لدينا عقدة متأصلة في العقول للأسف، نقولها ونكتبها كشعارات بأن «الاعتراف بالذنب فضيلة»، لكن ما نؤمن به ونطبقه لا يخرج عن قول «محرف» يقول: «الاعتراف بالذنب.. فشيلة»!
وسأزيد من عندي وأقول: «بل الاعتراف بالفشل في هذه البلد فضيحة»!
من الأدبيات التي يروج لها البعض مآثر تقول بأن «الفشل سبب من أسباب النجاح»، وأنه «حتى تحل مشكلة يجب عليك أولاً الاعتراف بها»، لكن هذه الأدبيات لا يلقى لها بال لأن تطبيقها يعني أن يكون الشخص أولاً صاحب ذمة وضمير، أن يكون قبلها أيضاً صاحب مبادئ وقناعة بأن الصواب يجب أن يسود وأن الخطأ يجب أن يزال ويقوم، فهل هذا يحصل؟!
هناك من يظن بأن الاعتراف بالخطأ يعني التقليل من شأنه أو التشكيك في قدراته، أو حتى في من يسند لهم المهام، لكن هذا مفهوم خاطئ تماماً، الإنسان الناجح والشجاع والأهم فوق ذلك «الواقعي» الذي يريد التغيير الحقيقي هو من يعترف إن أخطأ بشجاعة، هو من ينهض من الفشل ليبني عليه ويحقق النجاحات، هو من يدرك بأن الاعتراف بالتعثر لا يعني «السقوط» من عيون البشر، بل على العكس «المكابرة» في الإقرار بوجود الأخطاء هو ما يجعل الناس تنظر لأي شخص يقوم بهذا الفعل نظرة شك وريبة ولا تمنحه ثقتها المطلقة في المرات القادمة.
كلنا نقول بأن الأخطاء واضحة، وأن هناك مشاكل لا تحتاج لأعين خبير حتى تكون واضحة، لكن المصيبة لدينا بأنه لا يوجد هناك اعتراف بالخطأ، لا يوجد هناك اعتراف بالمشكلة، ولا يوجد تحمل ذاتي للمسؤولية.
يقولها كثير من المسؤولين، لكنها تبقى شعارات لا تطبيق واقعياً حقيقياً لها، يقولون «رحم الله من أهدى إلي عيوبي»، ويقولون «الكرسي تكليف وليس تشريفاً»، ويقولون ويقولون، لكن الواقع يقول شيئاً آخر.
في مجتمعاتنا يسود «التنظير»، تجد كثيرون تحولوا لمنظرين بل محاضرين و«بياعي كلام»، نعم «كلام» و«مجرد كلام»، لأنك تتفاجأ حتى بمن يتحدث عن الفضائل والمثاليات هو من يقوم بنقيضها، تتفاجأ بمن يحاضر في الناس عن النظريات والأسس الصحيحة للإدارة هو فاقد لأبسط مقومات الإدارة، وتتفاجأ بمن كل كلامه تصحيح ومحاربة أخطاء بأنه يرى الأخطاء ويقبل بها.
المعايير مقلوبة، واعتدنا في المجتمعات العربية أن نعيش على إرث السابقين في قرون ماضية، ونتباكى ونقول «كنا وكنا»، لكن الواقع يقول «أين أنتم اليوم»؟! بل واعتدنا أن نتغنى بالمثاليات وقال فلان وعلان، وباتت وسائل التواصل الاجتماعي تعج بالأقوال المأثورة وبكلام عن الإدارة المثالية وعن الصفات القيادية وعن أدبيات الصواب والخطأ، لكن الواقع يقول شيئاً آخر، الواقع يقول بأن في مواقع التواصل الاجتماعي تجد مليون «أفلاطوني»، وفي مواقع العمل أيضاً تجد ألف خبير إداري لكن الحقيقة تقول بأننا نعاني من فشل كبير، من كلام يطلق في الهواء على عواهنه، نعاني من شعارات بالونات الهواء أقوى وأصلب منها.
لا توجد في مجتمعنا ثقافة الاعتراف بالخطأ، ولا توجد لدينا ثقافة الإقرار بالفشل، الجميع مخطط رهيب، والجميع مفكر استراتيجي، والجميع أفضل من يرسم السياسة العامة للدولة أو القطاع المعني به، والنتيجة كلها تجدونها في تقارير الرقابة المالية والإدارية على سبيل المثال.
عندما تغيب ثقافات «راقية» عن حياة الشعوب والمجتمعات، تتحول هذه المجتمعات إلى غابات فعلية، بل تنحدر فيها الممارسات إلى أدنى مستوى من مستويات التعامل، ورغم أن الله عز وجل قال في محكم التنزيل: «وقد كرمنا بني آدم»، إلا أن كثيراً من أبناء آدم لا يقتنعون بتكريمهم عن بقية المخلوقات، فينحدرون في مستنقعات التصرفات الخاطئة والممارسات المعوجة.
وسأزيد من عندي وأقول: «بل الاعتراف بالفشل في هذه البلد فضيحة»!
من الأدبيات التي يروج لها البعض مآثر تقول بأن «الفشل سبب من أسباب النجاح»، وأنه «حتى تحل مشكلة يجب عليك أولاً الاعتراف بها»، لكن هذه الأدبيات لا يلقى لها بال لأن تطبيقها يعني أن يكون الشخص أولاً صاحب ذمة وضمير، أن يكون قبلها أيضاً صاحب مبادئ وقناعة بأن الصواب يجب أن يسود وأن الخطأ يجب أن يزال ويقوم، فهل هذا يحصل؟!
هناك من يظن بأن الاعتراف بالخطأ يعني التقليل من شأنه أو التشكيك في قدراته، أو حتى في من يسند لهم المهام، لكن هذا مفهوم خاطئ تماماً، الإنسان الناجح والشجاع والأهم فوق ذلك «الواقعي» الذي يريد التغيير الحقيقي هو من يعترف إن أخطأ بشجاعة، هو من ينهض من الفشل ليبني عليه ويحقق النجاحات، هو من يدرك بأن الاعتراف بالتعثر لا يعني «السقوط» من عيون البشر، بل على العكس «المكابرة» في الإقرار بوجود الأخطاء هو ما يجعل الناس تنظر لأي شخص يقوم بهذا الفعل نظرة شك وريبة ولا تمنحه ثقتها المطلقة في المرات القادمة.
كلنا نقول بأن الأخطاء واضحة، وأن هناك مشاكل لا تحتاج لأعين خبير حتى تكون واضحة، لكن المصيبة لدينا بأنه لا يوجد هناك اعتراف بالخطأ، لا يوجد هناك اعتراف بالمشكلة، ولا يوجد تحمل ذاتي للمسؤولية.
يقولها كثير من المسؤولين، لكنها تبقى شعارات لا تطبيق واقعياً حقيقياً لها، يقولون «رحم الله من أهدى إلي عيوبي»، ويقولون «الكرسي تكليف وليس تشريفاً»، ويقولون ويقولون، لكن الواقع يقول شيئاً آخر.
في مجتمعاتنا يسود «التنظير»، تجد كثيرون تحولوا لمنظرين بل محاضرين و«بياعي كلام»، نعم «كلام» و«مجرد كلام»، لأنك تتفاجأ حتى بمن يتحدث عن الفضائل والمثاليات هو من يقوم بنقيضها، تتفاجأ بمن يحاضر في الناس عن النظريات والأسس الصحيحة للإدارة هو فاقد لأبسط مقومات الإدارة، وتتفاجأ بمن كل كلامه تصحيح ومحاربة أخطاء بأنه يرى الأخطاء ويقبل بها.
المعايير مقلوبة، واعتدنا في المجتمعات العربية أن نعيش على إرث السابقين في قرون ماضية، ونتباكى ونقول «كنا وكنا»، لكن الواقع يقول «أين أنتم اليوم»؟! بل واعتدنا أن نتغنى بالمثاليات وقال فلان وعلان، وباتت وسائل التواصل الاجتماعي تعج بالأقوال المأثورة وبكلام عن الإدارة المثالية وعن الصفات القيادية وعن أدبيات الصواب والخطأ، لكن الواقع يقول شيئاً آخر، الواقع يقول بأن في مواقع التواصل الاجتماعي تجد مليون «أفلاطوني»، وفي مواقع العمل أيضاً تجد ألف خبير إداري لكن الحقيقة تقول بأننا نعاني من فشل كبير، من كلام يطلق في الهواء على عواهنه، نعاني من شعارات بالونات الهواء أقوى وأصلب منها.
لا توجد في مجتمعنا ثقافة الاعتراف بالخطأ، ولا توجد لدينا ثقافة الإقرار بالفشل، الجميع مخطط رهيب، والجميع مفكر استراتيجي، والجميع أفضل من يرسم السياسة العامة للدولة أو القطاع المعني به، والنتيجة كلها تجدونها في تقارير الرقابة المالية والإدارية على سبيل المثال.
عندما تغيب ثقافات «راقية» عن حياة الشعوب والمجتمعات، تتحول هذه المجتمعات إلى غابات فعلية، بل تنحدر فيها الممارسات إلى أدنى مستوى من مستويات التعامل، ورغم أن الله عز وجل قال في محكم التنزيل: «وقد كرمنا بني آدم»، إلا أن كثيراً من أبناء آدم لا يقتنعون بتكريمهم عن بقية المخلوقات، فينحدرون في مستنقعات التصرفات الخاطئة والممارسات المعوجة.