للوهلة الأولى يشعر حاضر جنازة الفنان المرحوم إبراهيم بحر بأن ما يراه ليس إلا مشهداً يقوم فيه بحر بتمثيل دور الميت، لكنه بعد أن يهال التراب عليه وينفض المشيعون من حوله ويظل في القبر ولا يخرج منه يشعر الرائي أن المشهد كان بالفعل هو المشهد الأخير له وأن بحر لم يقم به بإرادته، فالموت حق، وكأس يشرب منه الجميع، وصار لا مفر من نعته بـ «المرحوم» وطلب المغفرة له.
ليلة الجمعة وبحكم التخصص قالت لي ابنتي ربما كان الأفضل أن تزور صاحبك في المستشفى. غرابة النصيحة أقلقتني وبابتعادها عني في اللحظة أدركت أن أجل صديق عمري قد اقترب. في الصباح تواصلت مع ثالثنا الدكتور زكريا خنجي وبعدها بقليل هاتفني لينقل لي الخبر المؤلم، قال ادع الله سبحانه وتعالى أن يرحمه.
علاقتي وزكريا بالراحل الجميل تمتد إلى نحو أربعين سنة، مرت سريعة لكنها كانت زاخرة بالحياة وبالفن. العلاقة بيننا توطدت أكثر بعد إخراج المرحوم مسرحية «الدانة» لصالح مسرح الجزيرة وهي من تأليفي وألزمني بتمثيل أحد الأدوار فيها، وتلتها أعمال كثيرة، إذاعية وتلفزيونية ومسرحية، ورحلات فنية وخاصة إلى العديد من الدول، وإلى مكة المكرمة لأداء العمرة.
في السنوات الأخيرة اعتدنا الجلوس مع المرحوم في أحد المجمعات التجارية، واعتدنا اقتراب الكثير من الخليجيين والعرب منا لطلب التقاط الصور التذكارية معه، وكأي فنان كان يفرح بهكذا طلب، وكنا نفرح لفرحه، لكن فرحة الذين يصورون معه كانت ترتسم على الوجوه بصورة أوضح، وهي بالنسبة لهم ذكرى جميلة سيكون لها الآن قيمة أكبر.
إبراهيم بحر فنان شامل فرض نفسه على الساحة بقوة وتحول إلى واحد من الفنانين الذين يشار إليهم بالبنان في البحرين وفي دول مجلس التعاون كافة، وبسبب قدراته العالية في التمثيل لفت انتباه بعض المخرجين العرب فجمعته مسلسلات مع فنانين كبار مثل نور الشريف ومحمود ياسين وآخرين من سوريا والعراق وغيرها، وظل جدوله مزدحماً، وظل محباً للتمثيل حتى بعد أن تكالبت عليه الأمراض التي كان يفترض أن تمنعه من التحرك والعمل.
إبراهيم بحر ظل مجتهداً، لم يكتفِ بالتمثيل والإخراج الذي تخصص فيهما في دراسته بالمعهد العالي للفنون المسرحية بدولة الكويت ففاجأ الجميع بقدراته في كتابة المسرحية والتمثيلية والمسلسلات الإذاعية والتلفزيونية وفي كتابة كلمات الأغاني بل وفي قدراته في النهمة، فوالده كان نهاماً، وشقيقه المرحوم علي بحر كان بارعاً أيضاً في هذا المجال.
بحر كان يتميز بقدرته على خلق النكتة وسردها وتوفير حالة الفرح في كل مجلس رغم جديته ومناقشاته الجادة في مجال الفن عموماً وفي مجال المسرح بشكل خاص. تميز بأخلاقه العالية وبإنسانيته وبعزة نفسه. كان يحمل البحرين في قلبه ويتحرك بها في كل مكان، وكان هاجسه رفع اسم هذا الوطن، وهذا ما دفعه إلى ترشيح نفسه رغم ظروفه الصحية في الانتخابات النيابية الأخيرة والتي لم يتمكن من المشاركة فيها لأسباب إدارية.
في «مشهد» مقبرة المحرق تواجد الآلاف للمشاركة في تشييعه، أغلبهم لا تربطهم به علاقة شخصية لكنه تواجد في قلوبهم بأعماله وحضوره فحضروا، وبعضهم جاء من الخارج، فكان ذلك تكريماً له ولعطائه ورسالة لكل الفنانين ولكل قادر على العطاء، وكرامة من رب العالمين الذي اختار له يوم الجمعة ليلقاه فيه.
رحم الله صديق العمر الفنان إبراهيم بحر. اللهم اجعله من أهل دار «دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين» وامسح على قلوب أهله ومحبيه.
ليلة الجمعة وبحكم التخصص قالت لي ابنتي ربما كان الأفضل أن تزور صاحبك في المستشفى. غرابة النصيحة أقلقتني وبابتعادها عني في اللحظة أدركت أن أجل صديق عمري قد اقترب. في الصباح تواصلت مع ثالثنا الدكتور زكريا خنجي وبعدها بقليل هاتفني لينقل لي الخبر المؤلم، قال ادع الله سبحانه وتعالى أن يرحمه.
علاقتي وزكريا بالراحل الجميل تمتد إلى نحو أربعين سنة، مرت سريعة لكنها كانت زاخرة بالحياة وبالفن. العلاقة بيننا توطدت أكثر بعد إخراج المرحوم مسرحية «الدانة» لصالح مسرح الجزيرة وهي من تأليفي وألزمني بتمثيل أحد الأدوار فيها، وتلتها أعمال كثيرة، إذاعية وتلفزيونية ومسرحية، ورحلات فنية وخاصة إلى العديد من الدول، وإلى مكة المكرمة لأداء العمرة.
في السنوات الأخيرة اعتدنا الجلوس مع المرحوم في أحد المجمعات التجارية، واعتدنا اقتراب الكثير من الخليجيين والعرب منا لطلب التقاط الصور التذكارية معه، وكأي فنان كان يفرح بهكذا طلب، وكنا نفرح لفرحه، لكن فرحة الذين يصورون معه كانت ترتسم على الوجوه بصورة أوضح، وهي بالنسبة لهم ذكرى جميلة سيكون لها الآن قيمة أكبر.
إبراهيم بحر فنان شامل فرض نفسه على الساحة بقوة وتحول إلى واحد من الفنانين الذين يشار إليهم بالبنان في البحرين وفي دول مجلس التعاون كافة، وبسبب قدراته العالية في التمثيل لفت انتباه بعض المخرجين العرب فجمعته مسلسلات مع فنانين كبار مثل نور الشريف ومحمود ياسين وآخرين من سوريا والعراق وغيرها، وظل جدوله مزدحماً، وظل محباً للتمثيل حتى بعد أن تكالبت عليه الأمراض التي كان يفترض أن تمنعه من التحرك والعمل.
إبراهيم بحر ظل مجتهداً، لم يكتفِ بالتمثيل والإخراج الذي تخصص فيهما في دراسته بالمعهد العالي للفنون المسرحية بدولة الكويت ففاجأ الجميع بقدراته في كتابة المسرحية والتمثيلية والمسلسلات الإذاعية والتلفزيونية وفي كتابة كلمات الأغاني بل وفي قدراته في النهمة، فوالده كان نهاماً، وشقيقه المرحوم علي بحر كان بارعاً أيضاً في هذا المجال.
بحر كان يتميز بقدرته على خلق النكتة وسردها وتوفير حالة الفرح في كل مجلس رغم جديته ومناقشاته الجادة في مجال الفن عموماً وفي مجال المسرح بشكل خاص. تميز بأخلاقه العالية وبإنسانيته وبعزة نفسه. كان يحمل البحرين في قلبه ويتحرك بها في كل مكان، وكان هاجسه رفع اسم هذا الوطن، وهذا ما دفعه إلى ترشيح نفسه رغم ظروفه الصحية في الانتخابات النيابية الأخيرة والتي لم يتمكن من المشاركة فيها لأسباب إدارية.
في «مشهد» مقبرة المحرق تواجد الآلاف للمشاركة في تشييعه، أغلبهم لا تربطهم به علاقة شخصية لكنه تواجد في قلوبهم بأعماله وحضوره فحضروا، وبعضهم جاء من الخارج، فكان ذلك تكريماً له ولعطائه ورسالة لكل الفنانين ولكل قادر على العطاء، وكرامة من رب العالمين الذي اختار له يوم الجمعة ليلقاه فيه.
رحم الله صديق العمر الفنان إبراهيم بحر. اللهم اجعله من أهل دار «دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين» وامسح على قلوب أهله ومحبيه.