حين دخل التتار بغداد «1258»، شعروا بالفجوة الحضارية بينهم وبين المسلمين، فالمسلمون لهم تاريخ في العلوم والدراسة والأخلاق، بينما ليس للتتار حضارة، بل اعتمدوا على شريعة الغاب كأمة قاتلت كما تقاتل الحيوانات. لذا اتجه فريق منهم لتدمير وإحراق مكتبة بغداد العظيمة أعظم مكتبة على وجه الأرض ومعجزة من معجزات ذلك الزمان.. ولم يكن يشابهها إلا مكتبة قرطبة الإسلامية في الأندلس، وعندما سقطت المدينة في يد نصارى قبل سقوط بغداد بعشرين سنة فقط قاموا بحرق مكتبة قرطبة.
وقبل أسابيع أقدم الحوثيون على ارتكاب جريمة مشابهة بحق المساجد اليمنية التاريخية ومكتباتها العامرة بالمخطوطات وكتب التراث، وذلك بإحراق مكتبة الجامع الكبير في مديرية بني بهلول بصنعاء. وكانت المكتبة تحتوي على مجموعات نادرة وقيمة من الأمهات، والمتون والكثير من الكتب القيمة والنادرة. إذ تسللت كالقطط السوداء عناصر حوثية إلى الجامع وكسرو المكتبة وأخذوا الكتب التي تتواجد في مكتبة الجامع ليحرقوها.
إن ما قامت به قوات الحوثيين مخيف، فهو يذكرنا بسكوت المجتمع الدولي عن «داعش»، حيث لم يتحرك إلا عندما استحلت «داعش» حقول نفط العراق وسوريا، مع أن أحداث موثقة أكدت أن التنظيم المجرم قد قام بإحراق مكتبات العراق، كإحراق المكتبة المركزية بالموصل، ومكتبة جامعة الموصل، والمكتبة المركزية شمال شرق بعقوبة، وقضاء المقدادية بمحافظة ديالي الشرقية، وباقي المكتبات العامة والخاصة، ومصادرة المكتبات الصغيرة بالمنازل. وقد أقدم تنظيم داعش على جمع كل الكتب الأدبية والتاريخية والعلمية من المكتبات، ما عدا الكتب الإسلامية، ووضعها في أكياس وحرقها أمام أنظار الأهالي بوسط الشوارع.
إن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو» عبارة عن وكالة متخصصة تابعة لهيئة الأمم المتحدة، تساهم في حماية جميع أشكال التراث الثقافي على اليابسة والتراث الثقافي المغمور بالمياه، وتضم 195 دولة عضواً. فكيف لم يتحرك عضو واحد لوقف الحوثيين وردهم عن إحراق مكتبات اليمن لأسباب طائفية؟
ما يؤلم هو صمت الأمم المتحدة عبر ذراعها الثقافي «اليونسكو» عما يجري في اليمن من جرائم الحوثيين الثقافية، بينما تصم آذاننا بقضايا ملفقة ضد التحالف كتجويع الناس وانتشار الأوبئة، متجاوزة ما هو موثق ومؤكد!
بعد هذا الهجوم الحوثي العبثي على الكتب تتجه أنظار المواطنين اليمنيين والمثقفين العرب الخبراء إلى منظمة «اليونسكو»، وكيف غابت برامجها عن حفظ الكتب النادرة والمخطوطات النفيسة لمدينة صنعاء، والتي تشكل أحد أبرز المراكز الثقافية والدينية في العالمين العربي والإسلامي. وكيف لا تتحرك بدعم من مجلس الأمن لوقف الجرائم ضد كنوز اليمن التي يدمرها الحوثيين بدواعي طائفية؟.
* اختلاج النبض:
بحث الغزاة الأسبان عن كل الآداب المتعلقة بحضارة المايا في المكسيك «1583»، وقاموا بتدميرها على صدى صرخات علماء المايا لرؤيتهم أعمال أسلافهم تحترق، مما أدى إلى انتحار البعض منهم.
{{ article.visit_count }}
وقبل أسابيع أقدم الحوثيون على ارتكاب جريمة مشابهة بحق المساجد اليمنية التاريخية ومكتباتها العامرة بالمخطوطات وكتب التراث، وذلك بإحراق مكتبة الجامع الكبير في مديرية بني بهلول بصنعاء. وكانت المكتبة تحتوي على مجموعات نادرة وقيمة من الأمهات، والمتون والكثير من الكتب القيمة والنادرة. إذ تسللت كالقطط السوداء عناصر حوثية إلى الجامع وكسرو المكتبة وأخذوا الكتب التي تتواجد في مكتبة الجامع ليحرقوها.
إن ما قامت به قوات الحوثيين مخيف، فهو يذكرنا بسكوت المجتمع الدولي عن «داعش»، حيث لم يتحرك إلا عندما استحلت «داعش» حقول نفط العراق وسوريا، مع أن أحداث موثقة أكدت أن التنظيم المجرم قد قام بإحراق مكتبات العراق، كإحراق المكتبة المركزية بالموصل، ومكتبة جامعة الموصل، والمكتبة المركزية شمال شرق بعقوبة، وقضاء المقدادية بمحافظة ديالي الشرقية، وباقي المكتبات العامة والخاصة، ومصادرة المكتبات الصغيرة بالمنازل. وقد أقدم تنظيم داعش على جمع كل الكتب الأدبية والتاريخية والعلمية من المكتبات، ما عدا الكتب الإسلامية، ووضعها في أكياس وحرقها أمام أنظار الأهالي بوسط الشوارع.
إن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو» عبارة عن وكالة متخصصة تابعة لهيئة الأمم المتحدة، تساهم في حماية جميع أشكال التراث الثقافي على اليابسة والتراث الثقافي المغمور بالمياه، وتضم 195 دولة عضواً. فكيف لم يتحرك عضو واحد لوقف الحوثيين وردهم عن إحراق مكتبات اليمن لأسباب طائفية؟
ما يؤلم هو صمت الأمم المتحدة عبر ذراعها الثقافي «اليونسكو» عما يجري في اليمن من جرائم الحوثيين الثقافية، بينما تصم آذاننا بقضايا ملفقة ضد التحالف كتجويع الناس وانتشار الأوبئة، متجاوزة ما هو موثق ومؤكد!
بعد هذا الهجوم الحوثي العبثي على الكتب تتجه أنظار المواطنين اليمنيين والمثقفين العرب الخبراء إلى منظمة «اليونسكو»، وكيف غابت برامجها عن حفظ الكتب النادرة والمخطوطات النفيسة لمدينة صنعاء، والتي تشكل أحد أبرز المراكز الثقافية والدينية في العالمين العربي والإسلامي. وكيف لا تتحرك بدعم من مجلس الأمن لوقف الجرائم ضد كنوز اليمن التي يدمرها الحوثيين بدواعي طائفية؟.
* اختلاج النبض:
بحث الغزاة الأسبان عن كل الآداب المتعلقة بحضارة المايا في المكسيك «1583»، وقاموا بتدميرها على صدى صرخات علماء المايا لرؤيتهم أعمال أسلافهم تحترق، مما أدى إلى انتحار البعض منهم.