتحدثون فيه.
كثيرون يستاؤون حينما تصدر من منظمات غربية أو حتى دول أو أفراد تعليقات سلبية أو انتقادات، رغم أن هذه مسألة طبيعية جداً، إذ من الاستحالة أن ترضي الجميع، هذا إن كنت تنظر لمسألة «الإرضاء» كغاية وهدف.
ومثلما هناك من يختلف معك، هناك من يتفق ويتعاطف معك، لكن كل هذه الأمور مرتبطة بوصول المعلومة وتوافرها والإقناع المبني على حقائق ووقائع.
البحرين عانت من هذه المشكلة، هناك كثير من المجتمعات سلمت بما يصل إليها من معلومات وبعض منها مبالغ فيها أو معلومات مغلوطة، فقط لأنها هي المتوفرة على الساحة، ولسبب وجود فئات وجهات عرفت أصول اللعبة فمارست عملية الوصول لهذه المجتمعات و«سوقت» فيها بضاعتها، وليس المهم في عملية «التسويق» بالنسبة لهؤلاء أن تكون البضاعة حقيقية أو أصلية، بل المهم أن «يبتاعها» المستهدفون ويبنوا آرائهم ومواقفهم عليها.
بعد مرور قرابة عقدين على المشروع الإصلاحي لجلالة الملك وما أسفر عنه من إصلاحات وتطوير في المجتمع البحريني وعودة للحياة البرلمانية وتأسيس لممارسات إيجابية مثل محاربة الفساد والتمييز والطائفية، إلا أن كثيرا من هذه الحقائق مازالت لا تصل بصورتها المتكاملة للمجتمع الدولي، ومازالت كثير من الشعوب الغربية لا تعرف عنها أقل القليل.
كثير من الناس يظنون أن الديمقراطية غير موجودة أصلا، وأن البحرين تفتقر لوجود مؤسسات برلمانية والناس محرومون من حقهم الانتخابي، رغم أن كل هذا موجود منذ سنوات وقطعت البحرين فيها أشواطا كبيرة، لكن كما بينا الخلل في الوصول لهؤلاء الناس وإبراز صورة البحرين الحقيقية.
البعض يظن أن الوصول للغرب يوجب الانتهاء لنتيجة إقناعهم وتغيير وجهات نظرهم هكذا عبر «فرقعة إصبع»، وهذا مفهوم خاطئ أيضا، إذ في مجتمعات لها تاريخها في الممارسة الديمقراطية وفي تثبيت أصول الحقوق والواجبات المدنية، يصعب أن تعرض شيئا وتفرض على الناس تصديقه، وهذا الكلام ينطبق أيضا حتى على من يسوق معلومات غير صحيحة، إذ هناك من سيصدق بناء على ما يعرض أمامه من معلومات وصور، وهناك من يخضع كل ذلك للتقييم خاصة في ظل غياب صوت الطرف الموازي.
الفكرة هنا، أن الدفاع عن قضية عادلة، وعن وضع قائم أصلا بإيجابياته وسلبياته لا يفرض إخفاء جوانب وأمور هنا وهناك، ولا يفرض إجبار الناس على التصديق، بل المسألة كلها تتركز في طريقة عرض الحقائق دون مبالغة أو تضخيم أو تقطيع، وترك التقييم للناس وافتراض الحيادية منهم والموضوعية، أقلها تكون قمت بدورك في إيصال المعلومة.
كثير من الجهات الغربية غيرت مواقفها من الوضع في البحرين، فبعد أن مارست أنواعا من النقد بناء على ما اطلعت عليه من معلومات الأطراف التي ركزت على تشويه صورة البحرين في الخارج، هي اليوم –هذه الجهات– غيرت نسبيا من نظرتها للحالة البحرينية بعدما وصلت لها المعلومات من الطرف الآخر وتركت لتقيم الوضع.
أعود وأذكر بأن مسألة إقناع الغرب ليست «غاية» في مقابلها تنتفي الأولويات الأخرى بالأخص في الداخل المعنية بتطبيق القانون وفرض الأمن ومحاسبة المتجاوزين، لكن وضعية العالم اليوم لا تسمح لأي دولة أن تعيش في «عزلة» أو تمنع عنها التأثر بما يدور حولها من متغيرات.
تقديم الصورة الحقيقية للبحرين هو أمضى سلاح لمواجهة أي محاولات تشويه وتضخيم للوقائع، طوال عقود والبحرين تنجز وتحقق كثيرا من المكتسبات على الصعيد الداخلي، ومع المشروع الإصلاحي خطت خطوات كبيرة وغير مسبوقة، الحقوق زادت والحرية ارتفع سقفها، وإن كان تعديد الإيجابيات هنا سيأخذ مساحة أكبر، إلا أن التأكيد على عدم وجود سلبيات مسألة لا تعكس الواقع أيضا، فالبحرين حالها حال أي دولة في حراك المجتمع وتطويره فيها الإيجابيات والسلبيات. قدم الصورة الصحيحة، دعمها بالشواهد والإثباتات، فند الإدعاءات بما يقابلها من دحض منطقي بالأدلة، وبعدها اترك الحكم لمن يريد أن يقيم بحيادية وموضوعية، هكذا يقيم كثير من الغربيين الأمور ويحكمون عليها، دون نسيان وجود فئات ومجموعات تتعامل بناء على أجندات ووفق تربيطات ولوبيات.
البحرين تمتلك الكثير من النجاحات التي بمجرد عرضها على أي جهة حيادية وعقلانية يتضح لها بأن هذه بلد ناهضة متطورة تريد خير مواطنيها وهي اليوم تعاني من مجموعات تؤزم الأوضاع سعيا وراء مكاسب سياسية وسيادية.
المجتمع الدولي وقوى المجتمع المدني والناس في كل مكان في هذا العالم لهم آراؤهم الخاصة ونظرتهم لأي مسألة كانت، وهم يبنون كل ذلك على ما يتوافر لهم من معلومات وعلى ما يصلون إليه من معرفة بالشأن الذي يتحدثون فيه.
كثيرون يستاؤون حينما تصدر من منظمات غربية أو حتى دول أو أفراد تعليقات سلبية أو انتقادات، رغم أن هذه مسألة طبيعية جداً، إذ من الاستحالة أن ترضي الجميع، هذا إن كنت تنظر لمسألة «الإرضاء» كغاية وهدف.
ومثلما هناك من يختلف معك، هناك من يتفق ويتعاطف معك، لكن كل هذه الأمور مرتبطة بوصول المعلومة وتوافرها والإقناع المبني على حقائق ووقائع.
البحرين عانت من هذه المشكلة، هناك كثير من المجتمعات سلمت بما يصل إليها من معلومات وبعض منها مبالغ فيها أو معلومات مغلوطة، فقط لأنها هي المتوفرة على الساحة، ولسبب وجود فئات وجهات عرفت أصول اللعبة فمارست عملية الوصول لهذه المجتمعات و«سوقت» فيها بضاعتها، وليس المهم في عملية «التسويق» بالنسبة لهؤلاء أن تكون البضاعة حقيقية أو أصلية، بل المهم أن «يبتاعها» المستهدفون ويبنوا آرائهم ومواقفهم عليها.
بعد مرور قرابة عقدين على المشروع الإصلاحي لجلالة الملك وما أسفر عنه من إصلاحات وتطوير في المجتمع البحريني وعودة للحياة البرلمانية وتأسيس لممارسات إيجابية مثل محاربة الفساد والتمييز والطائفية، إلا أن كثيرا من هذه الحقائق مازالت لا تصل بصورتها المتكاملة للمجتمع الدولي، ومازالت كثير من الشعوب الغربية لا تعرف عنها أقل القليل.
كثير من الناس يظنون أن الديمقراطية غير موجودة أصلا، وأن البحرين تفتقر لوجود مؤسسات برلمانية والناس محرومون من حقهم الانتخابي، رغم أن كل هذا موجود منذ سنوات وقطعت البحرين فيها أشواطا كبيرة، لكن كما بينا الخلل في الوصول لهؤلاء الناس وإبراز صورة البحرين الحقيقية.
البعض يظن أن الوصول للغرب يوجب الانتهاء لنتيجة إقناعهم وتغيير وجهات نظرهم هكذا عبر «فرقعة إصبع»، وهذا مفهوم خاطئ أيضا، إذ في مجتمعات لها تاريخها في الممارسة الديمقراطية وفي تثبيت أصول الحقوق والواجبات المدنية، يصعب أن تعرض شيئا وتفرض على الناس تصديقه، وهذا الكلام ينطبق أيضا حتى على من يسوق معلومات غير صحيحة، إذ هناك من سيصدق بناء على ما يعرض أمامه من معلومات وصور، وهناك من يخضع كل ذلك للتقييم خاصة في ظل غياب صوت الطرف الموازي.
الفكرة هنا، أن الدفاع عن قضية عادلة، وعن وضع قائم أصلا بإيجابياته وسلبياته لا يفرض إخفاء جوانب وأمور هنا وهناك، ولا يفرض إجبار الناس على التصديق، بل المسألة كلها تتركز في طريقة عرض الحقائق دون مبالغة أو تضخيم أو تقطيع، وترك التقييم للناس وافتراض الحيادية منهم والموضوعية، أقلها تكون قمت بدورك في إيصال المعلومة.
كثير من الجهات الغربية غيرت مواقفها من الوضع في البحرين، فبعد أن مارست أنواعا من النقد بناء على ما اطلعت عليه من معلومات الأطراف التي ركزت على تشويه صورة البحرين في الخارج، هي اليوم –هذه الجهات– غيرت نسبيا من نظرتها للحالة البحرينية بعدما وصلت لها المعلومات من الطرف الآخر وتركت لتقيم الوضع.
أعود وأذكر بأن مسألة إقناع الغرب ليست «غاية» في مقابلها تنتفي الأولويات الأخرى بالأخص في الداخل المعنية بتطبيق القانون وفرض الأمن ومحاسبة المتجاوزين، لكن وضعية العالم اليوم لا تسمح لأي دولة أن تعيش في «عزلة» أو تمنع عنها التأثر بما يدور حولها من متغيرات.
تقديم الصورة الحقيقية للبحرين هو أمضى سلاح لمواجهة أي محاولات تشويه وتضخيم للوقائع، طوال عقود والبحرين تنجز وتحقق كثيرا من المكتسبات على الصعيد الداخلي، ومع المشروع الإصلاحي خطت خطوات كبيرة وغير مسبوقة، الحقوق زادت والحرية ارتفع سقفها، وإن كان تعديد الإيجابيات هنا سيأخذ مساحة أكبر، إلا أن التأكيد على عدم وجود سلبيات مسألة لا تعكس الواقع أيضا، فالبحرين حالها حال أي دولة في حراك المجتمع وتطويره فيها الإيجابيات والسلبيات. قدم الصورة الصحيحة، دعمها بالشواهد والإثباتات، فند الإدعاءات بما يقابلها من دحض منطقي بالأدلة، وبعدها اترك الحكم لمن يريد أن يقيم بحيادية وموضوعية، هكذا يقيم كثير من الغربيين الأمور ويحكمون عليها، دون نسيان وجود فئات ومجموعات تتعامل بناء على أجندات ووفق تربيطات ولوبيات.
البحرين تمتلك الكثير من النجاحات التي بمجرد عرضها على أي جهة حيادية وعقلانية يتضح لها بأن هذه بلد ناهضة متطورة تريد خير مواطنيها وهي اليوم تعاني من مجموعات تؤزم الأوضاع سعيا وراء مكاسب سياسية وسيادية.