لقد سمعت ورأيت من حولي صوراً عديدة لقصص الحب وكم هناك من عاشقين يهيمان حباً ليصبح بعد ذلك كل الحب والعشق الذي بينهما وكأنه لم يكن، ولينتهي الأمر بينهما بصراع وكره، فبغض فهجر فانفصال.
هناك تناقض كبير بين كثرة ما يسوّق لنا عن الحب في صور بدت استهلاكية مبالغ فيها، وبين الممارسات الواقعية للحب الصادق الحقيقي الفعلي المتمثل بين أفراد المجتمع الإنساني، تلك الصور المتجسدة في وسائل الإعلام المتعددة أو في المسلسلات أو الأفلام أو روايات العشق والحب صور ليست بحقيقية يعتبرها الشباب للأسف الشديد دليلاً لهم في وقت هم في أمس الحاجة إلى التوجيه الحقيقي لمعرفة معنى الحب الصحيح! والسؤال هل هناك حب ناجح وحب فاشل؟ إن الشعور العظيم الذي يحتوي الإنسان في بداية وأثناء شعوره بالحب والآمال والأحلام التي تسكنه لا يرضى أبداً بأن تكون نهاية هذا الشعور الفشل! إذاً لماذا النهايات الخائبة والفشل المتكرر لظاهرة الحب؟ قرأت الكثير من الكتب الفلسفية النفسية في موضوع الحب، وجاءت جميعها جازمة بأن الحب ليس صدفة فنظرة فموعد فلقاء، ومن بين هذه الكتب جاء كتاب «الحب» للفيلسوف السويسري «رونالد دي سوزا» وكتاب «ألوان الحب» للكاتب «جون آلان لي» الصادر في عام 1973، والذي صنف فيه الحب إلى سبعة أنواع استناداً بأفكار أرسطو وأفلاطون والتي تعود للحضارة اليونانية وهي: «إيروس» وهو حب الشكل الخارجي المتعلق بطاقة الجسد والشكل العام للشخص، «فيليا» الصداقة والنية الحسنة وهو الحب القائم على العقلانية، لوجود بعض الصفات الحسنة في الطرف الآخر، «ستورج» وهذا النوع من الحب يشبه حب الآباء لأطفالهم، «أغابي» وهو حب الروح، «لودوس» وهو الحب اللعوب وغير الملتزم، «براجما» وهو الحب العملي الذي يقوم على العقل أو الواجب والمصالح الطويلة الأمد، «فيلوتيا» حب الذات، وهو نوع قد يُصبح إيجابياً أو سلبياً.
من بين هذه الكتب هناك كتاب أشعر أنه الأجمل والأقرب إلى نفسي وهو كتاب «فن الحب» للكاتب «اريك فروم « الذي نشر عام 1956، وهو أحد المراجع الرئيسة لفهم الحب، فوجدته أفضل من تحدث بعمق وبطريقة عملية عن الحب، وإن أول مفهوم خاطئ عن الحب هو الاعتقاد أنه متعلق بالأشخاص الذين نحبهم وصعوبة اختيار الشخص الصحيح الذي يبادلنا هذا الحب، وأن المعنى الحقيقي لنجاح الحب ليس متعلقاً بظهور الأشخاص المناسبين أو خلق الظروف المناسبة بل هو مَلكة وقدرة وإرادة.
يقولون الحب عذاب.. وقع في الحب.. غرق في الحب وصوف كثيرة ومسميات ليست بحقيقية، فالحب الناجح لا يقع فيه الإنسان بل يقف عنده ويستند به وفيه، ومن يريد الوصول إلى الحب الحقيقي يجب أن يكون من هؤلاء الذين يقفون بالحب فيكون طريقهم في الحياة فرحاً وحباً وأملاً ونجاحاً.
إن الفهم غير الصحيح لماهية الحب هو من أهم العوامل والأسباب لانتشار ظاهرة الطلاق حول العالم، والدراسات الحديثة جاءت لتبيّن أن الحب يمر بثلاث مراحل، اجتذاب فاستهواء فارتباط نتيجة غرائز ورغبة تفرزها هرمونات ونتيجة لظواهر فسيولوجية تقل مع مرور الوقت مما يؤدي إلى فتور العلاقات وموتها أحياناً، والحب الصحيح لا يملكه إلا المرء الحرّ السيّد على شعوره وإرادته ليس بدوافع فسيولوجية ولا تحت سيطرة الأنا، بل عطاء دون أخذ، نعم إن الحب الحقيقي هو عطاء دون انتظار في زمن مادي تكثر فيه مفاهيم المقايضة حتى أصبح هذا العطاء في الحب يدرج تحت مسمى تخلٍّ وتضحية وسذاجة.
يحمل العطاء عند الشخص المجرد من الأنا أعمق صور الحب والثروة والقوة في سبيل إدخال الفرح للآخر ويضحي بالكثير من أجل أن يجعله سعيداً ناجحاً، ويرى أن هذه المشاعر فيها إحياء للروح، ودائما الإنسان المحب يكون غنياً بإعطاء الكثير لكل من يحب ويعطي من نفسه، من فرحه، من شغفه، من علمه ووقته، يعطي من ذلك الشيء الحي الذي فيه ليحيي الآخر ويثريه ويعزز شعوره بالحياة، وينعكس ذلك كله عليه فرحاً وإحياءً وحياة.
الحب فن كالرسم والموسيقى يحتاج إلى فهم للنظرية فهماً عميقاً وممارسة وإتقاناً بفعالية كبيرة ليصبح في النهاية الشغل الشاغل للمتعلم والموهوب، وبالرغم من كل هذه الحاجة للحب وخيبة التوقعات في الكثير من قصص الحب التي طغت عليها الماديات فأصبحت أكثر أهمية كالنجاح، المال، المكانة، المنصب، القوة والكثير الكثير من هذه الاهتمامات المادية التي أصبحت الطاقات البشرية متعلقة بها فابتعدت عن كل ما يتعلق بالروح كطاقة فن الحب، إلا أن الاحتياج للحب مازال قائماً.
إن السبب الأكبر في عدم نجاح الحب هو جهل فن الحب، الذي لا يدرس ولم نسمع يوماً عن دورات أو شهادات تقدم فيه كغيره من الفنون التي تدرس لأنه فطرة وتربية واحترام ومسؤولية ومعرفة ورعاية الآخر ومعرفة احتياجاته بالإحساس دون طلب وأن تصبح أنت ومن تحب شخصاً واحداً.
إن الطريقة الصحيحة للحب هي الخروج من مفهوم أن الحب ينتهي بسجن الزواج والتضحية، حتى وإن كان هذا المفهوم يبدو في كثير من صوره التي نراها في واقعنا صحيحاً، علينا التحرر منه، لا تجبروا قلوبكم على العيش بتعب، فالانفصال أحياناً يكون طريقاً للحب.. عالجوا الأمور بحب واتركوها بحب وتقبلوا الظروف بحب، ولا تجبروا مشاعركم على الجلوس والكلام والعيش مع أشخاص يؤذون أرواحكم وأرواح من هم حولكم، وتعلمّوا كيفية الاختيار.. عليكم أن تختاروا من ينسجم مع أرواحكم بصدق طبيعي ويجعلكم في حالة حب حقيقي، وحيَّا على الحب لمن يستحق هذا الحب.
هناك تناقض كبير بين كثرة ما يسوّق لنا عن الحب في صور بدت استهلاكية مبالغ فيها، وبين الممارسات الواقعية للحب الصادق الحقيقي الفعلي المتمثل بين أفراد المجتمع الإنساني، تلك الصور المتجسدة في وسائل الإعلام المتعددة أو في المسلسلات أو الأفلام أو روايات العشق والحب صور ليست بحقيقية يعتبرها الشباب للأسف الشديد دليلاً لهم في وقت هم في أمس الحاجة إلى التوجيه الحقيقي لمعرفة معنى الحب الصحيح! والسؤال هل هناك حب ناجح وحب فاشل؟ إن الشعور العظيم الذي يحتوي الإنسان في بداية وأثناء شعوره بالحب والآمال والأحلام التي تسكنه لا يرضى أبداً بأن تكون نهاية هذا الشعور الفشل! إذاً لماذا النهايات الخائبة والفشل المتكرر لظاهرة الحب؟ قرأت الكثير من الكتب الفلسفية النفسية في موضوع الحب، وجاءت جميعها جازمة بأن الحب ليس صدفة فنظرة فموعد فلقاء، ومن بين هذه الكتب جاء كتاب «الحب» للفيلسوف السويسري «رونالد دي سوزا» وكتاب «ألوان الحب» للكاتب «جون آلان لي» الصادر في عام 1973، والذي صنف فيه الحب إلى سبعة أنواع استناداً بأفكار أرسطو وأفلاطون والتي تعود للحضارة اليونانية وهي: «إيروس» وهو حب الشكل الخارجي المتعلق بطاقة الجسد والشكل العام للشخص، «فيليا» الصداقة والنية الحسنة وهو الحب القائم على العقلانية، لوجود بعض الصفات الحسنة في الطرف الآخر، «ستورج» وهذا النوع من الحب يشبه حب الآباء لأطفالهم، «أغابي» وهو حب الروح، «لودوس» وهو الحب اللعوب وغير الملتزم، «براجما» وهو الحب العملي الذي يقوم على العقل أو الواجب والمصالح الطويلة الأمد، «فيلوتيا» حب الذات، وهو نوع قد يُصبح إيجابياً أو سلبياً.
من بين هذه الكتب هناك كتاب أشعر أنه الأجمل والأقرب إلى نفسي وهو كتاب «فن الحب» للكاتب «اريك فروم « الذي نشر عام 1956، وهو أحد المراجع الرئيسة لفهم الحب، فوجدته أفضل من تحدث بعمق وبطريقة عملية عن الحب، وإن أول مفهوم خاطئ عن الحب هو الاعتقاد أنه متعلق بالأشخاص الذين نحبهم وصعوبة اختيار الشخص الصحيح الذي يبادلنا هذا الحب، وأن المعنى الحقيقي لنجاح الحب ليس متعلقاً بظهور الأشخاص المناسبين أو خلق الظروف المناسبة بل هو مَلكة وقدرة وإرادة.
يقولون الحب عذاب.. وقع في الحب.. غرق في الحب وصوف كثيرة ومسميات ليست بحقيقية، فالحب الناجح لا يقع فيه الإنسان بل يقف عنده ويستند به وفيه، ومن يريد الوصول إلى الحب الحقيقي يجب أن يكون من هؤلاء الذين يقفون بالحب فيكون طريقهم في الحياة فرحاً وحباً وأملاً ونجاحاً.
إن الفهم غير الصحيح لماهية الحب هو من أهم العوامل والأسباب لانتشار ظاهرة الطلاق حول العالم، والدراسات الحديثة جاءت لتبيّن أن الحب يمر بثلاث مراحل، اجتذاب فاستهواء فارتباط نتيجة غرائز ورغبة تفرزها هرمونات ونتيجة لظواهر فسيولوجية تقل مع مرور الوقت مما يؤدي إلى فتور العلاقات وموتها أحياناً، والحب الصحيح لا يملكه إلا المرء الحرّ السيّد على شعوره وإرادته ليس بدوافع فسيولوجية ولا تحت سيطرة الأنا، بل عطاء دون أخذ، نعم إن الحب الحقيقي هو عطاء دون انتظار في زمن مادي تكثر فيه مفاهيم المقايضة حتى أصبح هذا العطاء في الحب يدرج تحت مسمى تخلٍّ وتضحية وسذاجة.
يحمل العطاء عند الشخص المجرد من الأنا أعمق صور الحب والثروة والقوة في سبيل إدخال الفرح للآخر ويضحي بالكثير من أجل أن يجعله سعيداً ناجحاً، ويرى أن هذه المشاعر فيها إحياء للروح، ودائما الإنسان المحب يكون غنياً بإعطاء الكثير لكل من يحب ويعطي من نفسه، من فرحه، من شغفه، من علمه ووقته، يعطي من ذلك الشيء الحي الذي فيه ليحيي الآخر ويثريه ويعزز شعوره بالحياة، وينعكس ذلك كله عليه فرحاً وإحياءً وحياة.
الحب فن كالرسم والموسيقى يحتاج إلى فهم للنظرية فهماً عميقاً وممارسة وإتقاناً بفعالية كبيرة ليصبح في النهاية الشغل الشاغل للمتعلم والموهوب، وبالرغم من كل هذه الحاجة للحب وخيبة التوقعات في الكثير من قصص الحب التي طغت عليها الماديات فأصبحت أكثر أهمية كالنجاح، المال، المكانة، المنصب، القوة والكثير الكثير من هذه الاهتمامات المادية التي أصبحت الطاقات البشرية متعلقة بها فابتعدت عن كل ما يتعلق بالروح كطاقة فن الحب، إلا أن الاحتياج للحب مازال قائماً.
إن السبب الأكبر في عدم نجاح الحب هو جهل فن الحب، الذي لا يدرس ولم نسمع يوماً عن دورات أو شهادات تقدم فيه كغيره من الفنون التي تدرس لأنه فطرة وتربية واحترام ومسؤولية ومعرفة ورعاية الآخر ومعرفة احتياجاته بالإحساس دون طلب وأن تصبح أنت ومن تحب شخصاً واحداً.
إن الطريقة الصحيحة للحب هي الخروج من مفهوم أن الحب ينتهي بسجن الزواج والتضحية، حتى وإن كان هذا المفهوم يبدو في كثير من صوره التي نراها في واقعنا صحيحاً، علينا التحرر منه، لا تجبروا قلوبكم على العيش بتعب، فالانفصال أحياناً يكون طريقاً للحب.. عالجوا الأمور بحب واتركوها بحب وتقبلوا الظروف بحب، ولا تجبروا مشاعركم على الجلوس والكلام والعيش مع أشخاص يؤذون أرواحكم وأرواح من هم حولكم، وتعلمّوا كيفية الاختيار.. عليكم أن تختاروا من ينسجم مع أرواحكم بصدق طبيعي ويجعلكم في حالة حب حقيقي، وحيَّا على الحب لمن يستحق هذا الحب.