القول بأن المحلات التجارية في بعض القرى أغلقت أبوابها يوم 14 فبراير «استجابة لدعوات الإضراب ومشاركة في العصيان المدني» قول غير صحيح وهو ليس في صالح الذين يعتبرون أنفسهم «معارضة ومناضلين وفي ثورة»، ذلك أن الجميع يعلم جيداً أن سبب إغلاق أصحاب تلك المتاجر أبوابها ليس كما جاء في أخبار الفضائيات «السوسة» ولكن بسبب تخوفهم من الانتقام منهم ومعاداتهم ومقاطعتهم ولأنهم يعرفون أن أحداً من الأهالي لن يجرؤ على الشراء منهم خوفاً من المصير نفسه، فليس من تاجر يمكن أن يقدم على مثل هذه الخطوة برغبته، فلا يوجد تاجر يقبل على نفسه بالخسارة، والمال عديل الروح، لهذا فإن كل ما يقال عن مشاركة أصحاب تلك المحلات في العصيان المدني يدخل في باب الكذب المحض، والغاية من تخويفهم وإجبارهم على إغلاق محلاتهم هو للظفر بصورة وفيلم فيديو تستفيد منه الفضائيات والمواقع الإلكترونية «السوسة».
الخبر كاذب وضرره يعود على صانعيه إذ لا يوجد عاقل يمكن أن يصدق بأن أصحاب المحلات التجارية أغلقوا محالهم لأنهم «ثوار» ولأنهم يؤمنون بالشعارات الفارغة التي يرفعها أولئك، وعلى افتراض أن بعضهم يعمل مع أولئك أو لصالحهم أو أنه منتم إليهم أو متعاطف معهم فهل يعقل أن يجاهر بموقفه هذا ويعلن أمام الملأ بأنه ضد الحكومة؟! لو أن بينهم من فعل ذلك لهذا السبب فإنه يكون قد عبر بذلك عن غبائه، فليس من ذكي يمكنه أن يفعل مثل هذا الشيء، على الأقل من باب التقية.
ليس أصحاب المحلات التجارية في تلك القرى وحدهم الذين ابتعدوا عن الشر فأغلقوا محالهم ولكن كل الساكنين فيها آثروا السلامة وانتظروا حتى ينتهي ذلك اليوم كي لا يتضرروا، بل أن بعضهم آثر البقاء في بيته كي لا يصيبه «الراش» وبعضهم قضى يومه خارجها أو ربما خارج البلاد. لهذا لا يمكن لعاقل أن يصدق بأن أصحاب المحلات التجارية أغلقوا محالهم «تضامنا ومشاركة واستجابة»، فما فعلوه لم يجدوا بداً من فعله، وأن يخسروا قوت يوم أفضل من أن يخسروا قوت أيام عديدة قد تطول وقد يكونون خلالها هدفاً لقاصري العقل.
دليل أن الغرض من إجبار أصحاب المحلات التجارية على إغلاق محالهم هو الظفر بالصورة وبالفيلم هو أن الفضائيات والمواقع الإلكترونية «السوسة» ظلت طوال اليومين الماضيين تبث تلك الصور وذلك الفيلم ضمن أخبارها والترويج لكذبة أن التجار استجابوا لدعوات العصيان المدني وشاركوا وأكدوا حضورهم، والأكيد أنها ستستفيد من كل ذلك في برامجها التالية حتى وهي متيقنة من أن عاقلاً لن يصدقها، فالذين أنزلوا أبواب محالهم كانوا مجبرين لا أبطالاً.
إقحام أصحاب المحلات التجارية في موضوع الإضراب والعصيان المدني يجعلهم يتذمرون ويتخذون موقفاً من الذين أجبروهم على هذا الفعل، لكنهم يدركون أنهم لا يستطيعون المجاهرة بهذا الأمر لأنهم سيصيرون هدفاً وصيداً سهلاً لمريدي السوء. تصور نفسك تعيش في إحدى تلك القرى وتعاند وتركب رأسك وتقرر أن تفتح محلك التجاري في ذلك اليوم الذي تم فيه تهديد الجميع بعدم فتح محالهم، فما الذي يمكن أن يصيبك جراء قرارك هذا؟ الأكيد هو أن أحداً بعد ذلك لن يقترب من محلك وستتم مقاطعتك، البعض انتقاماً والبعض الآخر خوفاً من أن يشمله الانتقام، وستترك تعاني من قرارك الشجاع.
هذا هو بالضبط حال أصحاب المحلات في تلك القرى، وهذه هي أسباب اتخاذهم قرار إسدال أبواب محالهم التجارية في ذلك اليوم. وكما أنه لا يوجد تاجر يقبل على نفسه بالخسارة، كذلك فإنه لا يوجد تاجر يمكن أن يعاند في مثل هذه الأحوال.
الخبر كاذب وضرره يعود على صانعيه إذ لا يوجد عاقل يمكن أن يصدق بأن أصحاب المحلات التجارية أغلقوا محالهم لأنهم «ثوار» ولأنهم يؤمنون بالشعارات الفارغة التي يرفعها أولئك، وعلى افتراض أن بعضهم يعمل مع أولئك أو لصالحهم أو أنه منتم إليهم أو متعاطف معهم فهل يعقل أن يجاهر بموقفه هذا ويعلن أمام الملأ بأنه ضد الحكومة؟! لو أن بينهم من فعل ذلك لهذا السبب فإنه يكون قد عبر بذلك عن غبائه، فليس من ذكي يمكنه أن يفعل مثل هذا الشيء، على الأقل من باب التقية.
ليس أصحاب المحلات التجارية في تلك القرى وحدهم الذين ابتعدوا عن الشر فأغلقوا محالهم ولكن كل الساكنين فيها آثروا السلامة وانتظروا حتى ينتهي ذلك اليوم كي لا يتضرروا، بل أن بعضهم آثر البقاء في بيته كي لا يصيبه «الراش» وبعضهم قضى يومه خارجها أو ربما خارج البلاد. لهذا لا يمكن لعاقل أن يصدق بأن أصحاب المحلات التجارية أغلقوا محالهم «تضامنا ومشاركة واستجابة»، فما فعلوه لم يجدوا بداً من فعله، وأن يخسروا قوت يوم أفضل من أن يخسروا قوت أيام عديدة قد تطول وقد يكونون خلالها هدفاً لقاصري العقل.
دليل أن الغرض من إجبار أصحاب المحلات التجارية على إغلاق محالهم هو الظفر بالصورة وبالفيلم هو أن الفضائيات والمواقع الإلكترونية «السوسة» ظلت طوال اليومين الماضيين تبث تلك الصور وذلك الفيلم ضمن أخبارها والترويج لكذبة أن التجار استجابوا لدعوات العصيان المدني وشاركوا وأكدوا حضورهم، والأكيد أنها ستستفيد من كل ذلك في برامجها التالية حتى وهي متيقنة من أن عاقلاً لن يصدقها، فالذين أنزلوا أبواب محالهم كانوا مجبرين لا أبطالاً.
إقحام أصحاب المحلات التجارية في موضوع الإضراب والعصيان المدني يجعلهم يتذمرون ويتخذون موقفاً من الذين أجبروهم على هذا الفعل، لكنهم يدركون أنهم لا يستطيعون المجاهرة بهذا الأمر لأنهم سيصيرون هدفاً وصيداً سهلاً لمريدي السوء. تصور نفسك تعيش في إحدى تلك القرى وتعاند وتركب رأسك وتقرر أن تفتح محلك التجاري في ذلك اليوم الذي تم فيه تهديد الجميع بعدم فتح محالهم، فما الذي يمكن أن يصيبك جراء قرارك هذا؟ الأكيد هو أن أحداً بعد ذلك لن يقترب من محلك وستتم مقاطعتك، البعض انتقاماً والبعض الآخر خوفاً من أن يشمله الانتقام، وستترك تعاني من قرارك الشجاع.
هذا هو بالضبط حال أصحاب المحلات في تلك القرى، وهذه هي أسباب اتخاذهم قرار إسدال أبواب محالهم التجارية في ذلك اليوم. وكما أنه لا يوجد تاجر يقبل على نفسه بالخسارة، كذلك فإنه لا يوجد تاجر يمكن أن يعاند في مثل هذه الأحوال.