عام 1792 سقطت الملكية في فرنسا، وانتخب ماكسميليان روبسبير أول مندوب لباريس للمؤتمر القومي الذي ألح فيه على مطلب إعدام الملك لويس السادس عشر وعائلته، الأمر الذي تحقق عام 1793. مع غياب المقاومة له، أصبح روبسبير المسيطر على الحكومة الفرنسية، ومن أجل استعادة النظام عمل على القضاء على من اعتبرهم «أعداء الثورة»، فأعدم معظم زعماء الثورة الفرنسية، وهو ما عرف بعهد الإرهاب. لكن الظلم لا يدوم فقد أدت أحكام روبسبير لخوف عدد من كبار أعضاء المؤتمر الوطني على سلامتهم الشخصية، ما دفعهم لتدبير مؤامرة ضد روبسبير وأعوانه وأعدموهم جميعهم.
وبعد نجاح ثورة الخميني في إيران 1979، أصبح صادق خلخالي أول مدعٍ عام في إيران بعد انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية، وكان يشتهر بالجدية والمواقف الحاسمة تجاه من يوصفون بالمجرمين. يُنسب إلى خلخالي بعض الإعدامات التعسفية التي جرت في إيران بعد انتصار الثورة، في حين يعتقد البعض أنه كان يقوم بواجبه كمدعٍ عام وحسب، ولكن على أي حال أفضى ذلك إلى تسميته بـ»روبسبير- الصورة الإيرانية»، وكان مما ورد بشأنه أنه كان يمر على المحكومين بالإعدام ويقول إذا كنت مظلوماً ستذهب للجنة. ثم مات في 2003 معزولاً مُتجاهلاً من قبل النظام بعدما أباد أعداداً كبيرةً من الشعب الإيراني المغلوب على أمره.
ذكرت الحملة الدولية لحقوق الإنسان في إيران قبل أيام، أن تعيين إبراهيم رئيسي رئيساً للسلطة القضائية من قبل المرشد الأعلى علي خامنئي يعني أنه لا مكان لمفهوم سيادة القانون في البلاد، فرئيسي كان قاضياً في «لجنة الموت» المسؤولة عن تصفية آلاف السجناء السياسيين في سجون إيران عام 1988، ما يعني عودة روبسبير وخلخالي لشوارع طهران مرة أخرى. هذا التعيين يظهر مدى تجاهل سيادة القانون ومكافأة لمن يشاركون في جرائم حقوق الإنسان. ويعني تعيين رئيسي رئيساً للقضاء تصعيد القبضة الحديدية، ما يدل على أن النظام يعيش في مأزق خوفاً من تجدد الاحتجاجات الشعبية. وإبراهيم رئيسي ليس طاغية فحسب، بل هو وجه النظام الحقيقي القبيح، حتى بلغ الأمر أن هناك من يقول أن رئيسي خليفة محتمل لخامنئي لمنصب المرشد الأعلى، إذ تم تأهيله بأمر من خامنئي ليمسك عضوية مجلس الخبراء، ونائب عام بمحكمة رجال الدين الخاصة، وسادن العتبة الرضوية في مشهد.
* اختلاج النبض:
لن يقيم رئيسي العدل، فالميزان أعوج، وجلّ ما يخيفنا أن تميل كفة ميزانه ضد أهلنا العرب في الأحواز كعادة كل طاغية في طهران، خصوصاً أن رئيسي كان تلميذاً لخلخالي في «لجان الموت»، تلك التي قامت بإعدامات جماعية لعشرات الآلاف من السجناء السياسيين.
{{ article.visit_count }}
وبعد نجاح ثورة الخميني في إيران 1979، أصبح صادق خلخالي أول مدعٍ عام في إيران بعد انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية، وكان يشتهر بالجدية والمواقف الحاسمة تجاه من يوصفون بالمجرمين. يُنسب إلى خلخالي بعض الإعدامات التعسفية التي جرت في إيران بعد انتصار الثورة، في حين يعتقد البعض أنه كان يقوم بواجبه كمدعٍ عام وحسب، ولكن على أي حال أفضى ذلك إلى تسميته بـ»روبسبير- الصورة الإيرانية»، وكان مما ورد بشأنه أنه كان يمر على المحكومين بالإعدام ويقول إذا كنت مظلوماً ستذهب للجنة. ثم مات في 2003 معزولاً مُتجاهلاً من قبل النظام بعدما أباد أعداداً كبيرةً من الشعب الإيراني المغلوب على أمره.
ذكرت الحملة الدولية لحقوق الإنسان في إيران قبل أيام، أن تعيين إبراهيم رئيسي رئيساً للسلطة القضائية من قبل المرشد الأعلى علي خامنئي يعني أنه لا مكان لمفهوم سيادة القانون في البلاد، فرئيسي كان قاضياً في «لجنة الموت» المسؤولة عن تصفية آلاف السجناء السياسيين في سجون إيران عام 1988، ما يعني عودة روبسبير وخلخالي لشوارع طهران مرة أخرى. هذا التعيين يظهر مدى تجاهل سيادة القانون ومكافأة لمن يشاركون في جرائم حقوق الإنسان. ويعني تعيين رئيسي رئيساً للقضاء تصعيد القبضة الحديدية، ما يدل على أن النظام يعيش في مأزق خوفاً من تجدد الاحتجاجات الشعبية. وإبراهيم رئيسي ليس طاغية فحسب، بل هو وجه النظام الحقيقي القبيح، حتى بلغ الأمر أن هناك من يقول أن رئيسي خليفة محتمل لخامنئي لمنصب المرشد الأعلى، إذ تم تأهيله بأمر من خامنئي ليمسك عضوية مجلس الخبراء، ونائب عام بمحكمة رجال الدين الخاصة، وسادن العتبة الرضوية في مشهد.
* اختلاج النبض:
لن يقيم رئيسي العدل، فالميزان أعوج، وجلّ ما يخيفنا أن تميل كفة ميزانه ضد أهلنا العرب في الأحواز كعادة كل طاغية في طهران، خصوصاً أن رئيسي كان تلميذاً لخلخالي في «لجان الموت»، تلك التي قامت بإعدامات جماعية لعشرات الآلاف من السجناء السياسيين.