الخبر الذي تم تداوله أخيراً عن إقامة «جمعية الوفاق» المنحلة لقاء خطابياً في بيروت لم يكن دقيقاً حيث الصحيح والدقيق هو أن الجمعية المذكورة أقامت اللقاء في «الضاحية الجنوبية» من بيروت، ما يؤكد أن من صاغ الخبر حرص على عدم الإشارة إلى الضاحية الجنوبية التي تعني ضمن ما تعنيه تبني «حزب الله» لهذه المجموعة ورعايته لها. ويبدو أن بعض الفضائيات لم تنتبه إلى ذلك «الحرص» فذكرت بوضوح أن الفعالية أقيمت في الضاحية الجنوبية وحضرها سياسيون من «لبنان وسوريا والعراق وتونس ومصر واليمن». وبسبب نوعية الحضور تمت المزايدة على البحرين حتى إن ممثل تلك الجمعية لم يتردد عن القول بأنهم «انتصروا في المعركة السياسية من خلال التمسك بالنهج السلمي» وهو ما ينفيه الواقع، فالعنف والتخريب وتعطيل حياة الناس والاعتداء على الأملاك العامة والخاصة ظل هو المسيطر على سلوكهم طوال السنوات الثماني الماضية، تماماً مثلما أن الهزيمة ظلت ملازمة لهم.
كل ما قيل في ذلك اللقاء لا تلتفت البحرين له ولا تضيع وقتها معه، فقائلوه اعتمدوا المبالغات وحرصوا على تصوير البحرين وكأنها دولة قمعية والناس فيها يعانون في أمور معيشتهم اليومية، وهو أمر غير صحيح على الإطلاق ويناقضه الواقع. دليل السعي إلى تشويه السمعة إقحام اسم البحرين في موضوعات لا يدركون خلفياتها، وهو ما اهتم به أيضاً أمين عام ذلك الحزب في خطابه في اليوم التالي الذي لم ينسَ التهجم فيه على البحرين.
لكن الرد على كل ذلك جاء من حسن نصرالله نفسه في ذلك الخطاب، حيث ذكر أن حزبه توجه في العام 2006 إلى إيران وعرض خطة لإصلاح أحوال الكهرباء في لبنان وأن النظام الإيراني وافق على الخطة وأبدى استعداده لتوفير الكهرباء لكل لبنان في التو والحال إلا أن الحكومة اللبنانية رفضت العرض «فهي تعلم جيداً أن هذا سيفتح الباب لإيران كي توجد لها قدماً أكبر في لبنان».
أهمية هذا القول تكمن في أنه أتبع بضحكة ساخرة من قائله على قرار الحكومة اللبنانية حيث اعتبر تلك الحجة دون القيمة وبما يعني أن النظام الإيراني ليس في حاجة إلى الدخول إلى لبنان من هذا الباب كونه مسيطراً على أمور كثيرة في هذا البلد العربي وبسبب تمكن «حزب الله» من أمور كثيرة فيه.
تبدو الصورة الآن أكثر وضوحاً، فأولئك يستكثرون على المسؤولين الخليجيين حضور قمة تناقش أوضاع المنطقة ومستقبلها لكنهم يسعون إلى تمكين إيران من كل المنطقة ويدعون النظام الإيراني لتوفير الكهرباء لكل الشعب اللبناني من دون مقابل ويلومون الحكومة اللبنانية التي لم تقبل بمثل هذا العرض المفضوح. فأن يوفر النظام الإيراني الكهرباء لجميع اللبنانيين يعني تمكينه من الدخول إلى بيوتهم جميعاً وأنه صار يستحق «تعظيم سلام»، وهو ما قاله نصرالله نفسه.
فكرة أولئك تقوم على أنه يحق لهم أن يفعلوا ما يشاؤون وأن يعملوا على تمكين النظام الإيراني لكن لا يحق لدول مجلس التعاون وخصوصاً البحرين والسعودية والإمارات ولا للبنان أن تحمي نفسها من شر ذلك النظام. مثال ذلك أيضاً تبني ورعاية تلك الجمعية المنحلة وتوفير كل الظروف لها لتقيم مهرجاناً خطابياً في الضاحية الجنوبية تهاجم من خلاله البحرين وتشوه سمعتها، ثم ليأتي نصرالله والفضائيات «السوسة» ليقولوا ما قيل في ذلك المهرجان ويزيدوا عليه، من دون أي مراعاة للعلاقات الدبلوماسية بين البحرين ولبنان.
من الأمور التي ازدادت وضوحاً في اليومين الماضيين العلاقة التي تربط تلك الجمعية المنحلة بـ«حزب الله» وبالنظام الإيراني اللذين لم يجدا ما يغطيانها به غير الحديث عن تفاصيل لا قيمة لها وتوزيع الاتهامات.
{{ article.visit_count }}
كل ما قيل في ذلك اللقاء لا تلتفت البحرين له ولا تضيع وقتها معه، فقائلوه اعتمدوا المبالغات وحرصوا على تصوير البحرين وكأنها دولة قمعية والناس فيها يعانون في أمور معيشتهم اليومية، وهو أمر غير صحيح على الإطلاق ويناقضه الواقع. دليل السعي إلى تشويه السمعة إقحام اسم البحرين في موضوعات لا يدركون خلفياتها، وهو ما اهتم به أيضاً أمين عام ذلك الحزب في خطابه في اليوم التالي الذي لم ينسَ التهجم فيه على البحرين.
لكن الرد على كل ذلك جاء من حسن نصرالله نفسه في ذلك الخطاب، حيث ذكر أن حزبه توجه في العام 2006 إلى إيران وعرض خطة لإصلاح أحوال الكهرباء في لبنان وأن النظام الإيراني وافق على الخطة وأبدى استعداده لتوفير الكهرباء لكل لبنان في التو والحال إلا أن الحكومة اللبنانية رفضت العرض «فهي تعلم جيداً أن هذا سيفتح الباب لإيران كي توجد لها قدماً أكبر في لبنان».
أهمية هذا القول تكمن في أنه أتبع بضحكة ساخرة من قائله على قرار الحكومة اللبنانية حيث اعتبر تلك الحجة دون القيمة وبما يعني أن النظام الإيراني ليس في حاجة إلى الدخول إلى لبنان من هذا الباب كونه مسيطراً على أمور كثيرة في هذا البلد العربي وبسبب تمكن «حزب الله» من أمور كثيرة فيه.
تبدو الصورة الآن أكثر وضوحاً، فأولئك يستكثرون على المسؤولين الخليجيين حضور قمة تناقش أوضاع المنطقة ومستقبلها لكنهم يسعون إلى تمكين إيران من كل المنطقة ويدعون النظام الإيراني لتوفير الكهرباء لكل الشعب اللبناني من دون مقابل ويلومون الحكومة اللبنانية التي لم تقبل بمثل هذا العرض المفضوح. فأن يوفر النظام الإيراني الكهرباء لجميع اللبنانيين يعني تمكينه من الدخول إلى بيوتهم جميعاً وأنه صار يستحق «تعظيم سلام»، وهو ما قاله نصرالله نفسه.
فكرة أولئك تقوم على أنه يحق لهم أن يفعلوا ما يشاؤون وأن يعملوا على تمكين النظام الإيراني لكن لا يحق لدول مجلس التعاون وخصوصاً البحرين والسعودية والإمارات ولا للبنان أن تحمي نفسها من شر ذلك النظام. مثال ذلك أيضاً تبني ورعاية تلك الجمعية المنحلة وتوفير كل الظروف لها لتقيم مهرجاناً خطابياً في الضاحية الجنوبية تهاجم من خلاله البحرين وتشوه سمعتها، ثم ليأتي نصرالله والفضائيات «السوسة» ليقولوا ما قيل في ذلك المهرجان ويزيدوا عليه، من دون أي مراعاة للعلاقات الدبلوماسية بين البحرين ولبنان.
من الأمور التي ازدادت وضوحاً في اليومين الماضيين العلاقة التي تربط تلك الجمعية المنحلة بـ«حزب الله» وبالنظام الإيراني اللذين لم يجدا ما يغطيانها به غير الحديث عن تفاصيل لا قيمة لها وتوزيع الاتهامات.