سمعنا عن رموز كثيرة ترمز للسلام، كل شعب وله قصة خاصة مع هذا الرمز «فالطائر الكركي الورقي رمز السلام للشعب الياباني» و»الحمامة البيضاء» التي أرسلها سيدنا نوح لاستكشاف انتهاء الطوفان، و «غصن الزيتون» الذي تضعه العروس اليونانية فوق رأسها يوم زفافها، وحرف «V» بالإنجليزية وهو الحرف الأول من كلمة نصر في اللغة الفرنسية والإنجليزية، والفلامون وهي الإشارة التي استخدمها المذيع البريطاني دوجلاس ريتشي في برنامج وجّهه للأراضي الفرنسية المحتلة من قبل الألمان خلال الحرب العالمية الثانية ومن بعد ذلك استخدمها رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرتشل كرمز للنصر، وبعدها استخدمها اليساريون في الستينات كرمز لمناهضة الحروب، و»البندقية المكسورة» التي أخذتها المنظمة الدولية لمقاومي الحرب شعاراً لها والذي يمتد نشاطها لأربعين دولة منذ أن تأسست في عام 1921. ولكن هل فكرتم في اتخاذ كرسي مكسور ليكون رمزاً للاعنف والسلام؟!
الكرسي المكسور عمل فني صممه الفنان السويسري دانيال بيرست ونفّذه النجار لويس جنيف عام 1997، وهو عمل فني ضخم من الخشب موجود في ساحة بمقر الأمم المتحدة بجنيف، يبلغ وزنه 5.5 طناً وارتفاعه 12 متراً، كرسي عملاق كسرت إحدى أرجله ليكون بثلاث أرجل فقط بهدف توجيه رسالة إنسانية لكل من يزور المكان من سياسيين وغيرهم، لمعارضة الحروب والألغام الارضيّة والقنابل العنقودية، التي كانت سبباً في فقدان الكثير من البشر لحياتهم أو تشوهت أطراف أجسادهم، وشلّت حركتهم الطبيعية، بل بسبب هذه الحروب تشوّه وجه العالم الذي ينشدالناس فيه السلام.
هذا الكرسي الذي يتزاحم الناس حوله لالتقاط الصور باعتباره أحد أهم معالم جنيف الحديثة كان يفترض أن يعرض لمدة ثلاثة شهور في ساحة الأمم المتحدة، لكن إقبال الزوار عليه وإعجابهم بفكرته أدى إلى إبقاء التمثال في مكانه.
فهل نحتاج إلى كراسي مكسورة لنصوّر معاناة الشعوب من ويلات الحروب؟
تسعى الدول منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية لإرساء ثقافة عالمية جديدة قائمة على السلام والاحترام والحوار المتبادل بين الشعوب باختلاف توجهاتها وأفكارها ونظمها السياسية، وكذلك بين الأفراد بعضهم البعض داخل الدولة الواحدة، فالسلام احتياج فردي قبل أن يكون احتياجاً جمعياً، لذلك فإن التربية من أجل إفشاء ثقافة السلام أمر ضروري يجب أن يسود داخل بيوتنا ومدارسنا وجامعاتنا.
إن الدول الفقيرة والمتضررة من ويلات الحروب يقف مناهضو الحرب فيها أمام هذا التمثال الذي يرمز إلى فقدان السلام لتعلن صوتها الرافض للحروب وما تخلّفه من مآسٍ تطال هذه الشعوب ومنجزاتها الحضارية والمدنية، وتدّمر الإنسان إما بفقده وإما بوجوده ولكنه الوجود المشلول الذي يشبه الكرسي المكسور.
نحتاج نحن في الدول العربية إلى توحيد صفوفنا من أجل السلام ونبذ الحروب والعنف، فكم نحن متضررون من هذه الحروب، وكم من صراعات مستحدثة ومفتعلة في أراضينا من أجل السلب والنهب والتدمير والعنف استشرت وأدخلتنا نفقاً مظلماً ندفع من حياتنا وخيراتنا ثمن الخروج منه بسلام.
إن أطفال الحجارة عندما وقفوا بحجارتهم التي كانت تحملها أيديهم الصغيرة أمام العدو الصهيوني المدجج بالسلاح لم تكن لديهم القدرة على تشييد كرسي ضخم، ولكن رسالتهم كانت واضحة أمام العالم الذي تغافل عنها، حتى أصبحت حجارة هذا الطفل الفلسطيني رمزاً للمقاومة الفلسطينية في البحث عن الأمن والسلام في وطن اُحتِل عن طريق العنف والحرب، تماماً كما هو الكرسي المكسور الذي شيّده الفنان السويسري والذي كأني به يقول «كفى للحرب والتدمير كي يثبت هذا الكرسي مستقيماً على أرض تنشد السلام والتعمير».
{{ article.visit_count }}
الكرسي المكسور عمل فني صممه الفنان السويسري دانيال بيرست ونفّذه النجار لويس جنيف عام 1997، وهو عمل فني ضخم من الخشب موجود في ساحة بمقر الأمم المتحدة بجنيف، يبلغ وزنه 5.5 طناً وارتفاعه 12 متراً، كرسي عملاق كسرت إحدى أرجله ليكون بثلاث أرجل فقط بهدف توجيه رسالة إنسانية لكل من يزور المكان من سياسيين وغيرهم، لمعارضة الحروب والألغام الارضيّة والقنابل العنقودية، التي كانت سبباً في فقدان الكثير من البشر لحياتهم أو تشوهت أطراف أجسادهم، وشلّت حركتهم الطبيعية، بل بسبب هذه الحروب تشوّه وجه العالم الذي ينشدالناس فيه السلام.
هذا الكرسي الذي يتزاحم الناس حوله لالتقاط الصور باعتباره أحد أهم معالم جنيف الحديثة كان يفترض أن يعرض لمدة ثلاثة شهور في ساحة الأمم المتحدة، لكن إقبال الزوار عليه وإعجابهم بفكرته أدى إلى إبقاء التمثال في مكانه.
فهل نحتاج إلى كراسي مكسورة لنصوّر معاناة الشعوب من ويلات الحروب؟
تسعى الدول منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية لإرساء ثقافة عالمية جديدة قائمة على السلام والاحترام والحوار المتبادل بين الشعوب باختلاف توجهاتها وأفكارها ونظمها السياسية، وكذلك بين الأفراد بعضهم البعض داخل الدولة الواحدة، فالسلام احتياج فردي قبل أن يكون احتياجاً جمعياً، لذلك فإن التربية من أجل إفشاء ثقافة السلام أمر ضروري يجب أن يسود داخل بيوتنا ومدارسنا وجامعاتنا.
إن الدول الفقيرة والمتضررة من ويلات الحروب يقف مناهضو الحرب فيها أمام هذا التمثال الذي يرمز إلى فقدان السلام لتعلن صوتها الرافض للحروب وما تخلّفه من مآسٍ تطال هذه الشعوب ومنجزاتها الحضارية والمدنية، وتدّمر الإنسان إما بفقده وإما بوجوده ولكنه الوجود المشلول الذي يشبه الكرسي المكسور.
نحتاج نحن في الدول العربية إلى توحيد صفوفنا من أجل السلام ونبذ الحروب والعنف، فكم نحن متضررون من هذه الحروب، وكم من صراعات مستحدثة ومفتعلة في أراضينا من أجل السلب والنهب والتدمير والعنف استشرت وأدخلتنا نفقاً مظلماً ندفع من حياتنا وخيراتنا ثمن الخروج منه بسلام.
إن أطفال الحجارة عندما وقفوا بحجارتهم التي كانت تحملها أيديهم الصغيرة أمام العدو الصهيوني المدجج بالسلاح لم تكن لديهم القدرة على تشييد كرسي ضخم، ولكن رسالتهم كانت واضحة أمام العالم الذي تغافل عنها، حتى أصبحت حجارة هذا الطفل الفلسطيني رمزاً للمقاومة الفلسطينية في البحث عن الأمن والسلام في وطن اُحتِل عن طريق العنف والحرب، تماماً كما هو الكرسي المكسور الذي شيّده الفنان السويسري والذي كأني به يقول «كفى للحرب والتدمير كي يثبت هذا الكرسي مستقيماً على أرض تنشد السلام والتعمير».