نحو ساعة أو ربما أكثر خصصتها إحدى الفضائيات الإخوانية التي تتخذ من أنقرة موئلاً لمناقشة أمور تخص السعودية، من دون أن تنتبه إلى أن ما تناقشه أمور داخلية لا علاقة لها بها وأن النقاش فيها لا قيمة له لأن الأمر لا يخصها لا من قريب ولا من بعيد، فأن تختار السعودية هذا الشخص أو ذاك لهذا المنصب أو ذاك أمر يخصها وهو قرارها، والخوض فيه لا يفيد المشاهد ويضيع وقته وهو يشبه مناقشة اتخاذها قراراً بتطوير شارع وتأجيل تطوير شارع آخر أو فتح سوق في هذه المدينة أو تلك، حيث الأسباب تخصها وحدها ولا علاقة للعالم بها. والأمر نفسه فيما يخص الإمارات ومصر والبحرين، حيث مناقشة هذا القرار أو ذاك في هذه القضية أو تلك من القضايا الداخلية التي قررت اتخاذها لا يكسب المشاهد مفيداً. المفيد يكون في مناقشة القضايا العامة التي لها تأثير على الشعوب والعلاقات بين الدول وبتطورات الأحداث. وليس من تفسير لإقدام تلك الفضائية -وغيرها كثير- على مناقشة مسألة داخلية بحتة سوى أنها تعاني من فراغ ولا تعرف كيف تملؤه وتبين لها أن السبيل الأسهل هو الخوض في المسائل الداخلية «لماذا فعلت الحكومة هذا ولم تفعل ذاك، ولماذا أعطت هذا ولم تعطِ ذاك مسألة داخلية ليس من حق الخارج التحدث فيها».
لكن الأمر لا يتوقف عند هذا، فتلك الفضائيات وصلت حد أن تصرف جزءاً من وقتها ووقت المشاهد في الحديث عن تغريدة قالها فلان أو علان أملاً في أن تتضمن ما يعين على التعرض للسعودية أو الإمارات أو مصر أو البحرين «كونها اليوم كتلة واحدة واتخذت معاً قرار مقاطعة قطر بعد أن فاض بها الكيل ويئست من تعديل سلوك الدوحة وحكامها».
هذا السلوك يضر بفاعليه وبالجهات التي ينتمون إليها والأفكار والمبادئ التي يعتنقونها قبل أن يضر بالدول الأربع التي لا تلتفت إلى ما يقولون ولا تضيع وقتها في الاستماع إليهم، فهم مهزومون ولا طريق لكلام المهزومين يوصل إلى آذان المنتصرين.
كل القنوات التي ينطبق عليها صفة «السوسة» صارت تركز على الأمور الصغيرة والداخلية التي لا علاقة لها بها، ما يؤكد أنها تعاني وتسعى إلى رضا «الأرباب» الذي هو الآخر يعاني ويبحث عن أي قصة تشعره أن الدول الأربع ليست أفضل منه حالاً. هنا مثال، أحد برامج قناة «الجزيرة» خصص بعض وقته للتهجم على شخصية إماراتية معروفة يبدو أنها وفرت تغريدة زعل بسببها أرباب هذه القناة، من دون مبالاة بحق المشاهد حيث انتقاد تلك الشخصية لا ينتج عنه سوى إحساس البعض في قطر بشيء من الفرحة، رغم أن التغريدة كانت تتناول شأناً داخلياً لا علاقة لقطر به.
القمة العربية الأوروبية الأولى التي عقدت أخيراً في مدينة شرم الشيخ حظيت بنصيب وافر من التعليقات غير ذات القيمة والبعيدة عن موضوع القمة من تلك الفضائيات وتم التركيز على الأخطاء الصغيرة التي حصولها وارد في كل حين فتحولت إلى موضوعات يشارك في مناقشتها أعلام، وتم استخراج موضوعات من اللا شيء بغية الإساءة إلى القمة وما ناقشته وما صدر عنها من قرارات وتوصيات. حتى تصفيق الحضور في أعقاب حديث للرئيس السيسي في المؤتمر الصحافي الذي عقد في ختام القمة تم تفسيره ألف تفسير، والأمر نفسه حصل مع تعليق أحد المشاركين الأجانب في المؤتمر على ذلك التصفيق.
حالة فراغ رهيب تعاني منها تلك الفضائيات ولا تعرف كيف تملؤها، والواضح أن كل همها هو القيام بعمل ما يوهم «الأرباب» بأنها حريصة على مصلحته وأنها لذلك تبحث عن أي شيء يفرحه.
لكن الأمر لا يتوقف عند هذا، فتلك الفضائيات وصلت حد أن تصرف جزءاً من وقتها ووقت المشاهد في الحديث عن تغريدة قالها فلان أو علان أملاً في أن تتضمن ما يعين على التعرض للسعودية أو الإمارات أو مصر أو البحرين «كونها اليوم كتلة واحدة واتخذت معاً قرار مقاطعة قطر بعد أن فاض بها الكيل ويئست من تعديل سلوك الدوحة وحكامها».
هذا السلوك يضر بفاعليه وبالجهات التي ينتمون إليها والأفكار والمبادئ التي يعتنقونها قبل أن يضر بالدول الأربع التي لا تلتفت إلى ما يقولون ولا تضيع وقتها في الاستماع إليهم، فهم مهزومون ولا طريق لكلام المهزومين يوصل إلى آذان المنتصرين.
كل القنوات التي ينطبق عليها صفة «السوسة» صارت تركز على الأمور الصغيرة والداخلية التي لا علاقة لها بها، ما يؤكد أنها تعاني وتسعى إلى رضا «الأرباب» الذي هو الآخر يعاني ويبحث عن أي قصة تشعره أن الدول الأربع ليست أفضل منه حالاً. هنا مثال، أحد برامج قناة «الجزيرة» خصص بعض وقته للتهجم على شخصية إماراتية معروفة يبدو أنها وفرت تغريدة زعل بسببها أرباب هذه القناة، من دون مبالاة بحق المشاهد حيث انتقاد تلك الشخصية لا ينتج عنه سوى إحساس البعض في قطر بشيء من الفرحة، رغم أن التغريدة كانت تتناول شأناً داخلياً لا علاقة لقطر به.
القمة العربية الأوروبية الأولى التي عقدت أخيراً في مدينة شرم الشيخ حظيت بنصيب وافر من التعليقات غير ذات القيمة والبعيدة عن موضوع القمة من تلك الفضائيات وتم التركيز على الأخطاء الصغيرة التي حصولها وارد في كل حين فتحولت إلى موضوعات يشارك في مناقشتها أعلام، وتم استخراج موضوعات من اللا شيء بغية الإساءة إلى القمة وما ناقشته وما صدر عنها من قرارات وتوصيات. حتى تصفيق الحضور في أعقاب حديث للرئيس السيسي في المؤتمر الصحافي الذي عقد في ختام القمة تم تفسيره ألف تفسير، والأمر نفسه حصل مع تعليق أحد المشاركين الأجانب في المؤتمر على ذلك التصفيق.
حالة فراغ رهيب تعاني منها تلك الفضائيات ولا تعرف كيف تملؤها، والواضح أن كل همها هو القيام بعمل ما يوهم «الأرباب» بأنها حريصة على مصلحته وأنها لذلك تبحث عن أي شيء يفرحه.