على مدى أكثر من 8 سنوات لم يتوقفوا عن تناول مملكة البحرين بالسوء وقالوا عن الحكومة فيها الكثير من الكلام السالب وقدموها للعالم في أبشع صورة، والشيء نفسه يفعلونه اليوم مع سعي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي عهد المملكة العربية السعودية للارتقاء بشعبه، ومع سمو الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي الذي يعمل في الاتجاه نفسه. لكن كل ما قالوه عن البحرين لم يؤثر فيها واستمرت هي في تقدمها وعطائها ووفرت المثال تلو المثال على أنها تعمل لخدمة شعب البحرين والارتقاء به، وكل الذي يقولونه اليوم عن وليي عهد السعودية وأبوظبي لن يؤثر في سموهما وهاهما يوفران في كل يوم دليلاً جديداً على نجاحهما وعلى خدمة وطنهما وخدمة مجلس التعاون بل كل المنطقة.

هل هذا يعني أن مريدي السوء فشلوا؟ الجواب الأكيد هو نعم، لقد فشلوا ويفشلون في كل يوم عدة مرات وسيظل الفشل مرافقا لهم طالما أنهم يريدون السوء ولا هم لهم سوى التخريب ونشر الفوضى، وطالما قرروا البقاء في الحضن الفارسي وحضن من صار موالياً لهذا الحضن وغارقاً فيه، وصار أداة في يده.

على مدى أكثر من 8 سنوات لم يتوقفوا عن الإساءة للبحرين، فعلوا كل ما أمكنهم فعله في الداخل وكل ما أمكنهم فعله في الخارج وسعوا إلى تأليب العالم ضد البحرين واستغلوا كل المحافل الدولية أملاً في تحقيق ولو بعض ما يريدون تحقيقه ووظفوا من أجل ذلك كل علاقاتهم بالمنظمات المعنية بحقوق الإنسان في العالم، لكنهم لم يتمكنوا ولن يتمكنوا. وعلى مدى عدة سنوات عمدوا إلى الإساءة إلى الأمير محمد بن سلمان والشيخ محمد بن زايد واعتبروا قصة اليمن فرصة ذهبية للإساءة إلى سموهما، ووظفوا قصة الصحافي السعودي جمال خاشقجي للإساءة إلى السعودية وقصة سجن عناصر الإخوان للإساءة إلى الإمارات، لكنهم لم يتمكنوا ولن يتمكنوا. والأمر نفسه فعلوه ويفعلونه مع مصر، فلا يمر يوم إلا ويتطاولون فيه على الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي أثبت أنه يقود مصر بكفاءة وصبر.

البحرين والسعودية والإمارات ومصر جبل واحد، التصادم معه لا يورث إلا الأذى والألم، وهو ليس جبلاً عادياً، هذه هي الحقيقة التي ينبغي أن يدركها جيداً مريدو السوء وكل من يدعمهم ومن يؤيدهم ومن لا يزال موهوما بأنهم يسعون إلى الخير.

كل الذي فعلوه في السنوات الماضية لم يكسبوا منه شيئا، وكل الذي يفعلونه اليوم وسيفعلونه في الغد لن يكسبوا منه مفيداً، أياً كان حجم الدعم الذي يحصلون عليه من النظامين الإيراني والقطري، فهذه الدول الأربع جبل أشم وفيها رجال الواحد منهم بوزن كل مريدي السوء ووزن من يقف من ورائهم.

هذا ليس كلاماً مرسلاً ولكنه حقيقة ماثلة ومتجسدة يراها الداني والقاصي، والدليل هو أنه رغم كل ما فعله مريدو السوء خلال السنوات المذكورة لم يعطل مسيرة العطاء في هذه الدول. النظامان الإيراني والقطري ومعهما النظام التركي صرفوا المليارات كي يعيقوا مسيرة السعودية بقصة جمال خاشقجي وقصص أخرى عديدة لكنهم لم يتمكنوا، وصرفوا مليارات أخرى ووظفوا كل عناصر الإخوان كي يعيقوا مسيرة الإمارات بالعديد من القصص لكنهم لم يتمكنوا، ولم يتمكنوا من البحرين رغم كل الذي فعلوه ولا يزالون، والأكيد أنهم لن يتمكنوا من مصر حتى مع الفرصة التي توفرت لهم أخيراً من حادث محطة مصر للقطارات.

المكسب الوحيد الذي يمكن أن يحصلوا عليه من الدول الأربع يتحقق من مراجعة أنفسهم والعودة إلى العقل الذي نزعوه من رؤوسهم والعمل من خلال مؤسسات الدولة.