دعت الولايات المتحدة الأمريكية أكثر من 28 دولة لوارسو من أجل توحيد الجهود الدولية لمواجهة إيران وتسليط الضوء على خطرها على الأمن الدولي.
وبغض النظر عن مدى نجاحها في هذا الهدف وهل استطاعت إقناع أوروبا تحديداً بجديتها وإقناعها بالانضمام لها في الضغط على إيران لتحسين سلوكها أم لا، إلا أن حملة إعلامية عربية شرسة شنت على المؤتمر لم تهاجم أهدافه مباشرة وهنا الذكاء هنا اللعبة هنا يكمن سر سهولة الضحك على الذقون وسهولة تغير الاتجاه والمزاج العام إذا عرفت كيف تلعبها.
الماكنة الإعلامية لم تهاجم إيران ولم تأتِ على سيرة إيران أبداً لا سلباً ولا إيجاباً بل هاجمت جلوس العرب على طاولة واحدة مع إسرائيل!! فنجحت في نقل الاهتمام الإعلامي بعيداً عن إيران وهذا هو الهدف وقد نجحت فيه.
ولو تتبعت مصادر الأخبار التي رسمت مؤتمر وارسو على أنه خاص «بالتطبيع» مع إسرائيل لما وجدتها إيرانية فقط، بل لوجدتها إما تركية أو قطرية بمعنى إخوانية ولدى هذا التيار الإخواني ماكنة إعلامية ضخمة، فتوحدت الجهود الإيرانية والإخوانية في إبعاد الأضواء عن إيران وخطرها وشغل الإعلاميين وشغل وسائل التوصل الاجتماعي بأي شيء عدا إيران، فكان لا بد أن تنتقل القصة لموضع آخر.
هذه الماكنة تعتمد اعتماداً كبيراً على متلقٍّ أي قارئ لديه حس وطني عالٍ وحس ديني أعلى ولديه التزام تاريخي بالقضية الفلسطينية فتدخل له من هذا المدخل، ورغم أن الكل يعلم حجم التعاون الإخواني الإيراني ممثلاً في دعم حماس ضد السلطة الفلسطينية إلا أن الانجرار للأجندة الحماسية كان سهلاً جداً، وهي أجندة لا تقتصر على الموقف من إسرائيل بل الموقف المضاد والمناهض ضد دول الخليج «عدا قطر» والموقف المتماهي مع إيران حليفتها.
ليس من مصلحة الإخوان سقوط حكم الملالي وليس من مصلحتهم إضعافه، وليس من مصلحتهم الضغط على إيران وتوحيد المجتمع الدولي ضدها، بل مصلحتهم سقوط الدول العربية وإضعافها وتأليب شعوبها على سلطاتها، وضع خطين ها هنا، فجهدت تلك الماكنة لتحقيق هدفين اثنين، الأول إبعاد الضوء عن الخطر الإيراني وكف الحديث عنه، والهدف الثاني مهاجمة الحكومات العربية.
والدليل أنهم لم يركزوا في إعلامهم على موقف المملكة العربية السعودية الثابت والمعلن من القضية الفلسطينية الذي رفض جميع العروض الإسرائيلية والضغوط الأمريكية، وتجاهلوا موقف البحرين المعلن والثابت كذلك، بل إن الموقف العماني هو الآخر أكد على الثوابت العربية رغم جلوسهم جميعاً على نفس الطاولة مع الإسرائيليين المحتلين، فهذا الدليل تم إهماله إعلامياً فلا تجد عنواناً أو تقريراً أو خبراً أو كاتباً إخوانياً يتحدث عنه وعن التأكيدات والتصريحات الواضحة لوزراء الخارجية، تجاهلوه كل تلك الأدلة متعمدين فتلك التصريحات لا تخلق سخطاً على الدول العربية وأنظمتها ولا تخدم أجندتهم.
إيران ستظل حليفتهم وحرب إيران علينا كدول خليجية وخطرها على دولنا وشعوبنا يتوافق مع أهدافهم، فكان لا بد من نجدتها ومساعدتها أثناء مؤتمر وارسو.
لهذا كله نجحت ماكنتهم الإعلامية في تخفيف الضغط إعلامياً على إيران والمساهمة في منع تضافر الجهود الدبلوماسية والاقتصادية لتوحيد الضغط الدولي عليها.
وبغض النظر عن مدى نجاحها في هذا الهدف وهل استطاعت إقناع أوروبا تحديداً بجديتها وإقناعها بالانضمام لها في الضغط على إيران لتحسين سلوكها أم لا، إلا أن حملة إعلامية عربية شرسة شنت على المؤتمر لم تهاجم أهدافه مباشرة وهنا الذكاء هنا اللعبة هنا يكمن سر سهولة الضحك على الذقون وسهولة تغير الاتجاه والمزاج العام إذا عرفت كيف تلعبها.
الماكنة الإعلامية لم تهاجم إيران ولم تأتِ على سيرة إيران أبداً لا سلباً ولا إيجاباً بل هاجمت جلوس العرب على طاولة واحدة مع إسرائيل!! فنجحت في نقل الاهتمام الإعلامي بعيداً عن إيران وهذا هو الهدف وقد نجحت فيه.
ولو تتبعت مصادر الأخبار التي رسمت مؤتمر وارسو على أنه خاص «بالتطبيع» مع إسرائيل لما وجدتها إيرانية فقط، بل لوجدتها إما تركية أو قطرية بمعنى إخوانية ولدى هذا التيار الإخواني ماكنة إعلامية ضخمة، فتوحدت الجهود الإيرانية والإخوانية في إبعاد الأضواء عن إيران وخطرها وشغل الإعلاميين وشغل وسائل التوصل الاجتماعي بأي شيء عدا إيران، فكان لا بد أن تنتقل القصة لموضع آخر.
هذه الماكنة تعتمد اعتماداً كبيراً على متلقٍّ أي قارئ لديه حس وطني عالٍ وحس ديني أعلى ولديه التزام تاريخي بالقضية الفلسطينية فتدخل له من هذا المدخل، ورغم أن الكل يعلم حجم التعاون الإخواني الإيراني ممثلاً في دعم حماس ضد السلطة الفلسطينية إلا أن الانجرار للأجندة الحماسية كان سهلاً جداً، وهي أجندة لا تقتصر على الموقف من إسرائيل بل الموقف المضاد والمناهض ضد دول الخليج «عدا قطر» والموقف المتماهي مع إيران حليفتها.
ليس من مصلحة الإخوان سقوط حكم الملالي وليس من مصلحتهم إضعافه، وليس من مصلحتهم الضغط على إيران وتوحيد المجتمع الدولي ضدها، بل مصلحتهم سقوط الدول العربية وإضعافها وتأليب شعوبها على سلطاتها، وضع خطين ها هنا، فجهدت تلك الماكنة لتحقيق هدفين اثنين، الأول إبعاد الضوء عن الخطر الإيراني وكف الحديث عنه، والهدف الثاني مهاجمة الحكومات العربية.
والدليل أنهم لم يركزوا في إعلامهم على موقف المملكة العربية السعودية الثابت والمعلن من القضية الفلسطينية الذي رفض جميع العروض الإسرائيلية والضغوط الأمريكية، وتجاهلوا موقف البحرين المعلن والثابت كذلك، بل إن الموقف العماني هو الآخر أكد على الثوابت العربية رغم جلوسهم جميعاً على نفس الطاولة مع الإسرائيليين المحتلين، فهذا الدليل تم إهماله إعلامياً فلا تجد عنواناً أو تقريراً أو خبراً أو كاتباً إخوانياً يتحدث عنه وعن التأكيدات والتصريحات الواضحة لوزراء الخارجية، تجاهلوه كل تلك الأدلة متعمدين فتلك التصريحات لا تخلق سخطاً على الدول العربية وأنظمتها ولا تخدم أجندتهم.
إيران ستظل حليفتهم وحرب إيران علينا كدول خليجية وخطرها على دولنا وشعوبنا يتوافق مع أهدافهم، فكان لا بد من نجدتها ومساعدتها أثناء مؤتمر وارسو.
لهذا كله نجحت ماكنتهم الإعلامية في تخفيف الضغط إعلامياً على إيران والمساهمة في منع تضافر الجهود الدبلوماسية والاقتصادية لتوحيد الضغط الدولي عليها.