إن ذاك الذي يعتقد أن «المعارضة والنضال والمطالبة بالحريات.. والثورة» تكون بالاعتداء على جدران بيوت الناس وتوسيخها بكتابات مسيئة لا يمكن أن يكون «معارضاً ومناضلاً وفي ثورة»، وإن ذاك الذي يعتقد أن «النضال» يكون بالاعتداء على الأملاك العامة والخاصة واختطاف الشوارع وإشعال النار في إطارات السيارات وتعطيل حياة الناس وتعريضهم للخطر إنما يؤكد بأنه لا يفهم شيئاً من معاني «المعارضة والنضال والثورة»، فكل هذه السلوكيات وغيرها من السلوكيات الناقصة التي تمت ممارستها في السنوات السبع الأخيرة ويمارسها البعض كلما اشتاق لهذا الفعل السالب بعيدة عن هذا الميدان، وكل ممارس لها دخيل عليه، فمثل هذا الميدان لا يقبل مثل أولئك.
المؤلم في هذا الشأن هو أن أولئك الذين يعتبرون أنفسهم «قادة الحراك» يحرضون على ممارسة تلك السلوكيات السالبة ويشجعون عليها ويدعمون من يقوم بها ويدافعون عنه ويعملون على إقناع الآخرين بأنها حق طبيعي وعمل تبيحه القوانين الدولية وأنه أداة من أدوات النضال التي ينبغي عدم رفضها أو اتخاذ موقف منها «بعضهم لا يتردد عن انتقاد تلك السلوكيات ظاهراً لكنه باطناً يؤيدها ويحرض أتباعه على ممارستها».
أما الحقيقة التي ينبغي أن يدركها ممارسو تلك السلوكيات والمحرضون عليها فهي أن الرجولة ليست في هذه الممارسة وأن شعب البحرين كله يرفضها ويتخذ بسببها موقفاً منهم ويؤكد لهم بأن هذا الطريق لا يمكن أن يوصلهم إلى مفيد ولا يمكن أن يكون أداة من أدوات «النضال». والحقيقة التي ينبغي أن يدركونها أيضاً هي أن ما كان مفهوماً ممارسته في فترة سابقة لم يعد مفهوماً ممارسته اليوم حيث الظروف اليوم تختلف كثيراً عن ظروف الأمس، وحيث قوة الدولة اليوم وخبرتها تختلف عن قوتها وخبرتها بالأمس.
الاستمرار في ممارسة السلوكيات السالبة دليل على أن من يعتبرون أنفسهم «معارضة ومناضلين وفي ثورة» لم يتعلموا بعد ولم يستفيدوا من الذي حصل لهم في السنوات السابقة، فأي ذكاء هذا الذي يدفعهم لاعتبار خسارة شاب لمستقبله مقابل تمكنه من خط كلمات تافهة على جدار بيوت الآخرين أو خط أسماء الرموز على الأرض «عملاً ثورياً ونضالاً وانتصاراً»؟ وأي ذكاء هذا الذي يجعلهم يعتبرون فقدان شاب لحياته نتيجة قيامه بإشعال النار في إطارات السيارات وتعطيل حياة الناس وتعريضهم للخطر «عملاً ثورياً ونضالاً وانتصاراً»؟ منذ متى كان التخريب نضالاً؟ وأي شريعة هذه التي تقول إن هذه الممارسة طبيعية وأداة ثورية مشروعة؟ وأي قانون هذا الذي يقول إن من يقوم بمثل هذه الأعمال ينبغي ألا يعاقب؟ ومن ذا الذي يقول إن ممارسة هذا السلوك السالب وذاك يجعل من الذي يقوم به بطلاً؟
لو أن من يعتبرون أنفسهم «معارضة ومناضلين وفي ثورة» ينتبهون لأخطائهم التي تتكرر وينظرون إلى الساحة بواقعية لعجلوا باتخاذ القرارات التي تمنع من تمكنوا من عقولهم من ممارسة مثل تلك السلوكيات السالبة، ولتبين لهم بأن تلك القرارات هي التي أوصلتهم إلى الطريق الذي تقبل الحكومة أن تلتقي معهم فيه، فالحكومة – خصوصاً بعد كل ما جرى وبعد تمكنها وسيطرتها على الأوضاع – لا يمكن أن تلتقي بمن لا يزالون يؤمنون بأن ما يريدونه لا يتحقق إلا عبر تلك الممارسات السالبة.
الأجدى من التحريض على تلك الممارسات التي تضر من يعتبرون أنفسهم «معارضة ومناضلين وفي ثورة» ولا تضعف الحكومة هو التحريض على عدم ممارستها ومعاقبة من لا يلتزم بهذا القرار، والاستفادة من المناسبة بإيجاد قناة اتصال بالحكومة تؤدي إلى خفض مستوى التوتر وحل الكثير من المشكلات العالقة.
تلويث جدران بيوت الناس وتعطيل حياتهم وإرباك حركة المرور في الشوارع ليس «إقداماً» وليس «نضالاً» وليس «رجولة».
المؤلم في هذا الشأن هو أن أولئك الذين يعتبرون أنفسهم «قادة الحراك» يحرضون على ممارسة تلك السلوكيات السالبة ويشجعون عليها ويدعمون من يقوم بها ويدافعون عنه ويعملون على إقناع الآخرين بأنها حق طبيعي وعمل تبيحه القوانين الدولية وأنه أداة من أدوات النضال التي ينبغي عدم رفضها أو اتخاذ موقف منها «بعضهم لا يتردد عن انتقاد تلك السلوكيات ظاهراً لكنه باطناً يؤيدها ويحرض أتباعه على ممارستها».
أما الحقيقة التي ينبغي أن يدركها ممارسو تلك السلوكيات والمحرضون عليها فهي أن الرجولة ليست في هذه الممارسة وأن شعب البحرين كله يرفضها ويتخذ بسببها موقفاً منهم ويؤكد لهم بأن هذا الطريق لا يمكن أن يوصلهم إلى مفيد ولا يمكن أن يكون أداة من أدوات «النضال». والحقيقة التي ينبغي أن يدركونها أيضاً هي أن ما كان مفهوماً ممارسته في فترة سابقة لم يعد مفهوماً ممارسته اليوم حيث الظروف اليوم تختلف كثيراً عن ظروف الأمس، وحيث قوة الدولة اليوم وخبرتها تختلف عن قوتها وخبرتها بالأمس.
الاستمرار في ممارسة السلوكيات السالبة دليل على أن من يعتبرون أنفسهم «معارضة ومناضلين وفي ثورة» لم يتعلموا بعد ولم يستفيدوا من الذي حصل لهم في السنوات السابقة، فأي ذكاء هذا الذي يدفعهم لاعتبار خسارة شاب لمستقبله مقابل تمكنه من خط كلمات تافهة على جدار بيوت الآخرين أو خط أسماء الرموز على الأرض «عملاً ثورياً ونضالاً وانتصاراً»؟ وأي ذكاء هذا الذي يجعلهم يعتبرون فقدان شاب لحياته نتيجة قيامه بإشعال النار في إطارات السيارات وتعطيل حياة الناس وتعريضهم للخطر «عملاً ثورياً ونضالاً وانتصاراً»؟ منذ متى كان التخريب نضالاً؟ وأي شريعة هذه التي تقول إن هذه الممارسة طبيعية وأداة ثورية مشروعة؟ وأي قانون هذا الذي يقول إن من يقوم بمثل هذه الأعمال ينبغي ألا يعاقب؟ ومن ذا الذي يقول إن ممارسة هذا السلوك السالب وذاك يجعل من الذي يقوم به بطلاً؟
لو أن من يعتبرون أنفسهم «معارضة ومناضلين وفي ثورة» ينتبهون لأخطائهم التي تتكرر وينظرون إلى الساحة بواقعية لعجلوا باتخاذ القرارات التي تمنع من تمكنوا من عقولهم من ممارسة مثل تلك السلوكيات السالبة، ولتبين لهم بأن تلك القرارات هي التي أوصلتهم إلى الطريق الذي تقبل الحكومة أن تلتقي معهم فيه، فالحكومة – خصوصاً بعد كل ما جرى وبعد تمكنها وسيطرتها على الأوضاع – لا يمكن أن تلتقي بمن لا يزالون يؤمنون بأن ما يريدونه لا يتحقق إلا عبر تلك الممارسات السالبة.
الأجدى من التحريض على تلك الممارسات التي تضر من يعتبرون أنفسهم «معارضة ومناضلين وفي ثورة» ولا تضعف الحكومة هو التحريض على عدم ممارستها ومعاقبة من لا يلتزم بهذا القرار، والاستفادة من المناسبة بإيجاد قناة اتصال بالحكومة تؤدي إلى خفض مستوى التوتر وحل الكثير من المشكلات العالقة.
تلويث جدران بيوت الناس وتعطيل حياتهم وإرباك حركة المرور في الشوارع ليس «إقداماً» وليس «نضالاً» وليس «رجولة».