هل حدث ووجدت نفسك يوماً عالقاً في منتصف الأشياء؟! تقف حياتك في المنتصف وقد ابتعدت كثيراً عن نقطة الصفر، وكنت قد أوشكت أن تعجل إلى قطف الثمار وتحقيق ما كنت تصبو إليه، ثم سرعان ما تحدث انتكاسات غير متوقعة في حياتك لمبررات وأسباب قد تعلمها وربما لا، ولكنها كفيلة بأن تقلب حياتك رأساً على عقب، فلا تستطيع العودة لسابق عهدك، ولا تستطيع المضي قدماً فيما كنت ماضياً إليه. هل حدث أن وجدت نفسك مدمراً، رغم أنك تسببت في تحقيق كل معطيات نمائك وارتقائك وبقائك في هذه الحياة؟
ثمة أحيان تمر على المرء منا، كاستراحة المحارب، غير أن استراحة المحارب هذه قد لا تؤخذ بالتخطيط أو حسب الحاجة، وإنما تأتي كإجازة إجبارية توقف فيها فراملك فجأة أو ربما على مهل حتى تجد نفسك قد توقفت من حيث لا تدري، وتكتشف بعد حين أنك قد انتُزعت مما أنت فيه، وقد أُلقي بك في جب عميق لا تجد له قرار ثم أن ليس منه فرار. تعيش صراعاتك، تقاوم دوامات الضياع والتيه بينما تجذبك إليها بقوة وتأبى إلاَّ أن تهزمك مهما حاولت، ولكنك مازلت تقاوم، ومازلت تستنزف من طاقتك الكثير، ليس للارتقاء، وإنما للبقاء.. للبقاء وحده.
عندما تمر على الإنسان ظروف كهذه، لا يجد نفسه عالقاً في منتصف خططه ومعوقاتها فحسب، بل يجد نفسه عالقاً في أفكاره الجديدة التي بدلتها ظروف تجبر المرء منا على مراجعة نفسه، ليبصر النور، فإذا به يكتشف أن حياته لها غاية غير تلك التي كان يمضي إليها، وأن كل ما مرّ به من أزمات إنما هو تصحيح مسار، وإن سلب منه الكثير وحطّم فيه كثير. أحياناً نكتشف أن الماضين ليعيثوا في حياتنا فساداً حاملين شوكة الشيطان، قد قادونا لاستخدام بصائرنا بعد أن وثقنا بالبصر أكثر من اللازم، غير أنه في أغلب الأحيان، لا تفتح تلك البصائر إلاَّ بعد فوات الأوان.
ورغم تعدد أشواك الشياطين ومحاصرتها لك، ثمة أجنحة رحمة ترفرف عليك من فوق، تهبك النسمات لتستنشقها بما يثبت روحك ويحفظ لك شقاءك في الدنيا، ثمة أجنحة تداعب قلبك، تطمئنك، تقرأ عليك المعوذات بعد أن ألقت عليك الشياطين تعاويذها، تلك الأجنحة هي التي تمسح على رأسك عند نومك، تحتضنك وتقرّ قلبك وتهدأ روعك من حيث لا تعلم أحياناً، تغمدك بدعواتها بالخير وتكللك بفضل، ولولا هؤلاء.. لم يكن للحياة أن تستقيم.
* اختلاج النبض:
بعضنا ينظر لمثل هذه المنزلقات على أنها كارثة، وهي كذلك بالفعل، لا سيما إن رافقها ما يسلب منك روحك، فتشعر أنك ميت تائه في عالم الأحياء، ولكن تلك الكارثة قد تكون نوعاً من الترميم، وقد يستلزم الترميم في كثير من الأحيان هدم ما أتلفه الزمن وخرّبته الأيام، إننا فقط نحتاج لمواجهة كل هذا بكل ما أوتينا من قوة، فلطالما آمنت أن المجد للأقوياء.
{{ article.visit_count }}
ثمة أحيان تمر على المرء منا، كاستراحة المحارب، غير أن استراحة المحارب هذه قد لا تؤخذ بالتخطيط أو حسب الحاجة، وإنما تأتي كإجازة إجبارية توقف فيها فراملك فجأة أو ربما على مهل حتى تجد نفسك قد توقفت من حيث لا تدري، وتكتشف بعد حين أنك قد انتُزعت مما أنت فيه، وقد أُلقي بك في جب عميق لا تجد له قرار ثم أن ليس منه فرار. تعيش صراعاتك، تقاوم دوامات الضياع والتيه بينما تجذبك إليها بقوة وتأبى إلاَّ أن تهزمك مهما حاولت، ولكنك مازلت تقاوم، ومازلت تستنزف من طاقتك الكثير، ليس للارتقاء، وإنما للبقاء.. للبقاء وحده.
عندما تمر على الإنسان ظروف كهذه، لا يجد نفسه عالقاً في منتصف خططه ومعوقاتها فحسب، بل يجد نفسه عالقاً في أفكاره الجديدة التي بدلتها ظروف تجبر المرء منا على مراجعة نفسه، ليبصر النور، فإذا به يكتشف أن حياته لها غاية غير تلك التي كان يمضي إليها، وأن كل ما مرّ به من أزمات إنما هو تصحيح مسار، وإن سلب منه الكثير وحطّم فيه كثير. أحياناً نكتشف أن الماضين ليعيثوا في حياتنا فساداً حاملين شوكة الشيطان، قد قادونا لاستخدام بصائرنا بعد أن وثقنا بالبصر أكثر من اللازم، غير أنه في أغلب الأحيان، لا تفتح تلك البصائر إلاَّ بعد فوات الأوان.
ورغم تعدد أشواك الشياطين ومحاصرتها لك، ثمة أجنحة رحمة ترفرف عليك من فوق، تهبك النسمات لتستنشقها بما يثبت روحك ويحفظ لك شقاءك في الدنيا، ثمة أجنحة تداعب قلبك، تطمئنك، تقرأ عليك المعوذات بعد أن ألقت عليك الشياطين تعاويذها، تلك الأجنحة هي التي تمسح على رأسك عند نومك، تحتضنك وتقرّ قلبك وتهدأ روعك من حيث لا تعلم أحياناً، تغمدك بدعواتها بالخير وتكللك بفضل، ولولا هؤلاء.. لم يكن للحياة أن تستقيم.
* اختلاج النبض:
بعضنا ينظر لمثل هذه المنزلقات على أنها كارثة، وهي كذلك بالفعل، لا سيما إن رافقها ما يسلب منك روحك، فتشعر أنك ميت تائه في عالم الأحياء، ولكن تلك الكارثة قد تكون نوعاً من الترميم، وقد يستلزم الترميم في كثير من الأحيان هدم ما أتلفه الزمن وخرّبته الأيام، إننا فقط نحتاج لمواجهة كل هذا بكل ما أوتينا من قوة، فلطالما آمنت أن المجد للأقوياء.