رغم أن الحركات الانقلابية تتم في كل دول العالم، إلا أن العرب -بعد زوبعة الربيع العربي- أخذوا وصمة العار تلك وكأنها قدر يرافقهم للأبد، هذا رغم توقف الانقلابات في العالم العربي واستمرار صداها في تركيا وفنزويلا وغيرها من دول العالم. قد يخرج متحذلق من هنا وهناك ليقول إن ما جرى مؤخراً في الأمثلة التي أوردتيها ليس انقلاباً تقليدياً مثل ما يقوم به العرب في الخمسينات والستينات وحتى بعدها، حيث تطوق الدبابات الإذاعة، وتعلن البيان رقم واحد، وتطيح رؤوس الحكام السابقين وترتفع صور الزعماء الجدد.
حسناً، فلنرجع لتعريف الانقلاب، لنجد أنه إزاحة مفاجئة للحكومة بفعل مجموعة تنتمي إلى مؤسسة الدولة وتنصيب سلطة غيرها. ويعدّ الانقلاب ناجحاً إذا تمكّن الانقلابيون من فرض هيمنتهم، فإذا لم يتمكنوا يصبح من الوارد قيام حرب أهلية. وفي نظريات السياسة الجديدة يعتبر الانقلاب خطراً أكيداً على الديمقراطية والاستقرار، فقدّمت مفهوم «الانقلاب الديمقراطي» الذي يأتي استجابة لحراك شعبي ضد نظام سلطوي أو شمولي فيسقط ذلك النظام بغرض محدّد هو إجراء انتخابات نزيهة لقيادة مدنية. والاستجابة للحراك الشعبي ضد نظام سلطوي بغرض إجراء انتخابات نزيهة لقيادة مدنية هو ما دفع محاولة عزل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عام 2017، فقد اعترف الرئيس السابق لـFBI آندرو مكايب للبرنامج الشهير 60 MINUTES أن وزارة العدل الأمريكية سعت عبر ثاني أكبر رجل فيها «رود روزنستاين» عام 2017 إلى عزل الرئيس ترامب، مستخدمةً التعديل الدستوري رقم 25 الذي يجيز لنائب الرئيس وغالبية أعضاء الحكومة إعلان عدم كفاءة «الرئيس» لتولي مهامه. فقد تحرك روزنستاين لعزل ترامب، في أعقاب إقالة الرئيس لجيمس كومي المدير التنفيذي السابق لـFBI الذي كان يدير تحقيقاً عن علاقات محتملة بين ترامب وموسكو إبان الحملة الرئاسية الأمريكية في 2016.
إذاً ما جرى كان محاولة انقلاب بثوب ديمقراطي لكنها غير شرعية، وتمت في الخفاء بدل جلب الرئيس أمام الكونغرس للتحقيق معه، وهذا ما أنقذ ترامب الذي قام الكونغرس حالياً بفتح تحقيق مع من نظم محاولة الانقلاب على الرئيس. لم ينجح الانقلاب على ترامب ولم يدب الرعب في قلبه فيضاعف الحراسات، لكن سيد البيت الأبيض يخشى عزله من السلطة، بعد حصول الديمقراطيين على الغالبية في مجلس النواب. بل قد يواجه عقوبة السجن بسبب جرائم فيدرالية. والأسوأ أن أمريكا نفسها ستتعرض لمخاطر أشد من مخاطر الانقلابات في العالم الثالث، فقد يتدهور الوضع في أسواق الأسهم وأزمة الميزانية بين البيت الأبيض والكونغرس، إضافة إلى تفاقم الحرب التجارية مع الصين.
* اختلاج النبض:
فيما تأكل الذئاب بعضها تحت مظلة الديمقراطية عبر انقلاب تركيا وانقلاب فنزويلا وانقلاب أمريكا، ننسى الانقلابات العربية الهمجية ونتذكر ما حفظه التاريخ لانقلاب عبدالرحمن سوار الذهب على السلطة في السودان عام 1985 ثم تسليمها إلى حكومة منتخبة.
حسناً، فلنرجع لتعريف الانقلاب، لنجد أنه إزاحة مفاجئة للحكومة بفعل مجموعة تنتمي إلى مؤسسة الدولة وتنصيب سلطة غيرها. ويعدّ الانقلاب ناجحاً إذا تمكّن الانقلابيون من فرض هيمنتهم، فإذا لم يتمكنوا يصبح من الوارد قيام حرب أهلية. وفي نظريات السياسة الجديدة يعتبر الانقلاب خطراً أكيداً على الديمقراطية والاستقرار، فقدّمت مفهوم «الانقلاب الديمقراطي» الذي يأتي استجابة لحراك شعبي ضد نظام سلطوي أو شمولي فيسقط ذلك النظام بغرض محدّد هو إجراء انتخابات نزيهة لقيادة مدنية. والاستجابة للحراك الشعبي ضد نظام سلطوي بغرض إجراء انتخابات نزيهة لقيادة مدنية هو ما دفع محاولة عزل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عام 2017، فقد اعترف الرئيس السابق لـFBI آندرو مكايب للبرنامج الشهير 60 MINUTES أن وزارة العدل الأمريكية سعت عبر ثاني أكبر رجل فيها «رود روزنستاين» عام 2017 إلى عزل الرئيس ترامب، مستخدمةً التعديل الدستوري رقم 25 الذي يجيز لنائب الرئيس وغالبية أعضاء الحكومة إعلان عدم كفاءة «الرئيس» لتولي مهامه. فقد تحرك روزنستاين لعزل ترامب، في أعقاب إقالة الرئيس لجيمس كومي المدير التنفيذي السابق لـFBI الذي كان يدير تحقيقاً عن علاقات محتملة بين ترامب وموسكو إبان الحملة الرئاسية الأمريكية في 2016.
إذاً ما جرى كان محاولة انقلاب بثوب ديمقراطي لكنها غير شرعية، وتمت في الخفاء بدل جلب الرئيس أمام الكونغرس للتحقيق معه، وهذا ما أنقذ ترامب الذي قام الكونغرس حالياً بفتح تحقيق مع من نظم محاولة الانقلاب على الرئيس. لم ينجح الانقلاب على ترامب ولم يدب الرعب في قلبه فيضاعف الحراسات، لكن سيد البيت الأبيض يخشى عزله من السلطة، بعد حصول الديمقراطيين على الغالبية في مجلس النواب. بل قد يواجه عقوبة السجن بسبب جرائم فيدرالية. والأسوأ أن أمريكا نفسها ستتعرض لمخاطر أشد من مخاطر الانقلابات في العالم الثالث، فقد يتدهور الوضع في أسواق الأسهم وأزمة الميزانية بين البيت الأبيض والكونغرس، إضافة إلى تفاقم الحرب التجارية مع الصين.
* اختلاج النبض:
فيما تأكل الذئاب بعضها تحت مظلة الديمقراطية عبر انقلاب تركيا وانقلاب فنزويلا وانقلاب أمريكا، ننسى الانقلابات العربية الهمجية ونتذكر ما حفظه التاريخ لانقلاب عبدالرحمن سوار الذهب على السلطة في السودان عام 1985 ثم تسليمها إلى حكومة منتخبة.