لمن يوجه أصحاب السعادة النواب كلامهم؟ وما هو المرجو من وراء هذا الكلام؟ هل هو كلام «وبس»؟ أو هي مقترحات تطويرية؟ أو تعديلات تمس الصالح العالم؟ أو طلب إجابة وافية من مسؤول للوقوف على مكامن الخلل؟

يرسل لي العديد من النواب مداخلتهم، أو يبثونها عبر حساباتهم على السوشيال ميديا، وما أن أفتحها إلا وأشعر بأنني أسمع مواطناً ليس لديه حيلة يتكلم.. مواطناً لا يملك أدوات تشريعية تمكنه من تحويل «كلامه» إلى قوانين تحقق الفائدة المستدامة على الجميع.

أستطيع أن أرى من خلال مداخلات السادة النواب بأنهم «يشتكون» و«يهددون أحياناً» فهل هذا هو المطلوب من مداخلات السادة النواب؟

أم أنهم يريدون أن يوصلوا رسالة مفادها أننا «صوت الشعب، فيجب أن ننقل ما يقوله الشعب»!!! وبلا أدنى شك بأن نقل صوت المواطن البحريني هو أرقى أدوار السادة النواب، ولكن المهارة تكمن في كيف أنقل هموم وتطلعات المواطن. فعندما يشتكي المواطن مثلاً في موضوع البطالة، واستحواذ الأجانب على الوظائف، وهو الموضوع الذي تردد في الآونة الأخيرة، فإن النائب عليه أن «يكيف» هذه الشكوى إلى مقترحات تساهم في توظيف البحريني وتمكينه من أن يكون الخيار الأفضل في التوظيف، مع عدم تغافل عنصر «التنافسية» التي هي أساس بناء اقتصاد سليم ومستدام.

فلا يعقل أن يقف السادة النواب، ليكرروا ذات «العويل» ويذكروا بأن العامل الأجنبي استحوذ على فرصة البحريني بنفس الطريقة وكأنه «صدى صوت المواطن».. لا أقصد من كلامي مطلقاً أن «نحرف» أو «نزين» صوت المواطن في نقله تحت قبة البرلمان، ولكني أقصد بأن نضعه في إطار ينقله من خانة «الكلام» إلى «التفعيل» والعمل به. فالمواطن البحريني لا يريد أن يسمع تكرار كلامه، بل يريد أن يرى كلامه يتحول إلى تشريعات نافذة.

* رأيي المتواضع:

أن يقوم كل نائب بإعادة نشر ما قاله تحت قبة البرلمان، لكي يوصل للناخبين رسالة مفادها أنني حريص وأمين على نقل كلامكم كما هو أمر «غير كافٍ». فالمواطن يستطيع أن يتحدث، وأن يثير الرأي العام بما يريد قوله عبر شبكات التواصل الاجتماعي التي جعلت من كل مواطن «رئيس تحرير نفسه»، ولكن المواطن يريد أن يرى كلامه يتبلور لمقترح وقانون يحقق له تطلعاته.

فصوت الشعب لا يكمن في تكرار هموم وتطلعات الشعب وحسب، بل يكمن في استخدام السادة النواب لأدواتهم التشريعية لتحويل هذا الصوت إلى قانون نافذ.