الخميس الماضي كتبت هنا عن الرسائل الصوتية التي تنتشر في وسائل التواصل الاجتماعي، ودعوت الجهات الرسمية لمزيد من التحرك بشأن البحث عن الناس الذين يبثون مشاكلهم وهمومهم، ليتم التحقق من حالاتهم ومساعدتهم، باعتبار أن اللجوء لهذه الطريقة «يفترض» أنه آخر الحلول، وأنه لم يعد بيد الشخص أي طريق آخر.
أكدت فيما كتبته على مسألة «التحقق» من هذه الحالات، لأن الحابل يختلط بالنابل فيما ينشر في وسائل التواصل الاجتماعي، وأكتب ذلك من واقع تجربة، حيث مرت بي حالات، حين تحققت منها، اتضح لي بأن هناك مبالغات ومغالطات في بعضها، في المقابل هناك حالات يندى لها الجبين وتستدعي إيصال صوتها والتحرك العاجل لمساعدتها.
وبناء على ما أوردته أعلاه، فقد تابعت حالة وصلتني عبر وسائل التواصل الاجتماعي على هاتفي، وفيها بث لهم ومناشدة لحل مشكلة، وتضمنت الرسالة زجاً باسم أحد الأشخاص المعروفين بفعل الخير، وبتوليهم زمام الأمور في إحدى الجمعيات الخيرية الوطنية المشهود لها بالوقفات المشرفة مع البحرين وأهلها، والتي لها تاريخ طويل في العمل الخيري.
ولأنه أمر مستغرب بالنسبة إلي، ما تضمنته المادة التي تم تداولها، لمعرفتي بالأشخاص المشار إليهم وعملهم، تابعت عمليات التحقق من صحة الموضوع، والتي انتهت باكتشاف أنه زُج باسم الرجل الفاضل ظلماً، وأنه لا علاقة له من قريب أو بعيد بالموضوع، وأن الطرف المعني بالمشكلة لم يتصل به أو يتحدث معه، لكن مع ذلك كان القول بأن هذا الاتصال حصل، وأن الشخص المعني الذي يمثل الجهة التي تساعد الناس لم يحرك ساكناً.
بقليل من التحقق، وبالوصول لأصحاب المشكلة، اتضح أن ما سيق في الكلام غير صحيح تماماً، وفي المقابل كان التعامل من الطرف الذي اتهم زوراً، وظلم بالكلام، كان التعامل منه راقياً جداً، إذ برغم ما حصل، لم تدخل الأمور الشخصية في المسألة، بل نشر تسجيلاً صوتياً «يحلل» فيه و»يسامح» لوجه الله كل من تكلم فيه وأساء الظن بناء على ما نشر من معلومات مغلوطة، بل فوقها كان التحرك الجاد منه ومن الجهة التي يمثلها لحل مشكلة الأشخاص المتضررين والذين أرادوا بما بثوه إيصال همهم ومشكلتهم.
الجميل أن الاعتذار تم من قبل الأشخاص، وفيه اعتراف بظلم هذا الشخص الفاضل، وشكر الجهة التي يمثلها وشكره على مساعدتهم التي هي امتداد لمساعدات عديدة قدمت للبحرينيين وللمحتاجين وأصحاب المعاناة.
ذكرت هذه الحادثة التي حصلت الأسبوع الماضي لأن فيها دلالات هامة، أولها أن وسائل التواصل الاجتماعي للأسف تحولت في كثير مما ينتشر فيها لوسيلة تنتقل فيها المغالطات أو المعلومات غير الدقيقة بصورة سريعة، والمزعج أنها قد تشوه سمعة وصورة أشخاص هم في واقع الأمر مثال على النزاهة والعمل المخلص، وعليه الظلم يطالهم والمجتمع ينخدع بما يصل إليه.
التثبت من الحالات أمر مهم، وأي قصص تمر علينا فيها تورد أسماء لأشخاص، وفيها اتهامات وهجوم عليهم، تستوجب التدقيق فيها ومعرفة كافة جوانبها قبل الحكم، إذ كما نعرف دائماً وحثنا ديننا الحنيف عليه بل أنزله المولى عز وجل في محكم التنزيل بأن «التبين» والتأكد أمر واجب، حتى لا نصيب قوماً بجهالة فنصبح على ما فعلناه نادمين، وهو بالضبط ما حصل في الحالة أمامنا.
دائما يقال إن للحقيقة رواية واحدة، لكن لأي قصة أو موضوع يتناقل ألف رواية ورواية! فالناس يتناقلون الأمور، وبعضهم يزيد عليها، وبعضهم ينتقص من تفاصيلها، وبعضهم قد يعمد لتحريفها، وينتشر النقل وتتسع الرقعة وتضيع الحقيقة، والنتيجة يظلم البشر وتشوه صورتهم.
انتبهوا لما ينشر ويصلكم، لا تصدقوا كل شيء قبل أن تتثبتوا، أقولها من واقع خبرة، إذ كم من الحالات والقصص تصلنا، وبعضها من أصحابها مباشرة حتى نكتب عنها أو نتحرك على قضاياهم، لكن مع الاجتهاد والتحقق من الأطراف الأخرى المعنية نكتشف بأن ما وصل وقيل لنا فيه من النواقص الكثير، وفيه من التحريف الشيء الذي يحز في النفس، إذ وكأنما من أوصل لك موضوعه يريد أن يستغفلك ويستغلك لصالحه، عبر التضليل وعدم توضيح كافة الجوانب.
عموماً، النهاية إيجابية تماماً لما حصل، فحق الشخص أخذه من أخطأ بحقه أولاً، عبر نشر الاعتذار وبيان الحقيقة، والحمد لله أن مشكلة الأشخاص المتضررين حلت، ولم تدخل الشخصنة في الموضوع، وعليه نحمد الله أن في البحرين رجالاً شرفاء أمناء وشعباً طيباً كريماً، بهم يسود الخير، وبجهودهم يتكافل المجتمع ويتحقق التراحم فيه، فشكراً لهم جميعاً بلا استثناء.
{{ article.visit_count }}
أكدت فيما كتبته على مسألة «التحقق» من هذه الحالات، لأن الحابل يختلط بالنابل فيما ينشر في وسائل التواصل الاجتماعي، وأكتب ذلك من واقع تجربة، حيث مرت بي حالات، حين تحققت منها، اتضح لي بأن هناك مبالغات ومغالطات في بعضها، في المقابل هناك حالات يندى لها الجبين وتستدعي إيصال صوتها والتحرك العاجل لمساعدتها.
وبناء على ما أوردته أعلاه، فقد تابعت حالة وصلتني عبر وسائل التواصل الاجتماعي على هاتفي، وفيها بث لهم ومناشدة لحل مشكلة، وتضمنت الرسالة زجاً باسم أحد الأشخاص المعروفين بفعل الخير، وبتوليهم زمام الأمور في إحدى الجمعيات الخيرية الوطنية المشهود لها بالوقفات المشرفة مع البحرين وأهلها، والتي لها تاريخ طويل في العمل الخيري.
ولأنه أمر مستغرب بالنسبة إلي، ما تضمنته المادة التي تم تداولها، لمعرفتي بالأشخاص المشار إليهم وعملهم، تابعت عمليات التحقق من صحة الموضوع، والتي انتهت باكتشاف أنه زُج باسم الرجل الفاضل ظلماً، وأنه لا علاقة له من قريب أو بعيد بالموضوع، وأن الطرف المعني بالمشكلة لم يتصل به أو يتحدث معه، لكن مع ذلك كان القول بأن هذا الاتصال حصل، وأن الشخص المعني الذي يمثل الجهة التي تساعد الناس لم يحرك ساكناً.
بقليل من التحقق، وبالوصول لأصحاب المشكلة، اتضح أن ما سيق في الكلام غير صحيح تماماً، وفي المقابل كان التعامل من الطرف الذي اتهم زوراً، وظلم بالكلام، كان التعامل منه راقياً جداً، إذ برغم ما حصل، لم تدخل الأمور الشخصية في المسألة، بل نشر تسجيلاً صوتياً «يحلل» فيه و»يسامح» لوجه الله كل من تكلم فيه وأساء الظن بناء على ما نشر من معلومات مغلوطة، بل فوقها كان التحرك الجاد منه ومن الجهة التي يمثلها لحل مشكلة الأشخاص المتضررين والذين أرادوا بما بثوه إيصال همهم ومشكلتهم.
الجميل أن الاعتذار تم من قبل الأشخاص، وفيه اعتراف بظلم هذا الشخص الفاضل، وشكر الجهة التي يمثلها وشكره على مساعدتهم التي هي امتداد لمساعدات عديدة قدمت للبحرينيين وللمحتاجين وأصحاب المعاناة.
ذكرت هذه الحادثة التي حصلت الأسبوع الماضي لأن فيها دلالات هامة، أولها أن وسائل التواصل الاجتماعي للأسف تحولت في كثير مما ينتشر فيها لوسيلة تنتقل فيها المغالطات أو المعلومات غير الدقيقة بصورة سريعة، والمزعج أنها قد تشوه سمعة وصورة أشخاص هم في واقع الأمر مثال على النزاهة والعمل المخلص، وعليه الظلم يطالهم والمجتمع ينخدع بما يصل إليه.
التثبت من الحالات أمر مهم، وأي قصص تمر علينا فيها تورد أسماء لأشخاص، وفيها اتهامات وهجوم عليهم، تستوجب التدقيق فيها ومعرفة كافة جوانبها قبل الحكم، إذ كما نعرف دائماً وحثنا ديننا الحنيف عليه بل أنزله المولى عز وجل في محكم التنزيل بأن «التبين» والتأكد أمر واجب، حتى لا نصيب قوماً بجهالة فنصبح على ما فعلناه نادمين، وهو بالضبط ما حصل في الحالة أمامنا.
دائما يقال إن للحقيقة رواية واحدة، لكن لأي قصة أو موضوع يتناقل ألف رواية ورواية! فالناس يتناقلون الأمور، وبعضهم يزيد عليها، وبعضهم ينتقص من تفاصيلها، وبعضهم قد يعمد لتحريفها، وينتشر النقل وتتسع الرقعة وتضيع الحقيقة، والنتيجة يظلم البشر وتشوه صورتهم.
انتبهوا لما ينشر ويصلكم، لا تصدقوا كل شيء قبل أن تتثبتوا، أقولها من واقع خبرة، إذ كم من الحالات والقصص تصلنا، وبعضها من أصحابها مباشرة حتى نكتب عنها أو نتحرك على قضاياهم، لكن مع الاجتهاد والتحقق من الأطراف الأخرى المعنية نكتشف بأن ما وصل وقيل لنا فيه من النواقص الكثير، وفيه من التحريف الشيء الذي يحز في النفس، إذ وكأنما من أوصل لك موضوعه يريد أن يستغفلك ويستغلك لصالحه، عبر التضليل وعدم توضيح كافة الجوانب.
عموماً، النهاية إيجابية تماماً لما حصل، فحق الشخص أخذه من أخطأ بحقه أولاً، عبر نشر الاعتذار وبيان الحقيقة، والحمد لله أن مشكلة الأشخاص المتضررين حلت، ولم تدخل الشخصنة في الموضوع، وعليه نحمد الله أن في البحرين رجالاً شرفاء أمناء وشعباً طيباً كريماً، بهم يسود الخير، وبجهودهم يتكافل المجتمع ويتحقق التراحم فيه، فشكراً لهم جميعاً بلا استثناء.